فصل: قال ابن العربي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن العربي:

قَوْله تَعَالَى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَك وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} فِيهَا مَسْأَلَتَانِ:
المسألة الْأُولَى: فِي سَبَبِ نُزُولِهَا:
رُوِيَ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي أَبِي جَهْلٍ؛ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُمِرَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْعَفْوِ عَنْهُ.
وَقِيلَ لَهُ: {فَإِذَا الَّذِي بَيْنَك وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.
المسألة الثَّانِيَةُ:
اُخْتُلِفَ مَا الْمُرَادُ بِهَا عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْوَالٍ: الْأَوَّلُ: قِيلَ الْمُرَادُ بِهَا مَا رُوِيَ فِي الْآيَةِ أَنْ نَقُولَ: إنْ كُنْت كَاذِبًا يَغْفِرُ اللَّهُ لَك، وَإِنْ كُنْت صَادِقًا يَغْفِرُ اللَّهُ لِي، وَكَذَلِكَ رُوِيَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَالَهُ لِرَجُلٍ نَالَ مِنْهُ.
الثَّانِي الْمُصَافَحَةُ، وَفِي الْأَثَرِ: «تَصَافَحُوا يَذْهَبُ الْغِلُّ»، وَإِنْ لَمْ يَرَ مَالِكٌ الْمُصَافَحَةَ، وَقَدْ اجْتَمَعَ مَعَ سُفْيَانَ فَتَكَلَّمَا فِيهَا، فَقَالَ سُفْيَانُ: قَدْ صَافَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعْفَرًا حِينَ قَدِمَ مِنْ الْحَبَشَةِ، فَقَالَ لَهُ مَالِكٌ: ذَلِكَ خَاصٌّ لَهُ؛ فَقَالَ لَهُ سُفْيَانُ: مَا خَصَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخُصُّنَا، وَمَا عَمَّهُ يَعُمُّنَا، وَالْمُصَافَحَةُ ثَابِتَةٌ، فَلَا وَجْهَ لِإِنْكَارِهَا.
وَقَدْ رَوَى قَتَادَةُ قَالَ: قُلْت لِأَنَسٍ: هَلْ كَانَتْ الْمُصَافَحَةُ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
وَرَوَى الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إلَّا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَتَفَرَّقَا».
وَفِي الْأَثَرِ: «مِنْ تَمَامِ الْمَحَبَّةِ الْأَخْذُ بِالْيَدِ».
وَمِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَهُوَ إمَامٌ مُقَدَّمٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَدِمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ الْمَدِينَةَ فِي نَفَرٍ، فَقَرَعَ الْبَابَ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُرْيَانًا يَجُرُّ ثَوْبَهُ، وَاَللَّهِ مَا رَأَيْته عُرْيَانًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ، فَاعْتَنَقَهُ وَقَبَّلَهُ.
الثَّالِثُ: السَّلَامُ، لَا يُقْطَعُ عَنْهُ سَلَامُهُ إذَا لَقِيَهُ، وَالْكُلُّ مُحْتَمَلٌ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
قَوْله تَعَالَى: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إنْ كُنْتُمْ إيَّاهُ تَعْبُدُونَ فَإِنْ اسْتَكْبَرُوا فَاَلَّذِينَ عِنْدَ رَبِّك يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ}.
وَهَذِهِ آيَةُ سُجُودٍ بِلَا خِلَافٍ، وَلَكِنْ اُخْتُلِفَ فِي مَوْضِعِهِ؛ فَقَالَ مَالِكٌ: مَوْضِعُهُ: {كُنْتُمْ إيَّاهُ تَعْبُدُونَ} لِأَنَّهُ مُتَّصِلٌ بِالْأَمْرِ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ وَالشَّافِعِيُّ: مَوْضِعُهُ {وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ} لِأَنَّهُ تَمَامُ الْكَلَامِ، وَغَايَةُ الْعِبَادَةِ وَالِامْتِثَالِ.
وَقَدْ كَانَ عَلِيٌّ وَابْنُ مَسْعُودٍ يَسْجُدَانِ عِنْدَ قَوْله تَعَالَى: {إنْ كُنْتُمْ إيَّاهُ تَعْبُدُونَ}.
وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْجُدُ عِنْدَ قَوْلِهِ: {يَسْأَمُونَ}.
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: اُسْجُدُوا بِالْآخِرَةِ مِنْهُمَا، وَكَذَلِكَ يُرْوَى عَنْ مَسْرُوقٍ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ؛ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَأَبِي صَالِحٍ؛ وَيَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، وَطَلْحَةُ، وَالْحَسَنُ، وَابْنُ سِيرِينَ.
وَكَانَ أَبُو وَائِلٍ، وَقَتَادَةُ، وَبَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَسْجُدُونَ عِنْدَ قَوْلِهِ: {يَسْأَمُونَ}، وَالْأَمْرُ قَرِيبٌ. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {وَلاَ تَسْتَوِي الحسنة وَلاَ السيئة} قال الفراء: {لاَ} صلة أي {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ والسَّيِّئَةُ} وأنشد:
ما كان يَرْضَى رسولُ اللَّهِ فِعْلَهُمُ ** والطَّيِّبانِ أبو بكر ولا عمرُ

