فصل: من لطائف وفوائد المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ومضى مثل الأوّلين} قال: عقوبة الأولين.
وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {صفحًا أن كنتم} بنصب الألف {جعل لكم الأرض مهدًا} بنصب الميم بغير ألف.
وأخرج ابن مردويه، عن عائشة رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية {وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه} أن تقولوا: الحمد لله الذي منّ علينا بمحمد عبده ورسوله، ثم تقولوا: {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين}.
وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي والحاكم وابن مردويه، عن ابن عمر رضي الله عنهما «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا سافر ركب راحلته ثم كبر ثلاثًا ثم قال: {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين} {وإنا إلى ربنا لمنقلبون}».
وأخرج الطيالسي وعبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وصححه وابن جرير والنسائي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات، عن علي رضي الله عنه أنه أتى بدابة، فلما وضع رجله في الركاب قال: بسم الله، فلما استوى على ظهرها قال: الحمد لله ثلاثًا والله أكبر ثلاثًا {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين} {وإنا إلى ربنا لمنقلبون} سبحانك لا إله إلا أنت قد ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحك فقلت: مم ضحكت يا أمير المؤمنين؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلت، ثم ضحك فقلت يا رسول الله: مم ضحكت؟ فقال: «يعجب الرب من عبده إذا قال: رب اغفر لي، ويقول: علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب غيري».
وأخرج أحمد، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أردفه على دابته، فلما استوى عليها «كبر ثلاثًا وهلل الله وحده ثم ضحك ثم قال: ما من امرىء مسلم يركب دابته، فيصنع ما صنعت، إلا أقبل الله يضحك إليه، كما ضحكت إليك».
وأخرج أحمد والحاكم وصححه، عن محمد بن حمزة بن عمر الأسلمي، عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فوق ظهر كل بعير شيطان، فإذا ركبتموه فاذكروا اسم الله، ثم لا تقصروا عن حاجاتكم».
وأخرج الحاكم وصححه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «على ذروة كل بعير شيطان، فامتهنوهن بالركوب، فإنما يحمل الله».
وأخرج ابن سعد وأحمد والبغوي والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه، عن أبي لاس الخزاعي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من بعير إلا في ذروته شيطان، فاذكروا اسم الله عليه إذا ركبتموه كما أمركم، ثم امتهنوها لأنفسكم، فإنما يحمل الله».
وأخرج ابن المنذر عن شهر بن حوشب رضي الله عنه في قوله: {ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه} قال: نعمة الإِسلام.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن أبي مجلز رضي الله عنه قال: رأى حسين بن علي رضي الله عنه رجلًا يركب دابة، فقال: {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين} {وإنا إلى ربنا لمنقلبون} قال: أو بذلك أمرت؟ قال: فكيف أقول؟ قال: الحمد لله الذي هدانا للإِسلام، الحمد لله الذي منَّ علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم، الحمد لله الذي جعلني في خير أمة أخرجت للناس، ثم تقول: {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين}.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن طاوس رضي الله عنه، أنه كان إذ ركب دابة قال: بسم الله اللهم هذا من مَنِّكَ وفضلك علينا، فلك الحمد ربنا {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين} {وإنا إلى ربنا لمنقلبون}.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وما كنا له مقرنين} قال: الإِبل والخيل والبغال والحمير.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وما كنا له مقرنين} قال: مطيقين.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة رضي الله عنه {وما كنا له مقرنين} قال: لا في الأيدي ولا في القوّة.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن سليمان بن يسار رضي الله عنه أن قومًا كانوا في سفر، فكانوا إذا ركبوا قالوا: {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين} وكان فيهم رجل له ناقة رازم فقال: أما أنا فأنا لهذه مقرن، فقمصت به، فصرعته فاندقت عنقه. والله أعلم.
وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة رضي الله عنه {وجعلوا له من عباده جزءًا} قال: عدلًا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وجعلوا له من عباده جزءًا} قال: ولدًا وبنات من الملائكة. وفي قوله: {وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلًا} قال: ولدًا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة رضي الله عنه {وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلًا ظل وجهه مسودًا وهو كظيم} قال: حزين.
وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {بما ضرب للرحمن مثلًا} بنصب الضاد.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير، عن مجاهد رضي الله عنه {أو من ينشأ في الحلية} قال: الجواري جعلتموهن للرحمن ولدًا {فكيف تحكمون} [الصافات: 154].
