فصل: قال الثعلبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وفي معنى الكلام وجهان:
أحدهما: أنه الموحد في السماء والأرض، قاله مقاتل.
الثاني: أنه المعبود في السماء والأرض، قاله الكلبي.
{وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} يحتمل وجهين:
أحدهما: أنه يذكر ذلك صفة لتعظيمه.
الثاني: أنه يذكره تعليلًا لإلاهيته لأنه حكيم عليم وليس في الأصنام حكيم عليم.
قوله عز وجل: {وَلاَ يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دَونِهِ الشَّفَاعَةَ} فيها قولان:
أحدهما: الشركة ومنه أخذت الشفعة في البيع لاستحقاق الشريك لها. ويكون معنى الكلام أن الذين يدعون من دون الله لا يملكون مع الله شركة يستحقون أن يكونوا بها آلهة إلا أن يشهدوا عند الله بالحق على من عليه حق أو له حق، وهذا معنى قول ابن بحر.
الثاني: أن الشفاعة استعطاف المشفوع إليه فيما يرجى، واستصفاحه فيما يخشى وهو قول الجمهور.
وقيل إن سبب نزولها ما حكي أن النضر بن الحارث ونفرًا من قريش قالوا إن كان ما يقوله محمد حقًا فنحن نتولى الملائكة، وهم أحق بالشفاعة لنا منه فأنزل الله تعالى: {وَلاَ يَمْلِكُ الِّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ} معناه الذين يعبدونهم من دون الله وهم الملائكة الشفاعة لهم. وقال قتادة: هم الملائكة وعيسى وعزير لأنهم عبدوا من دون الله.
{إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} فيه وجهان:
أحدهما: يعني أن الشهادة بالحق إنما هي لمن شهد في الدنيا بالحق وهم يعلمون أنه الحق فتشفع لهم الملائكة، قاله الحسن.
الثاني: أن الملائكة لا تشفع إلا لمن شهد أن لا إله إلا الله وهم يعلمون أن الله ربهم.
قوله عز وجل: {وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاَءِ قَوْمٌ لاَّ يَؤْمِنُونَ} وهي تقرأ على ثلاثة أوجه بالنصب والجر والرفع.
فأما الجر فهي على قراءة عاصم وحمزة، وهي في المعنى راجعة إلى قوله تعالى: {وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} وعلم قيلِه.
وأما الرفع فهو قراءة الأعرج، ومعناها ابتداء، وقيله، قيل محمد، يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون. والقيل هو القول.
وأما النصب فهي قراءة الباقين من أئمة القراء، وفي تأويلها أربعة أوجه:
أحدها: بمعنى إلا من شهد بالحق وقال قيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون، على وجه الإنكار عليهم، قاله ابن عيسى.
الثاني: أنها بمعنى أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم وقيلَه يا رب، قاله يحيى بن سلام.
الثالث: بمعنى وشكا محمد إلى ربه قيله، ثم ابتداء فأخبر {يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ}، قاله الزجاج.
قوله عز وجل: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ} قال قتادة: أمره بالصفح عنهم، ثم أمره بقتالهم فصار الصفح منسوخًا بالسيف. ويحتمل الصفح عن سفههم أن يقابلهم عليه ندبًا له إلى الحلم.
{وَقُلْ سَلاَمٌ} فيه خمسة أوجه:
أحدها: أي قل ما تسلم به من شرهم، قاله ابن عيسى.
الثاني: قل خيرًا بدلًا من شرهم؛ قاله السدي.
الثالث: أي احلم عنهم؛ قاله الحسن.
الرابع: أنه أمره بتوديعهم بالسلام ولم يجعله تحية لهم؛ حكاه النقاش.
الخامس: أنه عرفه بذلك كيف السلام عليهم؛ رواه شعيب بن الحباب.
{فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} يحتمل أمرين:
أحدهما: فسوف يعلمون حلول العذاب بهم.
الثاني: فسوف يعلمون صدقك في إنذارهم، والله أعلم. اهـ.

.قال الثعلبي:

{وَلَمَّا ضُرِبَ ابن مَرْيَمَ مَثَلًا}.
