فصل: قال أبو حيان في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقوله: {يغفر} معناه: يغفر الله.
{ويجركم} معناه: يمنعكم ويجعل دونكم جوار حفظه حتى لا ينالكم عذاب.
وقوله تعالى: {ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز} الآية. يحتمل أن يكون من كلام المنذرين. ويحتمل أن يكون من كلام الله تعالى لمحمد عليه السلام. والمراد بها إسماع الكفار وتعلق اللفظ إلى هذا المعنى من قول الجن: {أجيبوا داعي الله} فلما حكى ذلك قيل ومن لا يفعل هذا فهو بحال كذا. والمعجز الذاهب في الأرض الذي يبدي عجز طالبه ولا يقدر عليه. وروي عن ابن عامر: {وليس لهم من دونه} بزيادة ميم.
وقوله تعالى: {أولم يروا} الضمير لقريش. وهذه آية مثل واحتجاج. لأنهم قالوا إن الأجساد لا يمكن أن تبعث ولا تعاد. وهم مع ذلك معترفون بأن الله تعالى خلق السماوات والأرض فأقيمت عليهم الحجة من أقوالهم. والرؤية في قوله: {أولم يروا} رؤية القلب.
وقرأ جمهور الناس: {ولم يعْيَ} بسكون العين وفتح الياء الأخيرة. وقرأ الحسن بن أبي الحسن {يعِ} بكسر العين وسكون الياء وذلك على حذف.
والباء في قوله: {بقادر} زائدة مؤكدة. ومن حيث تقدم نفي في صدر الكلام حسن التأكيد بالباء وإن لم يكن المنفي ما دخلت على عليه كما هي في قولك: ما زيد بقائم كان بدل {أولم يروا} أوليس الذي خلق.
وقرأ ابن عباس وجمهور الناس: {بقادر} وقرأ الجحدري والأعرج وعيسى وعمرو بن عبيد: {يقدر} بالياء على فعل مستقبل. ورجحها أبو حاتم وغلط قراءة الجمهور لقلق الباء عنده. وفي مصحف عبد الله بن مسعود {بخلقهن قادر}.
و: {بلى} جواب بعد النفي المتقدم. فهي إيجاب لما نفي. والمعنى: بلى رأوا ذلك أن لونفعهم و وقع في قلوبهم. ثم استأنف اللفظ الإخبار المؤكد بقوله: {إنه على كل شيء قدير}.
{وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قالوا بَلَى وَرَبِّنَا}.
المعنى: واذكر يوم. وهذا وعيد للكفار من قريش وسواهم. والعرض في هذه الآية. عرض مباشرة. كما تقولون عرضت الجاني على السوط. والمعنى يقال لهم أليس هذا العذاب حقًا وقد كنتم تكذبون به؟ فيجيبون: {بلى وربنا}. وذلك تصديق حيث لا ينفع. وروي عن الحسن أنه قال: إنهم ليعذبون في النار وهم راضون بذلك لأنفسهم يعترفون أنه العدل. فيقول لهم المحأو ر من الملائكة عند ذلك {فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} أي بسبب كفركم.
وقوله تعالى: {فاصبر} الفاء عاطفة هذه الجملة من الوصاة على هذه الجملة من الإخبار عن حال الكفرة في الآخرة. والمعنى بينهما مرتبط. أي هذه حالهم مع الله. فلا تستعجل أنت فيما حملته واصبر له ولا تخف في الله أحدًا.
وقوله: {من الرسل} {من} للتبعيض. والمراد من حفظت له مع قومه شدة ومجاهدة كنوح وإبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم صلى الله عليهم. هذا قول عطاء الخراساني وغيره. وقال ابن زيد ما معناه: إن {من} لبيان الجنس. قال: والرسل كلهم {أولو العزم}. ولكن قوله: {كما صبر أولو العزم} يتضمن رسلًا وغيرهم. فبين بعد ذلك جنس الرسل خاصة تعظيمًا لهم. و لتكون القدوة المضروبة لمحمد عليه السلام أشرف. وذكر الثعلبي هذا القول عن علي بن مهدي الطبري. وحكي عن أبي القاسم الحكيم أنه قال: الرسل كلهم أولوعزم إلا يونس عليه السلام وقال الحسن بن الفضل: هم الثمانية عشر المذكورين في سورة الأنعام. لأنه قال بعقب ذكرهم {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده} [الأنعام: 90]. وقال مقاتل هم ستة: نوح صبر على أذى قومه طويلًا. وإبراهيم صبر للناس. وإسحاق صبر نفسه للذبح. ويعقوب صبر على الفقد لو لده وعمي بصره وقال: {فصبر جميل} [يوسف: 83]. ويوسف على السجن وفي البئر. وأيوب صبر على البلاء.
