فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وتعقب بأن ظاهر حالهم أنهم مترددون لا معتقدون.
وأجيب بأن الاعتقاد المنفي لا ينافي ظاهر حالهم بل يقررها على أتم وجه. وقيل المستثنى ظن أمر الساعة والمستثنى منه مطلق الظن كأنه قيل لا ظن ولا تردد لنا إلا ظن أمر الساعة والتردد فيه فالكلام لنفي ظنهم فيما سوى ذلك مبالغة. وقال الرضي: إن ما ضربت إلا ضربًا يحتمل التعدد من حيث توهم المخاطب إذ ربما تقول ضربت وقد فعلت غير الضرب مما يجري مجراه من مقدماته كالتهديد فتدفع ذلك وتقول ضربت ضربًا فهو نظير جاء زيد زيد فلما كان ضربت محتملًا للضرب وغيره من حيث التوهم صار كالمتعدد الشامل للضرب وغيره. وحاصله أن لاضرب لما احتمل قبل التأكيد والاستثناء فعلًا آخر حمل على العموم بقرينة الاستثناء فيكون المعنى ما فعلت شيئًا إلا ضربًا. وهكذا {مَا نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنًّا} وهذا كالمتحد مع ما ذكرناه أولا.
ورد بأن الاستثناء يقتضي الشمو ل المحقق ولا يكفي فيه الاحتمال المحقق فضلًا عن المتوهم.
وتعقب بأنه ليس بشيء لأنه إذا تجرد الفعل لمعنى عام صار الشمو ل محققًا على أن عدم كفاية الشمو ل الفرضي غير مسلم كما يعرفه من يتتبع موارده. وذهب ابن يعيش وأبو البقاء إلى أنه على القلب والتقديم والتأخير والأصل ءن نحن إلا نظن ظنًا وحكى ذلك عن المبرد. وقد حمل عليه ما حكاه أبو عمرو بن العلاء وسيبويه من قول العرب: ليس الطيب إلا المسك بالرفع فقال: الأصل ليس إلا الطيب المسك ليكون اسم ليس ضمير الشأن وما بعد إلا مبتدأ وخبرًا في موضع الخبر لها. ورده الرضي وقال: إنه تكلف لما فيه من التعقيد المخل بالفصاحة.
والمثال المحكي وارد على لغة بني تميم فإنهم عاملوا ليس معاملة ما فاهملوها لأنتقاض النفي بإلا. وقيل {ظَنّا} مفعول مطلق لفعل محذوف والمستثنى محذوف والتقدير إن نظن إلا أنكم تظنون ظنًا.
وحكي عن المبرد أيضًا وفيه حذف إن واسمها وخبرها وإبقاء المصدر وذلك لا يجوز. وفيه أيضًا من التعقيد المخل بالفصاحة ما فيه. ولا أظن صحة حكايته عن المبرد لغاية برودته. وجوز صاحب التقريب أن يكون المراد إن نظن إلا ظنًا ضعيفًا فهو مصدر مبين للنوع حذفت صفته كما صرح به في (البحر) لا مؤكد. وهذا يوافق ما ذكره الإمام السكاكي في بحث أن التنكير قد يكون للتحقير.
وتعقب بأن قوله تعالى: {وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} يأباه فإن مقابل الاستيقان مطلق الظن لا الضعيف منه. وقد صرح غير واحد بأن هذه الجملة كالتأكيد لما قبلها والمراد بها استمرار النفي وتأكيده. قيل: والمعنى وما نحن بمستيقنين إمكان الساعة أي لا نتيقن إمكانها أصلًا فضلًا عن تحقق وقوعها المدلو ل عليه بقوله تعالى: {إِنَّ وعْدَ الله حَقٌّ والساعة لاَ رَيْبَ فِيهَا} فقولهم ذلك رد لهذا. ولعل المثبتين لأنفسهم الظن من غير إيقان بأمر الساعة غير القائلين {ما هي إلا حياتنا الدنيا} [الجاثية: 24] فإن ذلك ظاهر في أنهم منكرون للبعث جازمون بنفي الساعة فيكون الكفرة صنفين صنف جازمون بنفيها كأئمتهم وصنف مترددون متحيرون فيها فإذا سمعوا ما يؤثر عن آبائهم أنكروها وإذا سمعوا الآيات المتلوة تقهقر إنكارهم فترددوا.
