فصل: قال نظام الدين النيسابوري:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



فلو شاء ربّي كنت قيس بن عاصم ** ولو شاء ربّي كنت عَمرو بن مَرثد

فبنوا على ذلك تخليطًا بين مشيئة الله بمعنى تعلق إرادته بوقوع شيء، وبين مشيئته التي قدَّرها في نظام العالم من إناطة المسببات بأسبابها، واتصال الآثار بمؤثراتها التي رتبها الله بقدَر حين كوَّن العالم ونظَّمه وأقام له سننًا ونواميس لا تخرج عن مدارها إلاّ إذا أراد الله قلب نظمها لحكمة أخرى.
فمشيئة الله بالمعنى الأول يدل عليها ما أقامه من نظام أحوال العالم وأهله.
ومشيئته بالمعنى الثاني تدل عليها شرائعه المبعوث بها رسُلُه.
وهذا التخليط بين المشيئتين هو مثار خبط أهل الضلالات من الأمم، ومثار حيرة أهل الجهالة والقصور من المسلمين في معنى القضاء والقدر ومعنى التكليف والخطاب.
وقد بيّنا ذلك عند قوله تعالى: {سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرَّمْنا من شيء كذلك كذّب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا} في سورة الأنعام (148).
وهذا القول الصادر منهم ينتظم منه قياس استثنائي أن يقال: لو شاء الله ما عبدنا الأصنام، بدليل أن الله هو المتصرف في شؤوننا وشؤون الخلائق لكنا عبدنا الأصنام بدليل المشاهدة فَقد شاء الله أن نعبد الأصنام.
وقد أجيبوا عن قولهم بقوله تعالى: {ما لهم بذلك من علم} أي ليس لهم مستند ولا حجة على قياسهم لأن مُقدَّم القياس الاستثنائي وهو {لو شاء الرحمان ما عبدناهم} مبنيّ على التباس المشيئة التكوينية بالمشيئة التكليفية فكان قياسهم خليًا عن العلم وهو اليقين، فلذلك قال الله: {ما لهم بذلك} أي بقولهم ذلك {من علم} بل هو من جهالة السفسطة واللّبس.
والإشارة إلى الكلام المحكي بقوله: {وقالوا لو شاء الرحمن}.
وجملة {إن هم إلا يخرصون} بيان لجملة {ما لهم بذلك من علم}.
والخرص: التوهم والظنّ الذي لا حجة فيه قال تعالى: {قتل الخرَّاصون} [الذاريات: 10].
{أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (21)}.
إضراب انتقالي، عُطف على جملةِ {ما لهم بذلك من علم} [الزخرف: 20] فبعد أن نفى أن يكون قولهم {لو شاء الرحمان ما عبدناهم} [الزخرف: 20] مستندًا إلى حجة العقل، انتقل إلى نفي أن يكون مستندًا إلى حجة النقل عن إخبار العالِم بحقائق الأشياء التي هي من شؤونه.
واجتلب للإضراب حرف {أم} دون (بَل) لما تؤذن به {أم} من استفهام بعدها، وهو إنكاري.
والمعنى: وما آتيناهم كتابًا من قبله.
وضمير {من قبله} عائد إلى القرآن المذكور في أوّل السورة.
وفي قوله: {وإنه في أم الكتاب لدينا لعليٌّ حكيمٌ} [الزخرف: 4].
وفي هذا ثناء ثالث على القرآن ضمني لاقتضائه أن القرآن لا يأتي إلا بالحق الذي يُستمسك به.
وهذا تمهيد للتخلص إلى قوله تعالى: {بل قالوا إنّا وجدنا آباءنا على أمةٍ} [الزخرف: 22].
و{مِن} مزيدة لتوكيد معنى (قبْل).
والضمير المضاف إليه (قَبْل) ضمير القرآن ولم يتقدم له معاد في اللّفظ ولكنه ظاهر من دلالة قوله: {كتابًا}.
و{مستمسكون} مبالغة في (ممسكون) يقال: أمسك بالشيء، إذا شدّ عليه يده، وهو مستعمل مجازًا في معنى الثبات على الشيء كقوله تعالى: {فاستمسك بالذي أوحي إليك} [الزخرف: 43].
{بَلْ قالوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22)}.
هذا إضراب إبطال عن الكلام السابق من قوله تعالى: {فهم به مستمسكون} [الزخرف: 21] فهو إبطال للمنفي لا للنفي، أي ليس لهم علم فيما قالوه ولا نقل.
