فصل: قال الثعلبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الثعلبي:

{ويا قوم مَا لي أَدْعُوكُمْ إِلَى النجاة وتدعونني إِلَى النار تَدْعُونَنِي لأَكْفُرَ بالله وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَاْ أَدْعُوكُمْ إِلَى العزيز الغفار لاَ جَرَمَ أَنَّمَا تدعونني إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدنيا وَلاَ فِي الآخرة} ينتفع بها.
وقال السديّ: يعني لايستجيب لأحد في الدُّنيا ولا في الآخرة، فكان معنى الكلام: ليست له استجابة دعوة.
وقال قتادة: ليست له دعوة مستجابة. وقيل: ليس له دعوة في الدُّنيا ولافي الآخرة إلاّ عبدوها، لأن الأوثان لم تأمر بعبادتها في الدُّنيا، ولم تدع الربوبية وفي الآخرة تتبرأ من عابديها {وَأَنَّ مَرَدَّنَآ} مرجعنا {إِلَى الله وَأَنَّ المسرفين هُمْ أَصْحَابُ النار}.
قال ابن عبّاس وقتادة: يعني المشركين.
وقال مجاهد: هم السفّاكون الدماء بغير حقها.
وقال عكرمة: الجبارين المتكبرين.
{فَسَتَذْكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُمْ} إذا عاينتم العذاب حين لاينفعكم الذكر {وَأُفَوِّضُ أمري إِلَى الله} وذلك إنهم توعدوه لمخالفة دينهم {إِنَّ الله بَصِيرٌ بالعباد} عالم بأمورهم من المحق منهم ومن المبطل {فَوقَاهُ الله سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُواْ}.
قال قتادة: نجا مع موسى وكان قبطيًا.
{وَحَاقَ} نزل {بِآلِ فِرْعَوْنَ سواء العذاب} في الدُّنيا الغرق وفي الآخرة النار وذلك قوله: {النار} وهي رفع على البدل من السوء {يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} وأصل العرض اظهار الشيء.
قال قتادة: يعرضون عليها صباحًا ومساءًا، يقال لهم: يا آل فرعون هذه منازلكم توبيخًا ونقمة وصغارًا لهم.
وقال السدي وهذيل بن شرحبيل: هو أنهم لما هلكوا جُعلت أرواحهم في أجواف طير سود، فهي تُعرض على النار كل يوم مرتين تغدوا وتروح إلى النار حتى تقوم الساعة.
أخبرني عقيل بن محمّد بن أحمد الجرجاني: أن أبا الفرج البغدادي القاضي أخبرهم عن محمّد بن جرير حدثنا عبد الكريم بن أبي عمير حدثنا حماد بن محمّد الفزاري قال: سمعت الأوزاعي وسأله رجل فقال: يرحمك الله رأينا طيورًا تخرج من البحر تأخذ ناحية الغرب بيضًا فوجًا فوجًا، لايعلم عددها إلاّ الله تعالى، فإذا كان العشي رجع مثلها سودًا.
قال: وفطنتم لذلك؟
قال: نعم.
قال: إن تلك الطيور في حواصلها أزواج آل فرعون يعرضون على النار غدوًا وعشيًا، فترجع إلى وكورها وقد احترقت رياشها وصارت سودًا، فنبت عليها أرياش من الليل بيض وتناثر السود، ثم تغدوا فيعرضون على النار غدوًا وعشيًا ثم ترجع إلى وكورها، فذلك دأبهم في الدُّنيا، فإذا كان يوم القيامة قال الله تعالى: {أدخلوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العذاب}.
قال: وكانوا يقولون: إنهم ستمائة ألف مقاتل.
قال عكرمة ومحمّد بن كعب: هذه الآية تدل على عذاب القبر، لأن الله تعالى ميّز عذاب الآخرة فقال: {وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة أدخلوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العذاب} ادخلوا.
