فصل: (سورة الزخرف: الآيات 68- 73):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



جملة: {الأخلّاء عدوّ} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {بعضهم لبعض عدوّ} في محلّ رفع خبر المبتدأ (الأخلّاء).

.[سورة الزخرف: الآيات 68- 73]:

{يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ (69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70) يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ (71) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ (73)}.

.الإعراب:

(عباد) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف (لا) نافية مهملة، (خوف) مبتدأ مرفوع، (عليكم) متعلّق بخبر المبتدأ (اليوم) ظرف منصوب متعلّق بالخبر المحذوف (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي واجبة التكرار (أنتم تحزنون) مثل خوف عليكم.
جملة: {يا عباد} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا خوف عليكم} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {أنتم تحزنون} لا محلّ لها معطوفة على جملة لا خوف عليكم.
69- (الذين) موصول في محلّ نصب نعت لعبادي (بآياتنا) متعلّق بـ (آمنوا)، (الواو) عاطفة- أو حالية-.
وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {كانوا مسلمين} لا محلّ لها معطوفة على صلة الموصول.
70- (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ، عطف عليه بالواو (أزواجكم).
وهو مرفوع والواو في (تحبرون) نائب الفاعل.
وجملة: {ادخلوا} لا محلّ لها استئناف في حيّز النداء.
وجملة: {أنتم تحبرون} في محلّ نصب حال من فاعل ادخلوا.
وجملة: {تحبرون} في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم).
71- (عليهم) نائب الفاعل للمجهول (يطاف)، (بصحاف) متعلّق بـ (يطاف)، (من ذهب) متعلّق بنعت لـ (صحاف)، (الواو) عاطفة (فيها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ما)، و(فيها) الثاني متعلّق بـ (خالدون).
وجملة: {يطاف عليهم} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {فيها ما تشتهيه الأنفس} لا محلّ لها معطوفة على جملة يطاف.
وجملة: {تشتهيه الأنفس} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: {تلذّ الأعين} لا محلّ لها معطوفة على جملة تشتهيه الأنفس.
وجملة: {أنتم فيها خالدون} في محلّ نصب معطوفة على جملة أنتم، تحبرون وما بينهما اعتراض فيه التفات.
72- (الواو) عاطفة (تلك) اسم إشارة مبتدأ خبره جملة لكم فيها فواكه.
(التي) موصول نعت للجنّة مرفوع، وضمير الخطاب في (أورثتموها) نائب الفاعل، والواو زائدة إشباع حركة الميم، وضمير الغائب مفعول به (ما) مصدرية.
والمصدر المؤوّل (ما كنتم تعملون) في محلّ جرّ بالباء السببيّة متعلّق بـ (أورثتموها).
وجملة: {تلك الجنّة} لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: {أورثتموها} لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة: {كنتم تعملون} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: {تعملون} في محلّ نصب خبر كنتم.
73- (لكم) متعلّق بخبر مقدّم (فيها) متعلّق بالخبر المحذوف (فاكهة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (منها) متعلّق بفعل (تأكلون).
وجملة: {لكم فيها فاكهة} في محلّ رفع خبر المبتدأ تلك.
وجملة: {تأكلون} في محلّ رفع نعت لفاكهة.

.الصرف:

(71) صحاف: جمع صحفة اسم جامد للوعاء الكبير، وزنه فعلة بفتح فسكون، ووزن صحاف فعال بكسر الفاء.
(أكواب)، جمع كوب، اسم جامد للكأس الذي لا عروة له، وزنه فعل بضمّ فسكون، ووزن أكواب أفعال- جمع قلّة-.

.البلاغة:

1- الإيجاز: في قوله تعالى: {وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ}.
وهذا حصر لأنواع النعم، لأنها إما مشتهاة في القلوب، وإما مستلذه في العيون.
وقد قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لأعرابي: إن أدخللك اللّه الجنّة أصبت فيها ما اشتهت نفسك ولذّت عينك.
2- الاستعارة التبعية: في قوله تعالى: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها}.
حيث شبه ما استحقوه بأعمالهم الحسنة، من الجنّة ونعيمها الباقي لهم، بما يخلّفه المرء لوارثه من الأملاك والأرزاق، ويلزمه تشبيه العمل نفسه بالمورث اسم فاعل، فاستعير الميراث لما استحقوه، ثم اشتق أورثتموها، فيكون هناك استعارة تبعية.
وقيل الإرث: مجاز مرسل للنيل والأخذ.

.الفوائد:

- فضل اللّه وإحسانه.
بين سبحانه في هذه الآية نعيم الجنّة، ففيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، فقد ورد في الحديث عن أبى هريرة رضى اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «قال اللّه تعالى: أعددت لعبادي الصالحين، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. واقرؤوا إن شئتم {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}» متفق عليه.
وعن أبى هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «أول زمرة يدخلون الجنّة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم، على أشد كوكب درّي في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون، ولا يتفلون ولا يمتخطون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوّة (عود الطيب)، أزواجهم الحور العين. على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم، ستون ذراعا في السماء». متفق عليه. وفي رواية للبخاري ومسلم: «آنيتهم فيها الذهب، ورشحهم فيها المسك، ولكلّ واحد منهم زوجتان، يرى مخ ساقها من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم، ولا تباغض. قلوبهم قلب رجل واحد، يسبحون اللّه بكرة وعشيا».
وعن أبى سعيد الخدري رضى اللّه عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنّة شجرة، يسير الراكب الجواد المضمر السريع، مائة سنة، ما يقطعها» متفق عليه.
وعن أبى هريرة رضى اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم «إذا دخل أهل الجنّة الجنّة، ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبّوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا». رواه مسلم.

