فصل: قال ابن عطية في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



و(ذات الصدور): النوايا والمقاصد التي يضمرها الناس في عقولهم.
والصدور: العقول، أطلق عليها الصدور على الاستعمال العربي، وقد تقدم عند قوله تعالى: {إنه عليم بذات الصدور} في سورة الأنفال (43).
{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25)}.
لما جرى وعيد الذين يحاجُّون في الله لتأييد باطلهم من قوله تعالى: {والذين يحاجّون في الله من بعدما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد} [الشورى: 16].
ثم أتبع بوصف سوء حالهم يوم الجزاء بقوله: {ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا} [الشورى: 22]، وقوبل بوصف نعيم الذين آمنوا بقوله: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات} [الشورى: 22]، وكان ذلك مَظنة أن يكسر نفوس أهل العناد والضلالة، أعقب بإعلامهم أن الله من شأنه قبول توبة من يتوب من عباده، وعفوُه بذلك عما سلف من سيئاتهم.
وهذا الإخبار تعريض بالتحريض على مبادرة التوبة ولذلك جيء فيه بالفعل المضارع الصالح للاستقبال.
وهو أيضا بشارة للمؤمنين بأنه قبل توبتهم مما كانوا فيه من الشرك والجاهلية فإن الذي من شأنه أن يقبل التوبة في المستقبل يكون قد قبل توبة التائبين من قبلُ، بدلالة لحن الخطاب أو فَحواه، وأن من شأنه الاستجابة للذين آمنوا وعملوا الصالحات من عباده.
وكل ذلك جرْي على عادة القرآن في تعقيب الترهيب بالترغيب وعكسه.
وهذا كله يتضمن وعدًا للمؤمنين بقبول إيمانهم وللعصاة بقبول توبتهم.
فجملة: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده} معطوفة على جملة {وإن الظالمين لهم عذاب أليم} [الشورى: 21] وما اتصل بها ممّا تقدم ذكره وخاصة جملة: {ويمح الله الباطل} [الشورى: 24].
وابتِناء الإخبار بهذه الجملة على أسلوب الجملة الاسمية لإفادتها ثباتَ حكمها ودوامه.
ومَجيء المسند اسم موصول لإفادة اتصاف الله تعالى بمضمون صلته وأنها شأن من شؤون الله تعالى عرف به ثابت له لا يتخلف لأنه المناسب لحكمته وعظَمة شأنه وغناه عن خلقه.
وإيثار جملة الصلة بصيغة المضارع لإفادة تجدد مضمونه وتكرره ليعلموا أن ذلك وعد لا يتخلف ولا يختلف.
وفعل (قَبِلَ) يتعدى بـ (من) الابتدائية تارة كما في قوله: {وما مَنَعَهم أن تقبل منهم نفقاتهم} [التوبة: 54] وقوله: {فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبًا} [آل عمران: 91]، فيفيد معنى الأخذ للشيء المقبول صادرًا من المأخوذ منه، ويعدَّى ب {عن} فيفيد معنى مجاوزة الشيء المقبول أو انفصالِه عن معطيه وباذِلِه، وهو أشد مبالغةً في معنى الفعل من تعديته بحرف (من) لأن فيه كناية عن احتباس الشيء المبذول عند المبذول إليه بحيث لا يُردّ على باذلِه.
فحصلت في جملة {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده} أربعُ مبالغات: بناء الجملة على الاسمية وعلى الموصولية وعلى المضارعية، وعلى تعدية فعل الصلة ب {عن} دون (من).
و{التوبة}: الإقلاع عن فعل المعصية امتثالًا لطاعة الله، وتقدم الكلام عليها عند قوله تعالى: {فتلقّى آدم من ربه كلمات فتاب عليه} في سورة البقرة (37).
وقبول التوبة منّة من الله تعالى لأنه لو شاء لَمَا رضِي عن الذي اقترف الجريمة ولكنه جعلها مقبولة لحكمته وفضله.
وفي ذكر اسم العباد دون نحو: الناس أو التائبين أو غير ذلك إيماء إلى أن الله رفيق بعباده لمقام العبودية فإن الخالق والصانع يحب صلاح مصنوعه.
والعفو: عدم مؤاخذة الجاني بجنايَته.
والسيئات: الجرائم لأنها سيئة عند الشرع.