ويحتمل اتحاد قائل ذاك وقائل هذا إلا أن كل قول في وقت وحال فهو مضطرب مختلف الحالات تارة يجزم بالنفي فيقول: {ما هي إلا حياتنا الدنيا} [الجاثية: 24] وأخرى يظن فيقول إن نظن إلا ظنًا. وقيل: الجزم هناك بنفي وقوعها والظن من غير إيقان هنا بمجرد إمكانها فهم مترددون بإمكانها الذاتي جازمون بعدم وقوعها بالفعل فتأمل. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{وللَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.
اعتراض تذييل لقوله: {قل الله يحييكم ثم يميتكم} [الجاثية: 26] أي لله لا لغيره مُلك السماوات والأرض. أي فهو المتصرف في أحوال ما حوته السماوات والأرض من إحياء وإماتة. وغير ذلك بما أوجد من أصو لها وما قدّر من أسبابها ووسائلها فليس للدهر تصرف ولا لما سوى الله تعالى.
وتقديم المجرور على المسند إليه لإفادة التخصيص لرد معتقدهم من خروج تصرف غيره في بعض ما في السماوات والأرض كقولهم في الدهر: {}.
لما جرى ذِكْر يوم القيامة أعقب بإنذار الذين أنكروه من سوء عاقبتهم فيه.
و{المبطلون والأرض وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ المبطلون وترى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أمَّةٍ تدعى إلى كتابها اليوم تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ هذا كتابنا يَنطِقُ عَلَيْكُم}: الاتون بالباطل في معتقداتهم وأقوالهم وأعمالهم إذ الباطل ما ضادَّ الحق.
والمقصود منه ابتداء هنا هو الشرك بالله فإنه أعظم الباطل ثم تجيء درجات الباطل متنازلة وما من درجة منها إلا وهي خسارة على فاعلها بقدر فعلته وقد أنذر الله الناس وهو العليم بمقادير تلك الخسارة.
{ويوم تقوم الساعة} ظرف متعلق بـ {يخسر}. وقدم عليه للاهتمام به واسترعاء الأسماع لما يرد من وصف أحواله.
و{يومئذٍ} توكيد لـ: {يوم تقوم الساعة} وتنوينه عوض عن المضاف إليه المحذوف لدلالة ما أضيف إليه يومَ عليه. أي يوم إذْ تقوم الساعة يخسر المبطلون فالتأكيد بتحقيق مضمون الخبر ولتهويل ذلك اليوم.
والخطاب في {ترى} لكل من يصلح له الخطاب بالقرآن فلا يقصد مخاطب معين. ويجوز أن يكون خطابًا للرسول صلى الله عليه وسلم والمضارع في {ترى} مراد به الاستقبال فالمعنى: وترى يومئذٍ.
والأمة: الجماعة العظيمة من الناس الذين يَجمعهم دين جاء به رسول إليهم.
و{جاثية} اسم فاعل من مصدر الجُثُوبضمتين وهو البروك على الرُكبتين باستئفاز. أي بغير مباشرة المقعدة للأرض. فالجاثي هو البارك المستوفز وهو هيئة الخضوع.
وظاهر كون {كتابها} مفردًا غير معرف باللام أنه كتاب واحد لكل أمة فيقتضي أن يراد كتاب الشريعة مثل القرآن. والتوراة. والأنجيل. وصحف إبراهيم وغير ذلك لا صحائف الأعمال. فمعنى {تدعى إلى كتابها} تدعى لتعرض أعمالها على ما أُمرت به في كتابها كما في الحديث «القرآن حجةٌ لك أو عليك» وقيل: أريد بقوله: {كتابها} كتاب تسجيل الأعمال لكل واحد. أو مراد به الجنس وتكون إضافته إلى ضمير الأمة على إرادة التوزيع على الأفراد لأن لكل واحد من كل أمة صحيفة عمله خاصة به كما قال تعالى: {اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبًا} [الإسراء: 14]. وقال: {ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه}.
[الكهف: 49] أي كل مجرم مشفق مما في كتابه. إلا أن هذه الآية الأخيرة وقع فيها الكتاب معرفًا باللام فقبل العمومَ.
وأما آية الجاثية فعمومها بدليّ بالقرينة.
فالمراد: خصوص الأمم التي أرسلت إليها الرسل ولها كتب وشرائع لقوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسو لا} [الإسراء: 15].
ومسألة مؤاخذة الأمم التي لم تجئها الرسل بخصوص جحد الإله أو الإشراككِ به مقررة في أصو ل الدين. وتقدمت عند قوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسو لا} في سورة الإسراء (15).
وقرأ الجمهور {كل أمة تدعى إلى كتابها} برفع {كل} على أنه مبتدأ و{تدعى} خبر عنه والجملة استئناف بياني لأن جُثوالأمة يثير سؤال سائل عما بعد ذلك الجثوّ.
