فصل: قال أبو حيان في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ومن بديع معنى الآية أن الله وصف حال إعراضهم عن الذكر بالعشا، وهو النظر الذي لا يتبين شبح الشيء المنظور إليه ثم وصفهم هنا بالصُمّ العُمي إشارة إن التمحل للضلال ومحاولة تأييده ينقلب بصاحبه إلى أشد الضلال لا أن التخلُق يأتي دونه الخلق والأحوال تنقلب ملكات.
وهو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم «لا يزال العبد يكذب حتى يُكتَب عند الله كذّابًا» أي حتى يحِق عليه أن الكذب ملكة له، وإذ قد كان إعراضهم انصرافًا عن استماع القرآن وعن النظر في الآيات كان حالهم يشبه حال الصمّ العمي كما مُهدَ لذلك بقوله: {ومن يعْشُ عن ذكر الرحمن} [الزخرف: 36] كما ذكرناه هنالك، فظهرت المناسبة بين وصفهم بالعشا وبين ما في هذا الانتقال لوصفهم بالصمّ العمْي.
وعطف {ومن كان في ضلال مبين} فيه معنى التذييل لأنه أعم من كل من الصمّ والعُمْي باعتبار انفرادهما، وباعتبار أن الصّمَمَ والعَمَى لما كانا مجازين قد يكون تعلقهما بالمسموع والمبصَر جزئيًا في حالة خاصة فكان الوصف بالكون في الضلال المبين تنبيهًا على عموم الأحوال وهو مع ذلك ترشيح للاستعارة لأن اجتماع الصمم والعمَى أبين ضلالًا.
{فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41)}.
تفريع على جملة {أفأنت تسمع الصم} [الزخرف: 40] إلى آخرها المتضمنة إيماء إلى التأييس من اهتدائهم، والصريحة في تسلية النبي صلى الله عليه وسلم من شدة الحرص في دعوتهم، فجاء هنا تحقيق وَعد بالانتقام منهم، ومعناه: الوعد بإظهار الدِين إن كان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أو بعد وفاته، ووعيدهم بالعقاب في الدّنيا قبل عقاب الآخرة، فلأجل الوفاء بهذين الغرضين ذُكر في هذه الجملة أمران: الانتقام منهم لا محالة، وكونُ ذلك واقعًا في حياة الرّسول صلى الله عليه وسلم أو بعد وفاته.
والمفرّع هو {فإنا منهم منتقمون} وما ذكر معه، فمراد منه تحقق ذلك على كل تقدير.
و(إما) كلمتان متصلتان أصلهما (إنْ) الشرطية و(مَا) زائدة بعد (إنْ)، وأدغمت نون (إنْ) في الميم من حرف (مَا)، وزيادةُ (ما) للتأكيد، ويكثر اتصال فعل الشرط بعد (إن) المزيدة بعدها (ما) بنون التوكيد زيادة في التأكيد، ويكتبونها بهمزة وميم وألف تبعًا لحالة النطق بها.
والذهاب به هنا مستعمل للتوفي بقرينة قوله: {أو نرينك الذي وعدناهم} لأن الموت مُفارقة للأحياء فالإماتَةُ كالانتقال به، أي تغييبه ولذلك يعبر عن الموت بالانتقال.
والمعنى: فإما نتوفينك فإنا منهم منتقمون بعد وفاتك.
وقد استعمل {منتقمون} للزمان المستقبل استعمالَ اسم الفاعل في الاستقبال، وهو مجاز شائع مساو للحقيقة والقرينةُ قوله: {فإما نذهبن بك}.
والمراد بـ {الذي وعدناهم} الانتقامُ المأخوذ من قوله: {فإنا منهم منتقمون}.
وقد أراه الله تعالى الانتقام منهم بقتل صناديدهم يوم بدر، قال تعالى: {يوم نبطش البطشةَ الكبرى إنّا منتقمون} [الدخان: 16] والبطشة هي بطشة بدر.
وجملة {فإنا منهم منتقمون} جواب الشرط، واقترن بالفاء لأنه جملة اسمية، وإنما صيغ كذلك للدلالة على ثبات الانتقام ودوامه، وأما جملة {فإنا عليهم مقتدرون} فهي دليل جواب جُملة {أو نرينك الذي وعدناهم} المعطوفة على جملة الشرط لأن اقتدار الله عليهم لايناسب أن يكون معلّقًا على إراءته الرّسول صلى الله عليه وسلم الانتقام منهم، فالجواب محذوف لا محالة لقصد التهويل.
