فصل: قال ابن عطية في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



والكلام مؤذن بقَسَم مقدّر لأن اللام لام جواب القسم، والمقصود: تأكيد الخبر.
ومعنى {أكبر} أنه أعظم وأهم وأكثر متعلَّقاتتِ قدرة بالقادر عليه لا يعجز عن خلق ناس يبعثهم للحساب.
فالمراد بالناس في قوله: {مِنْ خَلْققِ النَّاسِ} الذين يعيد الله خلقتهم كما بدأهم أول مرة ويودع فيهم أرواحهم كما أودعها فيهم أول مرة.
والخبر مستعمل في غير معناه لأن كون خلقها أكبر هو أمر معلوم وإنما أريد التذكير والتنبيه عليه لعدم جريهم على موجَب علمهم به.
وموقع الاستدراك في قوله: {ولكن أكثرَ النَّاسِ لا يعلَمُون} ما اقتضاه التوكيد بالقَسَم من اتضاح أن خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس.
فالمعنى: أن حجة إمكان البعث واضحة ولكن الذين ينكرونها لا يعلمون، أي لا يعلمون الدليل لأنهم متلاهون عن النظر في الأدلة مقتنعون ببادىء الخواطر التي تبدو لهم فيتخذونها عقيدة دون بحث عن معارضها، فلما جرَوا على حالة انتقاء العلم نُزلوا منزلة من لا علم لهم فلذلك نزل فعل {يعلمون} منزلة اللازم ولم يذكر له مفعول.
فالمراد ب {أكثَرَ النَّاسِ} هم الذين يجادلون في آيات البعث وهم المشركون، وأما الذين علموا ذلك فهم المؤمنون وهم أقل منهم عددًا.
وإظهار لفظ {الناس} في قوله: {ولكنَّ أكثَر النَّاس لا يعلمون} مع أن مقتضى الظاهر الإضمار، لتكون الجملة مستقلة بالدلالة فتصلح لأن تَسير مسير الأمثال، فالمعنى أنهم أنكروا البعث لاستبعادهم خلق الأجسام مع أن في خلق السماوات والأرض ما لا يبقَى معه استبعاد مثل ذلك.
{وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ (58)} لما نزّلهم منزلة من لا يعلم ضرب مثلًا لهم وللمؤمنين، فمثَل الذين يجادلون في أمر البعث مع وضوح إمكانه مَثَل الأعمى، ومثل المؤمنين الذين آمنوا به حال البصير، وقد علم حال المؤمنين من مفهوم صفة {أكثر الناس} لأن الأكثرين من الذين لا يعلمون يقابلهم أقلون يعلمون.
والمعنى: لا يستوي الذين اهتدوا والذين هم في ضلال، فإطلاق الأعمى والبصير استعارة للفريقين الذين تضمنهما قوله: {ولكنَّ أكثرَ النَّاسِ لا يعلَمون} [غافر: 57].
ونفيُ الاستواء بينهما يقتضي تفضيل أحدهما على الآخر كما قدمنا في قوله تعالى: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين} الآية في سورة [النساء: 95]، ومن المتبادر أن الأفضل هو صاحب الحال الأفضل وهو البصير إذ لا يختلف الناس في أن البصَر أشرف من العمى في شخص واحد، ونفي الاستواء بدون متعلِّق يقتضي العموم في متعلقاته، لكنه يُخص بالمُتعلِّقات التي يدل عليها سياق الكلام وهي آيات الله ودلائل صفاته، ويسمى مثل هذا العموم العمومَ العرفي، وتقدم نظيرها في سورة فاطر (19).
وقوله: {والذينَ ءامنوا وعَمِلُوا الصَّالحاتتِ ولا المُسِيء} زيادة بيان لفضيلة أهل الإِيمان بذكر فضيلتهم في أعمالهم بعد ذكر فضلهم في إدراك أدلة إمكان البعث ونحوه من أدلة الإِيمان.
والمعنى: وما يستوي الذين آمنوا وعملوا الصالحات والمسيئون، أي في أعمالهم كما يؤذن بذلك قوله: {وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلا المُسِيء} وفيه إيماء إلى اختلاف جزاء الفريقين وهذا الإِيماء إدماج للتنبيه على الثواب والعقاب.
والواو في قوله: {والذين ءامنوا} عاطفةٌ الجملةَ على الجملة بتقدير: وما يستوي الذين آمنوا.