في خلقه من غيرِ أَب. فشبه بآدم من غيرِ أَب ولا أُم.
{إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} ويقولون ما يريد محمد منا إلاّ أن نعبده ونتخذه إلهًا كما عبدت النصارى عيسى. قاله قتادة.
وقال ابن عباس: أَراد به مناظرة عبد الله بن الزبعري مع النبي صلى الله عليه وسلم وشأن عيسى (عليه السلام)، وقد ذكرناها في الأنبياء (عليهم السلام) وأختلف القراء في قوله: {يَصِدُّونَ} فقرأ أهل المدينة والشام وجماعة من الكوفيين بضم الصاد، وهي قراءة علي والنخعي ومعناه يعرضون، ونظيره قوله: {رَأَيْتَ المنافقين يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا} [النساء: 61].
وقرأ الباقون بكسر الصاد، وهي اختيار أبي عبيد وأبي حاتم واختلفوا في معناه، فقال الكسائي: هما لغتان مثل يعرشون ويعرشون، ويعكفون ويعكفون، ودرّت الشاة تدر وتدُرُ، وشذ عليه يشذ ويشد، ونمّ الحديث ينمه وينمُه، وقال ابن عباس: معناه يضجون. سعيد بن المسيب: يصيحون ضحاك: يعجون. قتادة: يجزعون ويضحكون، وقال القرظي: يضجرون.
وقال الفراء: حدثني أبو بكر بن عياش أنَّ عاصمًا قرأ {يصُدُون} من قراءة أبي عبد الرحمن، وقرأ {يصدُون}، وفي حديث آخر إنّ ابن عباس لقي أخي عبيد بن عمير، فقال: إنّ عمك لعربي، فماله يلحن في قوله سبحانه تعالى: {إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ}؟.
{وقالوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ} يعنون محمدًا صلى الله عليه وسلم فنعبد إلهه ونطيعه ونترك آلهتنا، هذا قول قتادة، وقال السدي وابن زيد: أم هُوَ يعنون عيسى (عليه السلام)، قالوا: يزعم محمد إنّ كلّ ما عبد من دون الله في النّار، فنحن نرضى أن تكون آلهتنا مع عزير وعيسى والملائكة في النّار.
قال الله تعالى: {مَا ضَرَبُوهُ} يعني هذا المثل.
{لَكَ إِلاَّ جَدَلًا} خصومة بالباطل.
{بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} أخبرنا أبو بكر عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علي الجمشاذي الفقيه، بقرأءتي عليه، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل. حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن نمير الكوفي، حدثنا حجاج بن دينار الواسطي، أخبرنا ابن فنجويه، حدثنا هارون بن محمد بن هارون، حدثنا السريّ، حدثنا أبو النضر، حدثنا عنبسة بن عبد الواحد القريشي، عن الحجاج بن دينار، عن أبي غالب، عن أبي أُمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه، إلاَّ أُتوا الجدل، ثمّ قرأ: {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ}».
{إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لبني إِسْرَائِيلَ} يعني آية أو عبرة وعظه لبني إسرائيل.
{وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُمْ} لأهلكناكم وجعلنا بدلًا منكم.
{مَّلاَئِكَةً فِي الأرض يَخْلُفُونَ} يعني يكونون خلفًا منكم فيعمرون الأرض ويعبدونني ويطيعونني.
{وَإِنَّهُ} يعني عيسى (عليه السلام).
{لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ} بنزوله يعلم قيام الساعة ويستدل على ذهاب الدّنيا وإقبال الآخرة.
أخبرنا ابن فنجويه، حدثنا طلحة بن محمد وعبيد الله بن أحمد، قالا: حدثنا أبو بشر بن مجاهد، حدثنا فضل بن الحسن، حدثنا عبيد الله بن معاد، حدثنا أبي، عن عمران بن جرير، قال: سمعت أبا نضرة يقرأ {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ}، قال: هو عيسى، وبإسناده عن ابن مجاهد، حدثني عبد الله بن (عمر) بن سعد، حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، حدثنا خالد بن الحرث، حدثنا أبو مكي، عن عكرمة {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ}، قال: ذلك عيسى (عليه السلام).