وتقديره: أوْ إمّا نريَنّك الذي وعدناهم، وهو الانتقام تَرَ انتقامًا لا يفُلتون منه فإنا عليهم مقتدرون، أي مقتدرون الآن فاسم الفاعل مستَعملٌ في زمان الحال وهو حقيقتهُ.
ولا يستقيم أن تكون جملة {فإنا منهم منتقمون} دليلًا على الجواب المحذوف لأنه يصيّر: أوْ إما نرينّك الانتقام منهم فإنا منهم منتقمون.
وتقديم المجرورين {منهم} و{عليهم} على متعلقيهما للاهتمام بهم في التمكن بالانتقام والاقتدار عليهم.
والوعد هنا بمعنى الوعيد بقرينة قوله قبله {فإنا منهم منتقمون} فإنّ الوعد إذا ذكر مفعوله صحّ إطلاقه على الخير والشر، وإذا لم يذكر مفعوله انصرف للخير وأما الوعيد فهو للشر دائمًا.
والاقتدار: شدة القدرة، واقتدر أبلغ من قدر.
وقد غفل صاحب (القاموس) عن التنبيه عليه.
وقد اشتمل هذان الشرطان وجواباهما على خمسة مؤكدات وهي (ما) الزائدة، ونون التوكيد، وحرف (إنَّ) للتوكيد، والجملة الاسمية، وتقديم المعمول على {منتقمون}.
وفائدة الترديد في هذا الشرط تعميم الحالين حال حياة النبي صلى الله عليه وسلم وحال وفاته.
والمقصود: وقت ذيْنك الحالين لأن المقصود توقيت الانتقام منهم.
والمعنى: أننا منتقمون منهم في الدّنيا سواء كنت حيًّا أو بعد موتك، أي فالانتقام منهم من شأننا وليس من شأنك لأنه من أجْل إعراضهم عن أمرنا وديننا، ولعله لدفع استبطاء النبي صلى الله عليه وسلم أو المسلمين تأخير الانتقام من المشركين ولأن المشركين كانوا يتربصون بالنبي الموت فيستريحوا من دعوته فأعلمه الله أنه لا يفلتهم من الانتقام على تقدير موته وقد حكى الله عنهم قولهم: {نترَبَّص به ريب المنون} [الطور: 30] ففي هذا الوعيد إلقاء الرعب في قلوبهم لما يسمعونه.
{فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43)}.
لما هوّن الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ما يلاقيه من شدة الحرص على إيمانهم ووعده النصر عليهم فَرّع على ذلك أن أمره بالثبات على دينه وكتابِه وأن لا يخورَ عزمه في الدعوة ضجرًا من تصلبهم في كفرهم ونفورهم من الحق.
والاستمساك: شدة المسك، فالسين والتاء فيه للتأكيد.
والأمر به مستعمل في طلب الدوام، لأنّ الأمر بفعل لمن هو مُتلبس به لا يكون لطلب الفعل بل لمعنى آخر وهو هنا طلب الثبات على التمسك بما أوحي إليه كما دلّ عليه قوله: {إنك على صراط مستقيم} وهذا كما يُدعى للعزيز المُكرَم، فيقال: أعزك الله وأكرمك، أي أدام ذلك وقوله: أحياك الله، أي أطال حياتك، ومنه قوله تعالى في تعليم الدعاء {اهدْنا الصراط المستقيم} [الفاتحة: 6].
والذي أوحي إليه هو القرآن.
وجملة {إنك على صراط مستقيم} تأييد لطلب الاستمساك بالذي أوحي إليه وتعليل له.
والصراط المستقيم: هو العمل بالذي أوحي إليه، فكأنه قيل: إنَّه صراط مستقيم، ولكن عدل عن ذلك إلى {إنك على صراط مستقيم} ليفيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم راسخ في الاهتداء إلى مراد الله تعالى كما يتمكن السائر من طريق مستقيم لا يشوبه في سيره تردّد في سلوكه ولا خشية الضلال في بُنياته.
ومِثله قوله تعالى: {إنّك على الحق المبين} في سورة النمل (79).
وحرف {على} للاستعلاء المجازي المراد به التمكن كقوله: {أولئِك على هدى من ربّهم} [البقرة: 5].
وهذا تثبيت للرّسول صلى الله عليه وسلم وثناء عليه بأنه ما زاغ قِيد أنملة عمّا بعثه الله به، كقوله: {إنك على الحق المبين} ويتبعه تثبيت المؤمنين على إيمانهم.