والواو في قوله: {ولا المُسِيء} عاطفة {المسيء} على {الذين آمنوا} عطفَ المفرد على المفرد، فالعطف الأول عطف المجموع مثل قوله تعالى: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن} [الحديد: 3].
وإنما قدم ذكر الأعمى على ذكر البصير مع أن البصر أشرف من العمى بالنسبة لذات واحدة، والمشبهَ بالبصير أشرفُ من المشبه بالأعمى إذ المشبه بالبصير المؤمنون، فقدم ذكر تشبيه الكافرين مراعاة لكون الأهمّ في المقام بيانَ حال الذين يجادلون في الآيات إذ هم المقصود بالموعظة.
وأما قوله: {والذين ءامنوا وعَمِلوا الصَّالحاتتِ ولا المُسِيء} فإنما رتب فيه ذكر الفريقين على عكس ترتيبه في التشبيه بالأعمى والبصير اهتمامًا بشرف المؤمنين.
وأعيدت لا النافية بعد واو العطف على النفي، وكان العطف مغنيًا عنها فإعادتها لإِفادة تأكيد نفي المساواة ومقام التوبيخ يقتضي الإِطناب، ولذلك تُعدّ لا في مثله زائدة كما في مغني اللبيب، وكان الظاهر أن تقع لا قبل {الذين آمنوا} فعدُل عن ذلك للتنبيه على أن المقصود عدم مساواة المسيء لمن عَمِل الصالحات، وأن ذكر الذين آمنوا قبل المسيء للاهتمام بالذين آمنوا ولا مُقتضي للعدول عنه بعد أن قُضي حق الاهتمام بالذين سبق الكلام لأجل تمثيلهم، فحصل في الكلام اهتمامان.
وقريب منه ما في سورة فاطر في أربع جمل: اثنتين قُدّم فيهما جانب تشبيه الكافرين، واثنتين قُدّم فيهما تشبيه جانب المؤمنين، وذلك قوله تعالى: {وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات} [فاطر: 19 22].
و{قليلًا} حال من {أكْثَرَ النَّاسِ} في قوله تعالى قبله: {ولكن أكثر الناس لا يعلمون} و ما في قوله: {مَّا يَتَذَكَّرون} مصدرية وهي في محل رفع على الفاعلية.
وهذا مؤكد لمعنى قوله: {ولكنَّ أكثر النَّاس لا يعْلَمُون} لأن قلة التذكر تؤول إلى عدم العلم، والقلةُ هنا كناية عن العدم وهو استعمال كثير، كقوله تعالى: {فقليلًا ما يؤمنون} [البقرة: 88]، ويجوز أن تكون على صريح معناها ويكون المراد بالقلة عدم التمام، أي لا يعلمون فإذا تذكروا تذكروا تذكرًا لا يتممونه فينقطعون في أثنائه عن التعمّق إلى استنباط الدلالة منه فهو كالعدم في عدم ترتب أثره عليه.
وقرأ الجمهور {يَتَذَكَّرون} بياء الغيبة جريًا على مقتضى ظاهر الكلام، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف {تتذكرون} بتاء الخطاب على الالتفات، والخطاب للذين يجادلون في آيات الله.
وكون الخطاب لجميع الأمة من مؤمنين ومشركين وأن التذكر القليل هو تذكر المؤمنين فهو قليل بالنسبة لعدم تذكر المشركين بعيد عن سياق الردّ ولا يلاقي الالتفات.
{إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (59)} لما أُعطي إثبات البعث ما يحق من الحجاج والاستدلال، تهيأَ المقام لاستخلاص تحقيقه كما تُستخلص النتيجة من القياس، فأُعلن بتحقيق مجيء {الساعة} وهي ساعة البعث إذ {الساعة} في اصطلاح الإسلام علَم بالغلَبة على ساعة البعث، فالساعة والبعث مترادفان في المآل، فكأنه قيل: إن الذي جادل فيه المجادلون سيقع لا محالة إذ انكشفت عنه شبه الضالّين وتمويهاتُهم فصار بيّنًا لا ريب فيه.
وتأكيد الخبر ب إنَّ ولام الابتداء لزيادة التحقيق، وللإِشارة إلى أن الخبر تحقق بالأدلة السابقة.
وذلك أن الكلام موجه للذين أنكروا البعث، ولهذا لم يؤت بلام الابتداء في قوله في سورة [طه: 15] {إن الساعة آتية} لأن الخطاب لموسى عليه السلام.
وجيء باسم الفاعل في {آتية} الذي هو حقيقة في الحال، للإِيماء إلى أنها لما تحققت فقد صارت كالشيء الحاضر المشاهد.
