فصل: قال القرطبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



والقول الثاني: أنه يوم القيامة روى عكرمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال: قال ابن مسعود: البطشة الكبرى يوم بدر، وأنا أقول هي يوم القيامة، وهذا القول أصح لأن يوم بدر لا يبلغ هذا المبلغ الذي يوصف بهذا الوصف العظيم، ولأن الأنتقام التام إنما يحصل يوم القيامة لقوله تعالى: {اليوم تجزى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [غافر: 17] ولأن هذه البطشة لما وصفت بكونها كبرى على الإطلاق وجب أن تكون أعظم أنواع البطش وذلك ليس إلا في القيامة ولفظ الأنتقام في حق الله تعالى من المتشابهات كالغضب والحياء والتعجب، والمعنى معلوم، والله أعلم. اهـ.

.قال القرطبي:

{بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ}.
أي ليسوا على يقين فيما يظهرونه من الإيمان والإقرار في قولهم: إن الله خالقهم؛ وإنما يقولونه لتقليد آبائهم من غير علم فهم في شك.
وإن توهّموا أنهم مؤمنون فهم يلعبون في دينهم بما يعنّ لهم من غير حجة.
وقيل: {يَلْعَبُونَ} يضيفون إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم الافتراء استهزاء.
ويقال لمن أعرض عن المواعظ: لاعب؛ وهو كالصبي الذي يلعب فيفعل ما لا يدري عاقبته.
قوله تعالى: {فارتقب يَوْمَ تَأْتِي السماء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ} ارتقب معناه انتظر يا محمد بهؤلاء الكفار يوم تأتي السماء بدخان مبين؛ قاله قتادة.
وقيل: معناه احفظ قولهم هذا لتشهد عليهم يوم تأتي السماء بدخان مبين؛ ولذلك سُمِّيَ الحافظ رقيبًا.
وفي الدُّخَان أقوال ثلاثة: الأول أنه من أشراط الساعة لم يجىء بعدُ، وأنه يمكث في الأرض أربعين يومًا يملأ ما بين السماء والأرض؛ فأما المؤمن فيصيبه مثل الزكام، وأما الكافر والفاجر فيدخل في أنوفهم فيثقب مسامعهم، ويضيق أنفاسهم؛ وهو من اثار جهنم يوم القيامة.
وممن قال إن الدخان لم يأت بعدُ: عليّ وابن عباس وابن عمر وأبو هريرة وزيد بن عليّ والحسن وابن أبي مليكة وغيرهم.
وروى أبو سعيد الخُدْرِيّ مرفوعًا «أنه دخان يهيج بالناس يوم القيامة؛ يأخذ المؤمن منه كالزكمة. وينفخ الكافر حتى يخرج من كل مسمع منه» ذكره الماوردي.
وفي صحيح مسلم عن أبي الطُّفَيل «عن حُذيفة بن أسِيد الغِفَارِيّ قال: اطلع النبيّ صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال: ما تذكرون؟ قالوا: نذكر الساعة؛ قال: إنها لن تقوم حتى تَرَوْا قبلها عشر آيات فذكر الدُّخانَ والدَّجَّالَ والدابةَ وطلوعَ الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم وخروج يأجوجَ ومأجوجَ وثلاثةَ خُسُوف خَسْفٌ بالمَشْرِق وخَسْفٌ بالمغرب وخَسْفٌ بجزيرة العرب واخِرُ ذلك نارٌ تخرج من اليَمَن تَطْرُد الناس إلى مَحْشَرهم» في رواية عن حُذيفة «إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات: خَسْفٌ بالمشرق وخَسْفٌ بالمغرب وخَسْفٌ في جزيرة العرب والدُّخانَ والدَّجالُ ودابَّةُ الأرض ويأجوجُ ومأجوجُ وطلوعُ الشمس من مغربها ونارٌ تخرج من قَعْر عَدَن تُرَحِّلُ الناس» وخرجه الثعلبيّ أيضًا عن حُذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول الآيات خروجًا الدَّجالُ ونزول عيسى ابن مريم ونارٌ تخرج من قَعْر عَدَن أبْيَنَ تسوق الناس إلى المحشر تبيت معهم حيث باتوا وتَقِيل معهم إذا قالوا وتصبح معهم إذا أصبحوا وتُمْسي معهم إذا أمسوا قلت: يا نبيّ الله، وما الدخان؟ قال هذه الآية: {فارتقب يَوْمَ تَأْتِي السماء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ} يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يومًا وليلة أما المؤمن فيصيبه منه شبه الزكام وأما الكافر فيكون بمنزلة السكران يخرج الدخان من فمه ومنخره وعينيه وأذنيه ودبره» فهذا قول.
