فصل: قال الثعلبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



أحدها: أن الكبرياء العظمة. قاله يحيى بن سلام.
الثاني: أنه السلطان. قاله مجاهد.
الثالث: الشرف. قاله ابن زياد.
الرابع: البقاء والخلود.
{وَهوالْعَزِيزُ} في انتقامه {الْحَكِيمُ} في تدبيره. اهـ.

.قال الثعلبي:

{حم تَنزِيلُ الكتاب مِنَ الله العزيز الحكيم إِنَّ فِي السماوات والأرض لآيات لِّلْمُؤْمِنِينَ وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيات}.
قرأ حمزة والكسائي ويعقوب بكسر التاء من {آيات} وكذلك الّتي بعدها ردًا على قوله: {لآيات} وقرأ الباقون برفعها على خبر حرف الصفة.
{لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ واختلاف الليل والنهار وَمَا أَنَزَلَ الله مِنَ السماء مَّن رِّزْقٍ} يعني الغيث سماه رزقًا لأنه سبب أرزاق العباد وأقواتهم {فَأَحْيَا بِهِ الأرض بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرياح آيات لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ تَلْكَ آيات الله نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحق فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ الله}. أي بعد حديث الله وكلامه.
{وآياته} وحججه ودليله.
{يُؤْمِنُونَ} قرأ أهل الكوفة بالتاء. وأختلف فيه عن عاصم ويعقوب عنهم بالياء.
{وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ} كذّاب.
{أَثِيمٍ يَسْمَعُ آيات الله تتلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ وَإِذَا عَلِمَ} يعني قوله: {مِنْ آياتنَا شَيْئًا اتخذها هُزُوًا أولئك لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} نزلت في أبي جهل وأصحابه.
{مِّن وَرَائِهِمْ} أمامهم.
{جَهَنَّمُ} نظيره في سورة إبراهيم (عليه السلام).
{ولاَ يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُواْ} من الأموال.
{شَيْئًا ولا مَا اتخذوا مِن دُونِ الله أوليَاءَ} يعني الأوثان.
{ولهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ هذا} القرآن.
{هُدًى والذين كَفَرُواْ بآيات رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ} من عذاب موجع.
{الله الذي سَخَّرَ لَكُمُ البحر لِتَجْرِيَ الفلك فِيهِ بِأَمْرِهِ ولتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ ولعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض جَمِيعًا مِّنْه} فلا تجعلوا لله أندادًا.
أخبرنا ابن فنجويه الدينوري. حدثنا طلحة وعبد الله. قالا: حدثنا ابن مجاهد. حدثني ابن أبي مهران. حدثني أحمد بن يزيد. حدثنا شبابة. عن أبي سمبلة. عن عبد العزيز بن علي القريشي. حدثنا محمد بن عبد الله بن أيوب الثقفي. عن عثمان بن بشير. قال: سمعت ابن عباس يقرأ: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض جَمِيعًا مِّنْه} مفتوحة (الميم). مرفوعة (النون). وبه رواية. عن ابن عمر. قال: سمعت مسلمة يقرأ: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا في السَّمَاوَاتِ وَمَا في الأرض جَمِيعًا مِّنْه} مفتوحة (الميم) مرفوعة (النون) وهي مشددة. (والهاء) مضمومة.
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيات لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ قُل لِّلَّذِينَ آمنوا يَغْفِرُواْ لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ الله} أي لا يخافون وقائع الله ولا يبالون نقمه. قال ابن عباس ومقاتل: نزلت في عمر بن الخطاب رضي الله عنه وذلك أنّ رجلًا من بني غفار كان يشتمه فهمّ عمر أن يبطش به. فأنزل الله تعالى هذه الآية. وأمره بالعفو.
