فصل: قال الخازن:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



متَى تَأْتِهِ تَعْشُو إِلى ضَوْءِ نَارِهِ ** تَجِدْ خَيْرَ نَارٍ عِنْدَهَا خَيْرُ مُوقِدِ

ومنه حديث ابن المسّيب: (أن إحدى عينَيْه ذهبتْ، وهو يَعْشُو بالًاخرى)، أي: يُبْصِر بها بصرًا ضعيفًا.
قال المفسرون: {ومَنْ يَعْشُ عن ذِكْر الرحمن} فلم يَخَف عِقابه ولم يلتفت إِلى كلامه {نقيِّضْ له} أي: نسبب له {شيطانًا} فنجعل ذلك جزاءَه {فهو له قرين} لا يفارقه.
{وإِنهم} يعني الشياطين {لَيَصُدُّونهم} يعني الكافرين، أي: يمنعونهم عن سبيل الهدى؛ وإِنما جمع، لأن {مَنْ} في موضع جمع، {وَيحْسَبون} يعني كفار بني آدم (أنهم) على هدىً.
{حتَّى إذا جاءنا} وقرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم: {جاءنا} واحد، يعني الكافر.
وقرأ ابن كثير، ونافع، وابن عامر، وأبو بكر عن عاصم: {جاءانا} بألفين على التثنية يعنون الكافر وشيطانه.
وجاء في التفسير: أنهما يُجعلان يومَ البعث في سلسلة، فلا يفترقان حتى يًصَيِّرَهما الله إِلى النار، {قال} الكافر للشيطان: {يا ليت بيني وبينَك بُعدَ المَشْرِقَيْنِ} أي: بُعْدَ ما بين المَشْرِقَيْن؛ وفيهما قولان:
أحدهما: أنهما مَشْرِقُ الشمس في أقصر يوم في السنة، ومَشْرِقُها في أطول يوم، قاله ابن السائب، ومقاتل.
والثاني: أنه أراد المَشْرِق والمَغْرِب، فغلَّب ذِكْر المَشْرِق، كما قالوا سُنَّة العُمَرَيْن، يريدون: أبا بكر وعمر، وأنشدوا من ذلك:
أَخَذْنا بِآفاقِ السَّماءِ عَلَيْكُمُ ** لَنا قَمراها والنُّجُومُ الطَّوالِعُ

يريد: الشمس والقمر؛ وأنشدوا:
فَبَصْرَةُ الأزّدِ مِنَّا والعِراقُ لَنا ** والمَوْصِلانِ ومِنَّا مِصْرُ والحَرَمُ

يريد: الجزيرة والموصل، وهذا اختيار الفراء، والزجاج.
قوله تعالى: {فبِئْسَ القَرِينُ} أي: أنتَ أيُّها الشَّيطان.
ويقول الله عز وجل يومئذ للكفار: {ولن ينفَعَكم اليومَ إِذ ظَلَمْتُم} أي: أشركتم في الدنيا {أنَّكم في العذاب مشترِكون} أي: لن ينفعكم الشِّركة في العذاب، لأن لكل واحد منه الحظَّ الأوفر.
قال المبرِّد: مُنِعوا روح التَّأسِّي، لأن التَّأسِّيَ يُسهِّل المُصيبة، وأنشد للخنساء أخت صخر بن مالك في هذا المعنى:
ولَوْلا كَثْرَةُ الباكينَ حَوْلِي ** على إِخْوانِهِمْ لَقَتَلْتُ نَفْسِي

