فصل: قال الغزنوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الغزنوي:

سورة حم السجدة:
4- {لا يَسْمَعُونَ}: لا يقبلون.
9- {خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ}: ثم قال: فِي أَرْبَعَةِ: أي: الإكمال والإتمام في أربعة.
8- {سَواءً}: مصدر، أي: استوت سواء، ورفعه على تقدير: فهي سواء.
{لِلسَّائِلِينَ}: معلّق بقوله: وَقَدَّرَ لأنّ كلّا يسأل الرزق.
8- {مَمْنُونٍ}: منقوص.
12- {فَقَضاهُنَّ}: أحكم خلقهنّ.
11- {أَتَيْنا طائِعِينَ}: لم يمتنع عليه كونهما وكانتا كما أراد، وجمع العقلاء لأنّ الخبر عنهما وعمّن يكون فيهما من العباد المؤمنين.
{ريح صرصر}: باردة.
16- {نَحِساتٍ}: صفة مثل: حذر وفزع.
{ونَحِساتٍ}: ساكنه الحاء مصدر وجمعه لاختلاف أنواعه ومرّاته، أو نحسات هي الباردات، والنّحس: البرد.
17- {صاعِقَةُ}: صيحة جبريل عليه السّلام.
20- {حَتَّى إِذا ما جاؤُها}: ما بعد إذا تفيد معنى قد في تحقيق الفعل.
19- {يُوزَعُونَ}: يدفعون.
21- {وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ}: كناية عن الفروج.
25- {وَقَيَّضْنا}: خلينا، يقال: هذا قيض لهذا وقيّاض، أي: مساو، وقضني به وقايضني: بادلني.
{ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ}: زيّنوا لهم الدنيا، وَما خَلْفَهُمْ: أنسوهم أمر الآخرة أو هو دعاؤهم: أن لا بعث ولا جزاء.
{وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ}: بمصيرهم إلى العذاب الذي أخبروا به.
26- {وَالْغَوْا فِيهِ}: لغا يلغو لغوا ولغى يلغي لغا: إذا خلط الكلام.
وقيل: لغى تكلم فقط، واللّغة محذوفة اللام فعلة منه، أي: تكلموا فيه بالرد.
{ولا تَسْمَعُوا}: لا تقبلوا.
29- {أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا}: إبليس وقابيل سنّا الفساد وبدءا به.
30- {ثُمَّ اسْتَقامُوا}: جمعت جميع الخيرات.
{الْبُشْرى}: يبشّرون في ثلاثة مواضع: عند الموت، وفي القبر، ويوم البعث.
34- {وادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}: التبسّم عند اللقاء، والابتداء بالسّلام.
35- {وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا}: أي: دفع السّيئة بالحسنة.
36- {يَنْزَغَنَّكَ}: يصرفنّك عن الاحتمال.
{فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ}: من شرّه وامض على علمك.
37- {الَّذِي خَلَقَهُنَّ}: غلب تأنيث اسم الشّمس تذكير غيرها لأنّها أعظم أو يرجع على معنى الآيات، إذ قال: ومن آياته هذه الأشياء.
39- {خاشِعَةً}: غبراء متهشمة.
{وَرَبَتْ}: عظمت، ويقرأ: {وربأت} لأنّ النّبت إذا همّ أن يظهر ارتفعت له الأرض.
40- {يُلْحِدُونَ}: يميلون عن الحق في أدلّتنا.
42- {مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ}: لا يبطله شيء مما وجد قبله أو معه ولا يوجد بعده.
وقيل: لا في إخباره عمّا تقدم ولا عمّا تأخر.
44- {ءَأَعْجَمِيٌّ}: أي: لو جعلناه أعجميا لقالوا: كتاب أعجميّ وقوم عرب.
والأعجميّ الذي لا يفصح ولو كان عربيا، والعجمي من العجم ولو تفاصح بالعربية.
{يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ}: لقلة أفهامهم، أو لبعد إجابتهم.
48- {مِنْ مَحِيصٍ}: من محيد.
47- {آذَنَّاكَ}: أعلمناك.
{إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ}: كلّ من سئل عنها قال: اللّه أعلم.
{ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ}: يشهد أن لك شريكا، أو شهيد لهم.
{ذو دعاء عريض}: كلّ عرض له طول، فقد تضمّن المعنيين، ولأنه على مجانسة صدر الآية أَعْرَضَ.
53- {وَفِي أَنْفُسِهِمْ}: بالأمراض والأسقام.
{وفِي الْآفاقِ}: بالصّواعق، وقيل: في ظهور مثل الكواكب ذوات الذوائب.
وقيل: {فِي الْآفاقِ}: بفتح أقطار الأرض، وَفِي أَنْفُسِهِمْ بفتح مكة. اهـ.