أخبرنا الحسين بن محمد بن عبد الله. حدثنا موسى بن محمد بن علي بن عبد الله. حدثنا الحسن بن علوية. حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار. حدثنا محمد بن زياد الشكري. عن ميمون ابن مهران. عن ابن عباس. قال: «لما نزلت هذه الآية {مَّن ذَا الذي يُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَنًا} [البقرة: 245]. قال يهودي بالمدينة يقال له فنحاص: احتاج ربّ محمد. قال: فلما سمع بذلك عمر بن الخطاب إشتمل على سيفه وخرج في طلبه. فجاء جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ ربّك يقول: {قُل لِّلَّذِينَ آمنوا يَغْفِرُواْ لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ الله}. واعلم إنّ عمر بن الخطاب قد اشتمل على سيفه وخرج في طلب اليهودي. فبعث النبي صلى الله عليه وسلم في طلبه. فلما جاءه. قال: يا عمر خرج سيفك؟. قال: صدقت يارسو ل الله. أَشهد أنّك أُرسلت بالحقّ. قال: فإنّ ربّك يقول: {قُل لِّلَّذِينَ آمنوا يَغْفِرُواْ لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ الله}. قال: لا جرم والّذي بعثك بالحقّ لا يُرى الغضب في وجهي».
قال القرظي والسدي: نزلت في ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل مكّة كانوا في أذىً شديد من المشركين. قبل أن يؤمروا بالقتال فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله تعالى هذه الآية ثمّ نسختها آية القتال.
{لِيَجْزِيَ قَوْمًا} بفتح الياءين وكسر الزاء. وقرأ أبو جعفر بضم الياء الأولى وجزم الثانية. قال أبو عمرو: وهو لحن ظاهر. وقال الكسائي: وهذه ليجري الجزاء قومًا. وقرأ الباقون بفتح اليائين على وجه الخبر عن الله تعالى. واختاره أبو عبيدة وأبو حاتم لذكر الله تعالى قبل ذلك.
{بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ولقد آتَيْنَا بني إِسْرَائِيلَ الكتاب والحكم والنبوة وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ الطيبات} الحلالات. يعني المن والسلوى.
{وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى العالمين وَآتيناهم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الأمر} يعني أحكام التوراة.
{فَمَا اختلفوا إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ العلم بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بِيْنَهُمْ يَوْمَ القيامة فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ على شَرِيعَةٍ} سنة وطريقة.
{مِّنَ الأمر} من الدّين.
{فاتبعها ولا تَتَّبِعْ أَهواءَ الذين لاَ يَعْلَمُونَ} يعني مُراد الكافرين الجاهلين. وذلك حين دُعي إلى دين آبائه.
{إِنَّهُمْ لَن يُغْنُواْ عَنكَ مِنَ الله شَيْئًا} إن إتبعت أهواءهم.
{وَإِنَّ الظالمين بَعْضُهُمْ أوليَاءُ بَعْضٍ والله وليُّ المتقين هذا} يعني هذا القرآن.
{بَصَائِرُ} معالم.
{لِلنَّاسِ} في الحدود والأحكام يبصرون بها.
{وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ أَمْ حَسِبَ الذين اجترحوا} إكتسبوا.
{السيئات} يعني الكفر والمعاصي.
{أَن نَّجْعَلَهُمْ كالذين آمنوا وَعَمِلُواْ الصالحات سَوَاءً} قرأ أهل الكوفة نصبًا واختاره أبو عبيدة. وقال: معناه نجعلهم سواءً. وقرأ الآخرون بالرفع على الابتداء والخبر. واختاره أبو حاتم. وقرأ الأعمش {وَمَمَاتُهُمْ} بنصب التاء على الظرف. أي في.
{مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} بئس ما يقضون. قال المفسرون: معناه المؤمن في الدّنيا والآخرة مؤمن. والكافر في الدّنيا والآخرة كافر. نزلت هذه الآية في نفر من مشركي مكّة قالوا للمؤمنين: لئن كان ما تقولون حقًا لَنفضلنَّ عليكم في الآخرة. كما فضلنا عليكم في الدّنيا.
