فصل: من لطائف وفوائد المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج أحمد عن أبيّ بن كعب، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده الدجال فقال: «إحدى عينيه كأنها زجاجة خضراء».
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عاصم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما مسيح الضلالة فرجل أجلى الجبهة، ممسوخ العين اليسرى، عريض النحر، فيه دمامة كأنه فلان بن عبد العزى، أو عبد العزى بن فلان».
وأخرج ابن أبي شيبة عن سفينة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إنه لم يكن نبي إلا حذر الدجال أمته. أعور العين اليسرى، بعينه اليمنى طفرة غليظة، بين عينيه كافر، معه واديان. أحدهما جنة. والآخر نار، فجنته نار، وناره جنة، ومعه ملكان يشبهان نبيين من الأنبياء. أحدهما عن يمينه، والآخر عن شماله، فيقول من الناس إلا صاحبه فيقول صاحبه: صدقت. فيسمعه الناس، فيحسبون ما صدق الدجال، وذلك فتنة ثم يسير حتى يأتي الشام فينزل عيسى، فيقتله الله عند عقبة أفيق».
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يمكث أبوا الدجال ثلاثين عامًا لا يولد لهما ولد، ثم يولد لهما غلام أعور. أضر شيء. وأقله نفعًا، تنام عيناه ولا ينام قلبه. ثم نعت أبويه فقال: أبوه رجل طوال ضرب اللحم، طويل الأنف، كان أنفه مهار. وأمه امرأة فرغانية، عظيمة الثديين».
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الدجال يطوي الأرض كلها إلا مكة والمدينة، فيأتي المدينة فيجد كل نقب من أنقابها صفوفًا من الملائكة، فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه، ثم ترتجف المدينة ثلاث رجفات، فيخرج إليه كل منافق ومنافقة».
وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة رضي الله عنه قال: لو خرج الدجال لآمن به قوم في قبورهم.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: يهبط الدجال من كور كرهان، معه ثمانون ألفًا عليهم الطيالسة ينتعلون، كأن وجوههم مجان مطرقة.
وأخرج ابن أبي شيبة من طريق حوط العبدي عن عبد الله رضي الله عنه قال: إن أذن حمار الدجال لتظل سبعين ألفًا.
وأخرج ابن أبي شهبة عن جنادة بن أمية الدري رضي الله عنه قال: دخلت أنا وصاحب لي على رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تحدثنا عن غيره، وإن كان عندنا مصدقًا قال: نعم. قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: «أنذركم الدجال أنذركم الدجال أنذركم الدجال. فإنه لم يكن نبي إلا أنذره أمته، وأنه فيكم أيتها الأمة، وأنه جعد آدم ممسوخ العين اليسرى، وإن معه جنة ونارًا، فناره جنة، وجنته نار، وإن معه نهر ماء، وجبل خبز، وإنه يسلط على نفس فيقتلها، ثم يحييها لا يسلط على غيرها، وإنه يمطر السماء، وينبت الأرض، وإنه يلبث في الأرض أربعين صباحًا حتى يبلغ منها كل منهل، وإنه لا يقرب أربعة مساجد: مسجد الحرام، ومسجد الرسول، ومسجد المقدس، ومسجد الطور، وما عليكم من الأشياء فإن الله ليس بأعور مرتين».
وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني عن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابًا آخرهم الأعور الدجال. ممسوخ العين اليسرى كأنها عين أبي يحيى الشيخ من الأنصار، وإنه متى يخرج فإنه يزعم أنه الله، فمن آمن به وصدقه واتبعه فليس ينفعه صالح له من عمل له سلف، ومن كفر به وكذبه فليس يعاقب بشيء من عمل له سلف. وإنه سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس، فهزمه الله وجنوده. حتى أن حرم الحائط، أو أصل الشجرة ينادي: يا مؤمن هذا كافر يستتر بي فتعال فاقتله، ولن يكون ذاك كذلك حتى تروا أمورًا يتفاقم شأنها في أنفسكم، فتتساءلون بينكم هل كان نبيكم ذكر لكم منها شيئًا ذكر أو حتى تزول جبال عن مراتبها، ثم على أثر ذلك القبض. وأشار بيده إلى الموت».
وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدجال يخوض البحار إلى ركبتيه، ويتناول السحاب، ويسبق الشمس إلى مغربها، وفي جبهته قرن منه الحيات، وقد صور في جسده السلاح كله حتى ذكر السيف والرمح والدرق».
