فصل: قال الألوسي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وروى أبو صالح عن ابن عباس في قوله: {ثُمَّ استوى إِلَى السماء} يعني صعد أمره إلى السماء؛ وقاله الحسن.
ومن قال: إنه صفة ذاتية زائدة قال: استوى في الأزل بصفاته.
و{ثُمَّ} ترجع إلى نقل السماء من صفة الدخان إلى حالة الكثافة، وكان ذلك الدخان من تنفس الماء حين تنفس؛ على ما مضى في البقرة عن ابن مسعود وغيره.
{فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائتيا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا} أي جيئا بما خلقت فيكما من المنافع والمصالح وأخرجاها لخلقي.
قال ابن عباس: قال الله تعالى للسماء: أطلعي شمسك وقمرك وكواكبك، وأجري رياحك وسحابك، وقال للأرض: شُقِّي أنهارك وأخرجي شجرك وثمارك طائعتين أو كارهتين {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}.
وفي الكلام حذف أي أتينا أمرك {طَائِعِينَ}.
وقيل: معنى هذا الأمر التسخير؛ أي كونا فكانتا كما قال تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [النحل: 40] فعلى هذا قال ذلك قبل خلقهما.
وعلى القول الأول قال ذلك بعد خلقهما.
وهو قول الجمهور.
وفي قوله تعالى لهما وجهان: أحدهما أنه قول تكلم به.
الثاني أنها قدرة منه ظهرت لهما فقام مقام الكلام في بلوغ المراد؛ ذكره الماوردي.
{قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} فيه أيضًا وجهان: أحدهما أنه ظهور الطاعة منهما حيث انقادا وأجابا فقام مقام قولهما، ومنه قول الراجز:
امْتَلأَ الْحَوْضُ وقال قَطْني ** مَهْلًا رُوَيْدًا قَدْ مَلأَتُ بَطْنِي

يعني ظهر ذلك فيه.
وقال أكثر أهل العلم: بل خلق الله فيهما الكلام فتكلمتا كما أراد تعالى؛ قال أبو نصر السكسكي: فنطق من الأرض موضع الكعبة، ونطق من السماء ما بحِيالها، فوضع الله تعالى فيه حَرَمه.
وقال: {طَائِعِينَ} ولم يقل طائعتين على اللفظ ولا طائعات على المعنى؛ لأنهما سموات وأرضون؛ لأنه أخبر عنهما وعمن فيهما.
وقيل: لما وصفهن بالقول والإجابة وذلك من صفات من يعقل أجراهما في الكناية مجرى من يعقل، ومثله {رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} [يوسف: 4] وقد تقدّم.
وفي حديث: إن موسى عليه الصلاة والسلام قال: يا رب لو أن السموات والأرض حين قلت لهما {ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا} عصياك ما كنت صانعًا بهما؟ قال: كنت آمر دابة من دوابي فتبتلعهما.
قال: يا رب وأين تلك الدابة؟ قال: في مَرْج من مُرُوجي.
قال: يا رب وأين ذلك المرج؟ قال: عِلْم من علمي.
ذكره الثعلبي.
وقرأ ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة {آتَيَا} بالمدّ والفتح.
وكذلك قوله: {أَتَيْنَا طَآئِعِينَ} على معنى أعطيا الطاعة من أنفسكما {قَالَتَا} أعطينا {طَائِعِينَ} فحذف المفعولين جميعًا.
ويجوز وهو أحسن أن يكون {آتَيْنَا} فاعلنا فحذف مفعول واحد.
ومن قرأ {آتَيْنَا} فالمعنى جئنا بما فينا؛ على ما تقدّم بيانه في غير ما موضع والحمد لله.
قوله تعالى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} أي أكملهنّ وفرغ منهنّ.
وقيل: أحكمهنّ كما قال:
وعَلَيْهِما مَسْرُودَتَانِ قَضَاهُمَا ** دَاودُ أَوْ صَنَعُ السَّوَابِغِ تُبَّعُ

{فِي يَوْمَيْنِ} سوى الأربعة الأيام التي خلق فيها الأرض، فوقع خلق السموات والأرض في ستة أيام؛ كما قال تعالى: {خَلَقَ السماوات والأرض فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} [الأعراف: 54] على ما تقدّم في الأعراف بيانه.
قال مجاهد: ويوم من الستة الأيام كألف سنة مما تعدون.
