فصل: (سورة فصلت: آية 26):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة فصلت: آية 26]:

{وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة لا ناهية جازمة {لهذا} متعلّق ب {تسمعوا} {القرآن} بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان عليه-
{الغوا} أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل {فيه} متعلّق ب {الغوا}.
جملة: {قال الذين} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {لا تسمعوا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {الغوا} في محلّ نصب معطوفة على جملة لا تسمعوا.
وجملة: {لعلّكم تغلبون} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {تغلبون} في محلّ رفع خبر لعلّ.

.الصرف:

{الغوا} فيه إعلال بالحذف بدءا من المضارع يلغون- بفتح الغين وسكون الواو- أصله يلغاون، التقى ساكنان فحذفت الألف- لام الكلمة- وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة عليها فأصبح يلغون واستمرّ الإعلال في الأمر.. ووزنه في الأمر افعوا بفتح العين، وهو من باب فرح، لغي يلغى، إذا تكلّم بما لا فائدة فيه.

.الفوائد:

1- لعلّ:
هي حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر، وبنو عقيل يخفضون بها المبتدأ كقول كعب بن سعد في رثاء أخيه: فقلت:
ادع أخرى وارفع الصوت جهرة ** لعلّ أبي المغوار منك قريب

ولم يثبت تخفيف لعلّ. واعلم أن مجرور لعل في موضع رفع بالابتداء كما في البيت السابق، لتنزيل لعل منزلة الجار الزائد، كما في قولنا بحسبك درهم. والخبر قريب في البيت السابق.
وتتصل بلعل ما الحرفية، فتكفها عن العمل، لزوال اختصاصها حينئذ، بدليل قول الفرزدق:
أعد نظرا يا عبد قيس لعلما ** أضاءت لك النار الحمار المقيدا

وقيل: أول لحن سمع بالبصرة: لعل لها عذر وأنت تلوم. ولعلّ تفيد الترجيّ، ومعناه توقعّ حصول المأمول، والإشفاق من وقوع المكروه كقولنا لعلي ناجح ولعل الشرّ بعيد. وقد ورد معنى الترجي في الآية التي نحن بصددها قوله تعالى: {وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ}.
وترد معظم الأحيان في القرآن الكريم بمعنى التحقيق والحصول، كقوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ فمعنى لعلكم تتقون} أي أنه سيتحقق لكم حصول التقوى بسبب الصيام.
2- الفرق بين الترجيّ والتمنيّ:
الترجي: هو تأمّل وقوع شيء ممكن مثل: لعل المسافر يقدم لعل صاحب الحق يعفو.
أما التمنيّ: فهو رجاء حصول شيء غير ممكن، كقول الشاعر:
ألا ليت الشباب يعود يوما ** فأخبره بما صنع المشيب

.[سورة فصلت: آية 27]:

{فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (27)}.

.الإعراب:

الفاء استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر نذيقنّ مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. والنون نون التوكيد والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن {عذابا} مفعول به ثان منصوب الواو عاطفة {لنجزينّهم} مثل لنذيقنّ {أسوأ} مفعول به ثان منصوب {الذي} موصول مضاف إليه، والعائد محذوف.
جملة: {نذيقنّ} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {لنجزينّهم} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر الثاني، وجملة القسم المقدّرة معطوفة على جملة القسم المقدّرة الأولى الاستئنافيّة.
وجملة: {كانوا يعملون} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة {يعملون} في محلّ نصب خبر كانوا.

.[سورة فصلت: آية 28]:

{ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ جَزاءً بِما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (28)}.

.الإعراب:

{ذلك} مبتدأ، والإشارة إلى العذاب {جزاء} خبر مرفوع {النار} خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي {لهم} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ {دار}، {فيها} متعلّق بحال من الضمير في {لهم}، {جزاء} مفعول مطلق لفعل محذوف، ما حرف مصدريّ {بآياتنا} متعلّق ب {يجحدون}.
والمصدر المؤوّل ما كانوا في محلّ جرّ ب الباء متعلّق بجزاء الأول، والباء سببيّة.
وجملة: {ذلك جزاء} لا محلّ لها تعليل- أو استئناف بيانيّ- وجملة: {لهم فيها دار الخلد} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {كانوا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ ما.
وجملة: {يجحدون} في محلّ نصب خبر كانوا.

.البلاغة:

التجريد: في قوله تعالى: {النَّارُ لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ}.
أي هي بعينها دار إقامتهم، على أن في للتجريد، كما قيل: في قوله تعالى: {لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} وقول الشاعر:
وفي اللّه إن لم ينصفوا

حكم عدل.
والتجريد: أن ينتزع من أمر ذي صفة آخر مثله، مبالغة فيها، فقد انتزع من النار دارا أخرى سماها دار الخلد.

.[سورة فصلت: آية 29]:

{وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (29)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {ربّنا} منادى مضاف محذوف منه أداة النداء، منصوب {اللذين} موصول مبنيّ على الياء في محلّ نصب مفعول به ثان {من الجنّ} متعلّق بحال من فاعل {أضلانا} {نجعلهما} مضارع مجزوم جواب الطلب والفاعل نحن و{هما} مفعول به {تحت} ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان اللام للتعليل {يكونا} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام {من الأسفلين} متعلّق بمحذوف خبر يكون.
والمصدر المؤوّل {أن يكونا} في محلّ جرّ متعلّق ب {نجعلهما}.
وجملة: {قال الذين} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كفروا} لا محل لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة النداء وجوابه في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {أرنا} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {أضلّانا} لا محلّ لها صلة الموصول {اللذين}.
وجملة: {نجعلهما} لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي إن ترنا اللذين.. نجعلهما..
وجملة: {يكونا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.