وهذا أيضًا ثناء سادس على القرآن.
{وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)}.
ذكر حظ الرّسول صلى الله عليه وسلم من الثناء والتأييد في قوله: {على صراط مستقيم} [الزخرف: 43] المجعول علة للأمر بالثبات عليه، ثم عُطف عليه تعليل آخر اشتمل على ذكر حظ القرآن من المدح، والنفع بقوله: {وإنه لذكر}، وتشريفه به بقوله: {لك} وأتبع بحظ التابعين له ولكتابه من الاهتداء والانتفاع بقوله: {ولقومك}.
ثم عَرَّض بالمعرضين عنه والمجافين له بقوله: {وسوف تسألون}، مع التوجيه في معنى كلمة ذِكر من إرادة أن هذا الدّين يكسبه ويكسب قومه حُسن السمعة في الأمم فمن اتبعه نال حظه من ذلك ومن أعرض عنه عدّ في عداد الحمقى كما سيأتي، مع الإشارة إلى انتفاع المتبعين به في الآخرة، واستضرار المعرضين عنه فيها، وتحقيق ذلك بحرف الاستقبال.
فهذه الآية اشتملت على عشرة معان، وبذلك كانت أوفر معانيَ من قول امرىء القيس:
قِفا نبككِ من ذِكرى حبيببٍ ومَنزل

المعدود أبلغ كلام من كلامهم في الإيجاز إذ وقَف، واستوقف، وبكى واستبكى.
وذكر الحبيب، والمنزل في مِصراع.
وهذه الآية لا تتجاوز مقدار ذلك المِصراع وعِدة معانيها عشرة في حين كانت معاني مصراع امرىء القيس ستة مع ما تزيد به هذه الآية من الخصوصيات، وهي التأكيد بـ (إنَّ) واللام والكناية ومحسِّن التوجيه.
والذكر يحتمل أن يكون ذِكرَ العقل، أي اهتداءه لِما كان غير عالم به، فشبه بتذكر الشيء المنسيّ وهو ما فَسر به كثير الذكرَ بالتذكير، أي الموعظة.
ويحتمل ذِكر اللّسان، أي أنه يكسبك وقومك ذكرًا، والذكر بهذا المعنى غالب في الذِكر بخبره.
والمعنى: أن القرآن سبب الذكر لأنه يكسب قومه شرفًا يُذكرون بسببه.
وقد روي هذا التفسير عن عليّ وابن عباس في رواية ابن عدي وابن مردويه قال القرطبي: ونظيره قوله تعالى: {وإنه لذكر لك ولقومك} يعني القرآن شرف لك ولقومك من قريش، فالقرآن نزل بلسان قريش فاحتاج أهل اللّغات كلها إلى لسانهم كلُّ من آمن بذلك فشرفوا بذلك على سائر أهل اللّغات.
وقال ابن عطية «قال ابن عباس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل فإذا قالوا له: فَلِمنْ يكون الأمر بعدك؟ سكتَ حتى إذا نزلت هذه الآية فكان إذا سُئل عن ذلك قال: لقريش».
ودرج عليه كلام (الكشاف).
ففي لفظ {ذِكْر} محسن التوجيه فإذا ضم إليه أن ذكره وقومه بالثناء يستلزم ذم من خالفهم كان فيه تعريض بالمعرضين عنه.
وقومه هم قريش لأنهم المقصود بالكلام أو جميع العرب لأنهم شُرفوا بكون الرّسول الأعظم صلى الله عليه وسلم منهم ونزول القرآن بلغتهم، وقد ظهر ذلك الشرف لهم في سائر الأعصر إلى اليوم، ولولاه ما كان للعرب من يشعر بهم من الأمم العظيمة الغالبة على الأرض.
وهذا ثناء سابع على القرآن.
والسؤال في قوله: {وسوف تسألون} سؤال تقرير.
فسؤال المؤمنين عن مقدار العمل بما كلفوا به، وسؤال المشركين سؤال توبيخ وتهديد قال تعالى: {ستكتب شهادتهم ويسألون} [الزخرف: 19] وقال تعالى: {ألم يأتكم نذيرٌ} إلى قوله: {فاعترفوا بذنبهم فسحقًا لأصحاب السعير} [الملك: 8، 11].
{وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ (45)}.
