فصل: قال نظام الدين النيسابوري:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال نظام الدين النيسابوري:

{وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} التفسير: لما ذكر وعيد الكفار أردفه بذكر السبب الذي لأجله وقعوا في ذلك الكفر. ومعنى {قيضنا} سببنا لهم من حيث لا يحتسبون أو قدرنا أو سلطنا وأصله من القيض وهو البدل، والمقايضة المعاوضة كأن القرينين يصلح كل منهما أن يقوم مقام الآخر.
والقرناء إخوانهم من الشياطين جمع قرين {فزينوا لهم ما بين أيديهم} وهو الدنيا وما فيها من الشهوات {وما خلفهم} وهو الآخرة بأن لا جنة ولا نار ولا بعث ولا حساب وقيل: ما بين أيديهم أعمالهم التي عملوها، وما خلفهم ما عزموا على فعله وزينوا لهم فعل مفسدي زمانهم والذين تقدم عصرهم. والآية على مذهب الأشاعرة واضحة. وقالت المعتزلة: معناها أنه خذلهم ومنعهم التوفيق لتصميمهم على الكفر فلم يبق لهم قرناء سوى الشياطين. ومعنى {في أمم} كائنين في جملة أمم وقد مر في أوائل الأعراف كانوا يقولون إذا سمعتم القرآن من محمد فارفعوا أصواتكم باللغو وهو الساقط من الكلام فنزلت {وقال الذين كفروا} الآية. يقال: لغى بكسر الغين يلغى بالفتح، ولغا يلغو فلهذا قرئ بالضم أيضًا، والمقصود أنهم علموا أن القرآن كلام كامل لفظًا ومعنى، وكل من سمعه ووقف على معانيه وأنصف حكم بأنه واجب القبول فدبروا هذا التدبير الفاسد وهو قول بعضهم لبعض {لا تسمعوا لهذا القرآن} إذا قرئ وتشاغلوا عن قراءته برفع الصوت بالمكاء والهذيان والرجز {لعلكم تغلبون} القارىء على قراءته فلا يحصل غرضه من التفهيم والإرشاد. وحين حكى حيلتهم ذكر وعيدهم بقوله: {فلنذيقن} الآية. والمضاف في قوله: {أسوأ} محذوف أي جزاء أسوأ الذي ولذلك أشار اليه بقوله: {ذلك جزاء أعداء الله} وقوله: {النار} بدل من الجزاء أو خبر مبتدأ مضمر. و{دار الخلد} موضع المقام. قال الزجاج: هو كما يقول لك في هذه الدار دار السرور وأنت تعني الدار بعينها وقد وضع قوله: {بما كانوا بآياتنا يجحدون} موضع أن لو قال بما كانوا يلغون إقامة للسبب مقام المسبب ثم حكى عنهم ما سيقولون في النار وهو قولهم {ربنا أرنا} أي أبصرنا {اللذين أضلانا من الجن والإنس} وذلك أن الشياطين ضربان: جني وإنسي، وقد ورد في القرآن كثيرًا، وقيل: هما إبليس الذي سن الكفر، وقابيل الذي سن القتل.
ومن قرأ بسكون الراء فلثقل الكسرة. وقد يقال: معناه إذ ذاك أعطناه. وحكوا عن الخليل أنك إذا قلت أرني ثوبك بالكسر فمعناه بصرنيه، وإذا قلت بالسكون فهو بمعنى الإعطاء ونظيره اشتهار الإيتاء في معنى الإعطاء وأصله الإحضار.
{نجعلهما تحت أقدامنا} أي نطأهما إذلالًا وإهانة {ليكونا من الأسفلين} الأذلين وقيل: في الدرك الأسفل. وتأوله بعض حكماء الإسلام بأنهما الشهوة والغضب المشار إليهما في قوله: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} [البقرة: 30] كأنهم سألوا توفيق أن يجعلوا القرينين تحت قدم النفس الناطقة.
وحين أطنب في الوعيد أردفه بالوعد على العادة المستمرة فقوله: {ربنا الله} إشارة إلى العلوم النظرية التي هذه المسألة رأسها وأصلها.
وقوله: {ثم استقاموا} إشارة إلى الحكمة العملية وجملتها الاستقامة على الوسط دون الميل إلى أحد شقي الإفراط والتفريط كما سبق تقرير ذلك في تفسير قوله: {اهدنا الصراط المستقيم} [الفاتحة: 5] ومعنى {ثم} تراخي الاستقامة في الرتبة عن الإقرار، وفيه أن حصول العلوم النظرية بدون القسم العملي كشجرة بلا ثمرة. وقال أهل العرفان: قالوا ربنا الله يوم الميثاق في عالم الأرواح، ثم استقاموا على ذلك في عالم الأشباح. وعن أبي بكر الصديق: معناه لم يلتفتوا إلى إله غيره.