القول الثاني:
أن الدخان هو ما أصاب قريشًا من الجوع بدعاء النبيّ صلى الله عليه وسلم، حتى كان الرجل يرى بين السماء والأرض دخانًا؛ قاله ابن مسعود.
قال: وقد كشفه الله عنهم، ولوكان يوم القيامة لم يكشفه عنهم.
والحديث عنه بهذا في صحيح البخاريّ ومسلم والترمذيّ.
قال البخاريّ: حدثني يحيى قال حدثنا أبو مع أو ية عن الأعمش عن مسلم عن مَسْرُوق قال: قال عبد الله: إنما كان هذا لأن قريشًا لما استعصت على النبيّ صلى الله عليه وسلم دعا عليهم بسنين كَسِنِي يوسف، فأصابهم قَحْطٌ وجهد حتى أكلوا العظام، فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد؛ فأنزل الله تعالى: {فارتقب يَوْمَ تَأْتِي السماء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ يَغْشَى الناس هذا عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
قال: فَأُتِيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل: يا رسول الله، استسق الله لِمُضَر فإنها قد هلكت.
قال: «لِمُضَر! إنك لجريء». فاستسقى فسُقُوا؛ فنزلت: {إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم حين أصابتهم الرفاهية؛ فأنزل الله عز وجل: {يَوْمَ نَبْطِشُ البطشة الكبرى إِنَّا مُنتَقِمُونَ}.
قال: يعني يوم بدر.
قال أبو عبيدة: والدُّخَان الجَدْب.
القُتَبيّ: سُمِّيَ دخانًا ليُبس الأرض منه حين يرتفع منها كالدخان.
القول الثالث إنه يوم فتح مكة لما حجبت السماءَ الغبرة؛ قاله عبد الرحمن الأعرج.
{يَغْشَى الناس} في موضع الصفة للدخان، فإن كان قد مضى على ما قال ابن مسعود فهو خاص بالمشركين من أهل مكة، وإن كان من أشراط الساعة فهو عام على ما تقدم.
{هذا عَذَابٌ أَلِيمٌ} أي يقول الله لهم: {هذا عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
فمن قال: إن الدخان قد مضى فقوله: {هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} حكاية حال ماضية، ومن جعله مستقبلًا فهو حكاية حال آتية.
وقيل: {هَذَا} بمعنى ذلك.
وقيل: أي يقول الناس لذلك الدخان: {هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
وقيل: هو إخبار عن دنوالأمر؛ كما تقول: هذا الشتاء فأعدّ له.
{رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)}.
أي يقولون ذلك: اكشف عنا العذاب فـ: {إنَّا مُوْمِنُونَ}؛ أي نؤمن بك إن كشفته عنا.
قيل: إن قريشًا أتَوُا النبيّ صلى الله عليه وسلم وقالوا: إن كشف الله عنا هذا العذاب أسلمنا، ثم نقضوا هذا القول.
قال قتادة: {الْعَذَابَ} هنا الدخان.
وقيل: الجوع؛ حكاه النقاش.
قلت: ولا تناقض؛ فإن الدخان لم يكن إلا من الجوع الذي أصابهم؛ على ما تقدم.
وقد يقال للجوع والقحط: الدخان؛ ليبس الأرض في سنة الجدب وارتفاع الغبار بسبب قلة الأمطار؛ ولهذا يقال لسنة الجدب: الغبراء.
وقيل: إن العذاب هنا الثلج.
قال الماوردي: وهذا لا وجه له؛ لأن هذا إنما يكون في الآخرة أو في أهل مكة، ولم تكن مكة من بلاد الثلج؛ غير أنه مقول فحكيناه.
قوله تعالى: {أنى لَهُمُ الذكرى} أي من أين يكون لهم التذكُّر والاتعاظ عند حلو ل العذاب.
{وَقَدْ جَاءَهُمْ رسول مُّبِينٌ} يبيّن لهم الحق، والذِّكْرى والذِّكْر واحد؛ قاله البخاريّ.
{ثُمَّ تَولواْ عَنْهُ} أي أعرضوا.
قال ابن عباس: أي متى يتّعظون والله أبعدهم من الاتعاظ والتذكر بعد تو ليهم عن محمد صلى الله عليه وسلم وتكذيبهم إيّاه.
