فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقرأ نافع والاخوان {إِن كُنتُمْ} بكسر الهمزة على أن الجملة شرطية، وإن وإن كانت تستعمل للمشكوك وإسرافهم أمر محقق لكن جىء بها هنا بناءً على جعل المخاطب كأنه متردد في ثبوت الشرط شاك فيه قصدًا إلى نسبته إلى الجهل بارتكابه الإسراف لتصويره بصورة ما يفرض لوجوب انتفائه وعدم صدوره ممن يعقل، وقيل: لا حاجة إلى هذا لأن الشرط الإسراف في المستقبل وهو ليس بمتحقق، ورد بأن إن الداخلة علي لا تقلبه للاستقبال عند الأكثر، ولذا قيل: {إن} هنا بمعنى إذ، وأيد بأن علي بن زيد قرأ به وأنه يدل على التعليل فتوافق قراءة الفتح معنى، ولو سلم فالظاهر من حال المسرف المصر على إسرافه بقاؤه على ما هو عليه فيكون محققًا في المستقبل أيضًا على القول بأنها تقلب كان كغيرها من الأفعال وجواب الشرط محذوف ثقة بدلالة ما قبل عليه، وجوز أن يكون الشرط في موقع الحال أي مفروضًا إسرافكم على أنه من الكلام المنصف فلا يحتاج إلى تقدير جواب.
وتعقب بأنه إنما يتأتى على القول بأن إن الوصلية ترد في كلامهم بدون الواو والمعروف في العربية خلافه.
وقوله عز وجل: {وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيّ في الاولين وَمَا يَأْتِيهِم مّنْ نَّبِىّ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ} تقرير لما قبله ببيان أن إسراف الأمم السالفة لم يمنعه تعالى من إرسال الأنبياء إليهم وتسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن استهزاء قومه به عليه الصلاة والسلام، فقد قيل: البلية إذا عمت طابت، و{كَمْ} مفعول {أَرْسَلْنَا} و{فِى الاولين} متعلق به أو صفة {نَّبِىٍّ} وما يأتيهم الخ للاستمرار وضميره للأولين.
{فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشًا} نوع آخر من التسلية له صلى الله عليه وسلم، وضمير {مِنْهُمْ} يرجع إلى المسرفين المخاطبين لا إلى ما يرجع إليه ضمير {مَا يَأْتِيهِمْ} لقوله تعالى: {ومضى مَثَلُ الاولين} أي سلف في القرآن غير مرة ذكر قصتهم التي حقها أن تسير مسير المثل، ونصب {بَطْشًا} على التمييز وجوز كونه على الحال من فاعل {أَهْلَكْنَا} أي باطشين، والأول أحسن، ووصف أولئك بالأشدية لإثبات حكمهم لهؤلاء بطريق الأولوية. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{حم (1)}.
تقدم القول في نظائره ومواقعها قبل ذِكر القرآن وتنزيله.
{وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قرآنا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3)}.
أقسم بالكتاب المبين وهو القرآن على أن القرآن جَعله الله عَربيًا واضحَ الدلالة فهو حقيق بأن يُصدّقوا به لو كانوا غير مكابرين، ولكنّهم بمكابرتهم كانوا كمن لا يعقلون.
فالقَسَم بالقرآن تنويه بشأنه وهو توكيد لما تضمنه جواب القَسَم إذ ليس القَسَم هنا برافع لتكذيب المنكرين إذ لا يصدّقون بأن المقسِم هو الله تعالى فإن المخاطَب بالقسم هم المنكرون بدليل قوله: {لعلكم تعقلون} وتفريععِ {أفنضرب عنكم الذكر صفحًا} [الزخرف: 5] عليه.
وتوكيدُ الجواب بـ (إنَّ) زيادة توكيد للخَبَر أن القرآن من جعل الله.
وفي جَعل المقسَم به القرآن بوصف كونه مبينًا، وجَعْللِ جواب القسم أن الله جعله مُبينًا، تنويه خاص بالقرآن إذ جُعل المقسم به هو المقسم عليه، وهذا ضرب عزيز بديع لأنه يُومىء إلى أن المقسم على شأنه بلغ غاية الشرف فإذا أراد المقسِم أن يقسم على ثبوت شرف له لم يجد ما هو أوْلى بالقسم به للتناسب بين القَسَم والمقسم عليه.