.[سورة الزخرف: الآيات 74- 76]:

{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ (74) لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75) وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76)}.

.الإعراب:

(في عذاب) متعلّق بالخبر (خالدون).
جملة: {إنّ المجرمين خالدون} لا محلّ لها استئنافيّة.
75- (لا) نافية، ونائب الفاعل ضمير مستتر يعود على العذاب (عنهم) متعلّق بـ (يفتّر)، (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (فيه) متعلّق بالخبر (مبلسون).
وجملة: {لا يفتّر عنهم} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {هم فيه مبلسون} لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يفتّر.
76- (الواو) عاطفة (ما) نافية (الواو) الثانية عاطفة (لكن) للاستدراك لا عمل له (هم) ضمير فصل.
وجملة: {ما ظلمناهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يفتّر.
وجملة: {كانوا هم الظالمين} لا محلّ لها معطوفة على جملة ما ظلمناهم.

.[سورة الزخرف: الآيات 77- 78]:

{وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قال إِنَّكُمْ ماكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ (78)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (اللام) لام الأمر (علينا) متعلّق بـ (يقض).
جملة: {نادوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يا مالك} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {ليقض علينا ربّك} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {قال} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {إنّكم ماكثون} في محلّ نصب مقول القول.
78- (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل جئناكم (الواو) عاطفة (للحقّ) متعلّق بالخبر (كارهون).
وجملة: {جئناكم} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم المقدّرة استئناف في حيّز القول.
وجملة: {لكنّ أكثركم} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.

.الصرف:

(مالك)، اسم علم لخازن النار.
(يقض)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفع.

.[سورة الزخرف: الآيات 79- 80]:

{أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (79) أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80)}.

.الإعراب:

(أم) منقطعة بمعنى بل والهمزة (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر.
جملة: {أبرموا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إنّا مبرمون} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن فعلوا ذلك {فإنّا مبرمون}.
80- (أم) مثل الأولى (لا) نافية (بلى) حرف جواب (الواو) حالية (لديهم) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بـ (يكتبون).
وجملة: {يحسبون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا نسمع} في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أنا لا نسمع) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يحسبون.
وجملة: {رسلنا لديهم يكتبون} في محلّ نصب حال.
وجملة: {يكتبون} في محلّ رفع خبر المبتدأ (رسلنا).

.الصرف:

(مبرمون)، جمع مبرم اسم فاعل من (أبرم) الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.

.[سورة الزخرف: الآيات 81- 82]:

{قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ (81) سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (82)}.

.الإعراب:

(كان) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (للرحمن) متعلّق بخبر كان (الفاء) رابطة لجواب الشرط.
جملة: {كان للرحمن ولد} في محلّ نصب مقول القول للاستئنافيّة قل.
وجملة: {أنا أوّل} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
82- (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف (ربّ) الثاني بدل من الأول مجرور (عمّا) متعلّق بالفعل المحذوف العامل في سبحان، و(ما) موصول والعائد محذوف.
وجملة: {نسبّح سبحان} لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة- وجملة: {يصفون} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

.الفوائد:

اللّه واحد لا شريك له.
نفت هذه الآية أن يكون للرحمن ولد، في قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ}. وقد تشعبت أقوال المفسرين حول معنى هذه الآية، فقيل:
معناه: إن كان للرحمن ولد، في قولكم وعلى زعمكم، فأنا أول من عبد الرحمن، فإنه لا شريك له ولا ولد له. وقال ابن عباس: {إن كان} أي (ما كان) للرحمن ولد {فأنا أول العابدين} أي الشاهدين له بذلك. وقيل: معناه لو كان للرحمن ولد فأنا أول من عبده بذلك ولكن لا ولد له وقيل: العابدين بمعنى الآنفين، أي أنا أول الجاحدين المنكرين لما قلتم، وأنا أول من غضب للرحمن أن يقال له ولد.
وقال الزمخشري في معنى الآية: إن كان للرحمن ولد، وصحّ وثبت ببرهان صحيح توردونه، وحجة واضحة تدلون بها، فأنا أول من يعظم ذلك الولد، وأسبقكم إلى طاعته، كما يعظم الرجال ولد الملك لتعظيم أبيه. وهذا كلام وارد على سبيل الفرض والتمثيل، لغرض وهو المبالغة في نفى الولد، والإطناب فيه، مع الترجمة عن نفسه بثبات القدم في باب التوحيد، وذلك أنه علّق العبادة بكينونة الولد، وهي محال في نفسها، فكان المعلّق عليها محال مثلها.

.[سورة الزخرف: آية 83]:

{فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83)}.

.الإعراب:

(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (يخوضوا) مضارع مجزوم جواب الطلب، ومثله (يلعبوا) المعطوف عليه (حتّى) حرف غاية وجرّ (يلاقوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (الذي) موصول في محلّ نصب نعت ليومهم، والواو في (يوعدون) نائب الفاعل.