والمراد تحقيق وقوعها لا الإِخبار عن وقوعها.
وجملة {لَّا رَيْبَ فِيهَا} مؤكدة لجملة {إنَّ السَّاعة لأتِيَةٌ} ونُفِي الريب عن نفس الساعة، والمراد نفيه عن إتيانها لدلالة قوله: {آتية} على ذلك.
ومعنى نفي الريب في وقوعها: أن دلائلها واضحة بحيث لا يُعتد بريب المرتابين فيها لأنهم ارتابوا فيها لعدم الرِويَّةِ والتفكر، وهذا قريب من قوله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه} [البقرة: 2].
فموقع الاستدراك الذي في قوله: {ولكن أكثر الناس لا يؤمنون} هو ما يثيره نفي الريب عن وقوعها من أن يتساءل متسائل كيف ينفي الريب عنها والريب حاصل لكثير من الناس، فكان الاستدراك بقوله: {ولكن أكثر الناس لا يؤمنون} جوابًا لذلك السؤال.
والمعنى: ولكن أكثر الناس يمرون بالأدلة والآيات وهم معرضون عن دلالتها فيبقون غيرَ مؤمنين بمدلولاتها ولو تأملوا واستنبطوا بعقولهم لظهر لهم من الأدلة ما يؤمنون بعده، فلذلك نفي عنهم هنا وصف الإِيمان.
وهذا الاستدراك استئناف بياني، ولولا أن لكنَّ يكثر أن تقع بعد واو العطف لكانت الجملة جديرة بالفصل دون عطف، فهذا العطف تحلية لفظية.
و{أكثر النَّاسِ} هم المشركون، وهم يومئذٍ أكثر من المؤمنين جدًّا. اهـ.

.قال ابن عطية في الآيات السابقة:

{إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51)} أخبر الله تعالى أنه ينصر رسله والمؤمنين في الحياة الدنيا وفي الآخرة، قال بعض المفسرين: وهذا خاص فيما أظهره الله على أمته كنوح وموسى ومحمد وليس بعام، لأنا نجد من الأنبياء من قتله قومه كيحيى ولم ينصر عليهم، وقال السدي: الخبر عام على وجهه، وذلك أن نصرة الرسل واقعة ولا بد، إما في حياة الرسول المنصور كنوح وموسى، وإما فيما يأتي من الزمان بعد موته، ألا ترى إلى ما صنع الله ببني إسرائيل بعد قتلهم يحيى من تسليط بختنصر عليهم حتى انتصر ليحيى، ونصر المؤمنين داخل في نصر الرسل، وأيضًا فقد جعل الله للؤمنين الفضلاء ودًا ووهبهم نصرًا إذ ظلموا وحضت الشريعة على نصرهم، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: «من رد عن أخيه المسلم في عرضه، كان حقًا على الله أن يرد عنه نار جهنم» وقوله عليه السلام: «من حمى مؤمنًا من منافق يغتابه، بعث الله ملكًا يحميه يوم القيامة».
وقوله تعالى: {ويوم يقوم الأشهاد} يريد يوم القيامة.
وقرأ الأعرج وأبو عمرو بخلاف {تقوم} بالتاء. وقرأ نافع وأبو جعفر وشيبة: {يقوم} بالياء. و{الأشهاد} جمع شاهد، كصاحب وأصحاب. وقالت فرقة: أشهاد: جمع شهيد، كشريف وأشراف.
و: {يوم لا ينفع} بدل من الأول. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وقتادة وعيسى وأهل مكة {لا تنفع} بالتاء من فوق. وقرأ الباقون: {لا ينفع} بالياء، وهي قراءة جعفر وطلحة وعاصم وأبي رجاء، وهذا لأن تأنيث المعذرة غير حقيقي، وأن الحائل قد وقع، والمعذرة: مصدر يقع كالعذر. و: {اللعنة} الإبعاد. و: {سوء الدار} فيه حذف مضاف تقديره: سوء عاقبة الدار.
ثم أخبر تعالى بقصة موسى وما أتاه من النبوة تأنيسًا لمحمد عليه السلام، وضرب أسوة وتذكيرًا لما كانت العرب تعرفه من أمر موسى، فيبين ذلك أن محمدًا ليس ببدع من الرسل. و: {الهدى} النبوة والحكمة، والتوراة تعم جميع ذلك.