أخبرنا ابن فنجويه. حدثنا عبيد الله بن محمد بن شنبه. حدثنا جعفر بن محمّد الفرماني. حدثنا محمّد بن الحسين البلخي. حدثنا عبد الله بن المبرك. أخبرنا شعبة. عن عمرو بن مرة. عن أبي الضحي. عن مسروق. قال: قال لي رجل من أهل مكّة: هذا مقام أخيك تميم الداري. لقد رأيته ذات ليلة. حتّى أصبح أوكاد أن يصبح يقرأ آية من كتاب الله. ويركع. ويسجد. ويبكي {أَمْ حَسِبَ الذين اجترحوا السيئات أَن نَّجْعَلَهُمْ}... الآية.
أخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه. حدثنا أبوبكر بن مالك القطيعي. حدثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل. حدثني أبوهشام زياد بن أيوب. حدثنا علي بن يزيد. حدثنا عبد الرحمن بن عجلأن. عن بشير بن أبي طعمة. قال: بتّ عند الربيع بن خيثم ذات ليلة. فقام يصلي فمر بهذه الآية {أَمْ حَسِبَ الذين} فمكث ليله حتّى اصبح ما يجوز هذه الآية إلى غيرها. ببكاء شديد. وقال إبراهيم بن الأشعث: كثيرًا ما رأيت الفضيل بن عياض. يردد من أول الليلة إلى آخِرها هذه الآية ونظائرها {أَمْ حَسِبَ الذين اجترحوا السيئات} ثمّ يقول: يافضيل ليت شعري من أي الفريقين أنت.
{وَخَلَقَ الله السماوات والأرض بالحق ولتجزى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتخذ إلهه هواه}.
قال ابن عباس والحسين وقتادة: ذلك الكافر إتخذ دينه ما يهواه. فلا يهوى شيئًا إلاّ ركبه. إِنّه لا يؤمن بالله ولا يخافه ولا يحرم ما حرم الله ولا يحل ما أحل الله. إنّما دينه ما هو يت نفسه يعمل به ولا يحجزه عن ذلك تقوى.
وقال آخرون: معناه أفرأيت من إتخذ معبوده هواه. فيعبد ما يهوى.
قال سعيد بن جبير: كانت قريش تعبد العُزي وهو حجر أبيض حينًا من الدهر. وكانت العرب تعبد الحجارة والذهب والفضة. فإذا وجدوا شيئًا أحسن من الأول رموه أوكسروه أو القوه في بئر. وعبدوا الآخر. فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال مقاتل: نزلت في الحارث بن قيس التميمي أحد المستهترين. وذلك إنّه كان يعبد ما تهواه نفسه.
أخبرنا ابن فنجويه. حدثنا طلحة وعبيد الله. قالا: حدثنا ابن مجاهد. حدثني ابن أبي مهران. حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر. قال: قال سفيان بن عيينة: إنّما عبدوا الحجارة لأن البيت حجارة.
وقال الحسين بن الفضل: في هذه الآية تقديم وتأخير مجازها: أَفرأيت من أتخذ هواه إلهه.
أخبرنا ابن فنجويه. حدثنا عبيد الله بن محمد بن شنبه. حدثنا محمد بن عمران بن هارون. حدثنا أبو عبيد الله المخزومي. حدثنا سفيان بن عيينة. عن ابن شبرمه. عن الشعبي. قال: إنّما سمي الهوى لأنه يهوي بصاحبه في النّار.
وبه عن سفيان. عن سليمان الأحو ل. عن طاو وس. عن ابن عباس. قال: ما ذكر الله عز وجل هو ى في القرآن إلاَّ ذمه.
فروى أبوأُمامة. عن النبي صلى الله عليه وسلم إنّه. قال: «ما عبد تحت السّماء إله أبغض إلى الله من هوى».
وقال صلى الله عليه وسلم: «ثلاث مهلكات: شح مطاع. وهو ى متبع. وإعجاب المرء بنفسه».
وروى ضمرة بن حبيب. عن شداد بن أوس إنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت. والفاجر من إتبع نفسه هواها وتمنى على الله».
وقال مضر القاضي: لنحت الجبال بالأظافير حتّى تتقطع الأوصال. أهون من مخالفة الهوى إذا تمكن في النفوس.
وسئل ابن المقفع عن الهوى. فقال: هو انٌ سرقت نونه. فنظمه الشاعر:
نون الهوان من الهوى مسروقة ** فاذا هو يت فقد لقيت هو انا