وعن عبد الله بن سَلام قال: خلق الله الأرض في يومين، وقدّر فيها أقواتها في يومين، وخلق السموات في يومين؛ خلق الأرض في يوم الأحد والاثنين، وقدّر فيها أقواتها يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، وخلق السموات في يوم الخميس ويوم الجمعة، وآخر ساعة في يوم الجمعة خلق الله آدم في عَجَل، وهي التي تقوم فيها الساعة، وما خلق الله من دابة إلا وهي تفزع من يوم الجمعة إلا الإنس والجن.
على هذا أهل التفسير؛ إلا ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي، فقال: «خلق الله التربة يوم السبت» الحديث، وقد تكلمنا على إسناده في أوّل سورة الأنعام.
{وأوحى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} قال قتادة والسّدي: خلق فيها شمسها وقمرها ونجومها وأفلاكها، وخلق في كل سماء خَلْقها من الملائكة والخلق الذي فيها من البحار وجبال البَرَد والثلوج.
وهو قول ابن عباس؛ قال: ولله في كل سماء بيت تحج إليه وتطوف به الملائكة بحذاء الكعبة، والذي في السماء الدنيا هو البيت المعمور.
وقيل: أوحى الله في كل سماء؛ أي أوحى فيها ما أراده وما أمر به فيها.
والإيحاء قد يكون أمرًا؛ لقوله: {بِأَنَّ رَبَّكَ أوحى لَهَا} [الزلزلة: 5] وقوله: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الحواريين} [المائدة: 111] أي أمرتهم وهو أمر تكوين.
{وَزَيَّنَّا السماء الدنيا بِمَصَابِيحَ} أي بكواكب تضيء.
وقيل: إن في كل سماء كواكب تضيء.
وقيل: بل الكواكب مختصة بالسماء الدنيا.
{وَحِفْظًا} أي وحفظناها حفظًا؛ أي من الشياطين الذين يسترقون السمع.
وهذا الحفظ بالكواكب التي تُرجم بها الشياطين على ما تقدّم في الحجر بيانه.
وظاهر هذه الآية يدل على أن الأرض خلقت قبل السماء.
وقال في آية أخرى: {أَمِ السماء بَنَاهَا} [النازعات: 27] ثم قال: {والأرض بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} وهذا يدل على خلق السماء أوّلًا.
وقال قوم: خلقت الأرض قبل السماء؛ فأما قوله: {والأرض بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات: 30] فالدَّحْوُ غير الخلق، فالله خلق الأرض ثم خلق السموات، ثم دحا الأرض أي مدّها وبسطها؛ قاله ابن عباس.
وقد مضى هذا المعنى مجوَّدًا في البقرة والحمد لله.
{ذَلِكَ تَقْدِيرُ العزيز العليم}. اهـ.

.قال الألوسي:

{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بالذى خَلَقَ الأرض في يَوْمَيْنِ} إلى آخر الآيات والكلام فيها كثير ومنه ما ليس بالمشهور ولنبدى بما هو المشهور وبعد التمام نذكر الآخر فنقول: هذا إنكار وتشنيع لكفرهم، وإن واللام إما لتأكيد الإنكار وتقديم الهمزة لاقتضائها الصدارة لا لانكار التأكيد وأما للإشعار بأن كفرهم من البعد بحيث ينكر العقلاء وقوعه فيحتاج إلى التأكيد، وعلق سبحانه كفرهم بالموصول لتفخيم شأنه تعالى واستعظام كفرهم به عز وجل، والظاهر أن المراد بالأرض الجسم المعروف، وقيل: لعل المراد منها ما في جهة السفل من الإجرام الكثيفة واللطيفة من التراب والماء والهواء تجوزًا باستعمالها في لازم المعنى على ما قيل بقرينة المقابلة وحملت على ذلك لئلا يخلو الكلام عن التعرض لمدة خلق ما عدا التراب، ومن خلقها في يومين أنه سبحانه خلق لها أصلًا مشتركًا ثم خلق لها ثورًا بها تنوعت إلى أنواع، والويم في المشهور عبارة عن زمان كون الشمس فوق الأفق واريد منه هاهنا الوقت مطلقًا لأنه لا يتصور ذلك قبل خلق السماء والكواكب والأرض نفسها ثم إن ذلك الوقت يحتمل أن يكون بمقدار اليوم المعروف ويحتمل أن يكون أقل منه أو أكثر والأقل أنسب بالمقام، وأيًا ما كان فالظاهر أن اليومين ظرفان لخلق الأرض مطلقًا من غير توزيع.
وقال بعض الأجلة: إنه تعالى خلق أصلها ومادها في يوم وصورها وطبقاتها في آخر، وقال في إرشاد العقل السليم المراد بخلق الأرض تقدير وجودها أي حكم بأنها ستوجد في يومين مثله في قوله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عيسى عِندَ الله كَمَثَلِ ءادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [آل عمران: 59] والمراد بكفرهم به تعالى الحادهم في ذاته سبحانه وصفاته عز وجل وخروجهم عن الحق اللازم له جل شأنه على عباده من توحيهده واعتقاد ما يليق بذاته وصفاته جل جلاله فلا ينزهونه تعالى عن صفات الأجسام ولا يثبتون له القدرة التامة والنعوت واللائقة به سبحانه وتعالى ولا يعترفون بإرساله تعالى الرسل وبعثه سبحانه الأموات حتى كأنهم يزعمون أنه سبحانه خلق العباد عبثًا وتركهم سدى، وقوله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا} عطف على تكفرون داخل معه في حكم الإنكار والتوبيخ، وجعله حالًا من الضمير {خُلِقَ} لا يخفى حاله، وجمع الأنداد باعتبار ما هو الواقع لا بأن يكون مدار الإنكار هو التعدد أي وتجعلون له أندادًا واكفاء من الملائكة والجن وغيرهم والحال أنه لا يمكن أن يكون له سبحانه ند واحد {ذلك} إشارة إلى الموصول باعتبار اتصافه بما في حيز الصلة وما فيه من معنى البعد مع قرب العهد بالمشار إليه للإيذان ببعد منزلته في العظمة، وافراد الكاف لما أن المراد ليس تعيين المخاطبين، وهو مبتدأ خبره ما بعده أي ذلك العظيم الشأن الذي فعل ما ذكر في مدة يسيرة {رَبّ العالمين} أي خالق جميع الموجودات ومربيها دون الأرض خاصة فكيف يتصور أن يكون شيء من مخلوقاته ندا له عز وجل {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِىَ} على ما اختاره غير واحد عطف على {خَلَقَ الأرض} [فصلت: 9] داخل في حكم الصلة، ولا ضير في الفصل بينهما بالجملتين المذكورتين لأن الأولى متحدة بقوله تعالى: {تَكْفُرُونِ} بمنزلة إعادتها والثانية معارضة مؤكدة لمضمون الكلام فالفصل بهما كلا فصل، وفيه بلاغة من حيث المعنى لدلالته على أن المعطوف عليه أي {خَلَقَ الأرض} كاف في كونه تعالى رب العالمين وأن لا يجعل له ند فكيف إذا انضمت إليه هذه المعطوفات.
وتعقب بأن الاتحاد لا يخرجه عن كونه فاصلًا مشوشًا للذهن مورثًا للتعقيد فالحق والأقرب أن تجعل الواو اعتراضية وكل من الجملتين معترض ليندفع بالاعتراض الاعتراض أو يجعل ابتداء كلام بناء على أنه يصدر بالواو يقال: هو معطوف على مقدر كخلق، واختار هذا الأخير صاحب الكشف فقال: أوجه ما ذكر فيه أنه عطف على مقدر بعد {رَبّ العالمين} [فصلت: 9] أي خلقها وجعل فيها رواسي فكأنه ساق قوله تعالى: {خَلَقَ الأرض في يَوْمَيْنِ} أولًا ردًا عليهم في كفرهم ثم ذكره ثانيًا تتميمًا للقصة وتأكيدًا للإنكار، وليس سبيل قوله سبحانه: {ذَلِكَ رَبُّ} سبيل الاعتراض حتى تجعل الجملة عطفًا على الصلة ويعتذر عن تخلل {تجعلون} عطفًا على {وَلاَ تَكْفُرُونِ} باتحاده بما قبله على أسلوب {وَصُدَّ سَبِيلِ الله وَكُفْرٌ بِهِ والمسجد الحرام} [البقرة: 217] وذلك لأنه مقصود لذاته في هذا المساق وهو ركن للإنكار مثل قوله تعالى: {الذى خَلَقَ الأرض} وأكد على ما لا يخفى على ذي بصيرة.
والرواسي الجبال من رسا إذا ثبت، والمراد بجعلها إبداعها بالفعل، وفي الإرشاد المراد تقدير الجعل لا الجعل بالفعل، وقوله تعالى: {مّن فَوْقِهَا} متعلق بجعل أو بمحذوف صفة لرواسي أي كائنة من فوقها والضمير للأرض وفي ذلك استخدام على ما قيل في المراد منها لأن الجبال فوق الأرض المعروفة لا فوق جميع الأجسام السفلية والبسائط العنصرية، وفائدة {مّن فَوْقِهَا} الإرشاد إلى أنها جعلت مرتفعة عليها لا تحتها كالأساطين ولا مغروزة فيها كالمسامير لتكون منافعها معرضة لأهلها ويظهر للنظار ما فيها من مراصدالاعتبار ومطارح الأفكار؛ ولعمري أن في ارتفاعها من الحكم التكوينية ما تدهش منه العقول، والآية لا تأبى أن يكون في المغمور من الأرض في الماء جبالًا كما لا يخفى والله تعالى أعلم.
