فصل: الفوائد:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{وَقالوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ} الواو عاطفة و{قالوا} فعل وفاعل والهمزة للاستفهام و{آلهتنا} مبتدأ و{خير} خبر و{أم} حرف عطف وهي متصلة و{هو} معطوف على آلهتنا.
{ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} {ما} نافية و{ضربوه} فعل وفاعل ومفعول به و{لك} متعلقان بضربوه و{إلا} أداة حصر و{جدلا} مفعول من أجله أي لأجل الجدال والمراء واللجاج لا لإظهار الحق ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال أي لا مجادلين و{بل} حرف إضراب و{هم} مبتدأ و{قوم} خبر و{خصمون} صفة لقوم.
{إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرائِيلَ} {إن} نافية و{هو} مبتدأ و{إلا} أداة حصر و{عبد} خبر {هو} وجملة {أنعمنا} صفة لعبد و{عليه} متعلقان بأنعمنا {وجعلناه} عطف على {أنعمنا} و{مثلا} مفعول به ثان لجعلناه و{لبني إسرائيل} صفة لمثلا.
{وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ} الواو عاطفة و{لو} شرطية و{نشاء} فعل مضارع مرفوع والفاعل مستتر تقديره نحن واللام واقعة في جواب لو وجعلنا فعل وفاعل و{منكم} في موضع المفعول الثاني إن كانت جعلنا بمعنى صيّرنا وإن كانت بمعنى خلقنا فالجار والمجرور متعلقان بجعلنا و{في الأرض} متعلقان بيخلفون وجملة {يخلفون} صفة لملائكة، وقال بعض النحويين: من تكون للبدل أي لجعلنا بدلكم ملائكة وجعل من ذلك قوله تعالى: {أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة} أي بدل الآخرة وقول الشاعر:
أخذوا المخاض من الفصيل غلبة ** ظلما ويكتب للأمير أقالا

أي بدل الفصيل والأولى أنها للتبعيض كما ذكرنا في الإعراض.
{وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها} الواو عاطفة وإن واسمها واللام المزحلقة وعلم خبر إنه و{للساعة} صفة لعلم أي شرط من أشراطها تعلم به فسمي الشرط علما لحصول العلم به والفاء الفصيحة ولا ناهية و{تمترن} فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل والنون المشددة نون التوكيد الثقيلة والمرية الشك.
{وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ} الواو عاطفة و{اتبعوني} فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والنون للوقاية والياء المحذوفة خطا اتّباعا لسنّة المصحف مفعول به و{هذا} مبتدأ و{صراط} خبر و{مستقيم} صفة.
{وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} الواو عاطفة و{لا} ناهية و{يصدنكم} فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة وهو في محل جزم بلا والكاف مفعول به و{الشيطان} فاعل وجملة {إنه لكم عدوّ مبين} تعليلية لا محل لها من الإعراب.

.الفوائد:

من القصص الممتع ما يرويه المؤرخون بصدد هذه الآية {ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدّون} فقد ذكروا أنه لما قرأ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على قريش: {إنكم وما تعبدون من دون اللّه حصب جهنم}، امتعضوا من ذلك امتعاضا شديدا فقال عبد اللّه بن الزبعرى: يا محمد أخاصة لنا ولآلهتنا أم لجميع الأمم؟ فقال عليه السلام «هو لكم ولجميع الأمم» فقال: خصمتك ورب الكعبة أليست النصارى يعبدون المسيح واليهود يعبدون عزيرا وبنو مليح يعبدون الملائكة فإن كان هؤلاء في النار فقد رضينا أن نكون نحن وآلهتنا معهم ففرحوا وضحكوا وارتفعت أصواتهم وذلك قوله تعالى: {إذا قومك منه يصدون}، ففند اللّه مكابرتهم بأنه إنما قصد به الأصنام ولم يقصد به الأنبياء والملائكة إلا أن ابن الزبعرى لما رأى كلام رسول اللّه محتملا لفظه وجه العموم مع علمه بأن المراد به أصنامهم ليس غير وجد للحيلة مساغا فصرف معناه إلى الشمول والإحاطة على طريق المماحكة واللجاج فتوقر رسول اللّه عن إجابته حتى أجاب عنه ربه بقوله: {إن الذين سبقت لهم منّا الحسنى أولئك عنها مبعدون}، فدلّ به على أن الآية خاصة بالأصنام، هذه خلاصة القصة ولابد من التنبيه إلى أن عبد اللّه بن الزبعرى صحابي مشهور وشاعر معروف وقد أسلم وحسن إسلامه وهذه القصة على تقدير صحتها كانت قبل إسلامه، والزبعرى بكسر الزاي وفتح الباء وسكون العين والراء المفتوحة والألف المقصورة ومعناه في اللغة السيئ الخلق.

