فصل: (سورة غافر: الآيات 4- 5):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة غافر: الآيات 4- 5]:

{ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ (4) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجادَلُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ (5)}.

.الإعراب:

ما نافية {في آيات} متعلّق ب {يجادل} {إلّا} للحصر {الذين} موصول في محلّ رفع فاعل الفاء لربط المسبّب بالسبب لا ناهية جازمة {في البلاد} متعلّق بتقلّبهم.
جملة: {ما يجادل} {إلّا الذين} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {لا يغررك تقلّبهم} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: تنبه فلا يغررك.
(5) {قبلهم} ظرف زمان منصوب متعلّق ب {كذّبت} {من بعدهم} متعلّق بحال من الأحزاب الواو عاطفة في الموضعين {برسولهم} متعلّق ب {همّت} اللام للتعليل {يأخذوه} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.
والمصدر المؤوّل {أن يأخذوه} في محلّ جرّ باللام متعلّق ب {همّت}.
{بالباطل} متعلّق ب {جادلوا} {ليدحضوا} مثل ليأخذوه.. والجارّ متعلّق ب {جادلوا} {به} متعلّق ب {يدحضوا} الفاء عاطفة والثانية استئنافيّة {كيف} اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان {عقاب} اسم كان مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة الفاصلة.. و الياء مضاف إليه.
وجملة: {كذّبت} {قوم} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {همّت كلّ} لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبت... قوم.
وجملة: {يأخذوه} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المضمر.
وجملة: {جادلوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبت.
وجملة: {يدحضوا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المضمر.
وجملة: {أخذتهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبت.
وجملة: {كان عقاب} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الفوائد:

الجدال في آيات القرآن:
دلت هذه الآية على كفر الذين يكذبون بآيات اللّه عز وجل، ولا يسلمون بما فيها من أحكام، بل يحاولون دحضها وإبطالها والاعتراض عليها.
عن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن جدالا في القرآن كفر. أخرجه أبو داود.
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: سمع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قوما يتمارون فقال: إنما أهلك من كان قبلكم بهذا. ضربوا كتاب اللّه عز وجل بعضه ببعض. وإنما أنزل الكتاب يصدق بعضه بعضا فلا تكذبوا بعضه ببعض، فما علمتم منه فقولوه، وما جهلتم منه فكلوه إلى عالمه.

.[سورة غافر: آية 6]:

{وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ (6)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {كذلك} متعلّق بمحذوف مطلق عامله حقّت {على الذين} متعلّق ب {حقّت}.
والمصدر المؤوّل {أنّهم أصحاب} في محلّ رفع بدل من {كلمة} ربّك.. بدل اشتمال بحسب المعنى أو كلّ بحسب اللفظ.
جملة: {حقّت كلمة} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.

.[سورة غافر: الآيات 7- 9]:

{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شيء رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)}.

.الإعراب:

الواو عاطفة في المواضع الخمسة من موصول في محلّ رفع معطوف على المبتدأ {الذين} {حوله} ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من {بحمد} متعلّق بحال من فاعل يسبّحون {به} متعلّق ب {يؤمنون} {للذين} متعلّق ب {يستغفرون} {ربّنا} منادى مضاف منصوب {رحمة} تمييز محوّل عن فاعل الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر {للذين} متعلّق ب {اغفر} {عذاب} مفعول به ثان منصوب.
جملة: {الذين يحملون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يحملون} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {يسبّحون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {الذين}.
وجملة: {يؤمنون به} في محلّ رفع معطوفة على جملة يسبّحون.
وجملة: {يستغفرون} في محلّ رفع معطوفة على جملة يسبحون.
وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين} الثاني.
وجملة النداء وجوابه في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر..
وجملة القول المقدّرة في محلّ نصب حال من فاعل يستغفرون أي: يقولون ربّنا وسعت.
وجملة: {وسعت} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {اغفر} في محل جزم جواب شرط مقدّر أي: إن وسعت رحمتك كلّ شيء فاغفر للذين تابوا.
وجملة: {تابوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين} الثالث.
وجملة: {اتّبعوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {قهم} معطوفة على جملة اغفر.
(8) الواو عاطفة في المواضع الأربعة {ربّنا} مثل الأول {التي} موصول في محلّ نصب نعت لجنّات من موصول في محلّ نصب معطوفة على الضمير المفعول في {أدخلهم أو وعدتهم} {من آبائهم} متعلّق بحال من فاعل صلح {أنت} ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره {العزيز}.
وجملة النداء.. لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام.
وجملة: {أدخلهم} في محلّ جزم معطوفة على جملة اغفر.
وجملة: {وعدتهم} لا محلّ لها صلة الموصول {التي}.
وجملة: {صلح}. لا محلّ لها صلة الموصول من.
وجملة: {إنّك أنت العزيز} لا محلّ لها تعليل للاسترحام.
وجملة: {أنت العزيز} في محلّ رفع خبر إنّ.
(9) الواو عاطفة والثانية استئنافيّة من اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به عامله تق {يومئذ} ظرف زمان منصوب مضاف إلى ظرف آخر متعلّق ب {تق} والتنوين فيه عوض من جملة محذوفة، الفاء رابطة لجواب الشرط قد حرف تحقيق الواو استئنافيّة {هو} ضمير فصل.
وجملة: {قهم} الثانية في محلّ جزم معطوفة على جملة اغفر.
وجملة: {تق} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {رحمته} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {ذلك الفوز} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{تق} فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله تقي، وفيه إعلال آخر بالحذف لأنه مضارع لمعتلّ الفاء حذفت فاؤه في المضارع ماضيه وقى.. وزنه تع بحذف فائه ولامه.