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: يخرج الدجال فيمكث في الأرض أربعين صباحًا يبلغ منها كل منهل. اليوم منها كالجمعة، والجمعة كالشهر، والشهر كالسنة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليصحبن الدجال قوم يقولون: إنا لنصحبه، وإنا لنعلم أنه كذاب، ولكنا إنما نصحبه لنأكل من الطعام، ونرعى من الشجر، وإذا نزل غضب الله نزل عليهم كلهم».
وأخرج الطبراني عن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبيه قال: ذكر الدجال عند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال: لا تكثروا ذكره فإن الأمر إذا قضي في السماء كان أسرع لنزوله إلى الأرض أن يظهر على ألسنة الناس.
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)} أخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري في الأدب المفرد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإِيمان عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدعاء تلو العبادة. ثم قرأ {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي} قال: عن دعائي {سيدخلون جهنم داخرين} هل تدرون ما عبادة الله؟ قلنا: الله ورسوله أعلم! قال: هو إخلاص الله مما سواه».
وأخرج ابن مردويه والخطيب عن البراء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الدعاء هو العبادة. وقرأ {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}».
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ادعوني أستجب لكم} قال: اعبدوني.
وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه في قوله: {سيدخلون جهنم داخرين} قال: صاغرين.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدعاء الإِستغفار».
وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع الله يغضب عليه».
وأخرج أحمد والحكيم الترمذي وأبو يعلى والطبراني عن معاذ رضي الله عنه قال: لن ينفع حذر من قدر، ولكن الدعاء ينفع مما نزل، ومما لم ينزل. فعليكم بالدعاء عباد الله.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا فتح الله على عبد بالدعاء فليدع، فإن الله يستجيب له».
وأخرج الحكيم الترمذي وابن عدي في نوادر الأصول عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله يحب الملحين في الدعاء».
وأخرج الحكيم الترمذي عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال: نجد فيما أنزل الله تعالى في بعض الكتب، أن الله تعالى يقول: أنزل البلاء استخرج به الدعاء.
وأخرج ابن المنذر عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله: {ادعوني أستجب لكم} قال: قال ربكم: عبدي إنك ما دعوتني ورجوتني فإني سأغفر لك على ما كان فيك، ولو لقيتني بقراب الأرض خطايا لقيتك بقرابها مغفرة، ولو أخطأت حتى تبلغ خطاياك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي.
وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أفضل العبادة الدعاء وقرأ {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {ادعوني أستجب لكم}. قال: اعملوا، وابشروا، فإنه حق على الله أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن كعب رضي الله عنه أنه تلا هذه الآية فقال: ما أعطي أحد من الأمم ما أعطيت هذه الأمة إلا بني الرجل المجتبى، يقال له: سل تعطه.
وأخرج البخاري في الأدب عن عائشة رضي الله عنها قالت: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي العبادة أفضل؟ فقال: «دعاء المرء لنفسه».
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن كعب رضي الله عنه قال: قال الله تعالى لموسى عليه الصلاة والسلام: قل للمؤمنين لا يستعجلوني إذا دعوني، ولا يبخلوني، أليس يعلمون أني أبغض البخيل فكيف أكون بخيلًا! يا موسى لا تخف مني بخلًا أن تسألني عظيمًا، ولا تستحي أن تسألني صغيرًا. اطلب إليَّ الدقة، واطلب إليَّ العلف لشاتك. يا موسى أما علمت أني خلقت الخردلة فما فوقها؟ وأني لم أخلق شيئًا إلا وقد علمت أن الخلق يحتاجون إليه، فمن يسألني مسألة وهو يعلم أني قادر أعطي وأمنع، وأعطيته مسألته مع المغفرة فإن حمدني حين أعطيته وحين أمنعه أسكنته دار الحمادين، وأيما عبد لم يسألني مسألة ثم أعطيته كان أشد عليه من الحساب.
وأخرج الحكيم الترمذي عن مالك بن أنس رضي الله عنه قال: قال عروة بن الزبير رضي الله عنه: أني لأسأل الله تعالى حوائجي في صلاتي. حتى أسأله الملح لأهلي.
وأخرج الحكيم الترمذي عن زهرة بن معبد رضي الله عنه قال: سمعت محمد بن المنكدر رضي الله عنه يدعو يقول: اللهم قوِّ ذكري، فإن فيه منفعة لأهلي.
وأخرج أحمد في الزهد عن ثابت البناني رضي الله عنه قال: تعبد رجل سبعين سنة، فكان يقول في دعائه: رب اجزني بعملي فادخل الجنة، فمكث فيها سبعين عامًا، فلما وفت قيل له: اخرج قد استوفيت عملك. أي شيء كان في الدنيا أوثق في نفسه، فلم يجد شيئًا أوثق في نفسه مما دعا الله سبحانه، فأقبل يقول في دعائه: رب سمعتك وأنا في الدنيا، وأنت تقيل العثرات فأقل اليوم عثرتي. فترك في الجنة.