الأمر بالسؤال هنا تمثيل لشهرة الخبر وتحققه كما في قول السمؤال أو الحارثي:
سَلي إن جَهِلتِ الناسَ عنا وعنهم

وقوللِ زيد الخيل:
سائِلْ فوارِسَ يَرْبوع بِشدَّتِنا

وقوله: {فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك} [يونس: 94] إذ لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم في شكّ حتى يَسأل، وإلا فإن سؤاله الرّسل الذين من قبله متعذر على الحقيقة.
والمعنى استقْرِ شرائع الرّسل وكتبهم وأخبارهم هل تجد فيها عبادة آلهة.
وفي الحديث «واستفتتِ قلبك» أي تثبت في معرفة الحلال والحرام.
وجملة {أجعلنا} بدل من جملة {واسأل}، والهمزة للاستفهام وهو إنكاري وهو المقصود من الخبر، وهو ردّ على المشركين في قولهم: {إنا وجدنا آباءنا على أمةٍ وإنا على آثارهم مهتدون} [الزخرف: 22] أي ليس آباؤكم بأهدى من الرّسل الأولين إن كنتم تزعمون تكذيب رسولنا لأنه أمركم بإفراد الله بالعبادة.
ويجوز أن يجعل السؤال عن شهرة الخبر.
ومعنى الكلام: وإنا ما أمرنا بعبادة آلهة دوننا على لسان أحد من رسلنا.
وهذا ردّ لقول المشركين {لو شاء الرحمان ما عبدناهم} [الزخرف: 20].
و{مِنْ} في قوله: {من قبلك} لتأكيد اتصال الظرف بعامله.
و{مِن} في قوله: {من رسلنا} بيان لـ: {قبلك}.
فمعنى {أجعلنا} ما جعلنا ذلك، أي جعل التشريع والأمر، أي ما أمرنا بأن تعبد آلهة دوننا.
فوصف آلهة بـ {يعبدون} لنفي أن يكون الله يرضى بعبادة غيره فضلًا عن أن يكون غيره إلها مثله وذلك أن المشركين كانوا يعبدون الأصنام وكانوا في عقائدهم أشتاتًا فمنهم من يجعل الأصنام آلهة شركاء لله، ومنهم من يزعم أنه يعبدهم ليقربوه من الله زُلْفى، ومنهم من يزعمهم شفعاء لهم عند الله.
فلما نفي بهذه الآية أن يكون جَعل آلهة يُعبدون أبطل جميع هذه التمَحُّلات.
وأجري {آلهة} مجرى العقلاء فوصفوا بصيغة جمع العقلاء بقوله: {يعبدون}.
ومثله كثير في القرآن جريًا على ما غلب في لسان العرب إذ اعتقدوهم عقلاء عالمين.
وقرأ ابن كثير والكسائي {وسَلْ} بتخفيف الهمزة. اهـ.

.قال أبو حيان في الآيات السابقة:

{وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ}.
بين تعالى أن منافع الدنيا وطيباتها حقيرة خسيسة عند الله، أي ولولا أن يرغب الناس في الكفر، إذا رأوا الكافر في سعة، ويصيروا أمة واحدة في الكفر.
قال ابن عباس، والحسن، وقتادة، والسدي: لأعطيناهم من زينة الدنيا كذا وكذا، ولكن تعالى اقتضت حكمته أن يغني ويفقر الكافر والمؤمن.
قال ابن عطية: واللام في: لمن يكفر، لام الملك، وفي: لبيوتهم، لام تخصيص.
كما تقول: هذا الكساء لزيد لدابته، أي هو لدابته حلس ولزيد ملك، انتهى.
ولا يصح ما قاله، لأن لبيوتهم بدل اشتمال أعيد معه العامل، فلا يمكن من حيث هو بدل أن تكون اللام الثانية إلا بمعنى اللام الأولى.
أما أن يختلف المدلول، فلا واللام في كليهما للتخصيص.
وقال الزمخشري: لبيوتهم بدل اشتمال من قوله: {لمن يكفر}، ويجوز أن تكونا بمنزلة اللامين في قولك: وهبت له ثوبًا لقميصه.
انتهى، ولا أدري ما أراد بقوله: ويجوز إلى آخره.
وقرأ الجمهور: سقفًا، بضمتين؛ وأبو رجاء: بضم وسكون، وهما جمع سقف، لغة تميم، كرهن ورهن؛ وابن كثير وأبو عمرو: بفتح السين والسكون على الإفراد.