قال القاضي أبو محمد: وانظر أن النبي عليه السلام قال في موسى: «يرحم الله موسى. أوذي بأكثر من هذا فصبر» ولا محالة أن لكل نبي ورسول عزمًا وصبرًا.
وقوله: {ولا تستعجل لهم} معناه لا تستعجل لهم عذابًا. فإنهم إليه صائرون. ولا تستطل تعميرهم في هذه النعمة. فإنهم يوم يرون العذاب كأنهم لم يلبثوا في الدنيا إلا ساعة لاحتقارهم ذلك. لأن المنقضي من الزمان إنما يصير عدمًا. فكثيره الذي ساءت عاقبته كالقليل.
وقرأ أبي بن كعب {ساعة من النهار}. وقرأ جمهور القراء والناس: {بلاغٌ} وذلك يحتمل معاني. أحدها: أن يكون خبر ابتداء. المعنى: هذا بلاغ. وتكون الإشارة بهذا إلى القرآن والشرع. أي هذا إنذار وتبليغ. وإما إلى المدة التي تكون كساعة كأنه قال: {لم يلبثوا إلا ساعة} كانت بلاغهم. وهذا كما تقول: متاع قليل ونحوه من المعنى.
والثاني: أن يكون ابتداء والخبر محذوف. والثالث: ما قاله أبو مجلز فإنه كان يقف على قوله: {ولا تستعجل} ويقول: {بلاغٌ} ابتداء وخبره متقدم في قوله: {لهم} وقدح الناس في هذا القول بكثرة الحائل. وقرأ الحسن بن أبي الحسن. وعيسى: {بلاغًا}. وهي قراءة تحتمل المعنيين اللذين في قراءة الرفع. وليس يدخلها قول أبي مجلز ونصبها بفعل مضمر. وقرأ أبو مجلز وأبوسراج الهذلي: {بلِّغ}. على الأمر. وقرأ الحسن بن أبي الحسن: {بلاغٍ} بالخفض نعتًا لـ: {نهار}.
وقرأ جمهور الناس: {فهل يُهلَك} على بناء الفعل للمفعول. وقرأ بعضهم فيما حكى هارون: {فهل يَهلِك} ببناء الفعل للفاعل وكسر اللام. وحكاها أبو عمرو عن الحسن وابن محيصن: {يَهلَك} بفتح الياء واللام. قال أبو الفتح: وهي مرغوب عنها. وروى زيد بن ثابت عن النبي عليه السلام: {فهل يُهلِك} بضم الياء وكسر اللام {إلا القوم الفاسقين} بالنصب.
وفي هذه الألفاظ وعيد محض وإنذار بين. وذلك أن الله تعالى جعل الحسنة بعشر امثالها والسيئة بمثلها. وأمر بالطاعة ووعد عليها بالجنة. ونهى عن الكفر وأو عد عليه بالنار. فلن يهلك على الله إلا هالك كما قال صلى الله عليه وسلم. قال الثعلبي: يقال إن قوله: {فهل يهلك إلا القوم الفاسقون} أرجى آية في كتاب الله تعالى للمؤمنين. اهـ.

.قال أبو حيان في الآيات السابقة:

{وإذ صرفنا إليكم نفرًا من الجن يستمعون القرآن}:
ومناسبة هذه الآية لما قبلها: أنه لما بين أن الأنسي مؤمن وكافر. وذكر أن الجن فيهم مؤمن وكافر؛ وكان ذلك بأثر قصة هود وقومه. لما كان عليه قومه من الشدة والقوة.
والجن توصف أيضًا بذلك. كما قال تعالى: {قال عفريت من الجن أنا اتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين}.
وإن ما أهلك به قوم هود هو الريح. وهو من العالم الذي لا يشاهد. وإنما يحس بهبوبه.
والجن أيضًا من العالم الذي لا يشاهد.
وإن هودا عليه السلام كان من العرب. ورسول الله صلى الله عليه وسلم من العرب. فهذه تجوز أن تكون مناسبة لهذه الآية بما قبلها.
وفيها أيضًا توبيخ لقريش وكفار العرب. حيث أنزل عليهم هذا الكتاب المعجز. فكفروا به. وهم من أهل اللسان الذي أنزل به القرآن. ومن جنس الرسول الذي أرسل إليهم.