.البلاغة:

الإسجال بعد المغالطة: في قوله تعالى: {رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ}.
وهذا الفن: هو فن طريف من فنون البلاغة، أطلق عليه فن الإسجال بعد المغالطة، وهو أن يقصد المتكلم غرضا من ممدوح، فيأتي بألفاظ تقرر بلوغه ذلك الغرض، إسجالا منه على الممدوح به، وبيان ذلك، أن يشترط شرطا يلزم من وقوعه وقوع ذلك الغرض، ثم يخبر بوقوعه مغالطة، وقد يقع الإسجال لغير مغالطة. وهذا النوع هو الذي وقع في الكتاب العزيز.

.الفوائد:

حملة العرش:
قيل: هم أربعة من الملائكة، وهم من أشرف الملائكة وأفضلهم لقربهم من اللّه عز وجل، وجاء في الحديث، أنهم ليس لهم كلام غير التسبيح والتحميد والتمجيد، ما بين أظلافهم إلى ركبهم كما بين سماء إلى سماء، وقال ابن عباس:
جملة العرش ما بين كعب أحدهم إلى أسفل قدميه مسيرة خمسمائة عام، وروى جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة اللّه عز وجل من حملة العرش أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام.
أخرجه أبو داود.

.[سورة النساء: آية 10]:

{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْمًا إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (10)}.

.الإعراب:

الواو في {ينادون} نائب الفاعل اللام لام الابتداء للتوكيد {من مقتكم} متعلّق بأكبر {أنفسكم} مفعول به للمصدر مقتكم {إذ} ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب {مقت} الأول، {تدعون} مثل ينادون {إلى الإيمان} متعلّق ب {تدعون} الفاء عاطفة.
جملة: {إنّ الذين كفروا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {ينادون} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {لمقت اللّه أكبر} لا محلّ لها تفسير للنداء.
وجملة: {تدعون} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {تكفرون} في محلّ جرّ معطوفة على جملة تدعون.

.الصرف:

{ينادون} فيه إعلال بالحذف، أصله يناداون- بألف بعد الدال- التقى ساكنان- الألف والواو- فحذفت الألف وبقي ما قبلها مفتوحا دلالة عليها، وزنه يفاعون بفتح العين.
{تدعون} يأخذ حكم ينادون في الإعلال، كلاهما معتلّ اللام مبنيّ للمجهول.

.[سورة غافر: الآيات 11- 12]:

{قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11) ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)}.

.الإعراب:

{ربّنا} منادى مضاف منصوب {اثنتين} مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته، في الموضعين، عامل الأول أمتنا، وعامل الثاني أحييتنا الفاء عاطفة {بذنوبنا} متعلّق ب {اعترفنا} الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر {هل} حرف استفهام {إلى خروج} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ {سبيل} وهو مجرور لفظا مرفوع محلا.
جملة: {قالوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ربّنا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {أمتّنا} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {أحييتنا} لا محلّ لها معطوفة على جملة أمتنا.
وجملة: {اعترفنا} لا محلّ لها معطوفة على جملة أمتنا.
وجملة: {هل إلى خروج من سبيل} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن قبل اعترافنا بذنوبنا فهل نخرج من النار.
(12) {ذلكم} مبتدأ {اللّه} لفظ الجلالة نائب الفاعل {وحده} حال منصوبة من لفظ الجلالة..
والمصدر المؤوّل {أنّه إذا دعي} في محلّ جرّ ب الباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلكم.
ونائب الفاعل لفعل {يشرك} محذوف دلّ عليه سياق الكلام أي شريك {به} متعلّق ب {يشرك} الفاء استئنافيّة {للّه} متعلّق بخبر المبتدأ {الحكم}.
وجملة: {ذلكم بأنّه} لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي لا ليس ثمّة خروج من النار بسبب كفركم.
وجملة الشرط إذا وفعله وجوابه في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: {دعي اللّه} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {كفرتم} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {إن يشرك به} في محلّ رفع معطوفة على جملة خبر أنّ.
وجملة: {تؤمنوا} لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: {الحكم للّه} لا محلّ لها استئنافيّة.

.البلاغة:

المجاز المرسل: في قوله تعالى: {رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ}.
لأن المراد بالميتتين الاثنتين: خلقهم أمواتا أولا، وإماتتهم عند انقضاء آجالهم ثانيا.
والمراد بالإحيائتين: الإحياءة الأولى، وإحياءة البعث. وقد أوضح سبحانه ذلك بقوله: {وَكُنْتُمْ أَمْواتًا فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} ففي تسمية خلقهم أمواتا إماتة مجاز، لأنه باعتبار ما كان، وقد أوضح ذلك الزمخشري أبلغ إيضاح في فصله الممتع بهذا الصدد، ننقله بنصه، لنفاسته.
قال: فإن قلت: كيف صح أن يسمى خلقهم أمواتا إماتة، قلت: كما صح أن تقول: سبحان من صغر حجم البعوضة وكبر حجم الفيل، وقولك للحفار: ضيق فم الركبة، ووسع أسفلها، وليس ثم نقل من صغر إلى كبر، ولا عكسه، ولا من ضيق إلى سعة، ولا عكسه، وإنما أراد الإنشاء على تلك الصفات. والسبب في صحته أن الكبر والصغر جائزان معا على المصنوع الواحد، من غير ترجح لأحدهما. وكذلك الضيق والسعة، فإذا اختار الصانع أحد الجائزين وهو متمكن منهما على السواء فقد صرف المصنوع عن الجائز الآخذ فجعل صرفه منه كنقله منه.