وقرأه يعقوب بنصب {كلَّ} على البدل من قوله: {وترى كل أمة}.
وجملة {تدعى} حال من {كل أمة} فأعيدت كلمة {كل أمة} دون اكتفاء بقوله: {تدعَى} أو يدعون للتهويل والدعاء إلى الكتاب بالأمم تجثوثم تدعى كل أمة إلى كتابها فتذهب إليه للحساب. أي يذهب أفرادها للحساب ولوقيل: وترى كل أمة جاثية تدعى إلى كتابها لأوهم أن الجثو والدعاء إلى الكتاب يحصلأن معًا مع ما في إعادة الخبر مرة ثانية من التهويل.
وجملة {اليوم تجزون ما كنتم تعملون} بدل اشتمال من جملة {تدعى إلى كتابها} بتقدير قول محذوف. أي يقال لهم اليوم تجزون. أي يكون جزاؤكم على وفق أعْمالِكم وجريها على وفق ما يوافق كتاب دينكم من أفعالكم في الحسنات والسيئات. وهذا البدل وقع اعتراضًا بين جملة {وترى كل أمة جاثية} وجملة {فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات} [الجاثية: 30] الآيات.
وجملة {هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق} من مقول القول المقدّر. وهي مستأنفة استئنافًا بيانيًا لتوقع سؤال من يقول منهم: ما هو طريق ثبوت أعمالها.
والإشارة إما إلى كتاب شريعة الأمة المدعوة. وإما إلى كُتب أفرادها على تأويل الكتاب بالجنس على الوجهتين المتقدمين.
وإفراد ضمير {ينطق} على هذا الوجه مراعاة للفظ {كتابنا}. فالمعنى هذه كتبنا تنطق عليكم بالحق.
وإضافة (كتاب) إلى ضمير الله تعالى بعد أن أضيف إلى {كل أمة} لاختلاف الملابسة. فالكتاب يلابس الأمة لأنه جعل لإحصاء أعمالهم أولأن ما كلفوا به مثبت فيه. وإضافته إلى ضمير الله لأنه الامر به.
وإسناد النطق إلى الكتاب مجاز عقلي وإنما تنطق بما في الكتاب ملائكة الحساب. أواستعير النطق للدلالة نحو قولهم: نطقت الحال.
والمعنى: أن فيه شهادة عليهم بأن أعمالهم مخالفة لوصايا الكتاب أوبأنها مكتوبة في صحائف أعمالهم على التأويلين في المراد بالكتاب.
ولتضمن {ينطق} معنى (يشهد) عدي بحرف (على).
ولما كان المقام للتهديد اقتصر فيه على تعدية {يَنطق} بحرف (على) دون زيادة: ولكم. إيثارًا لجانب التهديد.
وجملة {إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون} استئناف بياني لأنهم إذا سمعوا {هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق} خطر ببالهم السؤال: كيف شهد عليهم الكتاب اليوم وهم قد عملوا الأعمال في الدنيا. فأجيبوا بأن الله كَانَ يأمر بنسخ ما يعملونه في الصحف في وقت عمله.
وإن حمل الكتاب على كتب الشريعة كانت جملة {إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون} تعليلًا للجملة قبلها باعتبار تقييد النطق بأنه بالحق. أي لأن أعمالكم كانت محصاة مبيّن ما هو منها مخالف لما أمر به كتابهم.
والاستنساخ: استفعال من النسخ.
والنسخ: يطلق على كتابة ما يكتب على مثاللِ مكتوببٍ آخر قبله.
ويسمى بالمعارضة أيضًا.
وظاهر الأساس أن هذا حقيقة معنى النسخ وأن قولهم: نسخت الشمسُ الظلَّ مجاز.
وكلام جمهور العلماء بخلافه كما يقوله علماء أصو ل الفقه في باب النسخ.
وكلام الراغب يحتمل الإطلاقين. فإذا درجتَ على كلام الجمهور فقد جُعلت كتابةُ مكتوببٍ على مثال مكتوببٍ قبله كإزالةٍ للمكتوب الأول لأن ذلك في الغالب يكون لقصد التعويض عن المكتوب الأول لمن ليس عنده أولخشيَةِ ضياع الأصل.
وعن ابن عباس أنه يقول: ألستُم عَرَبًا وهل يكون النسخ إلا من كتاب.