والعفو عن السيئات يكون بسبب التوبة بأن يعفو عن السيئات التي اقترفها العاصي قبل توبته، ويكون بدون ذلك مثل العفو عن السيئات عقب الحج المبرور، ومثل العفو عن السيئات لأجل الشهادة في سبيل الله، ومثل العفو عن السيئات لكثرة الحسنات بأن يُمحَى عن العاصي من سيئاته ما يقابل مقدارًا من حسناته على وجه يعلمه الله تعالى، ومثل العفو عن الصغائر باجتناب الكبائر.
والتعريف في {السيئات} تعريف الجنس المراد به الاستغراق وهو عام مخصوص بغير الشرك قال تعالى: {إن الله لا يغفر أن يُشْرَك به} [النساء: 48] ولك أن تجعله عوضًا عن المضاف إليه، أي عن سيئات عباده فيعم جميع العباد عمومًا مخصوصًا بالأدلة لهذا الحكم كما في الوجه الأول.
وجملة {ويعلم ما تفعلون} معترضة بين المتعاطفات أو في موضع الحال، والمقصود: أنه لا يخفى عليه شيء من أعمال عباده خيرها وشرها.
وقرأ الجمهور {ما يفعلون} بياء الغيبة، أي ما يفعل عبادُه.
وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم وخلف بتاء الخطاب على طريقة الالتفات.
والاستجابة: مبالغة في الإجابة، وخُصت الاستجابة في الاستعمال بامتثال الدعوةِ أو الأمر.
وظاهر النظم أن فاعل {يستجيب} ضمير يعود إلى ما عاد إليه ضمير {وهو الذي يقبل التوبة} وأن {الذين آمنوا} مفعول {يستجيب} وأن الجملة معطوفة على جملة {يقبل التوبة}.
والغالب في الاستعمال أن يقال: استجاب له، كقوله: {ادعوني أستجب لكم} [غافر: 60] وقد يحذفون اللام فيعدُّونه بنفسه، كقول كعب بن سعد:
ودَاععٍ دَعا يَا من يجيب إلى الندا ** فلم يستجبه عند ذَاك مجيب

والمعنى: أن الله يستجيب لهم ما يرجونه منه من ثواب، وما يدْعُونه.
ويجوز أن يكون {الذين آمنوا} فعل {يستجيب} أي يستجيبون لله فيطيعونه وتكون جملة {ويستجيب} عطفًا على مجموع جملة {وهو الذي يقبل التوبة}، أي ذلك شأنه وهذا شأن عباده المؤمنين.
ومعنى {ويزيدهم من فضله} على الوجهين أنه يعطيهم ما أمَّلوا من دعائهم وعملهم وأعظم مما أملوا حين استجابوا له ولرسوله، وأنه يعطيهم من الثواب أكثر مما عملوا من الصالحات إذ جعل لهم الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف كما في الحديث، وأنه يعطيهم من خير الدنيا ما لم يسألوه إياه كل ذلك لأنه لطيف بهم ومدبر لمصالحهم.
ولما كانت الاستجابة والزيادة كرامةً للمؤمنين، أظهر اسم {الذين آمنوا} وجيء به مَوْصُولًا للدلالة على أن الإيمان هو وجه الاستجابة لهم والزيادة لهم.
وجملة {والكافرون لهم عذاب شديد} اعتراض عائد إلى ما سبق من قوله: {ترى الظالمين مُشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم} [الشورى: 22] توكيدًا للوعيد وتحذيرًا من الدوام على الكفر بعد فتح باب التوبة لهم. اهـ.

.قال ابن عطية في الآيات السابقة:

{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ}.
{أم} هذه هي منقطعة لا معادلة، وهي بتقدير بل وألف الاستفهام. والشركاء في هذه الآية: يحتمل أن يكون المراد بهم الشياطين والمغوين من أسلافهم، ويكون الضمير في {لهم} للكفار المعاصرين لمحمد صلى الله عليه وسلم، أي شرع الشركاء لهم ما لم يأذن به الله، فالاشتراك ها هنا هو في الكفر والغواية، وليس بشركة الإشراك بالله، ويحتمل أن يكون المراد بـ: الشركاء: الأصنام والأوثان على معنى: أم لهم أصنام جعلوها شركاء لله في ألوهيته، ويكون الضمير: في: {شرعوا} لهؤلاء المعاصرين من الكفار ولآبائهم. والضمير في: {لهم} للأصنام الشركاء، أي شرع هؤلاء الكفار لأصنامهم وأوثانهم ما لم يأذن به الله، و: {شرعوا} معناه: أثبتوا ونهجوا ورسموا. و{الدين} هنا العوائد والأحكام والسيرة، ويدخل في ذلك أيضًا المعتقدات، لأنهم في جميع ذلك وضعوا أوضاعًا، فأما في المعتقدات فقولهم إن الأصنام آلهة، وقولهم إنهم يعبدون الأصنام زلفى وغير ذلك، وأما في الأحكام فكالبحيرة والوصيلة والحامي وغير ذلك من السوائب ونحوها، والإذن في هذه الآية الأمر. و{كلمة الفصل}: هي ما سبق من قضاء الله تعالى بأنه يؤخر عقابهم إلى الآخرة والقضاء بينهم: هو عذابهم في الدنيا ومجازاتهم.