أراد أبو بكر وعمر؛ أي لا يستوي ما أنت عليه من التوحيد، وما المشركون عليه من الشرك.
قال ابن عباس: الحسنة لا إله إلا الله، والسيئة الشرك.
وقيل: الحسنة الطاعة، والسيئة الشرك.
وهو الأول بعينه.
وقيل: الحسنة المداراة، والسيئة الغلظة.
وقيل: الحسنة العفو، والسيئة الانتصار.
وقال الضحاك: الحسنة العلم، والسيئة الفحش.
وقال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: الحسنة حبّ آل الرسول، والسيئة بغضهم.
قوله تعالى: {ادفع بالتي هِيَ أَحْسَنُ} نسخت بآية السيف، وبقي المستحب من ذلك: حسن العشرة والاحتمال والإغضاء.
قال ابن عباس: أي ادفع بحلمك جهل من يجهل عليك.
وعنه أيضًا: هو الرجل يسبّ الرجل فيقول الآخر إن كنت صادقًا فغفر الله لي، وإن كنت كاذبًا فغفر الله لك.
وكذلك يروى في الأثر: أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال ذلك لرجل نال منه.
وقال مجاهد: {بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} يعني السلام إذا لقي من يعاديه؛ وقاله عطاء.
وقول ثالث ذكره القاضي أبو بكر بن العربي في الأحكام وهو المصافحة.
وفي الأثر: {تصافحوا يَذهبِ الغِلُّ}.
ولم ير مالك المصافحة، وقد اجتمع مع سفيان فتكلما فيها فقال سفيان: قد صافح رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفرًا حين قدم من أرض الحبشة؛ فقال له مالك: ذلك خاص.
فقال له سفيان: ما خَصّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصّنا، وما عَمّه يعمّنا، والمصافحة ثابتة فلا وجه لإنكارها.
وقد روى قتادة قال قلت لأنس: هل كانت المصافحة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم.
وهو حديث صحيح.
وفي الأثر: «من تمام المحبة الأخذ باليد».
ومن حديث محمد بن إسحاق وهو إمام مقدّم، عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، فقرع الباب فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عريانًا يجر ثوبه والله ما رأيته عريانًا قبله ولا بعده فاعتنقه وقبّله.
قلت: قد روي عن مالك جواز المصافحة وعليها جماعة من العلماء.
وقد مضى ذلك في يوسف وذكرنا هناك حديث البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلمين يلتقيان فيأخذ أحدهما بيد صاحبه مودة بينهما ونصيحة إلا أُلقيت ذنوبهما بينهما».
قوله تعالى: {فَإِذَا الذي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} أي قريب صديق.
قال مقاتل: نزلت في أبي سفيان بن حرب، كان مؤذيًا للنبي صلى الله عليه وسلم، فصار له وليًّا بعد أن كان عدوًّا بالمصاهرة التي وقعت بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أسلم فصار وليًّا في الإسلام حميمًا بالقرابة.
وقيل: هذه الآية نزلت في أبي جهل بن هشام، كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم، فأمره الله تعالى بالصبر عليه والصفح عنه، ذكره الماوردي.
والأول ذكره الثعلبي والقشيري وهو أظهر؛ لقوله تعالى: {فَإِذَا الذي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.
وقيل: كان هذا قبل الأمر بالقتال.
قال ابن عباس: أمره الله تعالى في هذه الآية بالصبر عند الغضب، والحلم عند الجهل، والعفو عند الإساءة، فإذا فعل الناس ذلك عصمهم الله من الشيطان، وخضع لهم عدوّهم.
وروي أن رجلًا شتم قَنْبَرًا مولى عليّ بن أبي طالب فناداه عليّ يا قَنَبْر! دع شاتمك، والْه عنه ترضي الرحمن وتسخط الشيطان، وتعاقب شاتمك، فما عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه.
وأنشدوا:
ولَلْكَفُّ عن شَتْم اللّئيم تَكَرُّمًا ** أَضَرُّ له مِنْ شَتْمِهِ حين يُشْتَمُ

وقال آخر:
وما شَيْءٌ أحَبُّ إلى سفِيهٍ ** إذا سبّ الكَريمَ مِن الْجَوَابِ

مُتَارَكَةُ السّفيهِ بلا جوابٍ ** أَشَدُّ على السَّفِيهِ من السِّبابِ

وقال محمود الورّاق:
سَأُلزِم نفسي الصَّفْحَ عن كلّ مذنِبٍ ** وإن كَثُرتْ منه لَديّ الْجَرائمُ