.[سورة الزخرف: الآيات 63- 65]:

{وَلَمَّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ قال قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (63) إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (64) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ (65)}.

.الإعراب:

{وَلَمَّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ قال قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ} كلام مستأنف مسوق لبيان تعنت بني إسرائيل و{لما} رابطة أو حينية و{جاء عيسى} فعل ماض وفاعل و{بالبيّنات} متعلقان بجاء وجملة {قال} لا محل لها وجملة {قد جئتكم} بالحكمة مقول القول، {ولأبين}: الواو عاطفة واللام لام التعليل وأبين فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد لام التعليل والجار والمجرور معطوفان على {بالحكمة}.
وعبارة الشهاب: قوله: {ولأبين لكم} متعلق بمقدر أي وجئتكم لأبين ولم يترك العاطف ليتعلق بما قبله ليؤذن بالاهتمام بالعلّة حتى جعلت كأنها كلام برأسه و{لكم} متعلقان بأبين و{بعض الذي} مفعول به لأبين وجملة {تختلفون} صلة و{فيه} متعلقان بتختلفون.
{فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} لك أن تجعل الفاء عاطفة فيكون الكلام معطوفا على ما سبقه على أنه تتمة كلام عيسى ولك أن تجعلها استئنافية فيكون الكلام مستأنفا من اللّه للدلالة على طريق الطاعة ومحجتها الواضحة، واتقوا اللّه فعل أمر وفاعل ومفعول به {وأطيعون} عطف على {فاتقوا} والياء المحذوفة لمراعاة خط المصحف مفعول به.
{إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ} الجملة تفسير لما تقدم من قوله: {وأطيعون} وإن واسمها و{هو} مبتدأ و{ربي} خبر والجملة خبر إن {وربكم} عطف على {ربي} والفاء الفصيحة واعبدوه فعل وفاعل ومفعول به و{هذا} مبتدأ و{صراط} خبر و{مستقيم} صفة.
{فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ} الفاء عاطفة واختلف الأحزاب فعل وفاعل و{من بينهم} حال من {الأحزاب}.
{فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ} الفاء عاطفة وويل مبتدأ وقد تقدم أنها كلمة عذاب فلذلك ساغ الابتداء بها و{للذين} خبره و{من عذاب يوم أليم} خبر ثان أو حال أي حال كونه كائنا من عذاب يوم القيامة.

.[سورة الزخرف: الآيات 66- 73]:

{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (66) الْأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ (67) يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ (69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70) يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ (71) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ (73)}.

.اللغة:

{الْأَخِلَّاءُ} جمع خليل وهو الصديق وفي المصباح: الخليل الصديق والجمع أخلاء كأصدقاء. وفي القاموس: والخل بالكسر والضم الصديق المختص أو لا يضم إلا مع ود يقال: كان لي ودّا وخلّا والجمع أخلال كالخليل والجمع أخلّاء وخلّان أو الخليل الصادق أو من أصفى المودّة وأصحّها. واستدرك في التاج فقال: قال ابن سيده وكسر الخاء أكثر ويقال للأنثى خل أيضا.
{تُحْبَرُونَ} تسرّون سرورا يظهر حباره أي أثره على وجوهكم، وقال الزجّاج: تكرمون إكراما يبالغ فيه والحبرة المبالغة فيما وصف بجميل وفي القاموس: والحبر بفتحتين الأثر كالحبار بكسر أوله وفتحه.
{بِصِحافٍ} بقصاع قال الكسائي: أعظم القصاع الجفنة ثم القصعة وهي تشبع العشرة ثم الصحفة وهي تشبع الخمسة ثم المئكلة وهي تشبع الرجلين أو الثلاثة.
{وَأَكْوابٍ} جمع كوب وهو إناء لا عروة له قال قطرب: الإبريق لا عروة له وقال الأخفش: الإبريق لا خرطوم له وقيل كالإبريق إلا أنه لا أذن له ولا مقبض. وقال أبو منصور الجواليقي: إنما كان بغير عروة ليشرب الشارب من أين يشاء لأن العروة ترد الشارب من بعض الجهات. وقال عدي:
متكئا تصفق أبوابه ** يسعى عليه العبد بالكوب

.الإعراب:

{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} {هل} حرف استفهام معناه النفي أي لا ينظرون، و{ينظرون} فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل و{إلا} أداة حصر و{الساعة} مفعول به و{أن تأتيهم} المصدر المنسبك من {أن} و{تأتيهم} بدل من {الساعة} بدل اشتمال والمعنى هل ينظرون إلا إتيان الساعة و{بغتة} حال والواو للحال و{هم} مبتدأ وجملة {لا يشعرون} خبر والجملة حال ثانية.
{الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} {الأخلاء} مبتدأ و{يومئذ} ظرف منصوب بعدو أي تنقطع في ذلك اليوم كل آصرة أو خلّة بين المتخالين وتستحيل عداوة ومقتا وإذ ظرف مضاف إلى مثله والتنوين عوض عن الجملة وتقديرها يوم إذ تأتيهم الساعة و{بعضهم} مبتدأ ثان و{لبعض} متعلقان بمحذوف حال لأنه كان في الأصل صفة لعدو و{عدو} خبر بعضهم والجملة الاسمية خبر {الأخلاء} و{إلا} أداة استثناء و{المتقين} مستثنى بإلا منصوب.
{يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} الجملة مقول قول محذوف أي ويقال لهم و{يا} حرف نداء و{عباد} منادى مضاف إلى ياء المتكلم المحذوفة مراعاة لخط المصحف و{لا} نافية و{خوف} مبتدأ وساغ الابتداء به لأنه سبق بنفي و{عليكم} خبر و{اليوم} ظرف متعلق بمحذوف حال و{لا} عطف على ما تقدم و{أنتم} مبتدأ و{تحزنون} جملة فعلية في محل رفع خبر.
{الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ} {الذين} صفة لعبادي لأنه منادى مضاف وجملة {آمنوا} صلة الذين و{بآياتنا} متعلقان بآمنوا {وكانوا} كان واسمها و{مسلمين} خبرها والجملة معطوفة على الصلة، واختار بعضهم أن تكون الواو حالية والجملة في محل نصب على الحال من الواو وقال أنها آكد.
{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ} {ادخلوا} فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل و{الجنة} مفعول به على السعة و{أنتم} مبتدأ {وأزواجكم} عطف على {أنتم} وجملة {تحبرون} خبر {أنتم}.
{يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ} {يطاف} فعل مضارع مبني للمجهول و{عليهم} في موضع رفع نائب فاعل و{بصحاف} متعلقان بيطاف و{من ذهب} صفة لصحاف {وأكواب} عطف على صحاف وذكر الذهب في الصحاف واستغنى به عن الإعادة في الأكواب كقوله تعالى: {والذاكرون اللّه كثيرا والذاكرات}.
{وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ} الواو عاطفة و{فيها} خبر مقدم و{ما} موصول مبتدأ مؤخر وجملة {تشتهيه الأنفس} صلة {ما} {وتلذ الأعين} عطف على الصلة داخلة في حيزها {وأنتم} مبتدأ و{فيها} متعلقان بخالدون و{خالدون} خبر {أنتم}.
{وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} الواو عاطفة و{تلك} مبتدأ و{الجنة} خبر و{التي} نعت للجنة وجملة {أورثتموها} صلة و{بما} متعلقان بأورثتموها و{كنتم} كان واسمها وجملة {تعملون} خبر {كنتم}.
{لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ} {لكم} خبر مقدم و{فيها} حال و{فاكهة} مبتدأ مؤخر و{كثيرة} صفة و{منها} متعلقان بتأكلون وجملة {تأكلون} نصب لفاكهة، ويجوز أن تعرب {الجنة} بدلا من اسم الإشارة فتكون جملة {لكم فيها فاكهة} هي الخبر، وعبارة أبي حيان المتفقة مع عبارة الزمخشري هي: {وتلك الجنة} مبتدأ وخبر و{التي أورثتموها} صفة أو {الجنة} صفة و{التي أورثتموها} و{بما كنتم تعملون} الخبر وما قبله صفتان فإذا كان بما الخبر تتعلق بمحذوف وعلى القولين الأولين يتعلق بأورثتموها.

.البلاغة:

حفلت هذه الآيات بضروب من البلاغة وأفانين من البيان نوجزها فيما يلي:
1- الإيجاز: وذلك في نداء اللّه تعالى لعباده، فقد اشتمل هذا النداء على أمور أربعة: 1- نفى عنهم الخوف 2- نفى عنهم الحزن 3- أمرهم بدخول الجنة 4- بشّرهم باستحواذ السرور على أنفسهم.
2- الإيجاز أيضا: وذلك في قوله تعالى: {وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين} فقد حصر أنواع النعم لأنها لا تعدو أمرين اثنين: إما مشتهاة في القلوب وإما مستلذة في العيون، وجاء في الحديث: «إن رجلا قال يا رسول اللّه أفي الجنة خيل فإني أحب الخيل، فقال: إن يدخلك اللّه الجنة فلا تشاء أن تركب فرسا من ياقوتة حمراء فتطير بك في أيّ الجنة شئت إلا فعلت فقال أعرابي يا رسول اللّه أفي الجنة إبل فإني أحب الإبل فقال يا أعرابي إن أدخلك اللّه الجنة أصبت فيها ما اشتهت نفسك ولذّت عينك».
3- الالتفات: في قوله: {وتلك الجنة التي أورثتموها} فقد التفت من الغيبة إلى الخطاب للتشريف والمخاطب كل واحد ممّن دخل الجنة ولذلك أفرد الكاف ولم يقل وتلكم مع أن مقتضى أورثتموها أن يقول وتلكم وذلك للإيذان بأن كل واحد من أهل الجنة مقصود بالذكر لذاته.
4- الاستعارة: فقد شبّه الجنة بالمال الموروث والتلاد الموفور ثم استعار له الإرث على طريق الاستعارة المكنية لأن كل عمل لابد أن يلقى جزاءه إذ يذهب العمل ويبقى جزاؤه مع العامل، أو أنها شبّهت في بقائها على أهلها وإفاضة النعم السوابغ عليهم بالميراث الباقي لا ينضب له معين ولا ينتهي إلى نفاد.
وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي اللّه عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخل أهل الجنة الجنة ينادي مناد إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وإن لكم أن تشبّوا فلا تهرموا أبدا وإن لكم أن تنعموا فلا تيأسوا أبدا ذلك قول اللّه عزّ وجلّ: {ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون}» رواه مسلم والترمذي.

.[سورة الزخرف: الآيات 74- 78]:

{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ (74) لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75) وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76) وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قال إِنَّكُمْ ماكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ (78)}.

.اللغة:

{يُفَتَّرُ} يخفف وفي القاموس: فتر يفتر ويفتر فتورا وفتارا سكن بعد مدة ولان بعد شدّة وفتره تفتيرا وفتر الماء سكن.
{مُبْلِسُونَ} ساكتون سكوت يأس وفي المصباح: أبلس الرجل إبلاسا سكت وأبلس سكن.

.الإعراب:

{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ} كلام مستأنف مسوق للشروع في الوعيد بعد الإفاضة في حديث الوعد وإن واسمها و{في عذاب جهنم} خبر أول و{خالدون} خبر ثان ولك أن تعلّق الجار والمجرور بخالدون.