فصل: قال عبد الكريم الخطيب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال عبد الكريم الخطيب:

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ} هو تشنيع على الشرك، وعلى ما يحيق بالمشركين من غضب اللّه ونقمته، وأنه أمر إن وقع فيه أحد، فلا شفاعة له عند اللّه- حتى ولو فرض- وهو مستحيل- إن كان الذي يشرك باللّه، من أقرب المقربين إلى اللّه، وهم أنبياء اللّه، أو كان من أكرم خلق اللّه على اللّه، وهو رسول اللّه!
قوله تعالى: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ}.
هو تأمين على ما قررته الآية السابقة، وتوكيد لما حملت من إنكار على الكافرين دعوتهم النبىّ إلى عبادة غير اللّه.. فهم يدعون النبي إلى عبادة غير اللّه، واللّه سبحانه وتعالى يدعوه إلى عبادته.. وفى هذا إبطال لدعوة المشركين، وإهدار لها.
وفى الجمع بين العبادة والشكر، إشارة إلى أن هذه العبادة ليست عبادة قهر وقسر، بل هي عبادة حمد وشكر، وولاء، وحبّ للّه سبحانه وتعالى، الذي خلق فسوّى، والذي قدّر فهدى، والذي أخرج المرعى، فجعله غثاء أحوى.
قوله تعالى: {وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ}.
أي أن هؤلاء الذين كفروا باللّه، إنما كفروا به لأنهم لم يتعرفوا إليه، ولم يعرفوا بعض كمالاته، وصفاته..!
وقوله تعالى: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ} جملة حالية، من لفظ الجلالة، أي أن هؤلاء الكافرين لم يقدروا اللّه حق قدره، والحال أن الأرض تكون في قبضته يوم القيامة، فأنّى لهم المهرب من حسابه وعقابه؟.
وقوله تعالى: {وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} حال أخرى معطوف على قوله تعالى: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ}. وطىّ السماء بيمين اللّه سبحانه وتعالى، هو استجابتها لقدرته، وخضوعها لسلطانه، يطويها وينشرها، كما شاء سبحانه.. ومثل هذا قوله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} [الأنبياء: 104].
وقوله تعالى: {سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ}. هو ردّ المؤمنين على الكافرين، والضالين، الذين لم يقدروا اللّه حق قدره، فأشركوا به، وجعلوا ولاءهم لغيره.. والمؤمنون- وقد قدروا اللّه حق قدره- ينزّهون اللّه سبحانه وتعالى عن أن يكون له شركاء، وينكرون على المشركين ما هم فيه من ضلال، وكفر باللّه. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65)} تأييد لأمره بأن يقول للمشركين تلكَ المقالة مقالةً إنكار أن يطمعوا منه في عبادة الله، بأنه قول استحقوا أن يُرمَوا بغلظته لأنهم جاهلون بالأدلة وجاهلون بنفس الرسول وزكائها.
وأعقب بأنهم جاهلون بأن التوحيد هو سنة الأنبياء وأنهم لا يتطرق الإِشراك حوالي قلوبهم، فالمقصود الأهم من هذا الخبر التعريض بالمشركين إذ حاولوا النبي صلى الله عليه وسلم على الاعتراف بإلهية أصنامهم.
والواو عاطفة على جملة {قُلْ} [الزمر: 64].
وتأكيدُ الخبر بلام القسم وبحرف قد تأكيد لما فيه من التعريض للمشركين.
والوحي: الإِعلام من الله بواسطة الملَك.
والذين من قبله هم الأنبياء والمرسلون.
فالمراد القبلية في صفة النبوءة فالذين من قبلك مراد به الأنبياء.
وجملة {لئن أشركت ليحبطن عملك} مبيّنة لمعنى أُوحي كقوله تعالى: {فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد} [طه: 120].
والتاء في {أشْرَكت} تاء الخطاب لِكل من أوحي إليه بمضمون هذه الجملة من الأنبياء فتكون الجملة بيانًا لما أوحي إليه وإلى الذين من قبله.
ويجوز أن يكون الخطاب للنبيء صلى الله عليه وسلم فتكون الجملة بيانًا لجملة {أُوحِي إليك} ويكون {وإلى الذين من قبلِكَ} اعتراضًا لأن البيان تابع للمبين عمومه ونحوه.
