فصل: قال الثعلبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{فأخذتهم صاعقة العذاب الهون} وفي الصاعقة هنا أربعة أقاويل:
أحدها: النار، قاله السدي.
الثاني: الصيحة من السماء، قاله مروان بن الحكم.
الثالث: الموت وكل شيء أمات، قاله ابن جريج.
الرابع: أن كل عذاب صاعقة، وإنما سميت صاعقة لأن كل من سمعها يصعق لهولها.
وفي {الهون} وجهان:
أحدهما: الهوان، قاله السدي.
الثاني: العطش، حكاه النقاش.
قوله عز وجل: {فهم يوزعُون} فيه أربعة تأويلات:
أحدها: يدفعون، قاله ابن عباس.
الثاني: يساقون، قاله ابن زيد.
الثالث: يمنعون من التصرف، حكاه ابن عيسى.
الرابع: يحبس أولهم على آخرهم، قاله مجاهد، وهو مأخوذ من وزعته أي كففته.
قوله عز وجل: {وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: لفروجهم، قاله ابن زيد.
الثاني: لجلودهم أنفسها وهو الظاهر.
الثالث: أنه يراد بالجلود الأيدي والأرجل، قاله ابن عباس وقيل إن أول ما يتكلم منه فخذه الأيسر وكفه الأيمن.
قوله عز وجل: {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: يعني وما كنتم تتقون، قاله مجاهد.
الثاني: وما كنتم تظنون، قاله قتادة.
الثالث: وما كنتم تستخفون منها، قاله السدي. قال الكلبي: لأنه لا يقدر على الاستتار من نفسه.
{ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرًا مما تعملون} حكى ابن مسعود أنها نزلت في ثلاثة نفر تسارّوا فقالوا أترى الله يسمع إسرارنا؟
قوله عز وجل: {وإن يستعتبوا فيما هم مِن المعتبين} فيه خمسة أوجه:
أحدها: معناه وإن يطلبوا الرضا فما هم بمرضى عنهم، والمعتب: الذي قُبل عتابه وأُجيب إلى سؤاله، قاله ابن عيسى.
الثاني: إن يستغيثوا فما هم من المغاثين.
الثالث: وإن يستقيلوا فما هم من المقالين.
الرابع: وإن يعتذروا فما هم من المعذورين.
الخامس: وإن يجزعوا فما هم من الآمنين.
قال ثعلب: يقال عتب إذا غضب، وأعتب إذا رضي. اهـ.

.قال الثعلبي:

{حم تَنزِيلٌ مِّنَ الرحمن الرحيم كِتَابٌ فُصِّلَتْ} بينت {آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} ولو كان غير عربي لما علموه.
وفي نصب القرآن وجوه:
أحدها: إنّه شغل الفعل علامات حتّى صارت بمنزلة الفاعل، فنصب القرآن وقوع البيان عليه.
الثاني: على المدح.
والثالث: على إعادة الفعل، أي فصَّلنا قرآنًا.
والرابع: على إضمار فعل، أي ذكرنا قرآنًا.
والخامس: على الحال.
والسادس: على القطع.
{بَشِيرًا وَنَذِيرًا} نعتان للقرآن {فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ} أي لا يسمعونه ولا يصغون إليه {وَقَالُواْ} يعني مشركي مكّة {قُلُوبُنَا في أَكِنَّةٍ} أغطية {مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ} فلا نفقه ما يقول، قال مجاهد: كالجعبة للنبل {وَفِي آذانِنَا وَقْرٌ} فلا نسمع ما يقول، وإنّما قالوا ذلك ليؤَيّسئوه من قبولهم لدينه وهو على التمثيل.
{وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ} خلاف في الدين، فجعل خلافهم ذلك ساترًا وحاجزًا لا يجتمعون ولا يوافقون من أجله ولا يرى بعضهم بعضًا.
{فاعمل} بما يقتضيه دينك.
{إِنَّنَا عَامِلُونَ} بما يقتضيه ديننا. قال مقاتل: فأعبد أنت إلهِك، وإنّا عابدون آلهتنا.
{قُلْ إِنَّمَا أنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يوحى إِلَيَّ أَنَّمَآ إلهكم إله وَاحِدٌ} قال الحسن: عَلَمَهُ الله التواضع {فاستقيموا إِلَيْهِ} وجهوا وجوهكم إليه بالطاعة والإخلاص {واستغفروه} من ذنوبكم الّتي سلفت.
{وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ الذين لاَ يُؤْتُونَ الزكاة} قال ابن عباس: لا يشهدون لا إله إِلاَّ الله وهي زكاة الأنفس، وقال الحسن وقتادة: لا يقرّون بالزكاة ولا يؤمنون بها، ولا يرون إيتاءها واجبًا، وقال الضحاك ومقاتل: لا يتصدقون ولا ينفقون في الطاعة.
وكان يقال: الزّكاة قنطرة الإسلام، فمن قطعها نجا ومن تخلف عنها هلك، وقد كان أهل الردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: أما الصلاة فنصلي، وأما الزّكاة فوالله لا تغصب أموالنا.
وقال أبو بكر رضي الله عنه: والله لا أفرق بين شيء جمع الله تعالى بينه والله لو منعوني عقالًا ممّا فرض الله ورسوله لقاتلتهم عليه.
وقال مجاهد والربيع: يعني لا يزكّون أعمالهم، وقال الفراء: هو أنّ قريشًا كانت تطعم الحاج، فحرموا ذلك على من آمن بمحمّد صلى الله عليه وسلم: {وَهُمْ بالآخرة هُمْ كَافِرُونَ إِنَّ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} قال ابن عباس: غير مقطوع. مقاتل: غير منقوص، ومنه المنون لأنّه ينقص منه الإنسان أي قوته. مجاهد: غير محسوب، وقيل: غير ممنون به. قال السدي: نزلت هذه الآية في المرضى والزمنى والهرمى إذا عجزوا عن الطاعة يكتب لهم الأجر كأصح ما كانوا يعلمون فيه.
{قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بالذي خَلَقَ الأرض فِي يَوْمَيْن} الأحد والأثنين.
{وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ العالمين وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا} أي في الأرض بما خلق فيها من المنافع، قال السدي: أنبت شجرها.
{وَقَدَّرَ فِيهَا أقْوَاتَهَا} قال الحسن والسدي: يعني أرزاق أهلها ومعايشهم وما يصلحهم، وقال مجاهد وقتادة: وخلق فيها بحارها، وأنهارها، وأشجارها، ودوابها في يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، روى ابن نجيح عن مجاهد، قال: هو المطر.
قال عكرمة والضحاك: يعني وقدر في كل بلدة منها، ما لم يجعله في الأخرى، ليعيش بعضهم من بعض بالتجارة من بلد إلى بلد، فالسابري من سابور، والطيالسة من الري، والحبر واليمانية من اليمن، وهي رواية حصين، عن مجاهد.
وروى حيان، عن الكلبي، قال: الخبز لأهل قِطر، والتمر لأهل قِطر، والذرة لأهل قِطر، والسمك لأهل قِطر، وكذلك أخواتها.
{في أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ} يعني إنّ هذا مع الأول أربعة أيّام، كما يقول: تزوجت أمس امرأة واليوم اثنتين وأحدهما الّتي تزوجتها أمس، ويقال: أتيت واسط في خمسة والبصرة في عشرةِ، فالخمسة من جملة العشرة. فرد الله سبحانه الآخر على الأوّل، وأجمله في الذكر.
{سَوَاءً} رفعه أبو جعفر على الإبتداء، أي هي سواءٌ، وخفضه الحسن ويعقوب على نعت قوله: في أربعة أيّام، ونصبه الباقون على المصدر، أي استوت إستواءً، وقيل: على الحال والقطع، ومعنى الآية: سواءً.
{لِّلسَّآئِلِينَ} عن ذلك، قال قتادة والسدي: من سأله عنه، فهكذا الأمر، وقيل: لّلسائلين الله حوائجهم.
قال ابن زيد: قدر ذلك على قدر مسائلهم، لأنّه لا يكون من مسائلهم شيء إلاّ قد علمه قبل أن يكون.
قال أهل المعاني: معناه سواءً لّلسائلين وغير السائلين، يعني إنّه بيّن أمر خلق الأرض وما فيها لمن سأل ومن لم يسأل، ويعطي من سأل ومن لم يسأل.
{ثُمَّ استوى إِلَى السماء} أي عمد إلى خلق السماء وقصد، تسويتها، والإستواء من صفة الأفعال على أكثر الأقوال، يدل عليه قوله سبحانه وتعالى: {ثمّ استوى إلى السّماء}.