وجعل صاحب (الكشاف) من قبيله قول أبي تمام:
وثَنَايَاككِ إِنها اغْرِيضُ ** وَلآلٍ تُؤْمٌ وبَرقٌ ومَيضُ

إذْ قدر الزمخشري جملة (إنها اغريض) جواب القسم وهو الذي تبعه عليه الطيبي والقزويني في شرحيهما (للكشاف)، وهو ما فسر به التبريزي في شرحه لديوان أبي تمام، ولكن التفتازاني أبطل ذلك في شرح (الكشاف) وجعل جملة (إنها اغريض) استئنافًا أي اعتراضًا لبيان استحقاق ثناياها أن يُقسم بها، وجعل جواب القسم قوله بعد أبيات ثلاثة:
لَتَكَادْنَي غِمارٌ من الأحْـ ** ـداث لمْ أدْرِ أيَّهُن أخوضُ

والنكت والخصوصيات الأدبية يَكفي فيها الاحتمال المقبول فإن قوله قبله:
وارتكاضضِ الكرى بعينيككِ في النـ ** ـوم فنونًا وما بعيني غموض

يجوز أن يكون قَسَمًا ثانِيًا فيكون البيت جوابًا له.
وإطلاق اسم الكتاب على القرآن باعتبار أن الله أنزله ليكتب وأنَّ الأمة مأمورون بكتابته وإن كان نزوله على الرّسول صلى الله عليه وسلم لفظًا غير مكتوب.
وفي هذا إشارة إلى أنه سيكتب في المصاحف، والمراد بـ {الكتاب} ما نَزل من القرآن قبلَ هذه السورة وقد كتَبه كتَّاب الوحي.
وضمير {جعلناه} عائد إلى {الكتاب}، أي إنا جعلنا الكتاب المبينَ قرآنا والجعل: الإيجاد والتكوين، وهو يتعدّى إلى مفعول واحد.
والمعنى: أنه مقروء دون حضور كتاب فيقتضي أنه محفوظ في الصدور ولولا ذلك لما كانت فائدة للإخبار بأنه مقروء لأن كل كتاب صالح لأن يقرأ.
والإخبار عن الكتاب بأنه قرآن مبالغة في كون هذا الكتاب مقروءًا، أي ميسّرًا لأنْ يُقرأ لقوله: {ولقد يسّرنا القرآن للذكر} [القمر: 17] وقوله: {إنّ علينا جمعَه وقرآنه} [القيامة: 17].
وقوله: {إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون} [الحجر: 9].
فحصل بهذا الوصف أن الكتاب المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم جامع لوصفين: كونِه كتابًا، وكونه مقروءًا على ألسنة الأمة.
وهذا مما اختص به كتاب الإسلام.
و{عربيًا} نسبة إلى العرب، وإذ قد كان المنسوب كتابًا ومقروءًا فقد اقتضى أن نسبته إلى العرب نسبة الكلام واللّغةِ إلى أهلها، أي هو مما ينطق العرب بمِثل ألفاظه، وبأنواع تراكيبه.
وانتصب {قرآنا} على الحال من مفعول {جعلناه}.
ومعنى جعله {قرآنا عربيًا} تكوينه على ما كُونت عليه لغة العرب، وأن الله بباهر حكمتِه جعل هذا الكتاب قرآنا بلغة العرب لأنها أشرف اللّغات وأوْسعها دلالة على عديد المعاني، وأنزله بين أهل تلك اللّغة لأنهم أفهم لدقائقها، ولذلك اصطفى رسوله من أهل تلك اللّغة لتتظاهر وسائل الدلالة والفهم فيكونوا المبلغين مرادَ الله إلى الأمم.
وإذا كان هذا القرآن بهاته المثابة فلا يأبَى مِن قبوله إلا قوم مسرفون في الباطل بُعداءُ عن الإنصاف والرشد، ولكن الله أراد هديهم فلا يقطع عنهم ذكره حتى يتمّ مراده ويكمُل انتشار دينه فعليهم أن يراجعوا عقولهم ويتدبروا إخلاصهم فإن الله غير مُؤاخِذِهم بما سلف من إسرافهم إن هم ثَابُوا إلى رشدهم.
والمقصود بوصف الكتاب بأنه عربي غَرضان: أحدهما التنويه بالقرآن، ومدحه بأنه منسوج على منوال أفصح لغة، وثانيهما التورّك على المعاندين من العرب حين لم يتأثروا بمعانيه بأنهم كمن يسمع كلامًا بلغة غير لغته، وهذا تأكيد لما تضمنه الحرفان المقطعان المفتتحة بهما السورة من معنى التحدّي بأن هذا كتاب بلغتكم وقد عجزتم عن الإتيان بمثله.