وأيًّا مَّا كان فالمقصود بالخطاب تعريض بقوممِ الذي أوحى إليه لأن فرض إشراك النبي صلى الله عليه وسلم غير متوقَّع.
واللام في {لَئِن أشركت} موطئة للقسم المحذوف دالة عليه، واللام في {لَيَحْبَطن} لام جواب القسم.
والحَبط: البطلان والدحض، حَبِط عملُه: ذهب باطلًا.
والمراد بالعمل هنا: العملَ الصالح الذي يرجى منه الجزاء الحسن الأبدي.
ومعنى حَبطه: أن يكون لغوًا غير مُجازى عليه.
وتقدم حكم الإِشراك بعد الإِيمان، وحكم رجوع ثواب العمل لصاحبه إن عاد إلى الإِيمان بعد أن أَبطل إيمانه عند قوله تعالى: {ومن يرتدد منكم عن دينه فيمتْ وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم} في سورة [البقرة: 217].
ثم عطف عليه أن صاحب الإشراك من الخاسرين، شبه حاله حينئذٍ بحال التاجر الذي أخرج مالًا ليربح فيه زيادةَ مال فعاد وقد ذهب ماله الذي كان بيده أو أكثرُه، فالكلامُ تمثيل لحال من أشرك بعد التوحيد فإن الإِشراك قد طلب به مبتكروه زيادة القرب من الله إذ قالوا: {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} [الزمر: 3] {ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند اللَّه} [يونس: 18] فكان حالهم كحال التاجر الذي طلب الزيادة على ما عنده من المال ولكنه طلب الربح من غير بابه، فباء بخسرانه وتبابه.
وفي تقدير فرض وقوع الإشراك من الرسول والذين مَن قبله مع تحقق عصمتهم التنبيهُ على عظم أمر التوحيد وخطر الإشراك ليعلم الناس أن أعلى الدرجات في الفضل لو فرض أن يأتي عليها الإِشراك لما أبقى منها أثرًا ولدحضها دحضًا.
و{بل} لإِبطال مضمون جملة لئِن أشركت أي بل لا تشرك، أو لإِبطال مضمون جملة {أفغير الله تأمروني أعبُدُ}.
والفاء في قوله: {فاعبد} يظهر أنها تفريع على التحذير من حبط العمللِ ومن الخسران فحصل باجتماع {بَل} والفاء، في صدر الجملة، أَنْ جمعت غرضين: غرضضِ إبطال كلامهم، وغرضضِ التحذير من أحوالهم، وهذا وجه رشيق.
ومقتضى كلام سيبويه: أن الفاء مفرِّعة على فعل أمر محذوف يقدر بحسب المقام، وتقديره: تَنبَّه فاعْبُد الله أي تنبه لمكرهم ولا تغترِرْ بما أمروك أن تعبد غير الله فحذف فعل الأمر اختصارًا فلما حذف استنكر الابتداء بالفاء فقدموا مفعول الفعل الموالي لها فكانت الفاء متوسطة كما هو شأنها في نسج الكلام وحصل مع ذلك التقديممِ حصرٌ.
وجعل الزمخشري والزجاج الفاء جزاءية دالة على شرط مقدر أي يدل عليه السِياق، تقديره: إن كنت عاقلًا مقابل قوله: {أيها الجاهلون} [الزمر: 64] فاعبد الله، فلما حذف الشرط أي إيجازًا عوض عنه تقديم المفعول وهو قريب من كلام سيبويه.
وعن الكسائي والفراء الفاء مؤذنة بفعل قبلها يدل عليه الفعل الموالي لها، والتقدير: الله أعبُدْ فاعْبُد، فلما حذف الفعل الأول حذف مفعول الفعل الملفوظ به للاستغناء عنه بمفعول الفعل المحذوف.
وتقديم المعمول على {فاعبد} لإِفادة القصر، كما تقدم في قوله: {قل اللَّه أعبد} في هذه السورة (14)، أي أعبد الله لا غيره، وهذا في مقام الرد على المشركين كما تضمنه قوله: {قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون} [الزمر: 64].