وهؤلاء جن. فليسوا من جنسه. وقد أثر فيهم سماع القرآن وآمنوا به وبمن أنزل عليه. وعلموا أنه من عند الله. بخلاف قريش وأمثالها. فهم مصرون على الكفر به.
{وإذ صرفنا}: وجّهنا إليك.
وقرأ: صرفنا. بتشديد الراء. لأنهم كانوا جماعة. فالتكثير بحسب الحال.
{نفرًا من الجن}. والنفر دون العشرة. ويجمع على أنفار.
قال ابن عباس: كانوا سبعة. منهم زوبعة.
والذي يجمع اختلاف الروايات. أن قصة الجن كانت مرتين.
إحداهما: حين انصرف من الطائف. وكان خرج إليهم يستنصرهم في قصة ذكرها أصحاب السير.
فروى أن الجن كانت تسترق السمع؛ فلما بعث الرسول. حرست السماء. ورمي الجن بالشهب. قالوا: ما هذا إلا أمر حدث.
وطافوا الأرض. فوافوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوادي نخلة. وهو قائم يصلي؛ فاستمعوا لقراءته. وهولا يشعر؛ فأنبأه الله باستماعهم.
{والمرة الآخرى}: أن الله أمره أن ينذر الجن ويقرأ عليهم فقال: «إني أمرت أن أقرأ على الجن فمن يتبعني». قالها ثلاثًا. فأطرقوا إلا عبد الله بن مسعود. قال: لم يحضره أحد ليلة الجن غيري.
فانطلقنا حتى إذا كنا في شعب الحجون. خط لي خطًا وقال: «لا تخرج منه حتى أعود إليك». ثم افتتح القرآن.
وسمعت لغطًا شديدًا حتى خفت على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وغشيته أسودة كثيرة حالت بيني وبينه حتى ما أسمع صوته. ثم تقطعوا تقطع السحاب. فقال لي: «هل رأيت شيئًا»؟ قلت: نعم. رجالًا سودًا مستثفري ثياب بيض. فقال: «أولئك جن نصيبين».
وكانوا اثني عشر ألفًا. والسورة التي قرأها عليهم: اقرأ باسم ربك وفي آخر هذا الحديث قلت: يا رسول الله. سمعت لهم لغطًا. فقال: «إنهم تدارؤا في قتيل لهم فحكمت بالحق» وقد روي عن ابن مسعود أنه لم يحضر أحد ليلة الجن. والله أعلم بصحة ذلك.
{فلما حضروه}: أي القرآن. أي كانوا بمسمع منه. وقيل: حضروا الرسول. وهو التفات من إليك إلى ضمير الغيب.
{قالوا انصتوا}: أي اسكتوا للاستماع. وفيه تأديب مع العلم وكيف يتعلم.
وقرأ الجمهور: {فلما قضى}: مبنيًا للمفعول؛ وأبو مجلز. وحبيب بن عبد الله بن الزبير: قضى. مبنيًا للفاعل. أي قضى محمد ما قرأ. أي أتمه وفرغ منه.
وقال ابن عمر. وجابر بن عبد الله: قرأ عليهم سورة الرحمن. فكان إذا قال: {فبأي الاء ربكما تكذبان}. قالوا: لا شيء من آيات ربنا نكذب ربنا لك الحمد.
{ولوا إلى قومهم منذرين}: تفرقوا على البلاد ينذرون الجن.
قال قتادة: ما أسرع ما عقل القوم. انتهى.
وعند ذلك وقعت قصة سواد بن قارب. وخنافر وأمثالهما. حين جاءهما رياهما من الجن. وكان سبب إسلامهما.
{من بعد موسى}: أي من بعد كتاب موسى.
قال عطاء: كانوا على ملة اليهود. وعن ابن عباس: لم تسمع الجن بأمر عيسى. وهذا لا يصح عن ابن عباس.
كيف لا تسمع بأمر عيسى و له أمة عظيمة لا تنحصر على ملته؟ فيبعد عن الجن كونهم لم يسمعوا به.
ويجوز أن يكونوا قالوا: {من بعد موسى} تنبيهًا لقومهم على اتباع الرسول. إذ كان عليه الصلاة والسلام قد بشر به موسى. فقالوا: ذلك من حيث أن هذا الأمر مذكور في التوراة. {مصدقًا لما بين يديه} من التوراة والأنجيل والكتب الإلهية. إذ كانت كلها مشتملة على التوحيد والنبوة والمعاد. والأمر بتطهير الأخلاق.