فكان هذا الكلام مسوقًا مساق الذمّ لهم إذ لم يقارنوا بين ما جاءهم به الرّسول وبين ما تلقوه من آبائهم فإن شأن العاقل أن يميّز ما يُلقَى إليه من الاختلاف ويعرضه على معيار الحق.
والأمة هنا بمعنى الملة والدّين، كما في قوله تعالى في سورة الأنبياء (92) {إنَّ هذه أمتكم أمةً واحدةً} وقول النابغة:
وهل يأثمن ذو أُمة وهو طائع

أي ذو دِين.
و{على} استعارة تبعية للملابسة والتمكن.
وقوله: {على آثارهم} خبرُ (إنَّ).
و{مهتدون} خبر ثان.
ويجوز أن يكون {على آثارهم} متعلقًا بـ {مهتدون} بتضمين {مهتدون} معنى سائرون، أي أنهم لا حجة لهم في عبادتهم الأصنام إلا تقليد آبائهم، وذلك ما يقولونه عند المحاجّة إذ لا حجة لهم غير ذلك.
وجعلوا اتّباعهم إياهم اهتداء لشدة غرورهم بأحوال آبائهم بحيث لا يتأملون في مصادفة أحوالهم للحق.
{وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قال مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23)}.
جملة معترضة لتسلية النبي صلى الله عليه وسلم على تمسك المشركين بدين آبائهم والإشارة إلى المذكور من قولهم: {إنا وجدنا آباءنا على أمةٍ} [الزخرف: 22]، أي ومثل قولهم ذلك، قال المترفون من أهل القُرى المرسل إليهم الرسل من قبلك.
والواو للعطف أو للاعتراض وما الواو الاعتراضية في الحقيقة إلا تعطف الجملة المعترضة على الجملة التي قبلها عطفًا لفظيًا.
والمقصود أن هذه شنشنة أهل الضلال من السابقين واللاحقين، قد استووا فيه كما استووا في مَثاره وهو النظر القاصر المخطىء، كما قال تعالى: {أتواصوا به بل هم قومٌ طَاغُون} [الذاريات: 53]، أي بل هم اشتركوا في سببه الباعث عليه وهو الطغيان.
ويتضمن هذا تسليةً للرّسول صلى الله عليه وسلم على ما لقيه من قومه، بأن الرّسل من قبله لَقُوا مثل ما لَقي.
وكاف التشبيه متعلق بقوله: {قال مترفوها}.
وقدم على متعلَّقه للاهتمام بهذه المشابهة والتشويق لما يرد بعْدَ اسم الإشارة.
وجملة {إلا قال مترفوها} في موضع الحال لأن الاستثناء هنا من أحوال مقدّرة أي ما أرسلنا إلى أهل قرية في حالٍ من أحوالهم إلا في حال قول قاله مترفوها: إنا وجدنا آباءنا الخ.
والمترَفون: جمع المُترف وهو الذي أُعطِي الترف، أي النعمة، وتقدم في قوله تعالى: {وارجِعُوا إلى ما أُترفتم فيه} في سورة الأنبياء (13).
والمعنى: أنهم مثل قريش في الازدهاء بالنَّعمة التي هم فيها، أي في بطر نعمة الله عليهم.
فالتشبيه يقتضي أنهم مثل الأمم السالفة في سبب الازدهاء وهو ما هم فيه من نَعمة حتى نسوا احتياجهم إلى الله تعالى، قال تعالى: {وذرْني والمكذبين أولي النَّعمة ومهّلهم قليلًا} [المزمل: 11].
وقد جاء في حكاية قول المشركين الحاضرين وصفُهم أنفسَهم بأنهم مُهتدون بآثار آبائهم، وجاء في حكاية أقوال السابقين وصفهم أنفسَهم بأنهم بآبائهم مُقتدون، لأن أقوال السابقين كثيرة مختلفة يجمع مختلفها أنها اقتداء بآبائهم، فحكاية أقوالهم من قبيل حكاية القول بالمعنى، وحكاية القول بالمعنى طريقة في حكاية الأقوال كثر ورودها في القرآن وكلام العرب.
{قال أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قالوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (24)}.
قرأ الجمهور {قُلْ} بصيغة فعل الأمر لِمفرد فيكون أمرًا للرّسول صلى الله عليه وسلم بأن يَقوله جوابًا عن قول المشركين {إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون} [الزخرف: 22].