والشكر هنا: العمل الصالح لأنه عطف على إفراد الله تعالى بالعبادة فقد تمحض معنى الشكر هنا للعمل الذي يُرضي الله تعالى والقول عموم الخطاب للنبيء صلى الله عليه وسلم ولمن قبله أو في خصوصه بالنبي صلى الله عليه وسلم ويقاس عليه الأنبياء كالقول في {لئِن أشركت ليحبطن عملك}.
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)} لما جرى الكلام على أن الله تعالى خلق كل شيء وأن له مقاليد السماوات والأرض وهو مُلك عوالم الدنيا، وذيل ذلك بأن الذين كفروا بدليل الوحدانية هم الخاسرون، وانتقلَ الكلام هنا إلى عظمة مُلك الله تعالى في العالم الأخروي الأبدي، وأن الذين كفروا بآيات الله الدالة على ملكوت الدنيا قد خسروا بترك النظر، فلو اطلعوا على عظيم ملك الله في الآخرة لقدّروه حقّ قدره فتكون الواو عاطفة جملة {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة} على جملة {له مقاليد السموات والأرض} [الزمر: 63] ويكون قوله: {وما قدروا الله} الخ معترضًا بين الجملتين، اقتضاها التناسب مع جملة {والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون} [الزمر: 63].
ويجوز أن تكون معطوفة على جملة الله خالق كل شيء [الزمر: 62] فتكون جملة {وما قدروا الله حق قدره} وجملة {والأرض جميعًا قبضته} كلتاهما معطوفتين على جملة {الله خالق كل شيء} [الزمر: 62].
والمعنى: هو هو، إلا أن الحال أوضح إفصاحًا عنه.
ويجوز أن تكون جملة {والأرض جميعًا قبضته} عطفَ غرض على غرض انتُقل به إلى وصف يوم القيامة وأحوال الفريقين فيه، وجملة {وما قدروا الله حق قدره} اعتراضًا، وهو تمثيل لحال الجاهل بعظمة شيء بحال من لم يحقق مقدار صُبرة فنقصها عن مقدارها، فصار معنى {ما قدروا الله} ما عرفوا عظمته حيث لم ينزهوه عما لا يليق بجلاله من الشريك في إلهيته.
و{حقَّ قدره} من إضافة الصفة إلى الموصوف، أي ما قدروا الله قدرَه الحقَّ، فانتصب {حَقَّ} على النيابة عن المفعول المطلق المبيّن للنوع، وتقدم نظير هذا في سورة الأنعام.
وجميع: أصله اسم مفعول مثل قتيل، قال لبيد:
عريت وكان بها الجَميع فأبكروا ** منها وغودر نؤيها وثمامها

وبذلك استعمل توكيدًا مثلَ كلّ وأَجمَع قال تعالى: {يوم يبعثهم اللَّه جميعًا} في سورة [المجادلة: 6].
وقد وقع {جميعًا} هنا حالًا من {الأرض} واسم {الأرض} مؤنث فكان تجريد جميع من علامة التأنيث جريًا على الوجه الغالب في جريان فعيل بمعنى مفعول على موصوفه، وقد تلحقه علامة التأنيث كقول امرئ القيس:
فلو أنها نفس تموت جميعةٌ ** ولكنها نفس تَسَاقَطُ أنفسا

وانتصب {جميعًا} هنا على الحال من {الأرض} وتقدم نظيره آنفًا في قوله: {قل لله الشفاعة جميعًا} [الزمر: 44].
والقبضة بفتح القاف المرّة من القَبْض، وتقدم في قوله: {فقبضت قبضة من أثر الرسول} في سورة [طه: 96].
والإِخبار عن الأرض بهذا المصدر الذي هو بمعنى المفعول كالخَلق بمعنى المخلوق للمبالغة في الاتصاف بالمعنى المصدري وإنما صيغ لها وزن المرة تحقيرًا لها في جانب عظمة ملك الله تعالى، وإنما لم يُجَأْ بها مضمومة القاف بمعنى الشيء المقبوض لئلا تفوت المبالغة في الاتصاف ولا الدلالة على التحقير فالقَبضة مستعارة للتناول استعارة تصريحية، والقبضة تدل على تمام التمكن من المقبوض وأن المقبوض لا تصرّف له ولا تحرّك.
