فصل: قال الثعلبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



الثاني: حقير، قاله سفيان.
الثالث: لأنه كان يمتهن نفسه في حوائجه، حكاه ابن عيسى.
{وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ} أي يفهم، وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها: يعني أنه عيي اللسان، قاله قتادة.
الثاني: أَلثغ قاله، الزجاج.
الثالث: ثقيل اللسان لجمرة كان وضعها في فيه وهو صغير، قاله سفيان.
قوله عز وجل: {فَلَوْلاَ أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ} فيه وجهان:
أحدهما: أنه قال ذلك لأنه كان عادة الوقت وزي أهل الشرف.
الثاني: ليكون ذلك دليلًا على صدقه، والأساورة جمع أسورة، والأسورة جمع سوار.
{أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلاَئِكَةُ مُقْتَرِنِينَ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: متتابعين، قاله قتادة.
الثاني: يقارن بعضهم بعضًا في المعونة، قاله السدي.
الثالث: مقترنين أي يمشون معًا، قاله مجاهد.
وفي مجيئهم معه قولان:
أحدهما: ليكونوا معه أعوانًا، قاله مقاتل.
الثاني: ليكونوا دليلًا على صدقه، قاله الكلبي. وليس يلزم هذا لأن الإعجاز كاف، وقد كان في الجائز أن يكذب مع مجيء الملائكة كما يكذب مع ظهور الآيات.
وذكر فرعون الملائكة حكاية عن لفظ موسى لأنه لا يؤمن بالملائكة من لا يعرف خالقهم.
قوله عز وجل: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ} فيه أربعة أوجه:
أحدها: استفزهم بالقول فأطاعوه على التكذيب، قاله ابن زياد.
الثاني: حركهم بالرغبة فخفوا معه في الإجابة، وهو معنى قول الفراء.
الثالث: استجهلهم فأظهروا طاعة جهلهم، وهو معنى قول الكلبي. الرابع: دعاهم إلى باطله فخفوا في إجابته، قاله ابن عيسى.
قوله عز وجل: {فَلَمَّا ءَاسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ} فيه وجهان:
أحدهما: أغضبونا، رواه الضحاك عن ابن عباس.
الثاني: أسخطونا، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس. ومعناهما مختلف، والفرق بينهما أن السخط إظهار الكراهة، والغضب إرادة الانتقام.
والأسف هو الأسى على فائت. وفيه وجهان:
أحدهما: أنه لما جعل هنا في موضع الغضب صح أن يضاف إلى الله لأنه قد يغضب على من عصاه.
الثاني: أن الأسف راجع إلى الأنبياء لأن الله تعالى لا يفوته شيء، ويكون تقديره: فلما آسفوا رسلنا انتقمنا منهم.
قوله عز وجل: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا} قرأ حمزة والكسائي بضم السين واللام، وفيه تأويلان:
أحدهما: أهواء مختلفة، قاله ابن عباس.
الثاني: جمع سلف أي جميع من قد مضى من الناس، قاله ابن عيسى.
وقرأ الباقون بفتح السين واللام، أي متقدمين، وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها، سلفًا في النار، قاله قتادة.
الثاني: سلفًا لكفار أمة محمد صلى الله عليه وسلم، قاله مجاهد.
الثالث: سلفًا لمثل من عمل مثل عملهم، قاله أبو مجلز.
{وَمَثَلًا لِّلآخِرينَ} فيه وجهان:
أحدهما: عظة لغيرهم، قاله قتادة.
الثاني: عبرة لمن بعدهم، قاله مجاهد. اهـ.

.قال الثعلبي:

{حم والكتاب المبين إِنَّا جَعَلْنَاهُ قرآنا عَرَبِيًّا}. أي أنزلناه وسميناه وبيّناه ووصفناه. كقوله تعالى: {مَا جَعَلَ الله مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ}، وقوله: {وَجَعَلُواْ الملائكة الذين هُمْ عِبَادُ الرحمن إِنَاثًا} [الزخرف: 19]، وقوله: {الذين جَعَلُواْ القرآن عِضِينَ} [الحجر: 91]، وقوله تعالى: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الحاج} [التوبة: 19]. كلّها بمعنى الوصف والتسمية ويستحيل أن يكون بمعنى الخلق.
{لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَإِنَّهُ} يعني هذا الكتاب.
{في أُمِّ الكتاب} يعني اللوح المحفوظ الّذي عند الله تعالى منه ينسخ، وقال قتادة: أصل الكتاب وجملته.
أخبرنا عبد الله بن حامد الوزان، أخبرنا مكي بن عيدان، حدثنا عبد الله بن هاشم بن حيان، حدثنا يحيى بن سعيد القطان، حدثنا هشام الدستوائي، حدثني القاسم بن أبي يزه، حدثني عروة بن عامر القريشي، قال: سمعت ابن عباس يقول: إنّ أول ما خلق الله تعالى القلم وأمره أن يكتب ما يريد أن يخلق والكتاب عنده ثمّ قرأ {وَإِنَّهُ في أُمِّ الكتاب}.
{لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذكر صَفْحًا}. اختلفوا في معناه. فقال قوم: أفنضرب عنكم العذاب ونمسك ونعرض عنكم ونترككم فلا نعاقبكم على كفركم، وهذا قول مجاهد والسدي، ورواية الوالبي عن ابن عباس. قال: أفحسبتم إنّه يصفح عنكم ولما تعقلوا ما أَمرتم به، وقال آخرون: معناه أفنمسك عن إنزال القرآن ونتركه من أجل أنّكم لا تؤمنون به فلا ننزله ولا نكرره عليكم، وهذا قول قتادة وابن زيد.
وقال قتادة: والله لو كان هذا القرآن رُفع حين ردّه أوائل هذه الأمة لهلكوا، ولكن الله تعالى عاد بعائدته ورحمته فكرره عليهم ودعاهم إليه عشرين سنة. أو ما شاءَ الله من ذلك.
وقال الكلبي: أفنترككم سدى لا نأمركم ولا ننهاكم. الكسائي: أفنطوي عنكم الذكر طيًّا، فلا تدعون ولا توعظون.
وهذا من فصيحات القرآن، والعرب تقول لمن أَمسك عن الشيء وأعَرض عنه: ضرب عنه صفحًا، والأصل في ذلك إنّك إذا أعرضت عنه ولّيته صفحة عنقك، قال كثير:
صفوحًا فما تلقاك إلا بخيلَةً ** فمن ملّ منها ذلك الوصل مَلّتِ

أي معرضة بوجهها، وضربت عن كذا وأَضربت، إذا تركته وأمسكت عنه.
{أَن كُنتُمْ} قرأ أهل المدينة والكوفة إلاّ عاصمًا أن تُكتب الألف على معنى إذ. كقوله: {وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الربا إِن كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ} [البقرة: 278]، وقوله: {إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا} [النور: 33].
وقرأ الآخرون بالفتح على معنى لأنّ كنتم أرادوا على معنى المضي كما يقول في الكلام: أَسبّك إن حرمتني، يريد إذا حرمتني. قال أبو عبيدة: والنّصبُ أَحبُّ إليَّ؛ لأنّ الله تعالى عاتبهم على ما كان منهم وعلمه قبل ذلك من فعلهم.
{قَوْمًا مُّسْرِفِينَ} مُشركين متجاوزين أمر الله.
{وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي الأولين وَمَا يَأْتِيهِم}.
أي وما كان يأتيهم.
{مِّنْ نَّبِيٍّ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} كاستهزاء قومك بك. يعزّي نبيه صلى الله عليه وسلم: {فَأَهْلَكْنَآ أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشًا} قوة.
{ومضى مَثَلُ الأولين} صفتهم وسنتهم وعقوبتهم.
{وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السماوات والأرض لَيَقولنَّ خَلَقَهُنَّ العزيز العليم الذي جَعَلَ لَكُمُ الأرض مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ والذي نَزَّلَ مِنَ السماء مَاءً بِقَدَرٍ} أي بمقدار حاجتكم إليه.
{فَأَنشَرْنَا} فَأحيّينا.
{بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ} أي كما أحيّينا هذه البلدة الميتة بالمطر كذلك.
{تُخْرَجُونَ} من قبوركم أَحياء.
{والذي خَلَقَ الأزواج} الأصناف.
{كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ الفلك والأنعام مَا تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُواْ على ظُهُورِهِ} ذكر الكناية لأنّه ردها إلى ما، وقال الفراء: أضاف الظهور إلى الواحد لأنّه ذلك الواحد في معنى الجمع كالجند والجيش والرهط والخيل ونحوها من أسماء الجيش.
{ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا استويتم عَلَيْهِ وَتَقولواْ سُبْحَانَ الذي سَخَّرَ لَنَا هذا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} أي مطبقين ضابطين قاهرين وهو من القرآن، كأنّه أراد وما كنا مقاومين له في القوة.
{وَإِنَّآ إلى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ} لمنصرفون في المعاد.
أخبرنا ابن فنجويه الدينوري، حدثنا سعيد بن محمد بن اسحاق الصيرفي، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شنبه، حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى، حدثنا أبي عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن علي بن ربيعة، عن علي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم إنّه كان إذا وضع رجله في الركاب، قال: «بسم الله» فإذا إستوى على الدابة. قال: «الحمد لله على كلّ حال {سُبْحَانَ الذي سَخَّرَ لَنَا هذا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّآ إلى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ}»، وكبّر ثلاثًا وهلل ثلاثًا.
وقال قتادة: في هذه الآية يُعلمكم كيف تقولون إذا ركبتم في الفلك والأنعام تقولون: {وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ المنزلين} [المؤمنون: 29].
{وَجَعَلُواْ} يعني هؤلاء المشركين {لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا} أي نصيبًا وبعضًا.
وقال مقاتل وقتادة: عدلًا وذلك قولهم للملائكة هم بنات الله تعالى.
{إِنَّ الإنسان لَكَفُورٌ مُّبِينٌ}.
{أَمِ اتخذ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم} أخلصكم وخصصكم.
{بالبنين} نظيره قوله تعالى: {أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بالبنين واتخذ مِنَ الملائكة إِنَاثًا} [الإسراء: 40].
{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ للرحمن مَثَلًا} يعني البنات. دليلها في النّحل {ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ} من الحزن والغيظ.
{أَوَمَن يُنَشَّؤُاْ} قرأها أهل الكوفة بضم الياء وفتح النون وتشديد الشين على غير تسمية الفاعل. أي يُربي غيرهم {يَنْشَؤا} بفتح الياء وجزم النون وتخفيف الشين، أي ينبت ويكبر.
{فِي الحلية} في الزينة، يعني النساء. قال مجاهد: رخّص للنساء في الحرير والذهب، وقرأ هذه الآية.
أخبرنا عبد الله بن حامد، أخبرنا محمد بن الحسين الزعفراني، حدثنا يحيى بن جعفر بن أبي طالب، حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الذهب والحرير حرام على ذكور أمتي، حلّ لأُناثهم».
{وَهُوَ فِي الخصام غَيْرُ مُبِينٍ} للحجة من ضَعفهنَّ وسَفَههُنَّ. قال قتادة في هذه الآية: قلما تتكلم امرأة بحجّتها إلاّ تكلمت الحجة عليها، وفي مصحف عبد الله (وهو في الكلام غير مبين).
وقال بعض المفسرين: عني بهذه الآية أوثانهم الّتي كانوا يعبدونها ويجلّونها ويزينونها وهي لا تتكلم ولا تنبس. قال ابن زيد: هذه تماثيلهم الّتي يضربونها من فضة وذهب، وينشؤنها في الحلية يتعبدونها. في محلّ من ثلاثة وجوه: الرفع على الإبتداء، والنصب على الإضمار، مجازه: أو من ينشاء يجعلونه ربًّا أو بنات الله، والخفض ردًّا على قوله: {مِمَّا يَخْلُقُ} وقوله: {بِمَا ضَرَبَ}.
{وَجَعَلُواْ الملائكة الذين هُمْ عِبَادُ الرحمن إِنَاثًا} قرأ أبو عمرو وأهل الكوفة {عِبَادُ الرحمن} بالألف والياء، وأختاره أبو عبيد قال: لأن الإسناد فيها أعلى ولأنّ الله تعالى إِنّما كذبهم في قوله: {بَنَاتٍ الله} فأخبر إنّهم عبيده وليسوا بناته، وهي قراءة ابن عباس.