{وبارك فِيهَا} أي كثر خيرها، وفي الإرشاد قدر سبحانه أن يكثر خيرها بأن يكثر فيها أنواع النباتات وأنواع الحيوانات التي من جملتها الإنسان {وَقَدَّرَ فِيهَا أقواتها} أي بين كميتها وأقدارها، وقال في الإرشاد: أي حكم بالفعل بأن يوجد فيما سيأتي لأهلها من الأنواع المختلفة أقواتها المناسبة لها على مقدار معين تقتضيه الحكمة والكلام على تقدير مضاف، وقيل: لا يحتاج إلى ذلك والإضافة لأدنى ملابسة، وإليه يشير كلام السدى حيث قال: أضاف الأقوات إليها من حيث هي فيها وعنها برزت، وفسر مجاهد الأقوات بالمطر والمياه. وفي رواية أخرى عنه وإليه ذهب عكرمة والضحاك أنها ما خص به كل إقليم من الملابس والمطاعم والنباتات ليكون الناس محتاجين بعضهم لبعض وهو مقتض لعمارة الأرض وانتظام أمور العالم، ويؤيد هذا قراءة بعضهم {وَقَدَّرَ فِيهَا أقواتها} {فِى أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ} متعلق بحصول الأمور المذكورة لا بتقديرها على ما في إرشاد العقل السليم، والكلام على تقدير مضاف أي قدر حصولها في تتمة أربعة أيام؛ وكان الزجاج يعلقه بقدر كما هو رأي الإمام أبي حنيفة في القيد إذا وقع متعاطفات نحو أكرمت زيدًا وضربت عمرًا ورأيت خالدًا في الدار، والشافعي يقول: المتعقب للجمل يعود إليها جميعًا لأن الأصل اشتراك المعطوف والمعطوف عليه في المتعلقات فيكون القيد هنا عائدًا إلى جعل الرواسي وما بعده وهو الذي يتبادر إلى فهمي ولابد من تقدير المضاف الذي سمعت وقد صرح الزجاج بتقديره ولم يقدره الزمخشري وجعل الجار متعلقًا بمحذوف وقع خبرًا لمبتدأ محذوف أي كل ذلك من خلق الأرض وما بعده كائن في أربعة أيام على أنه فذلكة أي كلام منقطع أتى به لجمل ما ذكر مفصلًا مأخوذة من فذلكة الحساب وقولهم: فذلك كذا بعد استقرار الجمع فما نحن فيه الحق فيه أيضًا جملة من العدد بجملة أخرى وجعله كذلك لا يمنع عطف {فِيهَا رَوَاسِىَ رَوَاسِىَ} على مقدر لأن الربط المعنوي كاف.
والقول بأن الفذلكة تقتضي التصريح بذكر الجملتين مثل أن يقال: سرت من البصرة إلى واسط في يومين ومن واسط إلى الكوفة في يومين فذلك أربعة أيام وههنا لم ينص إلا على أحد المبلغين غير سديد لأن العلم بالمبلغين في تحقيق الفذلكة كاف على أن المراد أنه جار مجراها وإنما لم يجز الحمل على أن جعل الرواسي وما ذكر عقيبه أو تقدير الأقوات في أربعة أيام لأنه يلزم أن يكون خلق الأرض وما فيها في ستة أيام وقد ذكر بعده أن خلق السموات في يومين فيكون المجموع ثمانية أيام.
وقد تكرر في كتاب الله تعالى أن خلقهما أعني السموات والأرض في ستة أيام وقيدت الأيام الأربعة بقوله تعالى: {سَوَاء} فإنه مصدر مؤكد لمضمر هو صفة لأيام أي استوت سواء أي استواء كما يدل عليه قراءة زيد بن علي، والحسن وابن أبي إسحق وعمرو بن عبيد وعيسى ويعقوب {سَوَاء} بالجر فإنه صريح في الوصفية وبذلك يضعف القول بكونه حالًا من الضمير في {أقواتها} مع قلة الحال من المضاف إليه في غير الصور الثلاثة ولزوم تخالف القراءتين في المعنى.