وهذا إيماء إلى تعطيل حركة الأرض وانقماع مظاهرها إذ تصبح في عالم الآخرة شيئًا موجودًا لا عمل له وذلك بزوال نظام الجاذبية وانقراض أسباب الحياة التي كانت تمد الموجودات الحية على سطح الأرض من حيوان ونبات.
وطَيُّ السماوات: استعارة مكنية لتشويش تنسيقها واختلال أَبعاد أجرامها، فإن الطي ردّ ولفّ بعض شُقق الثوب أو الوَرق على بعض بعد أن كانت مبسوطة منتشرة على نسق مناسب للمقصود من نشره فإذا انتهى المقصود طوي المنشور، قال تعالى: {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتاب كما بدأنا أول خلق نعيده} [الأنبياء: 104].
وإثبات الطي تخييل.
والباء في {بِيَمِينِه} للآلة والسببية.
واليمين: وصف لليد ولا يدَ هنا وإنما هي كناية عن القدرة لأن العمل يكون باليد اليمين قال الشاعر أنشده الفرّاء والمبرد، قال القرطبي:
ولما رأيتُ الشمس أشرقَ نورها ** تَناولتُ منها حَاجتي بيمين

أي بقدرة.
وضمير {منها} يعود على مذكور في أبيات قبله.
والمقصود من هاتين الجملتين تمثيل عظمة الله تعالى بحال من أخذ الأرض في قَبضته ومن كانت السماوات مطويةً أفلاكها وآفاقها بيده تشبيه المعقول بالمتخيَّل وهي تمثيلية تنحل أجزاؤها إلى استعارتين، وفيها دلالة على أن الأرض والسماوات باقية غير مضمحلة ولكن نظامهما المعهود اعتراه تعطيل، وفي الصحيح عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يقبض الله الأرض ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول أَنَا المَلِك أَين ملوك الأرض» وعن عبد الله بن مسعود قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إنّا نجد أن الله يجعل السماوات على إِصبَع، والأرضينَ على إصبع، والشجَر على إصبع، والماءَ والثَّرى على إصبع، وسائر الخلق على اصبَع، فيقول أنا الملك، فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه تصديقًا لقول الحبر ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون}.
ومعنى قوله: ثم قرأ هذه الآية، نزلت قبل ذلك لأنها مما نزل بمكة.
والحَبر من أحبار يهود المدينة، وقول الراوي: تصديقًا لقول الحَبر، مُدرَج في الحديث من فهم الراوي كما جزم به أبو العباس القرطبي في كتابه: المفهم على صحيح مسلم، وقال الخطّابي رَوى هذا الحديث غيرُ واحد عن عبد الله بن مسعود من طريق عَبِيدة فلم يذكروا قوله تصديقًا لقول الحَبر، ولعله من الراوي ظَنٌّ وحسبان. اهـ، أي فهو من إدراج إبراهيم النخعي رواية عن عَبِيدَة.
وإنما كان ضحك النبي صلى الله عليه وسلم استهزاء بالحَبر في ظنه أن الله يفعل ذلك حقيقة وأن له يدًا وأصابع حسب اعتقاد اليهود التجسيم ولذلك أعقبه بقراءة {وما قدروا الله حق قدره} لأن افتتاحها يشتمل على إبطال ما توهمه الحَبر ونظراؤه من الجسمية، وذلك معروف من اعتقادهم وقد ردّه القرآن عليهم غيرَ مرة مما هو معلوم فلم يحتج النبي صلى الله عليه وسلم إلى التصريح بإبطاله واكتفى بالإِشارة التي يفهمها المؤمنون، ثم أشار إلى أن ما توهمه اليهودي توزيعًا على الأصابع إنما هو مجاز عن الأخذ والتصرف.
وفي بعض روايات الحديث فنزل قوله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره} وهو وهَم من بعض رواته وكيف وهذه مكية وقصة الحبر مدنية.
وجملة {سبحانه وتعالى عما يشركون} إنشاء تنزيه لله تعالى عن إشراك المشركين له آلهةً وهو يؤكد جملة {وما قدروا الله حق قدره}. اهـ.