{تتنزل عليهم الملائكة} عند الموت أو عنده وفي القبر وفي القيامة. وأن مفسرة أو مخففة. ولقد فسرنا الخوف والحزن مرارًا والإبشار لازم. قال الجوهري: يقال بشرته بمولود فأبشر إبشارًا.
وقوله: {ألا تخافوا ولا تحزنوا} إشارة إلى رفع المضار في المآل وفي الحال.
وقوله: {وأبشروا} إخبار عن حصول المنافع.
وقوله: {نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا} يقابل قوله: {وقضينا لهم قرناء} فللملائكة تأثيرات في الأرواح بالإلهامات الحسنة والخواطر الشريفة كما للشياطين تأثيرات بإلقاء الوساوس والهواجس، وقد تقدم في أول الكتاب في تفسير الاستعاذة. وإذا كانت هذه الولاية ثابتة في الدنيا بحكم المناسبة النورية كانت بعد الموت أقوى وأظهر لزوال العلائق الجسمانية. وقيل: في الحياة الدنيا بالاستغفار.
{وفي الآخرة} بالشفاعة. وقيل: كنا نحفظكم في الدنيا ولا نفارقكم في الآخرة حتى تدخلوا الجنة {ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم} يعني الحظوظ الجسمانية {ولكم فيها ما تدعون} أي تمنون من المواهب الروحانية، وقد مر في يس سائر الوجوه.
والنزل ما يهيأ للضيف وقد مر. وفي ذكر الغفور الرحيم هاهنا مناسبة لا تخفى. قال أهل النظم إن القوم لما أتوا بأنواع السفاهة والإيذاء كقولهم {قلوبنا غلف} [البقرة: 88] {لا تسمعوا لهذا القرآن} حرض سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم على مواظبة التبليغ والدعوة واحتمال أعباء الرسالة والتزام السيرة الفاضلة إظهار المزيتة على الجهال وتحصيلًا للغرض بالرفق واللطف ما أمكن فقال: {ومن أحسن قولًا} ووجه آخر في النظم وهو أنه لما مدح الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا وذكر جزاءهم وهم أهل الكمال، أراد أن يبين حال المشتغلين بتكميل الناقصين. زعم بعض المفسرين أن المراد بهذا الدعاء الأذان، والعمل الصالح الصلاة بين الأذان والإقامة، ورفعوه إلى عائشة. والأصح أنه عام لجميع الأئمة والدعاة إلى طاعة الله وتوحيده، ولا ريب أن مصطفاهم ومقتداهم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وبعده العلماء بالله وهم الحكماء المتألهون، وبعدهم العلماء بصفات الله وهم الأصوليون، ثم العلماء بأحكام الله وهم الفقهاء، ثم الملوك العادلون الذين يدعون إلى الله بالسيف والسبب. وفي الاستفهام الإنكاري دلالة على أنه لا قول أحسن من الدعاء إلى الله فمن زعم أنه الأذان ذهب إلى أنه واجب وإلا لكان الواجب أحسن منه.
ونوقض بأنا نعلم بالدلائل اليقينية أن الدعوة إلى الدين القويم بالحجة أو السيف أحسن من الأذان فلا يدخل الأذان تحت الآية. قال جار الله: ليس معنى قوله: {وقال إنني من المسلمين} أنه تكلم بهذا الكلام، ولكن المراد أنه جعل دين الإسلام مذهبه ومعتقده كما تقول: هذا قول أبي حنيفة. وقال آخرون: أراد به التلفظ به تفاخرًا بالإسلام وتمدحًا. وزعموا أن فيه إبطال قول من جوز: أنا مسلم إن شاء الله. فإنه لو كان ذلك معتبرًا لورد في الآية كذلك ولا يخفى ضعفه، فإن التجويز غير الإيجاب. ثم صبر رسوله صلى الله عليه وسلم على سفاهة الكفار وعلمه الأدب الجميل في باب الدعاء أي الدين بل في مطلق أمور التمدن فقال: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة} {لا} زائدة لتأكيد نفي الاستواء، والمعنى لا تستوي الحسنة والسيئة قط ومثالهما الإيمان والشرك والحلم والغضب والطاعة والمعصية واللطف والعنف ثم إن سائلًا كأنه سأل: فكيف نصنع؟ فأجيب {ادفع بالتي هي أحسن} فإن الحسنة أحسن من السيئة كما يقال: الصيف أحر من الشتاء وذهب صاحب الكشاف إلى أن {لا} غير مزيدة والمعنى أن الحسنة والسيئة متفاوتتان في أنفسهما فخذ بالحسنة التي هي أحسن إذا اعترضتك حسنتان فادفع بها السيئة. مثاله: رجل أساء إليك فالحسنة أن تعفو عنه والتي هي أحسن أن تحسن إليه مكان إسائته. قال: ومن جعل {لا} مزيدة فالقياس على تفسيره أن يقال: ادفع بالتي هي حسنة. ولكنه وضع أحسن موضع الحسنة ليكون أبلغ لأن من دفع بالحسنى هان عليه الدفع بما هو دونها. قال العارفون: الحسنة التوجه إلى الله بصدق الطلب، والسيئة الالتفات إلى غيره.