{وَهِيَ دُخَانٌ} بخار الماء.
{فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائتيا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا} أي جيئا بما خلقت فيكما من المنافع، وإخرجاها، وإظهراها بمصالح خلقي. قال ابن عباس: قال الله تعالى للسّموات: إطلعي شمسك وقمرك ونجومك، وقال للأرض: شقي أنهارك اخرجي ثمارك.
{قَالَتَا أتَيْنَا طَآئِعِينَ} ولم يقل طائعتين، لأنّه ذهب به إلى السّماوات والأرض ومن فيهنّ، مجازه: أَتينا بمن فينا طائعين، فلمّا وصفهما بالقول أخرجهما في الجمع مجرى ما يعقل، وبلغنا أنّ بعض الأنبياء، قال: ياربّ لو إنّ السّماوات والأرض حين قلت لهما ائتيا طوعًا أو كرهًا عصيناك، ما كنت صانعًا بهما؟ قال: كنت أأمر دابة من دوابي فتبتلعهما. قال: وأين تلك الدابة؟. قال: في مرج من مروجي. قال: وأين ذلك المرج؟ قال: في علم من علمي.
وقرأ ابن عباس: {أئتيا} و{آتينا} بالمد، أي اعطينا الطاعة من أنفسكما. قالتا: أعطينا.
{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} أي أتمهنَّ وفرغ من خلقهنّ {وأوحى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} قال قتادة والسدي: يعني خلق فيها شمسها وقمرها ونجومها، وخلق في كلّ سماء خلقها من الملائكة والخلق الّذي فيها من البحار وجبال البرد، وما لا يُعلم، وقيل: معناه وأوحى إلى أهل كلّ سماء من الأمر والنهي ما أراد.
{وَزَيَّنَّا السماء الدنيا بِمَصَابِيحَ} كواكب.
{وَحِفْظًا} لها من الشياطين الّذين يسترقون السمع، ونصب حفظها على المعنى، كأنّه قال: جعلها زينة وحفظًا، وقيل: معناه وحفظًا زيّنّاها على توهم سقوط الواو أي وزّيّنا السّماء الدّنيا بمصابيح حفظًا لها، وقيل: معناه وحفظها حفظًا.
{ذَلِكَ تَقْدِيرُ العزيز العليم فَإِنْ أَعْرَضُواْ} يعني هؤلاء المشركين، {فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ} خَوفتكم.
{صَاعِقَةً} وقيعة وعقوبة {مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ إِذْ جَاءَتْهُمُ} يعني عادًا وثمودًا {الرسل مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ} يعني قبلهم وبعدهم.
وأراد بقوله: {مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ} الرّسل الّذين أرسلوا إلى آباءهم من قبلهم ومن خلفهم، يعني من بعد الرّسل الّذين أرسلوا إلى آباءهم، وهو الرسول الّذي أرسل إليهم، هود وصالح عليهما السلام، والكناية في قوله: {مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ} راجعة إلى عاد وثمود، وفي قوله تعالى: {وَمِنْ خَلْفِهِمْ}، راجعة إلى الرسل.
{أَلاَّ تعبدوا إِلاَّ الله قَالُواْ لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً} بدل هؤلاء الرّسل ملائكة.