وأما إطلاق النسخ على كتابة أُنففٍ ليست على مثال كتابةٍ أخرى سبقتها فكلام الزمخشري في الأساس صريح في أنه من معاني النسخ حقيقة. وهو ظاهر كلامه في (الكشاف). فيكون لفظ النسخ مشتركًا في المعنيين بل ربما كان معنى مطلق الكتابة هو الأصلَ وكانت تسمية كتابةٍ على مثل كتابةٍ سابقة نسخًا لأن ذلك كتابة وكلام صاحب (اللسان) وصاحب (القاموس) أن نَقل الكتابة لا يسمى نسخًا إلا إذا كان على مثال كتابة سابقة.
وهذا اختلاف مُعضل. والأظهر ما ذهب إليه صاحب (اللسان) وصاحب (القاموس) فيجوز أن يكون السين والتاء في {نستنسخ} للمبالغة في الفعل مثل استجاب.
ويجوز أن يكون السين والتاء للطلب والتكليف. أيْ نكلف الملائكة نسخ أعمالكم. وعلى هذا المحمل حمل المفسرون السين والتاء هنا أي للطلب. ثم يجوز أن يكون النسخ على معنى نقل كتابة عن كتابة سابقة وبه فسر ابن عباس قال: إن الله وكل ملائكة ينسخون من أم الكتاب في رمضان كل ما سيكون من أعمال بني آدم. ويجوز أن يكون النسخ بمعنى كتابة ما تعلمه النّاس دون نقل عن أصل.
والمعنى: إنا كنا نكتب أعمالكم.
وعن علي بن أبي طالب أنه قال: إن لله ملائكة ينزلون كل يوم بشيء يكتبون فيه أعمال بني آدم ومثله عن الحسن والسدّي.
والنسخ هنا: الكتابة. وإسناد فعل الاستنتاج إلى ضمير الله على هذا إسناد مجازي لأن الله أمر الحفظة بكتابة الأعمال.
{فَأَمَّا الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هو الفَوْزُ الْمُبِينُ (30)}.
الفاء لعطف المفصل على المجمل. وهو تفصيل لما أجمل في قوله: {وترى كل أمة جاثية} [الجاثية: 28] وما بينهما اعتراض.
فالكلام هنا هو متصل بقوله: {وترى كل أمة جاثية كما دل عليه قوله وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم}.
وابتدئ في التفصيل بوصف حال المؤمنين مع أن المقام للحديث عن المبطلين في قوله: {يومئذٍ يخسر المبطلون} [الجاثية: 27] تنويهًا بالمؤمنين وتعجيلًا لمسرتهم وتعجيلًا لمساءة المبطلين لأن وصف حال المؤمنين يُؤذن بمخالفة حال الآخرين لحالهم.
والتعبير بـ (يدخلهم في رحمته) شامل لما تتصوره النفس من أنواع الكرامة والنعيم إذ جعلت رحمة الله بمنزلة المكان يدخلونه.
وافتتح بيان حال الذين كفروا بما يقال لهم من التوبيخ والتقرير من قِبَل الله تعالى. فقوله: {أفلم تكن آياتي} مقول قول محذوف لظهور أن ذلك خطاب صادر من متكلم من جانب الله تعالى فيقدر فيقال لهم على طريقة قوله بعد {وقيل اليوم ننساكم} [الجاثية: 34].
والفاء جواب {أمّا}. أوفيقال لهم {أفلم تكن آياتي تتلى عليكم} فلما حذف فعل القول قُدم حرف الاستفهام على فاء الجواب اعتدادًا باستحقاقه التصديرَ كما يُقدم الاستفهام على حروف العطف.
ولم يتعدّ بالمحذوف لأن التقديم لدفع الكراهة اللفظية من تأخر الاستفهام عن الحرف وهي موجُودة بعد حذف ما حُذف.
والاستفهام توبيخ وتقرير.
والمراد بالآيات القرآن. أي فاستكبرتم على الأخذ بها ولم تقتصروا على الاستكبار بل كنتم قومًا مجرمين. أي لم تفدكم مواعظ القرآن صلاحًا لأنفسهم بما سمعتم منه.
وإقحام {قومًا} دون الاقتصار على: وكنتم مجرمين. للدلالة على أن الإجرام صار خُلقًا لهم وخالط نفوسهم حتى صار من مقومات قوميتهم وقد قدمناه غير مرة.
وجملة {وإذا قيل إن وعد الله حق} إلخ عطف على جملة {فاستكبرتم}.
والتقدير: وقلتم ما ندري ما الساعة إذا قيل لكم إن الساعة لا ريبَ فيها.
وَهذاننِ القولان مما تكرر في القرآن بلفظه وبمعناه. فهو تخصيص لبعض آيات القرآن بالذكر بعد التعميم في قوله: {أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم}.