وقوله: {وأورثنا} عبر عن ذلك بالوراثة إذ كانت طائفة بني إسرائيل قرنًا بعد قرن تصير فيها التوراة إمامًا، فكان بعضهم يرثها عن بعض وتجيء التوراة في حق الصدر الأول منهم على تجوز. و: {الكتاب} التوراة. ثم أمر نبيه عليه السلام بالصبر وانتظار إنجاز الوعد أي فستكون عاقبة أمرك كعاقبة أمره. وقال الكلبي: نسخت آية القتال الصبر حيث وقع.
وقوله تعالى: {واستغفر لذنبك} يحتمل أن يكون ذلك قبل إعلام الله إياه إنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، لأن آية هذه السورة مكية، وآية سورة الفتح مدنية متأخرة، ويحتمل أن يكون الخطاب في هذه الآية له والمراد أمته، أي إنه إذا أمر بهذا فغيره أحرى بامتثاله.
{والإبكار} والبكر: بمعنى واحد. وقال الطبري: {الإبكار} من طلوع الفجر الثاني إلى طلوع الشمس. وحكي عن قوم أنه من طلوع الشمس إلى ارتفاع الضحى. وقال الحسن: {بالعشي} يريد صلاة العصر {والإبكار} يريد به صلاة الصبح.
ثم أخبر تعالى عن أولئك الكفار الذين يجادلون في آيات الله بغير حجة ولا برهان وهم يريدون بذلك طمسها والرد في وجهها أنهم ليسوا على شيء، بل في صدورهم وضمائرهم كبر وأنفة عليك حسدًا منهم على الفضل الذي آتاك الله، ثم نفى أن يكونوا يبلغون آمالهم بحسب ذلك الكبر فقال: {ما هم ببالغيه} وهنا حذف مضاف تقديره: ببالغي إرادتهم فيه، وفي هذا النفي الذي تضمن أنهم لا يبلغون أملًا تأنيس لمحمد عليه السلام. ثم أمره تعالى الاستعاذة بالله في كل أمره من كل مستعاذ منه، لأن الله يسمع أقواله وأقوال مخالفيه. وهو بصير بمقاصدهم ونياتهم، ويجازي كلًا بما يستوجبه، والمقصد بأن يستعاذ منه عند قوم الكبر المذكور، كأنه قال: هؤلاء لهم كبر لا يبغون منه أملًا، {فاستعذ بالله} من حالهم. وذكر الثعلبي: أن هذه الاستعاذة هي من الدجال وفتنته، والأظهر ما قدمناه من العموم في كل مستعاذ منه.
{لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57)} قوله تعالى: {لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس} توبيخ لهؤلاء الكفرة المتكبرين، كأنه قال: مخلوقات الله أكبر وأجل قدرًا من خلق البشر، فما لأحد منهم يتكبر على خالقه، ويحتمل أن يكون الكلام في معنى البعث والإعادة، فأعلم أن الذي خلق السماوات والأرض قوي قادر على خلق الناس تارة أخرى. والخلق على هذا التأويل مصدر مضاف إلى المفعول. وقال النقاش: المعنى مما يخلق الناس، إذ هم في الحقيقة لا يخلقون شيئًا، فالخلق في قوله: {من خلق الناس} مضاف إلى الفاعل على هذا التأويل.
وقوله: {ولكن أكثر الناس} يقتضي أن الأقل منهم يعلم ذلك، ولذلك مثل الأكثر الجاهل: ب {الأعمى} والأقل العالم: ب {البصير} وجعل: {الذين آمنوا وعملوا الصالحات} يعادلهم قوله: {ولا المسيء} وهو اسم جنس يعم المسيئين، وأخبر تعالى أن هؤلاء لا يستوون، فكذلك الأكثر الجهلاء من الناس لا يستوون مع الأقل الذين يعلمون.
وقرأ أكثر القراء والأعرج وأبو جعفر وشيبة والحسن: {يتذكرون} بالياء على الكناية عن الغائب. وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وقتادة وطلحة وعيسى وأبو عبد الرحمن: {تتذكرون} بالتاء من فوق على المخاطبة. والمعنى: قل لهم يا محمد. ثم جزم الإخبار بأن الساعة آتية، وهي القيامة المتضمنة للبعث من القبور والحساب بين يدي الله تعالى، واقترن الجمع إلى الجنة وإلى النار.
وقوله تعالى: {لا ريب فيها} أي في نفسها وذاتها، وإن وجد من العالم من يرتاب فيها فليست فيها في نفسها ريبة. اهـ.