.قال ملا حويش:

تفسير سورة فصلت:
عدد 11- 61- 41.
نزلت بمكة بعد سورة غافر المؤمن.
وهي أربع وخمسون آية.
وتسعمئة وست وتسعون كلمة.
وثلاثة آلاف وثلاثمائة وخمسون حرفا.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
قال تعالى: {حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} تقدم مثله وفيه ما فيه.
واعلم يا أكرم الرسل أن المنزل عليك من لدنا هو {كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ} تفصيلا شافيا وبينت تبيينا كافيا وافيا وأعني به {قُرْآنًا عَرَبِيًّا} أنزلناه {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} 3 هذه اللغة حق العلم فيجيلون النظر في مبانيه ويتفقهون في معانيه ويعرفون المراد منه، وفي هذه الآية إيذان بتعليم اللغة العربية للوقوف على معاني القرآن العظيم، فيجب على كل مسلم ومسلمة أن يتعلمها، لأن القرآن لا يقرأ إلا بها:

.مطلب عدم جواز ترجمة القرآن وبحث في الزكاة وفي معجزات القرآن:

وان الترجمة باللفظ والمعنى غير ممكنة، إذ الحروف العربية لا توجد كلها في اللغات الأجنبية، فيضطر المترجم إلى تبديل حرف بغيره أو تحريره، ويجر هذا التغيير إلى تبديل كلمة تعطي غير المعنى المراد من أجلها، ومن المعلوم أن تغير شيء من كتاب اللّه كفر، إذ قد يختل المعنى المقصود منه وهو مبرأ من الخلل، أما تفسيره باللغات الأجنبية مع المحافظة على متنه فجائز، ومن هنا طرأ التحريف على الكتب السماوية المترجمة، راجع هذا البحث في المقدمة تقف على ما تريده.
وقد جعلنا هذا الكتاب المنزل عليك يا خاتم الرسل {بشيرا} للطائعين المنقادين لأحكامه بالجنة ونعيمها {وَنَذِيرًا} للعاصين الجاحدين له بالنار وجحيمها {فَأَعْرَضَ} أكثرهم عن الأخذ به والامتثال لأوامره {أَكْثَرُهُمْ} عنه لسابق سقائهم {فَهُمْ} أي قومك يا سيد الرسل {لا يَسْمَعُونَ} 4 اليه تكبرا وأنفة مع أنه بلغتهم، وقد أنزل على رجل منهم، وعلى هذا المثل السائر زجرته فلم يسمع {وَقالُوا} لرسولنا الذي يدعوهم إليه {قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ} أغطية كثيفة {مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ} ولذلك لا نفقهه {وَفِي آذانِنا وَقْرٌ} ثقل وصمم ولهذا لا نسمعه {وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ} ستر كثيف غليظ مانع من الرؤية حاجز، من التواصل والتوفيق لما بين ديننا ودينك من البون الشاسع، وأرادوا بذكر هذه الموانع المختلقة إقناطه عليه السلام من إجابتهم إليه، وذلك أنه لما كان القلب محل المعرفة والسمع والبصر معينين على تحصيل المعارف قالوا له أن هذه الثلاثة محجورة عن أن يصل إليها شيء من قولك، فكيف تريد أن نعي ما تقوله لنا أو نفهمه {فَاعْمَلْ} على ما يقتضيه دينك واتركنا {إِنَّنا عامِلُونَ} 5 على ديننا أيضا.
قيل إن السبب في نزول هذه الآية أن قريشا أقبلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال لهم ما يمنعكم من الإسلام فتسودوا العرب فقال له أبو جهل ذلك القول وأخذ ثوبا فمده بين يدي الرسول وبينهم حتى لا يرى أحدهم الآخر، وقالوا له إنك بشر مجنون ليس إلا قال تعالى: {قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} كما تقولون ولست ملكا ولا بي مما تقولونه من الجنون والسحر، وإنما {يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ} سميع بصير لا أصنام جامدة لا تفقه ولا تعلم ولا تسمع ولا تبصر {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ} يا قومي وارفضوا ما أنتم عليه {وَاسْتَغْفِرُوهُ} من الشرك {وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ} 6 به غيره {الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ} لبخلهم وحبهم للمال وعدم شفقتهم على الفقراء المعدمين والأرامل المحتاجين، ولم يعلموا ما أعد اللّه للمشركين ولا يفقهون كنهه، قال ابن عباس المراد بالزكاة هنا تزكية النفس من الشرك بحجة أن الزكاة لم تفرض، إلا أن المعنى لا يستقيم لوجود فعل يؤتون، فمعه لا يجوز أن يقال يزكون أنفسهم، بل يعطون الزكاة والإعطاء يكون من الشخص لغيره مما هو عنده، وليس لديهم زكاة في هذا المعنى ليعطوها لأنفسهم، لهذا يكون الأولى أن يراد بالزكاة هنا ما كان متعارفا إعطاؤها عندهم قبل نزول القرآن، كصلاة الركعتين قبل فرض الصلاة، إذ لم تخل أمة من الصلاة والزكاة والصيام، إذ تعبدهم بها كما تعبد هذه الأمة بها على اختلاف بالقدر والهيئة، فعلى ظاهر هذه الآية يكون عدم إعطاء الزكاة كفرا، ولهذا حكم أبو بكر رضي اللّه عنه بكفر مانعي الزكاة، وحجة من قال إنها تزكية النفس أن الإيمان تصديق بالقلب وإقرار باللسان وهما حاصلان فلا يلزم الكفر وقال الفراء كانت قريش تطعم الحاج فمنعته عمن آمن بحمد أي، ونزلت {وَهُمْ} قومك يا محمد مع عدم إتيانهم بها تراهم {بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ} 7 جاحدون وجودها مع انها حق ثابت يعترف بها أهل الكتب السماوية كلهم، ومما يدل على هذا أن المراد بالزكاة إعطاء المال، قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ} التي من جملتها انفاق المال للمعوزين {لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} 8 به عليهم لأنه بمقابل أعمالهم الصالحة وعطاء هذا الأجر فضل من اللّه تعالى، لأنه هو الذي أعطى المال للمتصدق وهو الذي وفقه للتصدق وجعل ثواب الزكاة غير مقطوع ولا منقوص لما فيها من الرأفة على عباد اللّه وعياله، هذا ولو كان المراد بالزكاة هنا تزكية النفس لكانت هذه الآية معترضة لعدم مناسبة ذكرها بل جيء بها استطرادا تعريضا بالمشركين المستغرقين بالدنيا التاركين للآخرة، وقد جعل جل شأنه منع الزكاة مقرونا بالكفر، لأنها معيار الإيمان المستكين بالقلب، ولهذا خصها من بين أوصاف الكفرة، وقيل إن المال شقيق الروح، وهو عند من لا إيمان له أغلى منها قال بعض الأدباء البخلاء:
وقالوا شقيق الروح مالك فاحتفظ ** به فأجبت المال خير من الروح