وحَرْف (لعلّ) مستعار لمعنى الإرادة وتقدم نظيره في قوله: {لعلكم تعقلون} في أوائل سورة البقرة (73).
والعقل الفهم.
والغرض: التعريضُ بأنهم أهملوا التدبر في هذا الكتاب وأن كماله في البيان والإفصاح نستأهل العناية بِه لا الإعراض عنه فقوله: {لعلكم تعقلون} مشعر بأنهم لم يعقلوا.
والمعنى: أنّا يسرنا فهمه عليكم لعلكم تعقلون فأعرضتم ولم تعقلوا معانيه، لأنه قد نزل مقدار عظيم لو تدبروه لعقلوا، فهذا الخبر مستعمل في التعريض على طريقة الكناية.
{وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)}.
عطف على جملة {إنا جعلناه قرآنا عربيًا} [الزخرف: 3]، فهو زيادة في الثناء على هذا الكتاب ثناء ثانيًا للتنويه بشأنه رفعةً وإرشادًا.
و{أمّ الكتاب}: أصل الكتاب.
والمراد بـ {أم الكتاب} علمُ الله تعالى كما في قوله: {وعنده أمُّ الكتاب} في سورة الرعد (39)، لأن الأمّ بمعنى الأصل والكتاب هنا بمعنى المكتوب، أي المحقق الموثق وهذا كناية عن الحق الذي لا يقبل التغيير لأنهم كانوا إذا أرادوا أن يحققوا عهدًا على طول مدة كتبوه في صحيفة، قال الحارث بن حلزة:
حَذر الجَور والتطاخي وهل يَنـ ** ـقُض ما في المَهارق الأهواء

و{عليٌّ} أصله المرتفع، وهو هنا مستعار لشرف الصفة وهي استعارة شائعة.
وحكيم: أصله الذي الحكمة من صفات رأيه، فهو هنا مجاز لما يحوي الحكمة بما فيه من صلاح أحوال النفوس والقوانين المقيّمة لنظام الأمة.
ومعنى كون ذلك في علم الله: أن الله عَلمه كذلك وما عَلِمه الله لا يقبل الشك.
ومعناه: أن ما اشتمل عليه القرآن من المعاني هو من مراد الله وصدر عن علمه.
ويجوز أيضًا أن يفيد هذا شهادة بعلوّ القرآن وحكمته على حد قولهم في اليمين: الله يعلم، وعَلِم الله.
وتأكيد الكلام بـ (إنَّ) لردّ إنكار المخاطبين إذ كذّبوا أن يكون القرآن موحًى به من الله.
و{لدينا} ظرف مستقر هو حال من ضمير {إِنهُ} أو من {أم الكتاب} والمقصود: زيادة تحقيق الخبر وتشريف المخبر عنه.
وقرأ الجمهور في {أم الكتاب} بضمّ همزة {أم}.
وقرأه حمزة والكسائي بكسر همزة {إِم الكتاب} في الوصل اتباعًا لكسرة {في}، فلو وقف على {في} لم يكسر الهمزة.
{أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ (5)}.
الفاء لتفريع الاستفهام الإنكاري على جملة {إنا جعلناه قرآنا عربيًا لعلكم تعقلون} [الزخرف: 3]، أي أتحسبون أن إعراضكم عما نزل من هذا الكتاب يبعثنا على أن نقطع عنكم تجدد التذكير بإنزال شيء آخر من القرآن.
فلما أريدت إعادة تذكيرهم وكانوا قد قدم إليهم من التذكير ما فيه هديهم لو تأملوا وتدبروا، وكانت إعادة التذكير لهم موسومة في نظرهم بقلة الجدوى بيّن لهم أن استمرار إعراضهم لا يكون سببًا في قطع الإرشاد عنهم لأن الله رحيم بهم مريد لصلاحهم لا يصده إسرافهم في الإنكار عن زيادة التقدم إليهم بالمواعظ والهَدي.
والاستفهام إنكاري، أي لا يجوز أن نضرب عنكم الذكر صفحًا من جراء إسرافكم.
والضرب حقيقته قرع جسم بآخر، وله إطلاقات أشهرها: قرع البعير بعصا، وهو هنا مستعار لمعنى القطع والصرف أخذًا من قولهم: ضَرَبَ الغرائبَ عن الحَوْضضِ، أي أطردَها وصرفها لأنها ليست لأهل الماء، فاستعاروا الضرب للصرف والطرد، وقال طرفة:
أضْرِبَ عنك الهمومَ طارقَها ** ضَرْبَك بالسَّيْففِ قَوْنَس الفَرَس

والذكر: التذكير، والمراد به القرآن.