وقرأ جمهور الناس: {وإن الظالمين} بكسر الهمزة على القطع والاستئناف. وقرأ مسلم بن جندب {وأن الظالمين} بفتح الهمزة، وهي في موضع رفع عطف على: {كلمة} المعنى: وأن الظالمين لهم في الآخرة عذاب.
وقوله: {ترى الظالمين} هي رؤية بصر، و{الظالمين} مفعول، و: {مشفقين} حال وليس لهم في هذا الإشفاق مدح، لأنهم إنما أشفقوا حين نزل بهم ووقع، وليسوا كالمؤمنين الذين هم في الدنيا مشفقون من الساعة كما تقدم.
وقوله تعالى: {وهو واقع بهم} جملة في موضع الحال. والروضات: المواضع المؤنفة النظرة، وهي مرتفعة في الأغلب من الاستعمال، وهي الممدوحة عند العرب وغيرهم، ومن ذلك قوله تعالى: {كمثل جنة بربوة} [البقرة: 265] ومن ذلك تفضيلهم روضات الحزن لجودة هوائها. قال الطبري: ولا تقول العرب لموضع الأشجار رياض.
وقوله تعالى: {ذلك الذي يبشر الله عباده} إشارة إلى قوله تعالى في الآية الأخرى: {وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلًا كبيرًا} [الأحزاب: 47].
وقرأ جمهور الناس: {يُبشِّرهم} بضم الياء وفتح الباء وشد الشين المكسورة، وذلك على التعدية بالتضعيف. وقرأ مجاهد وحميد: {يُبْشِر} بضم الياء وسكون الباء وكسر الشين على التعدية بالهمزة. قرأ ابن مسعود وابن يعمر وابن أبي إسحاق والجحدري والأعمش وطلحة: {يَبشُر} بفتح الياء وضم الشين، ورويت عن ابن كثير.
وقال الجحدري في تفسيرها ترى النضرة في الوجوه.
وقوله تعالى: {قل لا أسألكم عليه إلا المودة في القربى} اختلف الناس في معناه، فقال له ابن عباس وغيره: هي آية مكية نزلت في صدر الإسلام ومعناها استكفاف شر الكفار ودفع أذاهم أي ما أسألكم على القرآن والدين والدعاء إلى الله إلا أن تودوني لقرابة هي بيني وبينكم فتكفوا عني أذاكم.
قال ابن عباس وابن إسحاق وقتادة: ولم يكن في قريش بطن إلا ولرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه نسب أو صهر، فالآية على هذا هي استعطاف ما، ودفع أذى وطلب سلامة منهم، وذلك كله منسوخ بآية السيف، ويحتمل على هذا التأويل أن يكون معنى الكلام استدعاء نصرهم، أي لا أسألكم غرامة ولا شيئًا إلا أن تودوني لقرابتي منكم وأن تكونوا أولى بي من غيركم. وقال مجاهد: المعنى إلا أن تصلوا رحمي باتباعي. وقال ابن عباس أيضًا ما يقتضي أنها مدنية، وسببها أن قومًا من شباب الأنصار فاخروا المهاجرين ومالوا بالقول على قريش، فنزلت الآية في ذلك على معنى إلا أن تودوني فتراعونني في قرابتي وتحفظونني فيهم، وقال بهذا المعنى في الآية علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، واستشهد بالآية حين سيق إلى الشام أسيرًا، وهو تأويل ابن جبير وعمرو بن شعيب، وعلى هذا التأويل قال ابن عباس، قيل يا رسول الله، من قرابتك الذين أُمرنا بمودتهم؟ فقال: علي وفاطمة وابناهما، وقيل هو ولد عبد المطلب.
قال القاضي أبو محمد: وقريش كلها عندي قربى وإن كانت تتفاضل، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من مات على حب آل محمد مات شهيدًا، ومن مات على بغضهم لم يشم رائحة الجنة» وقال ابن عباس في كتاب الثعلبي: سبب هذه الآية أن الأنصار جمعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم مالًا وساقته إليه فرده عليهم ونزلت الآية في ذلك. وقال ابن عباس أيضًا، معنى الآية: من قربى الطاعة والتزلف إلى الله تعالى: كأنه قال: إلا أن تودوني، لأني أقربكم من الله، وأريد هدايتكم وأدعوكم إليها. وقال الحسن بن أبي الحسن معناه: إلا أن يتوددوا إلى الله بالتقرب إليه. وقال عبد الله بن القاسم في كتاب الطبري معنى الآية: إلا أن تتوددوا بعضكم إلى بعض وتصلوا قراباتكم، فالآية على هذا أمر بصلة الرحم. وذكر النقاش عن ابن عباس ومقاتل والكلبي والسدي أن الآية منسوخة بقوله تعالى في سورة سبأ {قل ما سألتكم من أجر فهو لكم} [سبأ: 47] والصواب أنها محكمة، وعلى كل قول فالاستثناء منقطع، و: {إلا} بمعنى: لكن. و: {يقترف} معناه يكتسب، ورجل قرفة: إذا كان محتالًا كسوبًا.
وقرأت فرقة {يزد} على إسناد الفعل إلى الله تعالى، وقرأ جمهور الناس: {نزد} على نون العظمة، وزيادة الحسن هو التضعيف الذي وعد الله تعالى به مؤمني عباده، قاله الحسن بن أبي الحسن. و: {غفور} معناه: ساتر عيوب عبيده. و: {شكور} معناه: مجاز على الدقيقة من الخير لا يضيع عنده لعامل عمل.
{أَمْ يَقولونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ}.
{أم} هذه أيضًا منقطعة مضمنة إضرابًا عن كلام متقدم وتقريرًا على هذه المقالة منهم.
وقوله تعالى: {فإن يشأ الله يختم} معناه في قول قتادة وفرقة من المفسرين: ينسيك القرآن، والمراد الرد على مقالة الكفار وبيان إبطالها، وذلك كأنه يقول: وكيف يصح أن تكون مفتريًا وأنت من الله بمرأى ومسمع، وهو قادر لو شاء على أن يختم على قلبك فلا تعقل ولا تنطق ولا يستمر افتراؤك، فمقصد اللفظ هذا المعنى وحذف ما يدل عليه الظاهر اختصارًا واقتصارًا. وقال مجاهد في كتاب الثعلبي وغيره، المعنى: {فإن يشأ الله يختم على قلبك} بالصبر لأذى الكفار ويربط عليه بالجلد، فهذا تأويل لا يتضمن الرد على مقالتهم.
وقوله تعالى: {ويمح} فعل مستقبل خبر من الله أنه يمحو الباطل ولا بد إما في الدنيا وإما في الآخرة، وهذا بحسب نازلة. وكتبت {يمح} في المصحف بحاء مرسلة كما كتبوا: {ويدع الإنسان} [الإسراء: 11] إلى غير ذلك مما ذهبوا فيه إلى الحذف والاختصار.
وقوله: {بكلماته} معناه: بما سبق في قديم علمه وإرادته من كون الأشياء بالكلمات المعاني القائمة التي لا تبديل لها.
وقوله تعالى: {إنه عليم بذات الصدور} خبر مضمنه وعيد. ثم ذكر النعمة في تفضله بقبول التوبة عن عباده، وقبول التوبة فيما يستأنف العبد من زمنه وأعماله مقطوع به بهذه الآية، وأما ما سلف من أعماله فينقسم: فأما التوبة من الكفر فماحية كل ما تقدمها من مظالم العباد الفانية، وأما التوبة من المعاصي فلأهل السنة قولان، هل تذهب المعاصي السالفة للعبد بينه وبين خالقه؟ فقالت فرقة: هي مذهبة لها، وقالت فرقة: هي في مشيئة الله تعالى، وأجمعوا على أنها لا تذهب مظالم العباد.
وحقيقة التوبة: الإقلاع عن المعاصي والإقبال والرجوع إلى الطاعات، ويلزمها الندم على ما فات، والعزم على ملازمة الخيرات. وقال سري السقطي: والتوبة: العزم على ترك الذنوب، والإقبال بالقلب إلى علام الغيوب. وقال يحيى بن معاذ: التائب من كسر شبابه على رأسه وكسر الدنيا على رأس الشيطان ولزم الفطام حتى أتاه الحمام.
وقوله تعالى: {عن عباده} بمعنى: من عباده، وكأنه قال: التوبة الصادرة عن عباده.