قرأ أهل المدينة والكوفة إلاّ أبا بكر ويعقوب: بقطع الألف وكسر الخاء من الادخال.
وقرأ الباقون: بوصل الألف وضم الخاء من الدخول.
{وَإِذْ يَتَحَآجُّونَ فِي النار فَيَقُولُ الضعفاء لِلَّذِينَ استكبروا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا} في الدُّنيا {فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النار} والتبع يكون واحدًا وجمعًا.
وقال نحويوا البصرة: وواحده تابع.
وقال أهل الكوفة: هو جمع لا واحد له، لأنه كالمصدر وجمعه أتباع.
{قَالَ الذين استكبروا إِنَّا كُلٌّ فِيهَآ}.
وقرأ ابن السميفع: {إنا كلًا فيها} بالنصب، جعلها نعتًا وتأكيدًا ل {إنا}.
{إِنَّ الله قَدْ حَكَمَ بَيْنَ العباد وَقَالَ الذين فِي النار} إذا اشتد.
الشعبي قال: كنية الدجال أبو يوسف.
{وَمَا يَسْتَوِي الأعمى والبصير والذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات وَلاَ المسياء قَلِيلًا مَّا تَتَذَكَّرُونَ} بالتاء أهل الكوفة وغيرهم: بالياء.
واختاره أبو عبيد قال: لأن أول الآيات وآخرها خبر عن قوم.
{إِنَّ الساعة لآتِيَةٌ} لجائية {لاَّ رَيْبَ فِيهَا ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يُؤْمِنُونَ} بها {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادعوني أَسْتَجِبْ لَكُم} أي وحدوني وأعبدوني دون غيري أجبكم وآجركم واثيبكم واغفر لكم، هذا قول أكثر المفسرين. يدل عليه سياق الآية.
وقال بعضهم: هو الذكر والدعاء والسؤال.
أخبرنا ابن فنجويه حدثنا محمّد بن الحسن حدثنا أبو بكر بن أبي الخصيب حدثني عثمان ابن خرداد حدثنا قطر بن بشير حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليسأل أحدكم ربّه حاجته كلها حتّى شسع نعله إذا إنقطع».
{إِنَّ الذين يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} توحيدي وطاعتي، عن أكثر المفسرين.
وقال السديّ: عن دعائي.
أخبرنا عقيل بن محمّد أبو المعافا بن زكريا أخبرنا محمّد بن جرير حدثنا محمّد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن منصور والأعمش عن ذر عن سبع الحضرمي عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الدعاء هو العبادة ثم تلا هذه الآية: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادعوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الذين يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي}» عن دعائي.
وباسناده عن ابن جرير حدثني يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشام بن القاسم عن الأشجع قال: قيل لسفيان: ادع الله. قال: إن ترك الذنوب هو الدعاء {سَيَدْخُلُونَ}.
قرأ ابن كثير وأبو جعفر وأبو حاتم: بضم الياء وفتح الخاء.
واختلف فيه عن أبي عمرو وعاصم غيرهم ضده.
{جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} صاغرين {الله الذي جَعَلَ لَكُمُ الليل لِتَسْكُنُواْ فِيهِ والنهار مُبْصِرًا إِنَّ الله لَذُو فَضْلٍ عَلَى الناس ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَشْكُرُونَ ذَلِكُمُ الله رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لاَّ إله إِلاَّ هُوَ فأنى تُؤْفَكُونَ كَذَلِكَ} كما أفكتم عن الحق مع قيام الدلائل، كذلك {يُؤْفَكُ الذين كَانُواْ بِآيَاتِ الله يَجْحَدُونَ الله الذي جَعَلَ لَكُمُ الأرض قَرَارًا والسماء بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ}.
قرأه العامة: بضم الصاد.
وقرأ أبو رزين العقيلي: وأحسن صوركم بكسر الصاد، وهي لغة.