أرى حفظه يقضي بتحسين حالتي ** وتضييعه يقضي لتسآل مقبوح

قال في الكشف: الأولى إبقاء اللفظ على ظاهره لأن صرفه عن حقيقته الشائعة من غير موجب لا يجوز، كيف ومعنى الإيتاء لا يقر قراره، نعم لو كان بدل يؤتون يأتون كما في قوله تعالى: {وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسالى} الآية 56 من سورة التوبة لجاز ذلك بالنظر للفرق بين الإيتاء والإتيان، ولم يقرأ أحد من القراء بها، لهذا لا يجوز الركون لذلك القول، ولا يخفى أن اطلاق الاسم على طائفة مخرجة من المال على وجه القربة من أناس عندهم فضل على حاجتهم كان شايعا قبل فرض الزكاة، وكان يسمى عندهم زكاة أيضا، وكانوا متفاخرين بإعطائها، بدليل قول أمية بن الصلت في مدح طائفة من قومه: الفاعلون للزكوات، وإن ما جاء في تفسير الإمام الرازي من أن ويلا خصت بالأصناف الثلاثة المشركين، ومانعي الزكاة والكافرين حسن جدا لولا أأأن الآية عدتهم صنفا واحدا، إذ وصفت المشركين بمانعي الزكاة وسمتهم الكافرين تدبر هذا، وإن خطتنا في هذا التفسير المبارك اتباع الظاهر ما استطعنا، لأن الجنوح إلى التأويل مع إمكان عدمه قد يكون خوضا والخوض قد يؤدي إلى الوقوع فيما لا ينبغي، وقد ذم اللّه تعالى الخائضين راجع الآية 67 من سورة الأنعام المارة والآية 140 من سورة المائدة والآية 31 من سورة التوبة في ج 3، لهذا أرى الكف عن التوغل في مثل هذا مطلوبا لأن اللّه تعالى لو شاء لقول ما يقدمون على تأويله، ولكنه لم يشأ، فعلى العاقل أن يترك مشبثته لمشيئة اللّه ويعلم أن كثرة ذكر الزكاة في القرآن العظيم لزيادة الحث على اعطائها وشدة التحذير من منعها، لأن بذل المال في سبيل اللّه أقوى دليل على الاستقامة وصدق النية وقوة الإيمان ونصح الطوية، وما خدع المؤلفة قلوبهم إلا بلمظة من الدنيا قرت بها عصبيتهم ولانت شكيمتهم، وما ارتد بنو حنيفة إلا بمنع الزكاة، ففي هذه الآية بعث لاستنهاض همم المؤمنين على أدائها عن طيب نفس وتخويف عظيم على منعها، قيل إن هذه الآية الأخيرة نزلت بالزمى والمرضى والهرمي المتحقق عجزهم عن العمل الصالح بأن يكتب لهم مثله، بدليل ما رواه البخاري عن أبي موسى الأشعري قال سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم غير مرة ولا مرتين يقول، إذا كان العبد يعمل عملا صالحا فشغله مرض أو سفر كتب اللّه له كصالح ما كان يعمل، وهو صحيح مستقيم.
فيا سيد الرسل {قُلْ} لهؤلاء الكفرة القائلين ذلك القول المشار إليه في الآية الخامسة ما يلي: