فصل: قال البيضاوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{أُوْلَئِكَ هُمُ الكافرون حَقًّا} [النساء: 150- 151] {وَأُمِرْتُ لأَِعْدِلَ بَيْنَكُمُ} في الحكم إذا تخاصمتم فتحاكمتم إليّ {الله رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ} أي كلنا عبيده {لَنَا أعمالنا وَلَكُمْ أعمالكم} هو كقوله: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينِ} [الكافرون: 6] ويجوز أن يكون معناه إنا لا نؤاخذ بأعمالكم وأنتم لا تؤاخذون بأعمالنا {لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ} أي لا خصومة لأن الحق قد ظهر وصرتم محجوبين به فلا حاجة إلى المحاجة، ومعناه لا إيراد حجة بيننا لأن المتحاجين يورد هذا حجته وهذا حجته {الله يَجْمَعُ بَيْنَنَا} يوم القيامة {وَإليه المصير} المرجع لفصل القضاء فيفصل بيننا وينتقم لنا منكم {والذين يُحَاجُّونَ في الله} يخاصمون في دينه {مِن بَعْدِ مَا استجيب لَهُ} من بعد ما استجاب له الناس ودخلوا في الإسلام ليردوهم إلى دين الجاهلية كقوله: {وَدَّ كَثِيرٌ مّنْ أَهْلِ الكتاب لَوْ يَرُدُّونَكُم مِن بَعْدِ إيمانكم كُفَّارًا} [البقرة: 109].
كان اليهود والنصارى يقولون للمؤمنين: كتابنا قبل كتابكم ونبينا قبل نبيكم فنحن خير منكم وأولى بالحق.
وقيل: من بعد ما استجيب لمحمد عليه السلام دعاؤه على المشركين يوم بدر {حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ} باطلة وسماها حجة وإن كانت شبهة لزعمهم أنها حجة {عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ} بكفرهم {وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} في الآخرة.
{الله الذي أَنزَلَ الكتاب} أي جنس الكتاب {بالحق} بالصدق أو ملتبسًا به {والميزان} والعدل والتسوية.
ومعنى إنزال العدل أنه أنزله في كتبه المنزلة.
وقيل: هو عين الميزان أنزله في زمن نوح عليه السلام {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ الساعة قريبٌ} أي لعل الساعة قريب منك وأنت لا تدري والمراد مجيء الساعة، أو الساعة في تأويل البعث.
ووجه مناسبة اقتراب الساعة مع إنزال الكتب والميزان أن الساعة يوم الحساب ووضع الموازين بالقسط فكأنه قيل: أمركم الله بالعدل والتسوية والعمل بالشرائع فاعملوا بالكتاب والعدل قبل أن يفاجئكم يوم حسابكم ووزن أعمالكم.
{يَسْتَعْجِلُ بِهَا الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا} استهزاء {والذين آمَنُواْ مُشْفِقُونَ} خائفون {مِنْهَا} وجلون لهولها {وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الحق} الكائن لا محالة {أَلآ إِنَّ الذين يُمَارُونَ في الساعة} المماراة الملاحّة لأن كل واحد منهما يمري ما عند صاحبه {لَفِى ضلال بَعِيدٍ} عن الحق لأن قيام الساعة غير مستبعد من قدرة الله تعالى، وقد دل الكتاب والسنة على وقوعها، والعقول تشهد على أنه لا بد من دار جزاء.
{الله لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} في إيصال المنافع وصرف البلاء من وجه يلطف إدراكه وهو بر بليغ البر بهم قد توصل بره إلى جميعهم.
وقيل: هو من لطف بالغوامض علمه وعظم عن الجرائم حلمه، أو من ينشر المناقب ويستر المثالب، أو يعفو عمن يهفو، أو يعطي العبد فوق الكفاية ويكلفه الطاعة دون الطاقة.
وعن الجنيد: لطف بأوليائه فعرفوه ولو لطف بأعدائه ما جحدوه {يَرْزُقُ مَن يَشَاء} أي يوسع رزق من يشاء إذا علم مصلحته فيه، في الحديث «إن من عبادي المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلا الغني ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك» {وَهُوَ القوى} الباهر القدرة الغالب على كل شيء {العزيز} المنيع الذي لا يغلب.
{مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخرة} سمى ما يعمله العامل مما يبتغي به الفائدة حرثًا مجازًا {نَزِدْ لَهُ في حَرْثِهِ} بالتوفيق في عمله أو التضعيف في إحسانه أو بأن ينال به الدنيا والآخرة {وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدنيا} أي من كان عمله للدنيا ولم يؤمن بالآخرة {نُؤْتِهِ مِنْهَا} أي شيئًا منها لأن «من» للتبعيض وهو رزقه الذي قسم له لا ما يريده ويبتغيه {وَمَا لَهُ في الآخرة مِن نَّصِيبٍ} وماله نصيب قط في الآخرة وله في الدنيا نصيب، ولم يذكر في عامل الآخرة أن رزقه المقسوم يصل إليه للاستهانة بذلك إلى جنب ما هو بصدده من زكاء عمله وفوزه في المآب {أَمْ لَهُمْ شركاؤا} قيل: هي (أم) المنقطعة وتقديره بل ألهم شركاء.
وقيل: هي المعادلة لألف الاستفهام.
وفي الكلام إضمار تقديره أيقبلون ما شرع الله من الدين أم لهم آلهة {شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدين مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ الله} أي لم يأمر به؟ {وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الفصل} أي القضاء السابق بتأجيل الجزاء أي ولولا العدة بأن الفصل يكون يوم القيامة {لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} بين الكافرين والمؤمنين أو لعجلت لهم العقوبة {وَإِنَّ الظالمين لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وإن المشركين لهم عذاب أليم في الآخرة وإن أخر عنهم في دار الدنيا {تَرَى الظالمين} المشركين في الآخرة {مُشْفِقِينَ} خائفين {مِمَّا كَسَبُواْ} من جزاء كفرهم {وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ} نازل بهم لا محالة أشفقوا أو لم يشفقوا {والذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات في روضات الجنات} كأن روضة جنة المؤمن أطيب بقعة فيها وأنزهها {لَهُم مَّا يَشَاءونَ عِندَ رَبِّهِمْ} عند نصب بالظرف لا بـ: (يشاؤون) {ذَلِكَ هُوَ الفضل الكبير} على العمل القليل.
{ذلك} أي الفضل الكبير {الذي يُبَشِّرُ الله} {يَبْشُر} مكي وأبو عمرو وحمزة وعلي {عِبَادَهُ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات} أي به عباده الذين آمنوا فحذف الجار كقوله: {واختار موسى قَوْمَهُ} [الأعراف: 155] ثم حذف الراجع إلى الموصول كقوله: {أهذا الذي بَعَثَ الله رَسُولًا} [الفرقان: 41].
ولما قال المشركون: أيبتغي محمد على تبليغ الرسالة أجرًا نزل {قُل لاَّ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ} على التبليغ {أَجْرًا إِلاَّ المودة في القربى} يجوز أن يكون استثناء متصلًا أي لا أسألكم عليه أجرًا إلا هذا وهو أن تودوا أهل قرابتي، ويجوز أن يكون منقطعًا أي لا أسألكم عليه أجرًا قط ولكني أسألكم أن تودوا قرابتي الذين هم قرابتكم ولا تؤذوهم.
ولم يقل إلا مودة القربى أو المودة للقربى لأنهم جعلوا مكانًا للمودة ومقرا لها كقولك «لي في آل فلان مودة ولي فيهم حب شديد» تريد أحبهم وهم مكان حبي ومحله.
وليست «في» بصلة ل {المودة} كاللام إذا قلت إلا المودة للقربى، إنما هي متعلقة بمحذوف تعلق الظرف به في قولك (المال في الكيس) وتقديره إلا المودة ثابتة في القربى ومتمكنة فيها.
والقربى مصدر كالزلفى والبشرى بمعنى القرابة، والمراد في أهل القربى.
ورُوي أنه لما نزلت قيل: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وابناهما.
وقيل: معناه إلا أن تودوني لقرابتي فيكم ولا تؤذوني ولا تهيجوا علي إذ لم يكن من بطون قريش إلا بين رسول الله وبينهم قرابة.
وقيل: القربى التقرب إلى الله تعالى أي إلا أن تحبوا الله ورسوله في تقربكم إليه بالطاعة والعمل الصالح {وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً} يكتسب طاعة.
عن السدي: أنها المودة في آل رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت في أبي بكر رضي الله عنه ومودته فيهم والظاهر العموم في أي حسنة كانت إلا أنها تتناول المودة تناولًا أوليًا لذكرها عقيب ذكر المودة في القربى.
{نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا} أي نضاعفها كقوله: {مَّن ذَا الذي يُقرضُ الله قرضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} [البقرة: 245] وقرئ {حسنى} وهو مصدر كالبشرى والضمير يعود إلى الحسنة أو إلى الجنة {إِنَّ الله غَفُورٌ} لمن أذنب بطوله {شَكُورٌ} لمن أطاع بفضله.