أخبرنا محمد بن نعيم، أخبرنا الحسين بن أيوب، أخبرنا علي بن عبد العزيز، أخبرنا القاسم بن سلام، حدثنا هيثم عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، إنَّهُ قرأها {عِبَادُ الرحمن}.
قال سعيد: فقلت لابن عباس: إنَّ في مصحفي عبد الرّحمن. فقال: إمسحها وإكتبها {عِبَادُ الرحمن}، وتصديق هذه القراءة، قوله: {بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ} [الأنبياء: 26]، وقرأ الآخرون عند الرّحمن بالنون وإختاره أبو حاتم، قال: لأن هذا مدح، وإذا قلت: {عِبَادُ الرحمن} وتصديقها قوله تعالى: {إِنَّ الذين عِندَ رَبِّكَ}.
{أَشَهِدُواْ} أَحَضِرُوا {خَلْقَهُمْ} حتّى يعرفوا إنّهم أناث، وقرأ أهل المدينة {أَشَهِدُواْ} على غير تسمية الفاعل أي أَحضروا.
{خَلْقَهُمْ} حين خلقوا.
{سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ} على الملائكة إنّهم بنات الله {وَيُسْأَلُونَ} عنها.
{وَقالواْ لَوْ شَاءَ الرحمن مَا عَبَدْنَاهُمْ} يعني الملائكة في قول قتادة ومقاتل والكلبي، وقال مجاهد: يعني الأوثان، وإنَّما لم يعجل عقوبتنا على عبادتنا إياها لرضا منا بعبادتها.
قال الله تعالى: {مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ} فيما يقولون {إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} يكذبون.
{أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِّن قَبْلِهِ} أي من قبل هذا القرآن.
{فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ بَلْ قالوا إِنَّا وَجَدْنَآ آبَاءَنَا على أُمَّةٍ} دين.
{وَإِنَّا على آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ} وقراءة العامة (أُمة) بضم الألف، وهي الدين والملة، وقرأ عمر بن عبد العزيز ومجاهد اَمة بكسر الألف وإختلفوا في معناها، فقيل: هي الطريقة والمقصد من قولهم أممت، وقيل: هي النعمة. قال عدي بن زيد: ثمّ بعد الفلاح والملك والأمة وأريهم هناك القبور، وقيل: هما لغتان بمعنى واحد.
{وَكَذَلِكَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قال مُتْرَفُوهَآ إِنَّا وَجَدْنَآ آبَاءَنَا على أُمَّةٍ وَإِنَّا على آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ} مستنون متبعون.
{قال} قراءة العامة على الأمر، وقرأ ابن عامر على الخبر ومثله روى حفص بن عاصم.
{أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ} بالألف أبو جعفر. الباقون جئتكم على الواحد.
{بأهدى} بدين أَصوب.
{مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قالوا إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ فانتقمنا مِنْهُمْ فانظر كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المكذبين وَإِذْ قال إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ} أي بريء، ولا يثنّى البراء ولا يجمع ولا يؤنث لأنّه مصدر وضع موضع النعت، وفي قراءة عبد الله (بريء) بالياء.
{مِّمَّا تَعْبُدُونَ إِلاَّ الذي فَطَرَنِي} خلقني، ومجاز الآية: إنّني براء من كلّ معبود إلاّ الّذي فطرني.
{فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} إلى دينهِ.
{وَجَعَلَهَا} يعني هذه الكلمة والمقالة {كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} قال مجاهد وقتادة: يعني لا إله إلاَّ الله، وقال القرظي: يعني وجعل وصية إبراهيم الّتي أوصى بها بنيه باقية في نسله وذريته وهي الّتي ذكرها الله تعالى في سورة البقرة: {ووصى بِهَآ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ} [البقرة: 132]، وقال ابن زيد: يعني قوله: {أَسْلَمْتُ لِرَبِّ العالمين} [البقرة: 131] وقرأ {هُوَ سَمَّاكُمُ المسلمين} [الحج: 78].
{لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} من كفرهم إلى الطاعة ويتوبون {بَلْ مَتَّعْتُ هؤلاء وَآبَاءَهُمْ} في الدّنيا فلم أهلكهم ولم أعاجلهم بالعقوبة على كفرهم.