{وَرَزَقَكُمْ مِّنَ الطيبات ذَلِكُمُ الله رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ الله رَبُّ العالمين هُوَ الحي لاَ إله إِلاَّ هُوَ فادعوه مُخْلِصِينَ لَهُ الدين الحمد للَّهِ رَبِّ العالمين قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الذين تَدْعُونَ مِن دُونِ الله لَمَّا جَاءَنِيَ البينات مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ العالمين} وذلك حين دُعي إلى الكفر فأمر أن يقول هذا.
{هُوَ الذي خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا} أي أطفالًا، نظيره: {أَوِ الطفل الذين لَمْ يَظْهَرُواْ على عَوْرَاتِ النساء} [النور: 31].
{ثُمَّ لتبلغوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُواْ شُيُوخًا وَمِنكُمْ مَّن يتوفى مِن قَبْلُ} أن يصير شيخًا {ولتبلغوا} جميعًا {أَجَلًا مُّسَمًّى} وقتًا محدودًا لا تجاوزونه ولا تسبقونه {وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} ذلك فتعرفوا أن لا إله غيره فعل ذلك {هُوَ الذي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قضى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فيَكُونُ أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين يُجَادِلُونَ في آيَاتِ الله أنى يُصْرَفُونَ}.
قال ابن زيد: هم المشركون.
وقال أكثر المفسرين: نزلت في القدريّة.
أخبرني عقيل بن محمّد إجازة أخبرنا المعافا بن زكريا أخبرنا محمّد بن جرير أخبرنا محمّد ابن بشار ومحمّد بن المثنى حدثنا مؤمل حدثنا سفيان عن داود بن أبي هند عن محمّد بن سيرين قال: إن لم تكن هذه الآية نزلت في القدريّة فأنا لا أدري فيمن نزلت.
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين يُجَادِلُونَ في آيَاتِ الله أنى يُصْرَفُونَ} إلى قوله: {بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيْئًا} إلى آخر الآية.
وبه عن ابن جرير حدثنا يونس أخبرنا ابن وهب أخبرني مالك بن أبي الخير الزيادي عن أبي قبيل عن عقبة بن عامر الجهني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سيهلك من أمتي أهل الكتاب وأهل اللين» فقال عقبة: يارسول الله وما أهل الكتاب؟ قال: «قوم يتعلمون كتاب الله يجادلون الذين آمنوا» فقال: وما أهل اللين؟ فقال: «قوم يتبعون الشهوات ويضيّعون الصلوات» قال أبو قتيل: لا أحسب المكذبين بالقدر إلاّ الذين يجادلون الذين آمنوا، وأما أهل اللين فلا أحسبهم إلاّ أهل العمود ليس عليهم إمام جماعة ولايعرفون شهر رمضان.
قال محمّد بن جرير: أهل العمود الحي العظيم.
{الذين كَذَّبُواْ بالكتاب وَبِمَآ أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ إِذِ الأغلال في أَعْنَاقِهِمْ}.
أخبرنا ابن فنجويه الدينوري حدثنا ابن حبش المقريء حدثنا ابن فنجويه حدثنا سلمة حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن التيمي عن أبيه قال: لو أن غلًا من أغلال جهنّم وضع على جبل لو هصه حتّى يبلغ الماء الأسود.
{والسلاسل}.
قرأه العامة: بالرفع، عطفًا على الأغلال.
أخبرنا ابن فنجويه الدينوري حدثنا أبو علي بن حبش المقريء حدثنا أبو القاسم بن الفضل حدثنا أبو زرعة حدثنا نصر بن علي حدثني أبي عن هارون عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عبّاس أنه قرأ: {والسلاسل يُسْحَبُونَ فِي الحميم} بنصب اللام والياء. يقول: إذا كانوا يسحبونها كان أشد عليهم.