وما يَبْكُونَ مِثْلَ أخي ولكِنْ ** أُعَزِي النَّفْسَ عَنْهُ بالتَّأسِّي

وقرأ ابن عامر: {إِنَّكم} بكسر الألف.
ثم أخبر عنهم بما سبق لهم من الشَّقاوة بقوله: {أفأنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ} الآية.
قوله تعالى: {فإمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ} قال أبو عبيدة: معناها: فإن نَذْهَبَنَّ؛ وقال الزجاج: دخلت (ما) توكيدًا للشرط، ودخلت النون الثقيلة في {نَذْهَبَنَّ} توكيدًا أيضًا؛ والمعنى: إنّا ننتقِم منهم إِن تُوفيِّتََأوْ نُرِيَنَّكَ ما وَعَدْناهم ووعَدْناك فيهم من النَّصر.
قال ابن عباس: ذلك يومَ بدر وذهب بعض المفسرين إِلى أن قوله: {فإمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ} منسوخ بآية السيف، ولا وجه له.
قوله تعالى: {وإِنه} يعني القرآن {لَذِكْرٌ لَكَ} أي: شَرَفٌ لَكَ بما أعطاكَ اللهُ {ولِقَوْمِكَ} في قومه ثلاثة أقوال:
أحدها: العرب قاطبة.
والثاني: قريش.
والثالث: جميع من آمن به.
وقد روى الضحاك عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إِذا سئل: لِمَنْ هذا الأمرُ من بعدك؟ لم يُخْبِر بشيء، حتى نزلت هذه الآية، فكان بعد ذلك إذا سئل قال: «لقريش» وهذا يَدُلُّ على أن النبي صلى الله عليه وسلم فَهِم من هذا أنه يَلِي على المسلمين بحُكْم النًّبوَّة وشَرَفِ القرآن، وأن قومه يَخْلُفونه من بعده في الوِلاية لشرف القرآن الذي أُنزلَ على رجُلٍ منهم.
ومذهب مجاهد أن القوم هاهنا: العرب، والقرآن شَرَفٌ لهم إِذْ أُنزلَ بلُغتهم.
قال ابن قتيبة: إنما وُضع الذِّكر موضعَ الشَّرَف، لأن الشَّريف يُذْكَر وفي قوله: {وسوف تُسألونَ} قولان.
أحدهما: عن شُكر ما أُعطيتم من ذلك.
والثاني: عمّا لزمكم فيه من الحقوق.
قوله تعالى: {واسألْ مَنْ أرسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا} إن قيل: كيف يسأل الرُّسل وقد ماتوا قبله؟ فعنه ثلاثة أجوبة:
أحدها: أنه لمّا أُسري به جُمع له الأنبياءُ فصلَّى بهم، ثم قال له جبريل: {سَلْ من أرسَلْنا قَبْلَك} الآية.
فقال: لا أَسألُ، قد اكتَفَيْتُ.
رواه عطاء عن ابن عباس.
وهذا قول سعيد بن جبير، والزهري، وابن زيد؛ قالوا: جُمع له الرُّسل ليلةَ أُسري به، فلقَيهم، وأُمر أن يسألَهم، فما شَكّ ولا سأل.
والثاني: أن المراد: اسأل مؤمني أهل الكتاب من الذين أرسلت إِليهم الأنبياء، روي عن ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وقتادة، والضحاك، والسدي في آخرين.
قال ابن الأنباري: والمعنى سَلْ أتباع مَنْ أرسَلْنا قَبْلَكَ، كما تقول: السخاء حاِتم، أي: سخاء حاتِم، والشِّعر زهير، أي: شِعر زهير.
وعند المفسرين أنه لم يسأل على القولين.
وقال الزجاج: هذا سؤال تقرير، فإذا سأل جميع الأمم، لم يأتوا بأن في كتبهم: أن اعبدوا غيري.
والثالث: أن المُراد بخطاب النبي صلى الله عليه وسلم: خطابُ أُمَّته، فيكون المعنى: سَلُوا، قاله الزجاج.
وما بعد هذا ظاهر إلى قوله: {إذ هُمْ منها يَضحكون} استهزاءً بها وتكذيبًا.
{وما نُريهم مِنْ آيةٍ إِلاّ هي أكبرُ مِنْ أُختها} يعني ما ترادف عليهم من الطُّوفان والجراد والقُمَّل والضَّفادع والدَّم والطَّمْس، فكانت كُلُّ آية أكبرَ من التي قَبْلَها، وهي العذاب المذكور في قوله: {وأَخَذْناهم بالعذاب}، فكانت عذابًا لهم، ومعجزات لموسى عليه السلام.