وقال آخر:
إنّ الهوى لهوالهوان بعينه ** فإذا هو يت فقد كسبت هو انا

وإذا هو يت فقد تعبدك الهوى ** فإخضع لحبّك كائنًا من كانا

أنشدنا أبو القاسم الحبيبي. أنشدنا أبو حاتم محمّد بن حيان المسني. قال: ولم ار أكمل منه. قال: وأنشدنا محمد بن علي الحلاري لعبد الله المبرك:
ومن البلاء للبلاء علامة ** أن لا يرى لك عن هو اك نزوع

العبد عبد النفس في شهواتها ** والحر يشبع تارة ويجوع

وأنشدنا أبو القاسم الحسن بن محمد الحبيبي. أنشدنا أبو الحسن عيسى بن زيد العقيلي. أنشدنا أبو المثنى معاذ بن المثنى العنبري. عن أبيه لأبي العتاهية:
فإعص هو ى النفس ولا ترضها ** إنك إن أسخطتها زانكا

حتّى متى تطلب مرضاتها ** وإنّها تطلب عدوانكا

وأنشدنا أبو القاسم الحبيبي. أنشدنا أبو عبيد الطوسي:
والنفس إن أعطيتها مناها ** فاغرة نحوهواها فاها

وسمعت أبا القاسم يقول: سمعت أبا نصر بن منصور بن عبد الله الأصبهاني بهراة يقول: سمعت أبا الحسن عمرو بن واصل البحتري يقول: سئل سهل بن عبد الله التستري عن الهوى؛ فقال للسائل: هو اك يأمرك فإن خالفته فرّط بك. وقال: إذا عرض لك أمران شككت خيرها فإنظر أبعدهما من هو اك فإنه.
وأنشدنا أبو القاسم الحبيبي. أنشدنا الإمام أبوبكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال المشاشي بمرو وأنشدني أبوبكر الزيدي:
إذا طالبتك النفس يومًا بشهوة ** وكان إليها للخلاف طريق

فدعها وخالف ما هو يت فإنما ** هو اك عدو والخلاف صديق

قوله سبحانه وتعالى: {وَأَضَلَّهُ الله على عِلْمٍ} منه بعاقبة أمره.
{وَخَتَمَ} طبع.
{على سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ على بَصَرِهِ غِشَاوَةً} قرأ حمزة والكسائي وخلف {غِشَاوَةً} بفتح (الغين) من غير (ألف) والباقون {غِشَاوَةً} (بالألف) وكسر (الغين).
{فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ الله أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ وَقالواْ} يعني المشركين.
{مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدنيا نَمُوتُ وَنَحْيَا} يموت الآباء ويحيا الأبناء.
{وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدهر} وما يفنينا إِلاَّ الزمان وطو ل العمر وفي حرف عبد الله وما يهلكنا الدهر يمر.
{وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} أخبرنا الحسين بن فنجويه بقرأءتي حدثنا أبو حذيفة أحمد بن محمّد بن علي الدينوري. حدثنا أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب القاضي. حدثنا أحمد بن المقدام العجلي. حدثنا سفيان بن عيينة بن ابي عمران. عن الزهري. عن سعيد ابن المسيب. عن أبي هريرة. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كان أهل الجاهلية يقولون: إنّما الليل والنهار هو الذي يهلكنا يميتنا ويحيينا» فقال الله تعالى في كتابه: {مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدنيا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدهر} فيسبون الدّهر.
فقال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدّهر وأنا الدّهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون بقرأءتي عليه في صفر سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة فاقرّبه. أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن. حدثنا محمد بن يحيى وعبد الرحمن بن بشر وأحمد بن يوسف. قالوا: حدثنا عبد الرزاق بن همام. أخبرنا معمر بن راشد. عن همام بن منبه بن كامل بن سيج. قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة. عن محمد صلى الله عليه وسلم قال:
«قال الله تعالى: لا يقل ابن آدم يا خيبة الدهر فإنّي أنا الدهر. أُرسل الليل والنهار. فإذا شئت قبضتهما».
أخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه. أخبرنا عبيد الله بن عبد الله بن أبي سمرة. حدثنا عبد الملك بن أحمد البغدادي. حدثنا محمود بن خداش. حدثنا سفيان بن محمد الثوري. عن الأعمش. عن أبي صالح. عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله (عليه السلام): «لا تسبوا الدهر فإنّ الله تعالى هو الدهر».
قال أبو عبيد القاسم بن سلام في تفسير هذا الحديث: إنّ هذا مما لا ينبغي لأحد من أهل الإسلام أن يجهل وجهه وذلك أن من شأن العرب أن يذموا الدهر عند المصائب والنوائب [......] إجتاحهم الدهر وتخوفتهم الأيام وأتى عليهم الزمان وما أشبه ذلك حتّى ذكروها في أشعارهم. ونسبوا الأحداث إليه.