{فَإِنَّا بِمَا أرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ}.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن حامد بن محمد الأصبهاني، قرأه عليه في شوال سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العبيدي، حدثنا أحمد بن نجدة بن العُرْيان، حدثنا الجماني حدثنا ابن فضيل، عن الأجلح من الذيال بن حرملة، عن جابر بن عبد اللّه، قال: قال الملأ من قريش وأبو جهل: قد التبس علينا أمر محمّد، فلو إلتمستم رجلًا عالمًا بالشعر والكهانة والسحر، فأتاه فكلمه ثمّ أتانا ببيان من أمره، فقال عتبة بن ربيع: والله لقد سمعت بالشعر والكهانة والسحر، وعلمت من ذلك علمًا، وما يخفى عليَّ إن كان ذلك. فأتاه، فلما خرج إليه، قال: يامحمّد، أنت خير أم هاشم؟، أنت خير أم عبد المطلب؟، أنت خير أم عبد الله؟، فبم تشتم آلهتنا، ونضلك إيانا، فإن تتمنى الرئاسة عقدنا لك ألويتنا، فكنت رئيسنا ما بقيت، وإن كانت بك الباءة زوجناك عشر نسوة تختار من أي أبيات قريش، وإن كان بك المال جمعنا لك ما تستغني أنت وعقبك من بعدك، ورسول لله صلى الله عليه وسلم ساكت لا يتكلم، فلما فرغ، قرأ رسول الله عليه السلام: بسم الله الرحمن الرَّحِيمِ {حم تَنزِيلٌ مِّنَ الرحمن الرحيم كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا}.. إلى قوله: {فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} فأمسك عتبة على فيه وناشده بالرحم، ورجع إلى أهله ولم يخرج إلى قريش، فاحتبس عنهم عتبة، فقال أبو جهل: يامعشر قريش، والله ما نرى عتبة إلاّ قد صَبَأ إلى محمّد وأعجبه طعامه، وما ذاك إلاّ من حاجة أصابته، فانطلقوا بنا إليه، فانطلَقوا إليه.
فأتاه أبو جهل فقال: والله ياعتبة، ما حبسك عنّا إلاّ إنّك صبوت إلى محمّد، وأعجبك طعامه، فإن كانت بك حاجة جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك عن طعام محمّد. فغضب عتبة وأقسم ألاّ يكلم محمّدًا أبدًا، وقال: والله لقد علمتم إنّي مّن أكثر قريش مالًا، ولّكني أتيته وقصصت عليه القصة، فأجابني بشيء، والله ما هو بشعر ولا كهانة ولا سحر. بسم الله الرحمن الرَّحِيمِ {حم تَنزِيلٌ مِّنَ الرحمن الرحيم كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا}.. إلى قوله: {فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} فأمسكت بفيه وناشدته بالرحم أن يكف وقد علمتم إنّ محمّدًا إذا قال شيئًا لم يكذب، فخفت أن ينزل بكم العذاب.
{فَأَمَّا عَادٌ} يعني قوم هود.
{فاستكبروا فِي الأرض بِغَيْرِ الحق وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً} وذلك إنّهم كانوا ذوي أجسام طوال وخلق عظيم.
{أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ الله الذي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا} أي باردة شديدة الصوت والهبوب وأصله من الصرير، فضوعف كما يقال: نهنهت وكفكفت، وقد قيل: إنّ النهر الّذي يسمّى صرصرًا إنّما سمي بذلك لصوت الماء الجاري فيه.
{في أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ} متتابعات شديدات نكدات مشؤومات عليهم ليس فيها من الخير شيء، وقرأ أبو جعفر وابن عامر وأهل الكوفة {نَّحِسَاتٍ} بكسر الحاء، غيرهم بجزمه.
أخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه، حدثنا مخلد بن جعفر، حدثنا الحسن بن علي، حدثنا إسماعيل بن عيسى، حدثنا إسحاق بن بشر، حدثنا مقاتل عن الضحاك في قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا}، قال: أمسك الله تعالى عنهم المطر ثلاث سنين ودامت الرياح عليهم من غير مطر، وبه عن مقاتل، عن إبراهيم التيمي وعن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله، قال: إذا أراد الله بقوم خيرًا، أرسل عليهم المطر وحبس عنهم كثرة الرياح، وإذا أراد الله بقوم شرًّا حبس عنهم المطر وأرسل عليهم كثرة الرياح.
{لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الخزي فِي الحياة الدنيا وَلَعَذَابُ الآخرة أخزى} لهم وأَشد إذلالًا وإهانه.
{وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ وأما وَأَمَّا ثَمُودُ} قرأ الأعمش ويحيى بن وثاب، {ثَمُودُ} بالرفع والتنوين، وكانا يجران ثمودًا في القرآن كله إلاّ قوله: {وَآتَيْنَا ثَمُودَ الناقة} [الإسراء: 59]، فإنّهما كانا لا يجرانه هاهنا من أجل إنّه مكتوب في المصحف هاهنا بغير ألف، وقرأ ابن أبي إسحاق {وَأَمَّا ثَمُودُ} منصوبًا غير منون، وقرأ الباقون مرفوعًا غير منون.
{فَهَدَيْنَاهُمْ} دعوناهم وبيّنا لهم.