قوله تعالى: {وقالوا يا أيُّها السّاحر} في خطابهم له بهذا ثلاثة أقوال:
أحدها: أنهم أرادوا: يا أيها العالِم، وكان الساحر فيهم عظيمًا، رواه أبو صالح عن ابن عباس.
والثاني: أنهم قالوه على جهة الاستهزاء، قاله الحسن.
والثالث: أنهم خاطبوه بما تقدَّم له عندهم من التَّسمية بالسّاحر، قاله الزجّاج.
قوله تعالى: {إنَّنا لَمُهتدون} أي: مؤمنون بك.
فدعا موسى فكُشف عنهم، فلم يؤمِنوا.
وقد ذكرنا ما تركناه هاهنا في [الأعراف: 135].
قوله تعالى: {تَجْرِي مِنْ تَحتي} أي: من تحت قصوري {أفلا تُبْصِرونَ} عظَمتي وشِدَّةَ مُلكي.
؟! {أَمْ أنا خَيْرٌ} قال أبو عبيدة: أراد: بل أنا خَيْرٌ.
وحكى الزجاج عن سيبويه والخليل أنهما قالا: عطف {أنا} بـ: {أمْ} على {أفلا تُبْصِرون} فكأنه قال: أفلا تُبْصِرون أم أنتم بُصَراء؟!.
لأنهم إِذا قالوا: أنتَ خيرٌ منه، فقد صاروا عنده بُصَراءَ.
قال الزجاج: والمَهينِ القليل؛ يقال: شيء مَهِين، أي: قليل.
وقال مقاتل: {مَهِين} بمعنى ذليل ضعيف.
قوله تعالى: {ولا يكاد يُبين} أشار إِلى عُقدة لسانه التي كانت به ثم أذهبها الله عنه، فكأنه عيَّره بشيءٍ قد كان وزال، ويدل على زواله قوله تعالى: {قد أُوتيتَ سؤلكَ يا موسى} [طه: 36]، وكان في سؤاله:
{واحْلُلْ عُقْدَةً من لساني} [طه: 27].
وقال بعض العلماء: ولا يكاد يُبِين الحُجَّة ولا يأتي ببيان يُفْهم.
{فلولا} أي: فهلاّ {أُلْقِيَ عليه أسَاوِرَةٌ مِنْ ذهبٍ} وقرأ حفص عن عاصم: {أسْوِرةٌ} بغير ألف.
قال الفراء: واحد الأساوِرة: إِسْوار، وقد تكون الأساوِرة جمع أسْوِرة.
كما يقال في جمع الأسْقِية: الأساقي، وفي جمع الأكْرُع: الأكارِع.
وقال الزجاج: يصلُح أن تكون الأساوِرة جمع الجمع، تقول: أسْوِرَة وأساوِرة، كما تقول: أقوال وأقاويل، ويجوز أن تكون جمع إسْوار.
وإنما صرفتَ أساوِرة، لأنك ضممتَ الهاء إِلى أساوِر فصار اسمًا واحدًا، وصار له مثال في الواحد نحو (علانية).
قال المفسرون: إِنما قال فرعون هذا لأنهم كانوا إذا سوَّدوا الرجل منهم سوَّروه بِسِوار.
{أو جاء معه الملائكةُ مُقْتَرِنِينَ} فيه قولان: أحدهما: متتابعين، قاله قتادة.
والثاني: يمشون معه، قاله الزجاج.
قوله تعالى: {فاستَخَفَّ قومَه} قال الفراء: استفزَّهم؛ وقال غيره: استخَفَّ أحلامَهم وحملهم على خِفَّة الحِلْم بكيده وغُروره {فأطاعوه} في تكذيب موسى.
{فلمّا آسَفُونا} قال ابن عباس: أغضبونا.
قال ابن قتيبة: الأسَف: الغَضَب، يقال أسِفْتُ آسَفُ أسَفًا أي: غَضِبْتُ.
{فجَعَلْناهم سَلَفًا} أي: قومًا تقدَّموا.
وقرأها أبو هريرة، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وحميد الأعرج: {سُلَفًا} بضم السين وفتح اللام كأن واحدته سُلْفَةٌ من الناس، مثل القِطعة، يقال: تقدمتْ سُلْفَةٌ من الناس، أي: قِطعة منهم.
وقرأ حمزة، والكسائي: {سُلُفًا} بضم السين واللام، وهو جمع (سَلَف)، كما قالوا: خَشَب وخُشُب، وثَمَر وثُمُر، ويقال: هو جمع (سَلِِيفٍ) وكلُّه من التقدُّم وقال الزجاج: (السَّلِيف) جمعٌ قد مضى، والمعنى: جعلْناهم سَلَفًا متقدِّمين ليتعظ بهم الآخرون.
قوله تعالى: {ومثلًا} أي: عبرة وعظة. اهـ.