أما قوله تعالى: {الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه}.
أخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن عيسى ابن مريم عليه السلام قال: يا معشر الحواريين الصلاة جامعة، فخرج الحواريون في هيئة العبادة قد تضمرت البطون، وغارت العيون، واصفرت الألوان، فسار بهم عيسى عليه السلام إلى فلاة من الأرض، فقام على رأس جرثومة، فحمد الله وأثنى عليه ثم إنشأ يتلو عليهم آيات الله وحكمته فقال: يا معشر الحواريين اسمعوا ما أقول لكم. إني لأجد في كتاب الله المنزل الذي أنزل الله في الإِنجيل أشياء معلومة فاعملوا بها، قالوا: يا روح الله وما هي؟ قال: خلق الليل لثلاث خصال، وخلق النهار لسبع خصال، فمن مضى عليه الليل والنهار وهو في غير هذه الخصال خاصمه الليل والنهار يوم القيامة فخصماه. خلق الليل لتسكن فيه العروق الفاترة التي أتعبتها في نهارك، وتستغفر لذنبك الذي كسبته في النهار ثم لا تعود فيه، وتقنت فيه قنوت الصابرين. فثلث تنام، وثلث تقوم، وثلث تتضرع إلى ربك. فهذا ما خلق له الليل، وخلق النهار لتؤدي فيه الصلاة المفروضة التي عنها تسأل وبها تُحاسَبْ وبر والديك، وأن تضرب في الأرض تبتغي المعيشة معيشة يومك، وأن تعود فيه وليًا لله تعالى كيما يتعهدكم الله برحمته، وأن تشيعوا فيه جنازة كيما تنقلبوا مغفورًا لكم، وأن تأمروا بمعروف وتنهوا عن منكر فهو ذروة الإِيمان وقوام الدين، وأن تجاهد في سبيل الله تراحموا إبراهيم خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام في قبته. ومن مضى عليه الليل والنهار وهو في غير هذه الخصال خاصمه الله والنهار يوم القيامة وهو عند مليك مقتدر».
{هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65)} أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: من قال لا إله إلا الله فليقل على أثرهما الحمد لله رب العالمين. وذلك قوله: {فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين}.
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه كان يستحب إذا قال: لا إله إلا الله يتبعها الحمد لله رب العالمين، ثم يقرأ هذه الآية {هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين} والله أعلم.
{قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66)} أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة قالا: يا محمد ارجع عما تقول وعليك بدين آبائك وأجدادك. فأنزل الله تعالى: {قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين}. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
{إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51)} ننصرهم بالآياتِ وفنونِ التعريفات حتى يعرفوا ويشهدوا أن الظَّفَرَ وضِدَّه من الله، والخيرَ والشرَّ من الله.
ويقال ننصرهم على أعدائهم بكيدٍ خفيٍّ ولطفٍ غيرِ مرئيٍّ، من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون؛ ننصرهم في الدنيا بالمعرفة وباليقين بأنَّ الكائنات من الله، وننصرهم في الآخرة بأن يشهدوا ذلك، ويعرفوا- بالاضطرار- أنَّ التأثيرَ من الله، وغاية النصرة أن يَقْتُلَ الناصرُ عدوَّ مَنْ ينصره، فإذا أراد حَتْفَه تحقَّق بأن لا عَدُوَّ على الحقيقة، وأنَّ الخَلْقَ أشباحٌ تجري عليهم أحكامُ القدرة؛ فالوليُّ لا عدوَّ له، ولا صديق له إلاّ الله، قال تعالى: {اللَّهُ وَلِىَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ} [البقرة: 257].
{يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52)} دليلُ الخطابِ أن المؤمنين ينفعهم تَنَصُّلُهم، ولهم من الله الرحمة، ولهم حُسْنُ الدار، وما بقي من هذه الدنيا إلا اليسير.
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53) هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (54)} مضى طَرَفٌ من البيان في قصة موسى.
{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55)} الصبرُ في انتظار الموعود من الحقِّ على حسب الإيمان والتصديق؛ فَمَنْ كان تصديقهُ ويقينُه أتمَّ وأقوى كان صبرُه أتم وأوفى.
{إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} وهو- سبحانه- يُعْطِي وإن توَهَّمَ العبدُ أنه يُبْطِي.
ويقال الصبر على قسمين: صبرٌ على العافية، وصبرٌ على البلاء، والصبرُ على العافية أشدُّ من الصبر على البلاء، فصبرُ الرجال على العافية وهو أتمُّ الصبر.