.[سورة فصلت: الآيات 30- 32]:

{إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32)}.

.الإعراب:

{ربّنا} مبتدأ خبره اللّه {عليهم} متعلّق ب {تتنزّل}، أن مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف لا ناهية جازمة في الموضعين {بالجنّة} متعلّق ب {أبشروا}، {التي} موصول في محلّ جرّ نعت للجنّة والعائد محذوف..
والمصدر المؤوّل أن لا تخافوا في محلّ جرّ ب باء محذوفة متعلّق ب {تتنزّل}.
جملة: {إنّ الذين قالوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
جملة: {قالوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {ربّنا اللّه} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {استقاموا} لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا.
وجملة: {تتنزل عليهم الملائكة} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {لا تخافوا} في محلّ رفع خبر أن المخفّفة.
وجملة: {لا تحزنوا} في محلّ رفع معطوفة على جملة لا تخافوا.
وجملة: {أبشروا} في محلّ رفع معطوفة على جملة لا تخافوا.
وجملة: {كنتم توعدون} لا محلّ لها صلة الموصول {التي}.
وجملة: {توعدون} في محلّ نصب خبر كنتم.
(31) {في الحياة} متعلّق ب {أولياؤكم} وكذلك {في الآخرة}، الواو عاطفة {لكم} متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ ما، {فيها} متعلّق بالخبر المحذوف في الموضعين.
وجملة: {نحن أولياؤكم} لا محلّ لها تعليليّة مقرّرة لما سبق.
وجملة: {لكم فيها ما تشتهي} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {لكم فيها ما تدّعون} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {تشتهي} لا محلّ لها صلة الموصول ما الأول.
وجملة: {تدّعون} لا محلّ لها صلة الموصول ما الثاني.
(32) {نزلا} حال منصوبة من العائد المحذوف أي تدّعونه نزلا، {من غفور} متعلّق بنعت ل {نزلا}.

.الفوائد:

الاستقامة:
قال أهل التحقيق: كمال الإنسان أن يعرف الحق لذاته لأجل العمل به، ورأس المعرفة اليقينية معرفة اللّه تعالى، وإليه الإشارة بقوله إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ، ورأس الأعمال الصالحة أن يكون الإنسان مستقيما في الوسط، غير مائل إلى طرفي الإفراط والتفريط، فتكون الاستقامة في أمر الدين والتوحيد، وتكون في الأعمال الصالحة. سئل أبو بكر الصديق رضي اللّه تعالى عنه عن الاستقامة فقال:
أن لا تشرك باللّه شيئا، وقال عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه: الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنهي، ولا تروغ روغان الثعلب، وقال عثمان رضي اللّه تعالى عنه: معنى استقاموا: أخلصوا في العمل، وقال علي رضي اللّه تعالى عنه: معنى استقاموا أدوا الفرائض، وهو قول ابن عباس، وقيل: استقاموا على أمر اللّه فعملوا بطاعته واجتنبوا معاصيه، وقيل: استقاموا على شهادة أن لا إله إلا اللّه حتى لحقوا باللّه، وكان الحسن إذا تلا هذه الآية قال: اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة.
وقوله تعالى في هذه الآية {إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا} بهاتين الجملتين يتلخص معنى الدين والإسلام، فهما جملتان قصيرتان، لكنهما كبيرتان في معناهما، وقد جمعتا مفهوم الدين والإسلام والرسالات السماوية ورسمتا منهجا كاملا دقيقا لسلوك المسلم في حياته، فما أعظم كلام اللّه وما أبعد مداه!

.[سورة فصلت: آية 33]:

{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحًا وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة من اسم استفهام مبتدأ خبره أحسن {قولا} تمييز منصوب {ممّن} متعلّق بأحسن {إلى اللّه} متعلّق ب {دعا} الواو عاطفة- أو حاليّة- والثانية عاطفة {صالحا} مفعول به منصوب، {من المسلمين} متعلّق بخبر إنّ.
جملة: {من أحسن} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {دعا} لا محلّ لها صلة الموصول من.
وجملة: {عمل} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {قال} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {إنّني من المسلمين} في محلّ نصب مقول القول.

.[سورة فصلت: الآيات 34- 35]:

{وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَما يُلَقَّاها إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة لا نافية الواو عاطفة لا زائدة لتأكيد النفي، {بالتي} متعلّق ب {ادفع} الفاء تعليليّة {إذا} فجائية {الذي} مبتدأ {بينك} ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم {بينه} ظرف متعلّق بما تعلّق به الأول فهو معطوف عليه {عداوة} مبتدأ مؤخّر مرفوع.
جملة: {لا تستوي الحسنة} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ادفع} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {هي أحسن} لا محلّ لها صلة الموصول {التي}.
وجملة: {الذي بينك عداوة} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {بينك وبينه عداوة} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {كأنّه وليّ} في محلّ رفع خبر المبتدأ {الذي}.
(35) الواو عاطفة في الموضعين ما نافية {إلّا} للحصر {الذين} موصول في محلّ رفع نائب الفاعل ومثله ذو، وجملة: {ما يلقّاها} لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تستوي الحسنة.
وجملة: {صبروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {ما يلقّاها} الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة ما يلقّاها الأولى.