فما الناس إلاَ واحِدٌ مِن ثلاثةٍ ** شريفٌ ومَشْرُوفٌ ومِثْلٌ مقاومُ

فأما الذي فَوْقي فَأَعْرِفُ قَدْرَه ** وَأَتْبَعُ فيه الْحَقَّ والْحَقُّ لازِمُ

وأما الذِي دونِي فإنْ قال صُنْتُ عن ** إِجابتِهِ عِرضِي وإن لاَمَ لائِمُ

وأما الذي مِثلِي فإنْ زَلَّ أو هَفا ** تَفَضَّلْتُ إنّ الفَضْلَ بالحِلم حاكِمُ

{وَمَا يُلَقَّاهَا} يعني هذه الفَعلة الكريمة والخصلة الشريفة {إِلاَّ الذين صَبَرُواْ} بكظم الغيظ واحتمال الأذى.
{وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} أي نصيب وافر من الخير؛ قاله ابن عباس.
وقال قتادة ومجاهد: الحظ العظيم الجنة.
قال الحسن: والله ما عظم حظ قط دون الجنة.
وقيل: الكناية في {يُلَقَّاهَا} عن الجنة؛ أي ما يلقاها إلا الصابرون؛ والمعنى متقارب.
قوله تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشيطان نَزْغٌ} تقدّم في آخر الأعراف مستوفًى.
{فاستعذ بالله} من كيده وشره {إِنَّهُ هُوَ السميع} لاستعاذتك {العليم} بأفعالك وأقوالك.
قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ} علاماته الدالة على وحدانيته وقدرته {الليل والنهار والشمس والقمر} وقد مضى في غير موضع.
ثم نهى عن السجود لهما؛ لأنهما وإن كانا خلقين فليس ذلك لفضيلة لهما في أنفسهما فيستحقان بها العبادة مع الله؛ لأن خالقهما هو الله ولو شاء لأعدمهما أو طمس نورهما.
{واسجدوا لِلَّهِ الذي خَلَقَهُنَّ} وصورهنّ وسخرهنّ؛ فالكناية ترجع إلى الشمس والقمر والليل والنهار.
وقيل: للشمس والقمر خاصة؛ لأن الاثنين جمع.
وقيل: الضمير عائد على معنى الآيات {إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} وإنما أنث على جمع التكثير ولم يجر على طريق التغليب للمذكر والمؤنث لأنه فيما لا يعقل.
{فَإِنِ استكبروا} يعني الكفار عن السجود لله {فالذين عِندَ رَبِّكَ} من الملائكة {يُسَبِّحُونَ لَهُ بالليل والنهار وَهُمْ لاَ يَسْأَمُونَ} أي لا يملون عبادته.
قال زهير:
سَئِمتُ تَكاليف الحياةِ ومَنْ يَعِشْ ** ثمانِين حَوْلًا لا أبَا لَكَ يَسْأَمِ

مسألة: هذه الآية آية سجدة بلا خلاف؛ واختلفوا في موضع السجود منها.
فقال مالك: موضعه {إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}؛ لأنه متصل بالأمر.
وكان عليّ وابن مسعود وغيرهم يسجدون عند قوله: {تَعْبُدُونَ}.
وقال ابن وهب والشافعي: موضعه {وَهُمْ لاَ يَسْأَمُونَ} لأنه تمام الكلام وغاية العبادة والامتثال.
وبه قال أبو حنيفة.
وكان ابن عباس يسجد عند قوله: {يَسْأَمُونَ}.
وقال ابن عمر: اسجدوا بالآخرة منهما.
وكذلك يروى عن مسروق وأبي عبد الرحمن السلمي وإبراهيم النخعي وأبي صالح ويحيى بن وثاب وطلحة وزبيد الياميَّين والحسن وابن سيرين.
وكان أبو وائل وقتادة وبكر بن عبد الله يسجدون عند قوله: {يَسْأَمُونَ}.
قال ابن العربي: والأمر قريب.
مسألة: ذكر ابن خُوَيْزِمَنْدَاد: أن هذه الآية تضمنت صلاة كسوف القمر والشمس؛ وذلك أن العرب كانت تقول: إن الشمس والقمر لا يكسفان إلا لموت عظيم، فصلى النبيّ صلى الله عليه وسلم صلاة الكسوف.
قلت: صلاة الكسوف ثابتة في الصحاح البخاري ومسلم وغيرهما.
واختلفوا في كيفيتها اختلافًا كثيرًا، لاختلاف الآثار، وحسبك ما في صحيح مسلم من ذلك، وهو العمدة في الباب، والله الموفق للصواب. اهـ.