وقيل: أي أنَّى ينفعهم قولهم: {إِنَّا مُوْمِنُونَ} بعد ظهور العذاب غدًا أوبعد ظهور أعلام الساعة، فقد صارت المعارف ضرورية. وهذا إذا جعلت الدخان آية مرتقبة.
{وَقالواْ مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ} أي عَلّمه بَشَرٌ أو علّمه الكَهَنة والشيئاطين، ثم هو مجنون وليس برسو ل.
قوله تعالى: {إِنَّا كَاشِفُوالعذاب قَلِيلًا} أي وقتًا قليلًا، وعد أن يكشف عنهم ذلك العذاب قليلًا؛ أي في زمان قليل ليعلم أنهم لا يَفُون بقولهم، بل يعودون إلى الكفر بعد كشفه؛ قاله ابن مسعود.
فلما كشف ذلك عنهم باستسقاء النبي صلى الله عليه وسلم لهم عادوا إلى تكذيبه.
ومن قال: إن الدخان منتظر قال: أشار بهذا إلى ما يكون من الفرجة بين آية واية من آيات قيام الساعة. ثم مَن قضى عليه بالكفر يستمر على كفره.
ومن قال هذا في القيامة قال: أي لوكشفنا عنكم العذاب لعدتم إلى الكفر.
وقيل: معنى {إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} إلينا؛ أي مبعوثون بعد الموت.
وقيل: المعنى {إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} إلى نار جهنم إن لم تؤمنوا.
{يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16)}.
قوله تعالى: {يَوْمَ} محمول على ما دلّ عليه {مُنتَقِمُونَ}؛ أي ننتقم منهم يوم نبطِش.
وأبعده بعض النحويين بسبب أن ما بعد {إنّ} لا يفسر ما قبلها.
وقيل: إن العامل فيه {مُنْتَقِمُونَ}.
وهوبعيد أيضًا؛ لأن ما بعد {إن} لايعمل فيما قبلها.
و لا يحسن تعلّقه بقوله: {عَائِدُونَ} ولا بقوله: {إِنَّا كَاشِفُوالْعَذَابِ}؛ إذ ليس المعنى عليه.
ويجوز نصبه بإضمار فعل؛ كأنه قال: ذكّرهم أواذكر.
ويجوز أن يكون المعنى إنكم عائدون، فإذا عدتم أنتقم منكم يوم نبطِش البطشة الكبرى.
و لهذا وصل هذا بقصة فرعون، فإنهم وعدوا موسى الإيمان إن كشف عنهم العذاب، ثم لم يؤمنوا حتى غرِقوا.
وقيل: {إِنَّا كَاشِفُوالْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ} كلام تام.
ثم ابتدأ: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} أي ننتقم من جميع الكفار.
وقيل: المعنى وارتقب الدخان وارتقب يَوْمَ نَبْطِش، فحذف واو العطف؛ كما تقول: اتق النار اتق العذاب.
و {البطشة الكبرى} في قول ابن مسعود: يوم بدر.
وهو قول ابن عباس وأبَيّ بن كعب ومجاهد والضحاك.
وقيل: عذاب جهنم يوم القيامة؛ قاله الحسن وعكرمة وابن عباس أيضًا، واختاره الزجاج.
وقيل: دخان يقع في الدنيا، أوجوع أوقحط يقع قبل يوم القيامة.
الماوردي: ويحتمل أنها قيام الساعة؛ لأنها خاتمة بطشاته في الدنيا.
ويقال: انتقم الله منه؛ أي عاقبه.
والاْسم منه النقمة والجمع النَّقِمات.
وقيل بالفرق بين النقمة والعقوبة؛ فالعقوبة بعد المعصية لأنها من العاقبة.
والنقمة قد تكون قبلها؛ قاله ابن عباس.
وقيل: العقوبة ما تقدّرت والأنتقام غير مقدّر. اهـ.

.قال الألوسي:

{بْل هُمْ في شَكّ}.
إضراب إبطالي أبطل به إيقانهم لعدم جريهم على موجبه، وتنوين {شَكٌّ} للتعظيم أي في شك عظيم {يَلْعَبُونَ} لا يقولون ما يقولون مما هو مطابق لنفي الأمر عن جد وإذعان بل يقولونه مخلوطًا بهزء ولعب وهذه الجملة خبر بعد خبر لهم.