وأخرج عبد بن حميد، عن ابن عباس رضي الله عنهما {أو من ينشأ في الحلية} قال: هن النساء، فرق بين زيهن وزي الرجال، ونقصهن من الميراث، وبالشهادة، وأمرهن بالقعدة، وسماهن الخوالف.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {أو من ينشأ في الحلية} قال: جعلوا لله البنات {وإذا بشر أحدهم} بهن {ظل وجهه مسودًا وهو كظيم} حزين. وأما قوله: {وهو في الخصام غير مبين} قال: قلما تكلمت امرأة تريد أن تتكلم بحجتها، الا تكلمت بالحجة عليها.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ {أو من ينشأ في الحلية} مخففة الياء.
وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {ينشأ في الحلية} مخففة منصوبة الياء مهموزة.
وأخرج عبد بن حميد، عن أبي العالية رضي الله عنه أنه سئل عن الذهب للنساء، فقال لا بأس به. يقول الله: {أو من ينشأ في الحلية}.
{وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (19)}.
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن قتادة رضي الله عنه {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثًا} قال: قد قال ذلك أناس من الناس ولا نعلمهم إلا اليهود: أن الله عز وجل صاهر الجن فخرجت من بنيه الملائكة!؟
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه، قال: كنت أقرأ هذا الحرف {الذين هم عباد الرحمن إناثًا} فسألت ابن عباس فقال: {عباد الرحمن} قلت: فإنها في مصحفي {عند الرحمن} قال: فامحها واكتبها {عباد الرحمن} بالألف والباء. وقال: أتاني رجل اليوم وددت أنه لم يأتني، فقال: كيف تقرأ هذا الحرف {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثًا} قال: إن أناسًا يقرأون {الذين هم عند الرحمن} فسكت عنه، فقلت: اذهب إلى أهلك!.
وأخرج عبد بن حميد، عن الحسن رضي الله عنه أنه قرأها {الذين هم عند الرحمن} بالنون.
وأخرج أبو عبيد وابن المنذر، عن مروان {وجعلوا الملائكة عند الرحمن إناثًا} ليس فيه {الذين هم}.
وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {عباد الرحمن} بالألف والباء {أشهدوا خلقهم} بنصبهم الألف والشين {ستكتب} بالتاء ورفع التاء.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات، عن مجاهد في قوله: {وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم} قال: يعنون الأوثان لأنهم عبدوا الأوثان يقول الله: {ما لهم بذلك من علم} يعني الأوثان أنهم لا يعلمون {إن هم إلا يخرصون} قال: يعلمون قدرة الله على ذلك.
وأخرج عبد بن حميد، عن قتادة {وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم} قال: عبدوا الملائكة.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج في قوله: {أم آتيناهم كتابًا من قبله} قال: قبل هذا الكتاب.
وأخرج ابن جرير، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة} قال: على دين.
وأخرج الطستي، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل: {إنا وجدنا آباءنا على أمة} قال: على ملة غير الملة التي تدعونا إليها. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت نابغة بني ذبيان وهو يعتذر إلى النعمان بن المنذر؟ ويقول:
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ** وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة {بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون} قال: قد قال ذلك مشركو قريش: أنا وجدنا آباءنا على دين وانا متبعوهم على ذلك.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه {إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون} قال: بفعلهم.
وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم رضي الله عنه قال: الأمة في القرآن على وجوه {وادَّكر بعد أمة} [يوسف: 45] قال: بعد حين.
{ووجد عليه أمة من الناس يسقون} [يوسف: 23] قال: جماعة من الناس {وإنا وجدنا آباءنا على أمة} قال: على دين. ورفع الألف في كلها. وقرأ {قل أولو جئتكم} بغير ألف بالتاء.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين} قال: شر والله كان عاقبتهم، أخذهم بخسف وغرق فأهلكهم الله ثم أدخلهم النار. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.من لطائف القشيري في الآية:

قال عليه الرحمة:
سورة الزخرف:
قوله جل ذكره: (بسم الله الرحمن الرحيم).
(بسم الله) اسم عزيز من وثق بجوده وكرمه لم يعلق بغيره صواعد هممه ولم يقف على سدة مخلوق بقدمه في ابتغاء كرمه.
اسم عزيز من عودعه خفايا لطفه لم يتذل فيي طلب شيء من غيره، ولم يرجع إلى غيره في شره وخيره.
قوله جل ذكره: (حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون).
الحاءُ تدل على حياته والميمُ على مجده.. وهذا قَسَمٌ؛ ومعناه: وحياتي ومجدي وهذا القرآن إنَّ الذي أخبرْتُ عن رحمتي بعبادي المؤمنين حقٌ وصِدْقٌ. وجعلناه قرآنا عربيًا ليتيسَّرَ عليكم فَهْمُ معناه.
{وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)}.
{فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا}: أي أنه مكتوب في اللَّوح المحفوظ.
{لَعَلِىٌّ حَكِيمٌ} لِعَلِيٌّ القَدْرِ، حكيمُ الوصفِ؛ لا تبديلَ له ولا تحويل.
{أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ (5)}.
أي أننا لا نفعل ذلك؛ (فيكون معنى الاستفهام) أفتقطع عنكم خطابَنا وتعريفَنا إنْ أسرفتم في خلافكم؟ لا.. إننا لا نرفع التكليفَ بِأَنْ خالَفْتُم، ولا نهجركم- بِقَطْع الكلام عنكم- إنْ أسرفتم.
وفي هذا إشارةٌ لطيفةٌ وهو أنه لا يقطع الكلامَ- اليومَ- عَمَّنْ تمَادَى في عصيانه، وأسرف في أكثرشأنه. فأحرى أَنَّ مَنْ لم يُقَصِّرْ في إيمانه- وإنْ تَلَطَّخَ بعصيانه، ولم يَدْخُلْ خَلَلٌ في عِرفانه- ألا يَمْنَعَ عنه لطائفَ غفرانه.
{وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6)}.
ما أتاهم من رسولٍِ فقابلوه بالتصديق، بل كّذَّبَ به الأكثرون وحجدوا، وعلى غَيِّهم أَصَرُّوا.
قوله جلّ ذكره: {فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشًا}.
أي لم يُعجِزْنا أحدٌ منهم، ولم نعادِرْ منهم أحدًا، وانتقمنا مِنَ الذين أساؤوا.
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقولنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (9)}.
كانوا يُقِرُّون بأنَّ اللَّهَ خالقُهم، وأنَّه خَلَقَ السمواتِ والأرضَ، وإنما اجحدوا حديث الأنبياءِ، وحديث البعثِ وجوازه.
{الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (10)}.
كما جَعَلَ الأرضَ قرأرًا لأشباحهم جَعَلَ الأشباحَ قرأرًا لأرواحهم؛ فالخَلْقُ سُكَّانُ الأرضِ، فإذا انتهت المدةُ- مدةُ كَوْنِ النفوسِ على الأرضِ- حَكَمَ اللَّهُ بخرابها، كذلك إذا فارقت الأرواحُ الأشباحَ بالكُليَّة قضى اللَّهُ بخرابها.
قوله جلّ ذكره: {وَالَّذِى نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كّذَلِكَ تُخْرِجُونَ}.
يعني كما يُحْيي الأرضَ بالمطرَ يُحْيي القلوبَ بحُسن النَّظَر.
قوله جلّ ذكره: {وَالَّذِى خَلَق الأَزْوَاجَ كُلَّهَا}.
أي الاصنافَ من الخَلْق.
قوله جلّ ذكره: {وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ}.
كذلك جَنَّسَ عليكم الأحوالَ كلها؛ فمِنْ رغبةٍ في الخيرات إلى رهبةٍ مما توعدَّكم به من العقوبات. ومن خوفٍ يحملكم على تَرْكِ الزلاَّت إلى رجاءٍ يبعثكم على فعل الطاعات طمعًا في المثوبات، وغير ذلك من فنون الصِّفات.
{لِتَسْتَوُاْ عَلَى ظُهُورِهِ} يعني الفُلْكَ والأنعام.
{ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوتَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقولواْ سُبْحَانَ الذي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ}.
مطيعين، وكم سَخَّرَ لهم الفُلْكَ في البحر، والدوابَّ للركوب، وأعَظم عليهم المنة بذلك فكذلك سَهَّلَ للمؤمنين مركب التوفيق فَحَمَلهم عليه إلى بساط الطاعة، وسهَّلَ للمريدين مركبَ الإرادة فَحَمَلهم عليه إلى عرَصَات الجود، وسَهَّل للعارفين مركبَ الهِمَمِ فأناخوا بعِقْوةِ العِزَّةِ. وعند ذلك مَحَطُّ الكافة؛ إذ لم تخرق سرادفاتِ العزَّةِ هِمَّةُ مخلوقِ: سواء كان مَلَكًا مُقَرَّبًا أونبيًّا مُرْسَلًا أو وليًّا مُكَرَّمًا، فعند سطواتِ العِزَّةِ يتلاشى كلُّ مخلوقٍ، ويقف وراءَها كلُّ مُحْدَثٍ مسبوق.