وقيل: قابل للتوبة حامل عليها.
وقيل: الشكور في صفة الله تعالى عبارة عن الاعتداد بالطاعة وتوفية ثوابها والتفضل على المثاب {أَمْ يَقولونَ افترى عَلَى الله كَذِبًا} (أم) منقطعة ومعنى الهمزة فيه التوبيخ كأنه قيل: أيتمالكون أن ينسبوا مثله إلى الافتراء ثم إلى الافتراء على الله الذي هو أعظم الفرى وأفحشها؟ {فَإِن يَشَإِ الله يَخْتِمْ على قَلْبِكَ} قال مجاهد: أي يربط على قلبك بالصبر على أذاهم وعلى قولهم {افترى عَلَى الله كَذِبًا} لئلا تدخله مشقة بتكذيبهم {وَيَمْحُ الله الباطل} أي الشرك وهو كلام مبتدأ غير معطوف على {يَخْتِمْ} لأن محو الباطل غير متعلق بالشرط بل هو وعد مطلق دليله تكرار اسم الله تعالى ورفع {وَيُحِقُّ} وإنما سقطت الواو في الخط كما سقطت في {وَيَدْعُ الإنسان بالشر دُعَاءهُ بالخير} [الاسراء: 11] و{سَنَدْعُ الزبانية} [العلق: 18] على أنها مثبتة في مصحف نافع {وَيُحِقُّ الحق} ويظهر الإسلام ويثبته {بكلماته} مما أنزل من كتابه على لسان نبيه عليه السلام وقد فعل الله ذلك فمحا باطلهم وأظهر الإسلام.
{إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور} أي عليم بما في صدرك وصدورهم فيجزي الأمر على حسب ذلك.
{وَهُوَ الذي يَقْبَلُ التوبة عَنْ عِبَادِهِ} يقال: قبلت منه الشيء إذا أخذته منه وجعلته مبدأ قبولي.
ويقال: قبلته عنه أي عزلته عنه وأبنته عنه.
والتوبة أن يرجع عن القبيح والإخلال بالواجب بالندم عليهما والعزم على أن لا يعود، وإن كان لعبد فيه حق لم يكن بد من التفصي على طريقه.
وقال علي رضي الله عنه: هو اسم يقع على ستة معانٍ: على الماضي من الذنوب الندامة، ولتضييع الفرائض الإعادة ورد المظالم، وإذابة النفس في الطاعة كما ربيتها في المعصية، وإذاقة النفس مرارة الطاعة كما أذقناها حلاوة المعصية، والبكاء بدل كل ضحك ضحكته.
وعن السدي: هو صدق العزيمة على ترك الذنوب والإنابة بالقلب إلى علام الغيوب.
وعن غيره: هو أن لا يجد حلاوة الذنب في القلب عند ذكره.
وعن سهل: هو الانتقال من الأحوال المذمومة إلى الأحوال المحمودة.
وعن الجنيد: هو الإعراض عما دون الله {وَيَعْفُواْ عَنِ السيئات} وهو ما دون الشرك، يعفو لمن يشاء بلا توبة {وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} بالتاء: كوفي غير أبي بكر أي من التوبة والمعصية ولا وقف عليه للعطف عليه واتصال المعنى: {وَيَسْتَجِيبُ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات وَيَزِيدُهُم مِن فَضْلِهِ} أي إذا دعوه استجاب دعاءهم وأعطاهم ما طلبوه وزادهم على مطلوبهم.
واستجاب وأجاب بمعنى، والسين في مثله لتوكيد الفعل كقولك (تعظم) و(استعظم) والتقدير ويجيب الله الذين آمنوا.
وقيل: معناه ويستجيب للذين فحذف اللام.
مَنَّ عَليهم بأن يقبل توبتهم إذا تابوا ويعفو عن سيئاتهم ويستجيب لهم إذا دعوه ويزيدهم على ما سألوه، وعن إبراهيم بن أدهم أنه قيل له: ما لنا ندعوه فلا نجاب؟ قال: لأنه دعاكم فلم تجيبوه {والكافرون لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} في الآخرة. اهـ.

.قال البيضاوي:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
{حَمَ}.
{عَسَقَ} لعله اسمان للسورة ولذلك فصل بينهما وعدا آيتين، وإن كانا اسمًا واحدًا فالفصل ليطابق سائر الحواميم، وقرئ (حم سق).