أخبرنا الحسين بن محمّد الحديثي حدثنا محمّد بن علي بن الحسن الصوفي حدثنا عبد الله ابن محمّد بن عبد العزيز البغوي حدثني جدي حدثني منصور بن عمار حدثنا بشر بن طلحة عن خالد بن الدريك عن يعلى بن منبه رفعه قال: ينشيء الله تعالى لأهل النار سحابة سوداء مظلمة فيقال يا أهل النار ماتشتهون؟
فيسألون بارد الشراب.
فتمطرهم أغلالًا تزيد في أغلالهم وسلاسلا تزيد في سلاسلهم وجمرًا يلتهب النار عليهم.
{ثُمَّ فِي النار يُسْجَرُونَ} أي توقد بهم النار.
قال مجاهد: يصيرون وقودًا للنار.
{ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ مِن دُونِ الله} يعني الأصنام {قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا} فلا نراهم {بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيْئًا} أنكروا. وقيل: جهلوا.
وقال بعضهم: فيه إضمار، أي لم نكن ندعو من قبل شيئًا ببصر وبسمع وبضر وبنفع.
وقال الحسين بن الفضل: يعني لم نكن نصنع من قبل شيئًا، أي ضاعت عبادتنا لها فلم نكن نصنع شيئًا.
قال الله سبحانه وتعالى: {كَذَلِكَ يُضِلُّ الله الكافرين}.
{ذَلِكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ} تبطرون وتأمرون {فِي الأرض بِغَيْرِ الحق وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ} تفخرون وتختالون وتنشطون {ادخلوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى المتكبرين فاصبر إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الذي نَعِدُهُمْ} من العذاب في حياتك {أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ} قبل أن يحل بهم ذلك {فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ} خبرهم في القرآن {وَمِنْهُمْ مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ الله فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ الله قُضِيَ بالحق وَخَسِرَ هُنَالِكَ المبطلون الله الذي} تحق له العبادة هو الذي {جَعَلَ} خلق {لَكُمُ الأنعام لِتَرْكَبُواْ مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ} في أصوافها وأوبارها وأشعارها وألبانها {وَلِتَبْلُغُواْ عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ} تحمل أثقالكم في أسفاركم من بلد إلى بلد {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الفلك تُحْمَلُونَ} نظيره {وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البر والبحر} [الإسراء: 70].
{وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ الله تُنكِرُونَ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأرض فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الذين مِن قَبْلِهِمْ كانوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الأرض} يعني مصانعهم وقصورهم {فَمَآ أغنى عَنْهُم} أيّ لم ينفعهم {مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} وقيل: هو بمعنى الإستفهام، ومجازه: أي شيء أغنى عنهم كسبهم.
{فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بالبينات فَرِحُواْ} يعني الأُمم {بِمَا عِندَهُمْ مِّنَ العلم}.
قال مجاهد: قولهم نحن أعلم منهم لن نعذب ولن نبعث، وقيل: أشروا بما عندهم من العلم، بما كان عندهم أنه علم وهو جهل.
وقال الضحاك: رضوا بالشرك الذي كانوا عليه.
وقال بعضهم: هو الفرح راجع إلى الرسل يعني فرح الرسل بما عندهم من العلم بنجاتهم وهلاك أعدائهم.
{وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قالوا آمَنَّا بالله وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ} أيّ تبرأنا ممّا كنا نعدل بالله {فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا} عذابنًا {سُنَّتَ الله التي} في نصبها ثلاثة أوجه أحدها: بنزع الخافض أيّ كسنّة الله.
والثاني: على المصدر، لأن العرب تقول سنَّ يسنّ سّنًا وسنّة.
والثالث: على التحذير والأغراء، أي احذروا سنّة الله كقوله: ناقة الله وسنّة الله.
{قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ} وهي أنهم إذا عاينوا عذاب الله لم ينفعهم أيمانهم {وَخَسِرَ هُنَالِكَ الكافرون} بذهاب الدارين. اهـ.