وجوز أن تكون هي الخبر والظرف متعلق بالفعل قدم للفاصلة، والالتفات عن خطابهم لفرط عنادهم وعدم التفاتهم، والفاء في قوله تعالى: {فارتقب} لترتيب الارتقاب أو الأمر به على ما قبلها فإن كونهم في شك يلعبون مما يوجب ذلك حتمًا أي فانتظر لهم {يَوْمَ تَأْتِى السماء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ} أي يوم تأتي بجدب ومجاعة فإن الجائع جدًّا يرى بينه وبين السماء كهيئة الدخان وهي ظلمة تعرض للبصر لضعفه فيتوهم ذلك فإطلاق الدخان على ذلك المرئي باعتبار أن الرائي يتوهمه دخانًا، ولا يأباه وصفه بمبين وإرادة الجدب والمجاعة منه مجاز من باب ذكر المسبب وإرادة السبب أولأن الهواء يتكدر سنة الجدب بكثرة الغبار لقلة الأمطار المسكنة له فهو كناية عن الجدب وقد فسر أبو عبيدة الدخان به، وقال القتيبي: يسمى دخانًا ليبس الأرض حتى يرتفع منها ما هو كالدخان، وقال بعض العرب: نسمي الشر الغالب دخانًا، ووجه ذلك بأن الدخان مما يتأذى به فأطلق على كل مؤذ يشبهه، وأريد به هنا الجدب ومعناه الحقيقي معروف، وقياس جمعه في القلة أدخنة وفي الكثرة دخنان نحوغراب وأغربة وغربان، وشذوا في جمعه على فواعل فقالوا: دواخن كأنه جمع داخنة تقديرًا، وقرينة التجوز فيه هنا حالية كما ستعلمه إن شاء الله تعالى من الخبر، والمراد باليوم مطلق الزمان وهو مفعول به لارتقب أوظرف له والمفعول محذوف أي ارتقب وعد الله تعالى في ذلك اليوم وبالسماء جهة العلو، وإسناد الإتيان بذلك إليهما من قبيل الإسناد إلى السبب لأنه يحصل بعدم إمطارها ولم يسند إليه عز وجل مع أنه سبحانه الفاعل حقيقة ليكون الكلام مع سابقه المتضمن إسناد ما هو رحمة إليه تعالى شأنه على وزان قوله تعالى: {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المغضوب عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: 7] وتفسير الدخان بما فسرناه به مروى عن قتادة. وأبي العالية والنخعي والضحاك ومجاهد ومقاتل وهو اختيار الفراء والزجاج.
وقد روي بطرق كثيرة عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه، أخرج أحمد. والبخاري وجماعة عن مسروق قال: جاء رجل إلى عبد الله فقال: إني تركت رجلًا في المسجد يقول في هذه الآية {يَوْمَ تَأْتِى السماء بِدُخَانٍ} الخ: يغشى الناس قبل يوم القيامة دخان، فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم ويأخذ المؤمن منه كهيئة الزكام فغضب وكان متكئًا فجلس ثم قال: من علم منكم علمًا فليقل به، ومن لم يكن يعلم فليقل الله تعالى أعلم.
فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم الله تعالى أعلم، وسأحدثكم عن الدخان إن قريشًا لما استصعبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبطؤا عن الإسلام قال: اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام، فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينه كهيئة الدخان من الجوع، فأنزل الله تعالى: {فارتقب} إِلَى {أَلِيمٌ} [الدخان: 11] فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقيل: يا رسول الله استسق الله تعالى لمضر فاستسقى لهم عليه الصلاة والسلام، فسقوا فأنزل الله تعالى:
{إِنَّا كَاشِفُواْ العذاب قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} [الدخان: 15] الخبر.
وفي رواية أخرى صحيحة أنه قال: «لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الناس إدبارًا قال: اللهم سبعًا كسبع يوسف فأخذتهم سنة حتى أكلوا الميتة والجلود والعظام، فجاءه أَبُو سُفْيَان وناس من أهل مكة فقالوا: يا محمد إنك تزعم أنك قد بعثت رحمة وإن قومك قد هلكوا، فادع الله تعالى فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقوا الغيث فأطبقت عليهم سبعًا فشكا الناس كثرة المطر فقال: اللهم حوالينا ولا علينا فانحدرت السحابة عن رأسه فسقى الناس حو لهم قال: فقد مضت آية الدخان وهو الجوع الذي أصابهم» الحديث، وظاهره يدل كما في تاريخ ابن كثير على أن القصة كانت بمكة فالآية مكية.