وقرأ ابن عباس وأبو هريرة وقتادة ومالك بن دينار والضحاك {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ} بفتح السين واللام، أي إمارة وعلامة، وفي الحديث: «ينزل عيسى بن مريم على ثنية بالأرض المقدسة، يقال لها: أفيق، بين مُمصرّتَيْن وشعر رأسه دهين وبيده حربة يقتل بها الدجال. فيأتي بيت المقدس والنّاس في صلاة العصر، والإمام يؤم بهم فيتأخر الإمام، فيتقدّمه عيسى ويصلي خلفه على شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ثمّ يقتل الخِنزير، ويكسر الصليب، ويخرب البيع والكنائس، ويقتل النصارى. إلاَّ من آمن به».
وقال قوم: الهاء في قوله: {وَإِنَّهُ} كناية عن القرآن، ومعنى الآية وإِنَّ القرآن لَعِلمٌ لِلسَّاعَةِ يعلمكم قيامها ويخبركم بأحوالها وأهوالها، وإليه ذهب الحسن.
{فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا} فلا تَشكُنَّ بها أي فيها.
{واتبعون هذا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ وَلاَ يَصُدَّنَّكُمُ} ولا يَصرفنّكم {الشيطان} عن دين الله.
{إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ وَلَمَّا جَاءَ عيسى} بني إِسرائيل.
{بالبينات قال قَدْ جِئْتُكُم بالحكمة} بالنبوة.
{وَلأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الذي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ} من أحكام التوراة.
{فاتقوا الله وَأَطِيعُونِ إِنَّ الله هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فاعبدوه هذا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ فاختلف الأحزاب} اليهود والنصارى.
{مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُواْ} كفروا واشركوا كما في سورة مريم.
{مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ الساعة أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ الأخلاء} على المعصية في الدنيا.
{يَوْمَئِذٍ} يوم القيامة.
{بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ المتقين}. المتحابين في الله على طاعة الله.
أخبرنا عقيل بن محمد إنّ أبا الهرج البغدادي القاضي أخبرهم، عن محمد بن جرير، حدثنا ابن عبد الأعلى، حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، عن أبي اسحاق، إنّ عليًا رضي الله عنه قال في هذه الآية: خليلان مؤمنان وخليلان كافران، فمات أحد المؤمنين، فقال: يا ربّ إنّ فلان كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالخير، وينهاني عن الشرّ، ويخبرني إنّي ملاقيك. يا ربّ فلا تضلّه بعدي واهده، كما هديتني، وإكرمه كما أكرمتني.
وإذا مات خليله المؤمن جمع بينهما، فيقول: ليثني أحدكما على صاحبه. يقول: يا ربّ انه كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالخير وينهاني عن الشرّ، ويخبرني أنّي ملاقيك، فيقول: نعم الأخ، ونعم الخليل، ونعم الصاحب.
قال: ويموت أحد الكافرين، فيقول: إنّ فلان كان ينهاني عن طاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالشّر، وينهاني عن الخير ويخبرني إنّي غير ملاقيك.
فيقول: بئس الأخ، وبئس الخليل، وبئس الصاحب.
{ياعباد} أي فيقال لهم يا عبادي.
{لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ اليوم وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} أخبرنا عقيل بن محمد، أخبرنا المعافا بن زكريا، أخبرنا محمد بن جرير. أخبرنا ابن عبد الأعلى، حدثنا المعتمر، عن أبيه، قال: سمعت إنّ الناس حتّى يبعثون ليس منهم أحد إلاّ فزع، فينادي مناد: {ياعباد لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ اليوم وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} فيرجوها الناس كلّهم. قال: فيتبعها.
{الذين آمَنُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ مُسْلِمِينَ} فينكس اهل الاديان رؤسهم غير المسلمين.
{ادخلوا الجنة أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ} تسرون وتنعمون.
{يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ} بقصاع واحدتها صفحة.
{مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ} أباريق مستديرة الرءوس ليست لها آذان ولا خراطم، واحدها كوب. قال الأعشى:
صريفيّة طَيّبٌ طعمها ** لها زَبَدٌ بين كوب ودَنّ

أخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه، حدثنا أبو بكر بن مالك القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل، حدثني أبي، حدثنا حسن بن موسى، حدثنا السكوني عبد الحميد بن عبد العزيز، حدثنا الأشعث الضرير، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ أدنى أهل الجنّة منزلة لمن له سبع درجات هو على السادسة وفوق السابعة، وإنَّ له لثلاثمائة خادم، ويُغدي ويراح عليه كل يوم ثلاثمائة صحيفة»، ولا أعلمه إلاَّ قال: «من ذهب في كل صحيفة لون ليس في الأخرى، وإنَّه ليلذ أوله كما يلذ آخره، ومن الأشربة ثلاثمائة إناء، في كلّ إناء لون ليس في الأخرى، وإنَّهُ ليلذ أوله كما يلذ آخره، وإنّه ليقول يا ربّ لو أذنتني لأطعمت أهل الجنّة، وسقيتهم لا ينقص مما عندي شيء إنّ له من الحور العين لاثنين وسبعين زوجة، سوى زوجته في الدّنيا، وإنّ الواحدة منهنّ ليأخذ مقعدها قدر ميل من الأرض».
أخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه الدينوري، حدثنا ابن حبش المقري، حدثنا ابن رنجويه، حدثنا سلمة، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن إسماعيل بن أبي سعيد، إنّ عكرمة أخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ أدنى أهل الجنّة منزلة وأسفلهم درجة، رجل لا يدخل الجنّة بعده أحد، يفتح له بصره مسيرة مائة عام في قصور من ذهب وخيام من لؤلؤ ليس منها موضع شبر، إلاّ معمور يغدى عليه ويراح سبعين ألف صحيفة من ذهب، ليس منها صحيفة إلاّ وفيها لون ليس في الأخرى مثله».
«شهوته في آخرها كشهوته في أولها، لو نزل به جميع أهل الدنيا لوسع عليهم مما أعطي لا ينقص ذلك مما أوتي شيئًا».
{وَفِيهَا} في الجنّة.
{مَا تَشْتَهِيهِ الأنفس} قرأ أهل المدينة والشام وحفص عن عاصم {تَشْتَهِيهِ} بالهاء وكذلك هي في مصاحفهم.
{وَتَلَذُّ الأعين وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} أخبرنا عقيل بن محمد، أخبرنا المعافا بن زكريا، أخبرنا محمد بن جرير، حدثنا ابن يسار، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن ابن سابط، إنّ رجلًا قال: يارسول الله إنّي أحبُّ الخيل، فهل في الجنة خيل؟. فقال: «إنّ يدخلك الله الجنّة فلا تشاء أن تركب فرسًا من ياقوتة حمراء تطير بك في أي الجنّة شئت، إلاَّ ركبت».
فقال: إعرابي يارسول الله إنّي أحبّ الإبل، فهل في الجنّة إبل؟. فقال: «ياإعرابي إن يدخلك الله الجنّة إن شاء الله. كان لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عيناك».
وبه عن ابن جرير، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا عمر بن عبد الرحمن الأياد، عن محمد ابن سعد الأناري، عن أبي ظبية السلمي، قال: إنّ السرب من أهل الجنّة لتظلهم السحابة، فتقول: ما أمطركم؟. فما يدعو داع من القوم بشيء إلاَّ مطرتهم، حتّى إنّ القائل منهم ليقول: أمطرينا كواعب أترابًا.
وبه عن ابن جرير، حدثنا موسى بن عبد الرحمن، حدثنا زيد بن الحُبان بن الرَّيان، أخبرنا معاوية بن صالح، حدثني سليمان بن عامر، قال: سمعت أبا أُمامة يقول: إنّ الرجل من أهل الجنّة ليشتهي الطائر وهو يطير، فيقع منفلقًا نضيجًا في كفه، فيأكل منه حتّى تنتهي نفسه، ثمّ يطير، ويشتهي الشراب فيقع الإبريق في يده فيشرب منه ما يريد ثمّ يرجع إلى مكانه.