.قال الخازن:

قوله: {حم والكتاب المبين}.
أقسم بالكتاب وهو القرآن الذي أبان طرق الهدى من طرق الضلالة وأبان ما تحتاج إليه الأمة من الشريعة وقيل المبين يعني الواضح للمتدبرين وجواب القسم {إنا جعلناه} أي صيرنا هذا الكتاب عربيًا وقيل بيناه وقيل سميناه وقيل وصفناه وقيل أنزلناه {قرآنا عربيًا لعلكم تعقلون} يعني معانيه وأحكامه {وإنه} يعني القرآن {في أم الكتاب} أي في اللوح المحفوظ، قال ابن عباس: أول ما خلق الله القلم فأمره أن يكتب ما يريد أن يخلق في الكتاب عنده ثم قرأ {وإنه في أم الكتاب لدينا} أي عندنا فالقرآن مثبت عند الله تعالى في اللوح المحفوظ {لعلي حكيم} أخبر عن شرفه وعلو منزلته، والمعنى إن كذبتم يا أهل مكة بالقرآن فإنه عندنا لعليّ أي رفيع شريف، وقيل على علي جميع الكتب حكيم أي محكم لا يتطرق إليه الفساد والبطلان.
قوله تعالى: {أفنضرب عنكم الذكر صفحًا} معناه أفنترك عنكم الوحي ونمسك عن إنزال القرآن فلا نأمر ولا ننهاكم من أجل أنكم أسرفتم في كفركم وتركتم الإيمان وهو قوله تعالى: {أن كنتم} أي لأن كنتم {قومًا مسرفين} والمعنى لا نفعل ذلك قال قتادة والله لو كان هذا القرآن رفع حين رده أوائل هذه الأمة لهلكوا ولكن الله عاد بعائدته وكرامته فكرره عليهم عشرين سنة أو ما شاء الله، وقيل: معناه أفنضرب عنكم بذكرنا إياكم صافحين أي معرضين عنكم، وقيل: معناه أفنطوي الذكر عنكم طيًا فلا تدعون ولا توعظون وقيل أفتترككم فلا نعاقبكم على كفركم.
{وكم أرسلنا من نبي في الأولين وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزئون} يعني كاستهزاء قومك بك وفيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم: {فأهلكنا أشد منهم بطشًا} أي أقوى من قومك قوة {ومضى مثل الأولين} أي صفتهم والمعنى أن كفار قريش سلكوا في الكفر والتكذيب مسلك من كان قبلهم فليحذروا أن ينزل بهم مثل ما نزل بالأولين من الخزي والعقوبة.
قوله: {ولئن سألتهم} أي ولئن سألت يا محمد قومك {من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم} يعني أنهم أقروا بأن الله تعالى خلقهما وأقروا بعزته وعلمه ومع إقرارهم بذلك عبدوا غيره وأنكروا قدرته على البعث لفرط جهلهم ثم ابتدأ تعالى دالًا على نفسه بذكر مصنوعاته فقال تعالى: {الذي جعل لكم الأرض مهدًا} معناه واقفة ساكنة يمكن الانتفاع بها ولما كان المهد موضع راحة الصبي فلذلك سمى الأرض مهادًا لكثرة ما فيها من الراحة للخلق {وجعل لكم فيها سبلًا} أي طرقًا {لعلكم تهتدون} يعني إلى مقاصدكم في أسفاركم {والذي نزل من السماء ماء بقدر} أي بقدر حاجاتكم إليه لا كما أنزل على قوم نوح حتى أهلكهم {فأنشرنا به} أي بالمطر {بلدة ميتًا} أي كما أحيينا هذه البلدة الميتة بالمطر {كذلك تخرجون} أي من قبوركم أحياء {والذي خلق الأزواج كلها} أي الأصناف والأنواع كلها قيل إن كل ما سوى الله تعالى فهو زوج وهو الفرد المنزه عن الأضداد والأنداد والزوجية {وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون} يعني في البر والبحر.
{لتستوا على ظهوره} أي على ظهور الفلك والأنعام {ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه} يعني بتسخير المركب في البر والبحر {وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا} أي ذلل لنا هذا {وما كنا له مقرنين} أي مطيقين وقيل ضابطين {وإنا إلى ربنا لمنقلبون} أي لمنصرفون في المعاد (م) عن ابن عمر «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجًا للسفر حمد الله تعالى وسبح وكبر ثلاثًا ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم هون سفرنا هذا واطو عنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في الأهل والمال والولد وإذا رجع قالهن وزاد فيهم آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون» قوله وعثاء السفر: يعني تعبه وشدته ومشقته وكآبة المنظر وسوء المنقلب الكآبة الحزن والمنقلب المرجع وذلك أن يعود من سفره حزينًا كثيبًا أو يصادف ما يحزنه في أهل أو مال.
عن علي بن أبي ربيعة قال: «شهدت علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وقد أتي بدابة ليركبها فلما وضع رجله في الركاب قال بسم الله فلما استوى على ظهرها قال الحمد لله سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ثم قال الحمد لله ثلاث مرات ثم قال الله أكبر ثلاث مرات ثم قال سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ثم ضحك فقلت يا أمير المؤمنين مم ضحكك قال رأيت رسول الله فعل كما فعلت فقلت يا رسول الله من أي شيء ضحكت قال إن ربك يعجب من عبده إذا قال رب اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب غيرك» أخرجه الترمذي، وقال حديث حسن غريب.