فصل: قال الزمخشري:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{رَّبَّنَا اكشف عَنَّا العذاب إِنَّا مْؤْمِنُونَ} فدعا فكشف عنهم، فقال الله تعالى: {إِنَّا كَاشِفُوالعذاب قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} إلى كفركم.
{يَوْمَ نَبْطِشُ البطشة الكبرى إِنَّا مُنتَقِمُونَ} فعادوا فانتقم الله منهم يوم بدر، فهذه خمس قد مضين: الدخان، واللزام، والبطشة، والقمر، والروّم.
وقال الآخرون: بل هو دخان يجيء قبل قيام السّاعة، فيدخل في أسماع الكفّار والمنافقين، حتّى تكون كالرأس الحنيذ، ويعتري المؤمن منهم كهيئة الزكام، وتكون الأرض كلّها كبيت أوقد فيه وليس فيه خصاص.
قالوا: ولم يأتِ بعد، وهو آت وهذا قول ابن عباس وابن عمير والحسن وزيد بن علي، يدل عليه ما أنبأني عقيل بن محمد، أخبرنا المعافا بن زكريا، أخبرنا محمد بن جرير، حدثنا عصام بن داود الجراح، حدثنا أبي، حدثنا سفيان بن سعيد، حدثنا منصور بن المعتمر عن ربعي ابن حراش، قال: سمعت حذيفة بن اليمان يقول، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ أول الآيات الدخان ونزول عيسى ابن مريم ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق النّاس إلى المحشر تقيل معهم إذا قالوا. قال حذيفة: يا رسول الله ما الدخان؟ فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {يَوْمَ تَأْتِي السماء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ يَغْشَى الناس هذا عَذَابٌ أَلِيمٌ} يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يومًا وليلة. أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكام، وأما الكافر كمنزلة السكران يخرج من منخريه وأذنيه ودبره».
وبه عن ابن جرير، حدثنا يعقوب، حدثنا ابن عليه، عن ابن جريح، عن عبد الله بن أبي مليكة، قال: غدوت على ابن عباس ذات يوم، فقال: ما نمت الليلة حتّى أصبحت. قلت: لِمَ؟ قال: قالوا: طلع الكوكب ذوالذنب فخشيت أن يكون الدُّخان قد طرق فما نمت حتّى أصبحت.
{رَّبَّنَا اكشف عَنَّا العذاب إِنَّا مْؤْمِنُونَ أنى لَهُمُ الذكرى} من أين لهم للتذكير والإتعاظ بعد نزول البلاء وحلو ل العذاب.
{وَقَدْ جَاءَهُمْ رسول مُّبِينٌ} محمّد صلى الله عليه وسلم: {ثُمَّ تَولواْ عَنْهُ وَقالواْ مُعَلَّمٌ} يعلمه بشر.
{مَّجْنُونٌ إِنَّا كَاشِفُوالعذاب قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} إلى كفركم، وقال قتادة: عائدون في عذاب الله.
{يَوْمَ نَبْطِشُ البطشة الكبرى} وهو يوم بدر.
{إِنَّا مُنتَقِمُونَ} هذا قول أكثر العلماء، وقال الحسن: هو يوم القيامة.
وروي، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال ابن مسعود: {الكبرى} يوم بدر و{إِنَّا} أقول هي يوم القيامة.
{ولقد فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رسول كَرِيمٌ} على الله وهو موسى بن عمران (عليه السلام)، وقيل: شريف وبسيط في قومه.
{أَنْ أدوا} أن إدفعوا.
{إِلَيَّ عِبَادَ الله} يعني بني إسرائيل فلا يعذبهم.
{إِنِّي لَكُمْ رسول أَمِينٌ} على الوحي.
{وَأَن لاَّ تَعْلُواْ} تطغوا وتبغوا.
{عَلَى الله} فتعصوه وتخالفوا أمره.
{إني آتيكم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} برهان مبين فتوعدوه بالقتل. فقال: {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ} يقتلون، وقال قتادة: ترجمون بالحجارة. ابن عباس: يشتمون ويقولون هو ساحر.
{وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُواْ لِي فاعتزلون} فخلوا سبيلي غير مرجوم باللسان ولا باليد.
{فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هؤلاء قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ} مشركون، فقال سبحانه: {فَأَسْرِ بِعِبَادِي} بني إسرائيل.
{لَيْلًا إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ} يتبعكم فرعون وقومه.
{واترك البحر رَهوا} إذا قطعته أنت وأصحابك رهوا ساكنًا على حالته وهيئته الّتي كان عليها حين دخلته.
{إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ}.
واختلفت عبارات المفسرين عن معنى الرهو فروى الوالبي عن ابن عباس رهوا، قال: سمتًا. العوفي عنه: هو أن يترك كما كان. كعب: طريقًا. ربيع: سهلًا. ضحاك: دمثًا. عكرمة: يابسًا جزرًا، وقيل جذاذًا. قتادة: طريقًا يابسًا، وأصل الرهو في كلام العرب السكون. قال الشاعر:
كإنما أهل حجر ينظرون متى ** يرونني خارجًا طيرًا يناديد

طيرًا رأت بازيًا نضح الدماء به ** وأمه خرجت رهوا إلى عيد

يعني عليها سكون.
{كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ} مجلس {كَرِيمٍ} شريف وإنّما سماه كريمًا لأنه مجلس الملوك، قاله مجاهد وسعيد بن جبير، وقالا: هي المنابر، وقال قتادة: الكريم الحسن.
{وَنَعْمَةٍ كَانُواْ فِيهَا فَاكِهِينَ} ناعمين فاكهين أشرين بطرين معجبين.
{كَذَلِكَ وأورثناها قَوْمًا آخرين} بني إسرائيل. نظيره قوله: {وَأو رثْنَا القوم الذين كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ} [الأعراف: 137] الآية.
{فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السماء والأرض} وذلك إن المؤمن إذا مات بكت عليه السّماء والأرض أربعين صباحًا، وقال عطاء: في هذه الآية بكاءها حمرة أطرافها، وقال السدي: لما قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما بكت عليه السّماء، وبكاؤها حمرتها.
حدثنا خالد بن خداش، عن حماد بن زيد، عن هشام، عن محمد بن سيرين. قال: أخبرونا إنّ الحمرة الّتي مع الشفق لم تكن، حتّى قتل الحسين رضي الله عنه.
أخبرنا ابن بكر الخوارزمي، حدثنا أبو العياض الدعو لي، حدثنا أبي بكر بن أبي خثيمة، وبه عن أبي خثيمة، حدثنا أبو سلمة، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا سليم القاضي، قال: مطرنا دمًا أيام قتل الحسين.
أخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه، حدثنا أبو علي المُقري، حدثنا أبو بكر الموصلي، حدثنا أحمد بن إسحاق البصري، حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا موسى بن عبيدة الرمدني، أخبرني يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم إنّه قال:
«ما من عبد إلاّ له في السّماء بابان: باب يخرج منه رزقه، وباب يدخل منه عمله وكلامه، فإذا مات فقداه وبكيا عليه وتلا هذه الآية: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السماء والأرض}»، وذلك إنّهم لم يكونوا يعملون على الأرض عملًا صالحًا تبكي عليهم، ولم يصعد إلى السّماء من كلامهم ولا من عملهم كلام طيب ولا عمل صالح فتفقدهم فتبكي.
أخبرنا عقيل بن محمد: إنّ المعافا بن زكريا أخبره، عن محمد بن جرير، حدثنا يحيى بن طلحة، حدثنا عيسى بن يونس، عن صفوان بن عمر، عن شريح بن عبيد الحضرمي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا، ألاّ لا غربة على مؤمن، ما مات مؤمن في غربة غابت عنه فيها بواكيه، إلاّ بكت عليه السّماء والأرض». ثمّ قرأ رسول الله (عليه السلام): {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السماء والأرض}، ثمّ قال: «إنّهما لا تبكيان على الكافر».
{وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ ولقد نَجَّيْنَا بني إِسْرَائِيلَ مِنَ العذاب المهين} قتل الأبناء واستحياء النساء.
{مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِّنَ المسرفين ولقد اخترناهم} يعني مؤمني بني إسرائيل.
{على عِلْمٍ} منّا لهم.
{عَلَى العالمين} يعني عالمي زمانهم {وَآتيناهم مِّنَ الآيات مَا فِيهِ بَلاَءٌ مُّبِينٌ} قال قتادة: نعمة بيّنة حين فلق لهم البحر وظلّل عليهم الغمام وأنزل عليهم المن والسّلوى.
وقال ابن زيد: ابتلاهم بالرخاء والشدة، وقرأ: {وَنَبْلُوكُم بالشر والخير فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}.
{إِنَّ هؤلاء} يعني مشركي مكّة.
{لَيَقولونَ إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الأولى وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ} بمبعوثين بعد موتنا.
{فَأْتُواْ بِآبائنا} الّذين ماتوا.
{إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} إِنَّا نُبعث أحياء بعد الموت.
{أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ} قال قتادة: هو تبّع الحميري، وكان سار بالجيوش حتّى حيّر الحيرة، وبنى سمرقند، وكان إذا كتب، كَتب باسم الّذي يملك برًا وبحرًا وضحًا وريحًا.
وذكر لنا إنّ كعبًا يقول: ذمّ الله قومهُ ولم يذمّهُ، وكانت عائشة رضي الله عنها تقول: لا تسبوا تُبّعًا فإنه كان رجلًا صالحًا، وقال سعيد بن جبير: هو الذي كسا البيت.
أخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه، حدثنا أبوبكر بن محمد القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل، حدثنا أبي، حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعه، حدثنا أبوزرعة عمرو بن جابر، عن سهل بن سعد، قال: سمعت النبي (عليه السلام) يقول: «لا تسبوا تُبّعًا، فإنّه قد كان أسلم».
أخبرنا ابن فنجويه الدينوري، حدثنا عبيد الله بن محمد بن شنبه، حدثنا محمد بن علي سالم الهمذاني، حدثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن أبي ذيب، عن المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أدري تُبّع نبيًا كان أم غير نبي».
{والذين مِن قَبْلِهِمْ} من الأمم الخالية الكافرة.
{أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ}.
{وَمَا خَلَقْنَا السماوات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بالحق ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّ يَوْمَ الفصل مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ يَوْمَ لاَ يُغْنِي مولى عَن مولى شَيْئًا} لا يدفع ابن عم عن ابن عمه ولا صديق عن صديقه.
{و لاَ هُمْ يُنصَرُونَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ الله} اختلف النحاة في محل {مَن} فقال بعضهم: محله رفع بدلًا من الاسم المضمر في ينصرون، وإن شئت جعلته ابتداء وأضمرت خبره، يريد {إِلاَّ مَن رَّحِمَ الله} فنغني عنه ونشفع له، وإن شئت جعلته نصبًا على الإستثناء والأنقطاع، عن أول الكلام يريد اللَّهُم {إِلاَّ مَن رَّحِمَ الله}.
{إِنَّهُ هو العزيز الرحيم إِنَّ شَجَرَةَ الزقوم طَعَامُ الأثيم} الفاجر وهو أبو جهل بن هشام.
أنبأني عقيل بن حمد، خبرنا المعافا بن زكريا، أخبرنا محمد بن جرير، حدثني أبو السائب، حدثني أبو مع أو ية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث، قال: كان أبو الدرداء يقرئ رجلًا {إِنَّ شَجَرَةَ الزقوم طَعَامُ الأثيم} فجعل الرجل يقول: طعام اليتيم، فلما أكثر عليه أبو الدرداء فراه لا يفهم. قال: قل إِنَّ شجرت الزقوم طعام الفاجر.
{كالمهل يَغْلِي} بالياء ابن كثير وحفص، ورُوَيس جعل الفعل غيرهم بالتاء لتأنيث الشجرة.
{في البُطُونِ كَغَليّ الحَمِيمِ خُذُوهُ} يعني الأثيم.
{فاعتلوه} فادخلوه وادفعوه وسوقوه الى النّار. يقال: عتله يعتله عتلًا إذا ساقه بالعنف والدفع والجذب. قال الفرزدق:
ليس الكرام بناحليك أباهم ** حتّى تردَّ إلى عطية تُعْتَل

أي ساق دفعًا وسحبًا، وفيه لغتان: كسر التاء، وهي قراءة أبي جعفر وأبي مرو وأهل الكوفة، وضمها وهي قراءة الباقي.