{كَذَلِكَ يُوحِى إِلَيْكَ وَإِلَى الذين مِن قَبْلِكَ الله العزيز الحكيم} أي مثل ما في هذه السورة من المعاني، أو إيحاء مثل إيحائها أوحى الله إليك وإلى الرسل من قبلك، وإنما ذكر بلفظ المضارع على حكاية الحال الماضية للدلالة على استمرار الوحي وأن إيحاء مثله عادته، وقرأ ابن كثير {يُوحَى} بالفتح على أن كذلك مبتدأ و{يُوحَى} خبره المسند إلى ضميره، أو مصدر و{يُوحَى} مسند إلى إليك، و{الله} مرتفع بما دل عليه {يُوحَى}، و{العزيز الحكيم} صفتان له مقررتان لعلو شأن الموحى به كما مر في السورة السابقة، أو بالابتداء كما في قراءة {نوحي} بالنون و{العزيز} وما بعده أخبار أو {العزيز الحكيم} صفتان.
وقوله: {لَّهُ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض وَهُوَ العلى العظيم} خبران له وعلى الوجوه الآخر استئناف مقرر لعزته وحكمته.
{تَكَادُ السماوات} وقرأ نافع والكسائي بالياء.
{يَتَفَطَّرْنَ} يتشققن من عظمة الله، وقيل من ادعاء الولد له. وقرأ البصريان وأبو بكر {ينفطرن} بالنون والأول أبلغ لأنه مطاوع فطر وهذا مطاوع فطر، وقرئ {تتفطرن} بالتاء لتأكيد التأنيث وهو نادر.
{مِن فَوْقِهِنَّ} أي يبتدىء الانفطار من جهتهن الفوقانية، وتخصيصها على الأول لأن أعظم الآيات وأدلها على علو شأنه من تلك الجهة، وعلى الثاني ليدل على الانفطار من تحتهن بالطريق الأولى. وقيل الضمير للأرض فإن المراد بها الجنس.
{والملائكة يُسَبّحُونَ بِحَمْدِ رَبّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن في الأرض} بالسعي فيما يستدعي مغفرتهم من الشفاعة والإِلهام وإعداد الأسباب المقربة إلى الطاعة، وذلك في الجملة يعم المؤمن والكافر بل لو فسر الاستغفار بالسعي فيما يدفع الخلل المتوقع عم الحيوان بل الجماد، وحيث خص بالمؤمنين فالمراد به الشفاعة.
{أَلاَ إِنَّ الله هُوَ الغفور الرحيم} إذ ما من مخلوق إلا وهو ذو حظ من رحمته، والآية على الأول زيادة تقرير لعظمته وعلى الثاني دلالة على تقدسه عما نسب إليه، وإن عدم معاجلتهم بالعقاب على تلك الكلمة الشنعاء باستغفار الملائكة وفرط غفران الله ورحمته.
{والذين اتخذوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء} شركاء وأندادًا.
{الله حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ} رقيب على أحوالهم وأعمالهم فيجازيهم بها.
{وَمَا أَنتَ} يا محمد.
{عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ} بموكل بهم أو بموكول إليك أمرهم.
{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قرءانًا عَرَبِيًّا} الإِشارة إلى مصدر {يُوحِى} أو إلى معنى الآية المتقدمة، فإنه مكرر في القرآن في مواضع جمة فتكون الكاف مفعولًا به و{قرءانًا عَرَبِيًّا} حال منه.
{لّتُنذِرَ أُمَّ القرى} أهل أم القرى وهي مكة شرفها الله تعالى.
{وَمَنْ حَوْلَهَا} من العرب.
{وَتُنذِرَ يَوْمَ الجمع} يوم القيامة يجمع فيه الخلائق أو الأرواح أو الأشباح، أو العمال والأعمال وحذف ثاني مفعول الأول وأول مفعولي الثاني للتهويل وإيهام التعميم، وقرئ {لينذر} بالياء والفعل (للقرآن).
{لاَ رَيْبَ فِيهِ} اعتراض لا محل له من الإعراب.
{فَرِيقٌ في الجنة وَفَرِيقٌ في السعير} أي بعد جمعهم في الموقف يجمعون أولًا ثم يفرقون، والتقدير منهم فريق والضمير للمجموعين لدلالة الجمع عليه، وقرئا منصوبين على الحال منهم أي وتنذر يوم جمعهم متفرقين بمعنى مشارفين للتفرق، أو متفرقين في داري الثواب والعقاب.
{وَلَوْ شَاء الله لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحدة} مهتدين أو ضالين.
{ولكن يُدْخِلُ مَن يَشَاء في رَحْمَتِهِ} بالهداية والحمل على الطاعة.