{فإذا الذي} إذا فعلت ذلك انقلب عدوك وليًا مصافيًا. قال مقاتل: نزلت في أبي سفيان وكان مؤذيًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فصار يتحاب بعد ذلك لما رأى من لطف رسول الله صلى الله عليه وسلم وعطفه. ثم مدح هذه السيرة وأهلها بقوله: {وما يلقاها إلا الذين صبروا} أي لا يعمل بها إلا كل صبار على تجرع المكاره.
{وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم} من قوة جوهر النفس الناطقة بحيث لا يتأثر من الواردات الخارجية، وقد يفسر الحظ العظيم بالثواب الجزيل. وعن الحسن: ما عظم حفظ دون الجنة. ثم ذكر طريقًا آخر في دفع الغضب والانتقام قائلًا {وإما ينزغنك} وقد مر في آخر الأعراف. والمعنى إن صرفك الشيطان عما أمرت به فاستعذ بالله من شره وإنما قال هاهنا {إنه هو السميع العليم} بالفصل وتعريف الخبر ليكون مناسبًا لما تقدّمه من قوله: {وما يلقاها} مؤكدًا بالتكرار وبالنفي والإثبات ولم يكن هذا المقتضى في الأعراف فجاء على أصل الاسم معرفة والخبر نكرة.
وحين ذكر أن أحسن الأقوال هو الدعوة إلى الله بين الدلائل على وجوده فقال: {ومن آياته} الخ. والضمير في {خلقهن} للآيات أو الليل وما عطف عليه. ولم يغلب المذكر لأن ذلك قياس مع العقلاء. وفي قوله: {إن كنتم إياه تعبدون} تزييف لطريقة الصابئين وسائر عبدة الكواكب جهلًا منهم وزعمًا أنها الواسطة بين الخلق والإله، فنهوا عن هذا التوسيط لأن ذلك مظنة العبادة المستقلة لرفعة شأنها وارتفاع مكانها، وهذا بخلاف التوجه في الصلاة إلى القبلة فإن الحجر قلما يظن به أنه معبود بالحق والجزم حاصل بأنه لتوحيد متوجهات المصلين عند صلاتهم مع أن للبيت شرفًا ظاهرًا في نفسه {فإن استكبروا} عن قبول قولك يا محمد في النهي عن السجود للشمس والقمر {فالذين عند ربك} عندية بالشرف والرتبة وهم الملائكة المقربون {يسبحون له بالليل والنهار} أي على الدوام والاستمرار {وهم لا يسأمون} من السآمة والملالة. والحاصل أنهم إن يمتثلوا ما أمروا به ونهوا عنه وأبوا إلا الواسطة فدعهم وشأنهم فإن ربك لا يعدم عابدًا مخلصًا.
ولما فرغ من تقرير الآيات السماوية شرع في الدلائل الأرضية فقال: {ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة} وأصل الخشوع التذلل فاستعير للأرض التي لا خضرة بها ولا نفع كما وصفها بالهمود وقد مرّ في سورة الحج، وذلك أنها إذا اهتزت وربت أي انتفخت حين يهم النبت بالخروج منها كانت بمنزلة المختال في زيه وهي قبل ذلك كالفقير الكاسف البال المتلبس بثوب أطمار. وبعد تقرير الدلائل الباهرة ذكر وعيد الملحدين في آياته المنحرفين عن الجادة والوعيد قوله: {لا يخفون علينا} وكفى به وعيدًا. ثم أكده بالاستفهام على سبيل التقرير وهو قوله: {أفمن يلقى} الخ.
وقوله: {يوم القيامة} ظرف لآمنا أو ليأتي. ثم هددهم بقوله: {اعملوا ما شئتم} الخ. ثم أبدل من قوله: {إن الذين كفروا بالذكر} أي القرآن لأنهم بكفرهم به طعنوا فيه وحرفوا معانيه، وعلى هذا فالخبر هو ما تقدم من قوله: {لا يخفون} وإنه كلام مستأنف. وعلى هذا فاختلفوا في خبر {إن}.