والصَّفح: الإعراض بِصَفْح الوجه وهو جانبُه وهو أشد الإعراض عن الكلام لأنه يجْمع تركَ استماعه وتركَ النظر إلى المتكلم.
وانتصب {صفحًا} على النيابة عن الظرف، أي في مكان صَفْح، كما يقال: ضَعْهُ جانبًا، ويجوز أن يكون {صفحًا} مصدر صَفَح عن كذا، إذا أعرض، فينتصب على المفعول المطلق لبيان نوع الضرب بمعنى الصرف والإعراض.
والإسراف: الإفراط والإكثار، وأغلب إطلاقه على الإكثار من الفعل الضائر.
ولذلك قيل (لا سرَف في الخير) والمقام دال على أنّهم أسرفوا في الإعراض عن القرآن.
وقرأ نافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف {إن كنتم} بكسر همزة {إنْ} فتكون {إنْ} شرطية، ولما كان الغالب في استعمال {إِنْ} الشرطية أن تقع في الشرط الذي ليس متوَقعًا وقوعُه بخلاف (إِذَا) التي هي للشرط المتيقن وقوعه، فالإتْيَان بـ {إنْ} في قوله: {إنْ كنتم قومًا مسرفين} لقصد تنزيل المخاطبين المعلوم إسرافهم منزلة من يُشَك في إسرافه لأن توفر الأدلّة على صدق القرآن من شأنه أن يزيل إسرافهم وفي هذا ثقة بحقّيّة القرآن وضَرب من التوبيخ على إمعانهم في الإعراض عنه.
وقرأه ابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو عمرو ويعقوب بفتح الهمزة على جعل {أنْ} مصدرية وتقديرِ لام التعليل محذوفًا، أي لأجل إسرافكُم، أي لا نترك تذكيركم بسبب كونكم مسرفين بل لا نزال نعيد التذكير رحمة بكم.
وإقحام {قومًا} قبل {مسرفين} للدلالة على أن هذا الإسراف صار طبعًا لهم وبه قِوام قوميتهم، كما قدمناه عند قوله تعالى: {لآياتتٍ لقوممٍ يعقلون} في سورة البقرة (164).
{وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6)}.
لما ذكر إسرافهم في الإعراض عن الإصغاء لدعوة القرآن وأعقبه بكلام موجه إلى الرّسول صلى الله عليه وسلم تسلية عما يلاقيه منهم في خلال الإعراض من الأذى والاستهزاء بتذكيره بأن حاله في ذلك حال الرّسل من قبله وسنةُ الله في الأمم، ووعد للرّسول صلى الله عليه وسلم بالنصر على قومه بتذكيره بسنة الله في الأمم المكذّبة رسلَهم.
وجعل للتسلية المقام الأول من هذا الكلام بقرينة العدل عن ضمير الخطاب إلى ضمير الغيبة في قوله: {فأهلكنا أشد منهم} كما سيأتي، ويتضمن ذلك تعريضًا بزجرهم عن إسرافهم في الإعراض عن النظر في القرآن.
فجملة {وكم أرسلنا من نبيء} معطوفة على جملة {إنا جعلناه قرآنا عربيًا} [الزخرف: 3] وما بعدها إلى هنا عطفَ القصة على القصة.
و{كَم} اسم دال على عدد كثير مُبهم، وموقع {كم} نصب بالمفعولية لـ: {أرسلنا}، وهو ملتزَم تقديمه لأن أصله اسم استفهام فنقل من الاستفهام إلى الإخبار على سبيل الكناية.
وشاع استعماله في ذلك حتى صار الإخبار بالكثرة معنى من معاني {كَم}.
والداعي إلى اجتلاب اسم العدد الكثير أن كثرة وقوع هذا الحكم أدخلُ في زجرهم عن مثله وأدخل في تسلية الرّسول صلى الله عليه وسلم وتحصيل صبره، لأن كثرة وقوعه تؤذن بأنه سنة لا تتخلف، وذلك أزجر وأسلى.
و{الأولين} جمع الأوَّل، وهو هنا مستعمل في معنى الماضين السابقين كقوله تعالى: {ولقد ضَلّ قبلهم أكثر الأوَّلين} [الصافات: 71] فإنّ الذين أهلكوا قد انقرضوا بقطع النظر عمن عسى أن يكون خَلَفَهم من الأمم.
والاستثناء في قوله: {إلا كانوا به يستهزئون} استثناء من أحوال، أي ما يأتيهم نبيء في حال من أحوالهم إلا يُقارن استهزاؤهم إتيان ذلك النبي إليهم.