{إلى سَوَاءِ الجحيم ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الحميم} وهو الماء الّذي قال الله تعالى: {يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الحميم} [الحج: 19] ثمّ يقال له: {ذُقْ} هذا العذاب.
{إِنَّكَ أَنتَ العزيز} في قومك.
{الكريم} بزعمك، وذلك إنّ أبا جهل. قال: ما بين حبليها رجل أعز ولا أكرم مني. فيقول له الخزنة هذا على طريق الإستخفاف والتحقيق.
وقراءة العامة إنّك بكسر الألف على الابتداء، وقرأ الكسائي بالنصب على معنى لأنك.
{إِنَّ هذا مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ} تشكون ولا تؤمنون به فقد لقيتموه فذوقوه.
{إِنَّ المتقين فِي مَقَامٍ أَمِينٍ} قرأ أهل المدينة والشام بضم (الميم) من المقام على المصدر أي في إقامة، وقرأ غيرهم بالفتح أي في مكان كريم.
{فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ} وهو ما رَقَّ من الديباج.
{وَإِسْتَبْرَقٍ} وهو ما غلظ منه معرّب.
{مُّتَقَابِلِينَ كَذَلِكَ} وكما أكرمناهم بالجنان والعيون واللباس كذلك أكرمناهم بأن.
{وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ} وهي النساء النقيات البياض، قال مجاهد: يحار فيهن الطرف من بياضهنّ وصفاء لونهنّ، بادية سوقهنّ من وراء ثيابهنّ، ويرى الناظر وجهه في كبد إحداهن كالمراة من رقة الجلد وصفاء اللون.
ودليل هذا التأويل إنّها في حرف ابن مسعود (بعيس عين) وهي البيض ومنه قيل للإبل البيض عيس، وواحده بعير أعيس، وناقة عيساء، وقيل: الحور الشديدات بياض الأعين، الشديدات سوادها، واحدها أحور، والعين جمع العيناء، وهي العظيمة العينين.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الله الطبري الحاجّي، حدثنا أبو علي الحسن ابن اسماعيل بن خلف الخياط، حدثنا أبوبكر محمد بن الحسين بن الفرج، حدثنا محمد بن عبيد بن عبد الملك، حدثنا محمد بن يعلي أبو علي الكوفي، حدثنا عمر بن صبيح، عن مقاتل بن حيان، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مهور الحور العين قبضات التمر وفلق الخبز».
أخبرنا الحسين بن محمد بن فنجويه، حدثنا محمد بن عمر بن إسحاق، عن حبش، حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، حدثنا أيوب بن علي يعني الصباحي حدثنا زياد بن سيار مولى لي عن عزة بنت أبي قرصافة، عن أبيها قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إخراج القمامة من المسجد مهور الحور العين».
{يَدْعُونَ فِيهَا بِكلِّ فَاكِهَةٍ} اشتهوها.
{آمنين} من نفادها وعدمها في بعض الأزمنة ومن غائلتها ومضرّتها، وقال قتادة: {آمنين} من الموت والأوصاب والشيطان.
{لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا الموت إِلاَّ الموتة الأولى} يعني سوى {الموتة الأولى} وبعدها وضع {إِلاَّ} موضع بعد كقوله: {و لاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ ابَاؤُكُمْ مِّنَ النساء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ} [النساء: 22]. يعني بعدما قد فعل اباؤكم وسواه، وهذا كما يقول في الكلام: ما ذقت اليوم طعامًا سوى ما أكلته أمس.
{ووقاهم عَذَابَ الجحيم فَضْلًا مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هو الفوز العظيم فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ} سهلناه، كناية عن غير مذكور.
{بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ فارتقب} فانتظر الفتح والنصر من ربّك.
{إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ} بزعمهم قهرك. اهـ.

.قال الزمخشري:

سورة الدخان مكية، إلا قوله: {إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا} الآية وهي سبع وخمسون آية. وقيل تسع وخمسون، نزلت بعد سورة الزخرف.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.