وقرأ ابن عامر وحفص {قال} بصيغة فعل المضي المسند إلى المفرد الغائب فيكون الضمير عائدًا إلى نذير الذين قالوا {إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون} [الزخرف: 23].
فحصل من القراءتين أن جميع الرّسل أجابوا أقوامهم بهذا الجواب، وعلى كلتا القراءتين جاء فعل {قل} أو {قال} مفصولًا غير معطوف لأنه واقع في مجال المحاورة كما تقدم غير مرة، منها قوله تعالى: {قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها} في سورة البقرة (30).
وقرأ الجمهور {جئتكم} بضمير تاء المتكلم.
وقرأ أبو جعفر {جئنَاكم} بنون ضمير المتكلم المشارك وأبو جعفر من الذين قرأوا {قل} بصيغة الأمر فيكون ضمير {جئنَاكم} عائدًا للنبيء صلى الله عليه وسلم المخاطب بفعل {قُل} لتعظيمه صلى الله عليه وسلم من جانب ربّه تعالى الذي خاطبه بقوله: {قل}.
والواو في قوله: {أولو} عاطفة الكلام المأمور به على كلامهم، وهذا العطف مما يسمى عطف التلقين، ومنه قوله تعالى عن إبراهيم: {قال ومن ذريتي} [البقرة: 124].
والهمزة للاستفهام التقريري المشوببِ بالإنكار.
وقدمت على الواو لأجل التصدير.
و{لو} وصلية، و{لو} الوصلية تقتضي المبالغة بنهاية مدلول شرطها كما تقدم عند قوله تعالى: {ولو افتدى به} في آل عمران (91)، أي لو جئتكم بأهدى من دين آبائكم تبقون على دين آبائكم وتتركون ما هو أهدى.
والمقصود من الاستفهام تقريرهم على ذلك لاستدعائهم إلى النظر فيما اتبعوا فيه آباءهم لعل ما دعاهم إليه الرّسول أهدى منهم.
وصوغ اسم التفضيل من الهَدي إرخاء للعنان لهم ليتدبروا، نُزّل ما كان عليهم آباؤهم منزلة ما فيه شيء من الهُدى استنزالًا لطائر المخاطبين ليتصدّوا للنظر كقوله: {وإنّا أو إيّاكم لعلى هُدىً أو في ضلالٍ مبينٍ} [سبأ: 24].
{ءَابَاءَكُمْ قالوا إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ}.
بدل من جملة {إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون} [الزخرف: 23]، لأن ذلك يشتمل على معنى: لا نتبعكم ونترك ما وجدنا عليه آباءنا، وضمير {قالوا} راجع إلى {مترفوها} [الزخرف: 23] لأن موقع جملة {فانتقمنا منهم} [الزخرف: 25] يعين أن هؤلاء القائلين وقع الانتقام منهم فلا يكون منهم المشركون الذين وقع تهديدهم بأولئك.
وقولهم: (ما أرسلتم به) يجوز أن يكون حكاية لقولهم، فإطلاقهم اسم الإرسال على دعوة رُسلهم تهكم مثل قوله: {ما لهذا الرّسول يأكل الطعام} [الفرقان: 7] ويجوز أن يكون حكاية بالمعنى وإنما قالوا إنّا بما زعمتم أنكم مرسلون به، وما أرسلوا به توحيد الإله.
{فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (25)}.
تفريع على جملة {قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون} [الزخرف: 24]، أي انتقمنا منهم عقب تصريحهم بتكذيب الرّسل.
وهذا تهديد بالانتقام من الذين شابهوهم في مقالهم، وهم كفار قريش.
والانتقام افتعال من النَّقْم وهو المكافأة بالسوء، وصيغة الافتعال لمجرد المبالغة، يقال: نَقَمَ كعلم وضَرَب، إذا كافأ على السوء بسوء، وفي المثل: هو كالأرقم إن يُتْرَك يَلْقَم وإن يُقْتَل يَنقَم.
الأرقم: ضرب من الحيات يعتقد العرب أنه من الجن فإنْ تركه المرء يتسور عليه فيلسعه ويقتله وإن قتله المرء انتقم بتأثيره فأمَات قاتله وهذا من أوهام العرب.
والمراد بالانتقام استئصالهم وانقرأضهم.
وتقدم في قوله تعالى: {فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليمّ} في سورة الأعراف (136).