فالأكثرون على أنه {أولئك ينادون} وما بينهما اعتراض من تتمة الذكر. وقيل: خبره ما يقال إذ التقدير ما يقولون لك. وقيل: هو محذوف. ثم اختلفوا فقال قوم: إن الذين كفروا بالذكر كفروا لما جاءهم. وقال آخرون: هلكوا أو يجازون بكفرهم ونحو ذلك، وهذا يمكن تقديره بعد قوله: {لما جاءهم} وبعد قوله: {من خلفه} وبعد قوله: {حميد} والعزيز معناه الغالب القاهر بقوة حجته على ما سواه من الكتب، والمراد أنه عديم النظير لأن الأولين والآخرين عجزوا عن معارضته. ثم أكد هذا الوصف بقوله: {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه} قال جار الله: وهو تمثيل أي لا يتطرق البطلان إليه بجهة من الجهات فلا ينقص منه شيء ولا يزاد عليه شيء.
وقيل: أراد أنه لا تكذبه الكتب المتقدمة كالتوراة والإنجيل ولن يجيء بعده ما يخالفه. وقد يحتج أبو مسلم بالآية على عدم وقوع النسخ في القرآن زعمًا منه أن النسخ نوع من البطلان، ولا يخفى ضعفه فإن بيان انتهاء حكم لا يقتضي إبطاله فإنه حق في نفسه ومأمور به في وقته.
{تنزيل} أي هو منزل {من} إله {حكيم} في جميع أفعاله {حميد} إلى جميع خلقه بسبب كثرة نعمه. ثم سلى نبيه عليه السلام بقوله: {ما يقال لك} وفيه وجهان: أحدهما ما يقول لك كفار قريش إلا مثل ما قال للرسل كفار قومهم من المطاعن فيهم وفي كتبهم.
{إن ربك لذو مغفرة} للمحقين {وذو عقاب أليم} للمبطلين، ففوض الأمر إلى الله واشتغل بما أمرت به من الدعاء إلى دينه. وثانيهما ما يقول لك الله إلا مثل ما قال لغيرك من الرسل من الصبر على سفاهة الأقوام وإيذائهم. ويجوز أن يكون المقول هو قوله: {إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب} فمن حقه أن يرجوه أهل طاعته ويخشاه أهل عصيانه. كانوا يقولون: لولا أنزل القرآن بلغة العجم تعنتًا منهم فأجابهم الله بقوله: {ولو جعلناه قرآنًا أعجميًا لقالوا} معترضين منكرين {لولا فصلت آياته} أي بينت بلسان نفهمه. أقرآن أعجمي ورسول عربي أو مرسل إليه عربي؟ وإنما جاز هذا التقدير الثاني مع أن المرسل إليهم كثيرون وهم غير أمة العرب، لأن الغرض بيان تنافر حالتي القرآن، والذين أنزل القرآن إليهم من العجمية والعربية لا بيان أنهم جمع أو واحد كما تقول: وقد رأيت لباسًا طويلًا على امرأة قصيرة اللباس طويل واللابس قصير. ولو قلت: واللابسة قصيرة جئت بما هو أفضل. ومن قرأ بغير همزة الاستفهام فعلى حذفها أو على الإخبار بأن القران أعجمي والرسول أو المرسل إليه عربي، والغرض أنهم لعنادهم لا ينفكون عن المراء والاعتراض سواء كان القرآن عربيًا أو أعجميًا. وفيه إفحام لهم وجواب عن قولهم {قلوبنا في أكنة} فإن القرآن إذا كان بلغتهم وهم فصحاء وبلغاء فكيف لا يفهمونه إلا إذا كان هناك مانع إلهي ولذلك قال: {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء} لداء الجهل {والذين} أي وللذين {لا يؤمنون في آذانهم وقر} وهذا التقدير عند من يجوز العطف على عاملين، ومن لم يجوز زعم أن الرابط محذوف تقديره: والذين لا يؤمنون هو في آذانهم وقر أو في آذانهم منه. وقرأ {والذين لا يؤمنون به} الخ. والحاصل أنهم لعدم انتفاعهم بالقرآن كأنهم صم عمي. ثم أكد هذا المعنى بقوله: {أولئك ينادون من مكان بعيد} فلهذا لا يسمعون النداء أي مثلهم كمثل الشخص الذي ينادي من بعد فلا يسمع، وإن سمع لم يفهم.