ولذلك فالنظر في قوله: {فانظر كيف كان عاقبة المكذبين} نظر التفكر والتأمل فيما قصّ الله على رسوله من أخبارهم كقوله تعالى: {قال سننظر أصدقتَ أم كنت من الكاذبين} في سورة النمل (27)، وليس نَظَرَ البصر إذ لم ير النبي حالة الانتقام فيهم.
ويجوز أن يكون الخطاب لغير معيَّن، أي لكل من يتأتى منه التأمل.
و{كيف} استفهام عن الحالة وهو قد علَّق فعل النظر عن مفعوله. اهـ.

.قال نظام الدين النيسابوري:

{حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قرآنا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3)}.
التفسير: أقسم بجنس الكتاب أو بالقرآن الظاهر الإعجاز أو المفصح عن كل حكم يحتاج المكلف إليه أنه جعل القرآن بلغة العرب ليعقلوه. وفي نسبة الجعل إلى نفسه إشارة إلى أنه ليس بمفترى كما زعمه الكفرة. وقيل: أراد ورب الكتاب وقيل: الكتاب اللوح المحفوظ. وقال ابن بحر: هو الخط أقسم به تعظيمًا لنعمته فيه، وقال ابن عيسى: البيان ما يظهر به المعنى للنفس عند الإدراك بالبصر والسمع وذلك على خمسة أوجه: لفظ وخط وإشارة وعقد وهيئة، كالأعراض وتكليح الوجه. وأم الكتاب بكسر الهمزة وبضمها اللوح المحفوظ لأنه أصل كل كتاب والتقدير: وإنه لعلي حكيم في أم الكتاب لدينا. والعلو علو الشأن في البلاغة والإرشاد وغير ذلك والحكيم المشتمل على الحكمة. ثم أنكر على مشركي قريش بقوله: {أفنضرب} قال جار الله: أراد أنهملكم فنضرب {عنكم الذكر} يقال: ضرب عنه الذكر إذا أمسك عنه وأعرض عن ذكره من ضرب في الأرض.
إذا أبعد و{صفحًا} مصدر من غير لفظ الفعل والأصل فيه أن تولي الشيء صفحة عنقك، وجوز جار الله أن يكون بمعنى جانبًا من قولهم: (نظر إليه بصفح وجهه) فينتصب على الظرف ويكون الذكر بمعنى الوعظ والقرآن والفحوى أفننحيه عنكم. وقيل: ضرب الذكر رفع القرآن عن الأرض أي أفنرفع القرآن عن الأرض أي أفنرفع القرآن من بين أظهركم إشراككم مع علمنا بأنه سيأتي من يقبله ويعمل به. قال السدي: أفنترككم سدى لا نأمركم ولا ننهاكم وهو قريب من الأول. وقيل: الذكر هو أن يذكروا بالعقاب ولا يخلوا من مناسبة لقوله: {فأهلكنا أشد منهم بطشًا} ومن قرأ {إن كنتم} بالكسر فكقول الأجير: إن كنت عملت لك فوفني حقي. يخيل في كلامه أن تفريطه في الخروج عن عهدة الأجر فعل من يشذ في الاستحقاق مع تحققه في الخارج. ثم سلى نبيه بقوله: {وكم أرسلنا} الآيتين. قوله: {أشد منهم} قيل: (من) زائدة والمراد أشدهم {بطشًا} كعاد وثمود وقيل: الضمير لقوم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصله أشد منكم إلا أنه ورد على طريقة الالتفات كقوله: {حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم} [يونس: 22] قوله: {ومضى مثل الأولين} أي سلف ذكرهم وقصتهم العجيبة في القرآن غير مرة ويحتمل أن يكون معناه كقوله: {وقد خلت سنة الأولين} [الحجر: 13] ثم بين بقوله: {ولئن سألتهم} أن كفرهم كفر عناد ولجاج لأنهم يعرفون الله ثم ينكرون رسوله وكتابه وقدرته على البعث. وهذه الأوصاف من كلام الله لا من قول الكفار بدليل قوله: {لكم} ولم يقل {لنا} ولقوله: {فأنشرنا} والمراد لينسبن خلقها إلى الذي هذه أوصافه وقد مر في (طه) مثله.
وقوله: {تهتدون} أي في الأسفار أو إلى الإيمان بالنظر والاعتبار.
وقوله: {بقدر} أي بمقدار الحاجة لا مخربًا مغرقًا كما في الطوفان.