{يهدي إلى الحق}: أي إلى ما هو حق في نفسه صدق. يعلم ذلك بصريح العقل.
{وإلى صراط مستقيم}: غابر بين اللفظين. والمعنى متقارب. وربما استعمل أحدهما في موضع لا يستعمل الآخر فيه. فجمع هنا بينهما وحسن التكرار.
{أجيبوا داعي الله}: هو الرسول. والواسطة المبلغة عنه. {وآمنوا به}: يعود على الله.
{يغفر لكم من ذنوبكم}: من للتبعيض. لأنه لا يغفر بالإيمان ذنوب المظالم. قال معناه الزمخشري.
وقيل: من زائدة. لأن الإسلام يجب ما قبله. فلا يبقى معه تبعة.
{ويجركم من عذاب أليم}: وهذا كله وظواهر القرآن تدل على الثواب. وكذا قال ابن عباس: لهم ثواب وعليهم عقاب. يلتقون في الجنة ويزدحمون على أبوابها.
وقيل: لا ثواب لها إلا النجاة من النار. وإليه كان يذهب أبو حنيفة.
{فليس بمعجز في الأرض}: أي بفائت من عقابه. إذ لا منجا منه. ولا مهرب. كقوله: {وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربًا} وروي عن ابن عامر: وليس لهم بزيادة ميم.
وقرأ الجمهور: {ولم يعي}. مضارع عيي. على وزن فعل. بكسر العين؛ والحسن: ولم يعي. بكسر العين وسكون الياء. ووجهه أنه في الماضي فتح عين الكلمة. كما قالوا في بقي: بقا. وهي لغة لطيىء.
ولما بنى الماضي على فعل بفتح العين. بنى مضارعه على يفعل بكسر العين. فجاء يعني.
فلما دخل الجازم. حذف الياء. فبقي يعي بنقل حركة الياء إلى العين. فسكنت الياء وبقي يعي.
وقرأ الجمهور: {بقادر}: اسم فاعل. والباء زائدة في خبر أن. وحسن زيادتها كون ما قبلها في حيز النفي.
وقد أجاز الزجاج: ما ظننت أن أحدًا بقائم. قياسًا على هذا. والصحيح قصر ذلك على السماع. فكأنه في الآية قال: أليس الله بقادر؟ ألا ترى كيف جاء ببلى مقررًا لإحياء الموتى لا لرؤيتهم؟ وقرأ الجحدري. وزيد بن علي. وعمرو بن عبيد. وعيسى. والأعرج: بخلاف عنه؛ ويعقوب: يقدر مضارعًا.
{أليس هذا بالحق}: أي يقال لهم. والإشارة بهذا إلى العذاب.
أي كنتم تكذبون بأنكم تعذبون. والمعنى: توبيخهم على استهزائهم بوعد الله ووعيده وقولهم: {وما نحن بمعذبين} {قالوا بلى وربنا}. تصديق حيث لا ينفع.
وقال الحسن: إنهم ليعذبون في النار وهم راضون بذلك لأنفسهم. يعترفون أنه العدل. فيقول لهم المجاوب من الملائكة عند ذلك: {فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل}: الفاء عاطفة هذه الجملة على الجملة من أخبار الكفار في الآخرة. والمعنى بينهما مرتبط: أي هذه حالهم مع الله.
فلا تستعجل أنت واصبر. ولا تخف إلا الله.
وأولو العزم: أي أولوالجد من الرسل. وهم من حفظ له شدة مع قومه ومجاهدة.
فتكون من للتبعيض. وقيل: يجوز أن تكون للبيان. أي الذين هم الرسل. ويكون الرسل كلهم أولي العزم؛ وأولو العزم على التبعيض يقتضي أنهم رسل وغير رسل؛ وعلى البيان يقتضي أنهم الرسل. وكونها للتبعيض قول عطاء الخراساني والكلبي. و للبيان قول ابن زيد.
وقال الحسن بن الفضل: هم الثمانية عشر المذكورة في سورة الأنعام. لأنه قال عقب ذكرهم: {فبهادهم اقتده} وقال مقاتل: هم ستة: نوح صبر على أذى قومه طويلًا. وإبراهيم صبر على النار. وإسحاق صبر نفسه على الذبح. ويعقوب صبر على الفقد لو لده وعمي بصره وقال فصبر جميل. ويوسف صبر على السجن والبئر. وأيوب على البلاء.
وزاد غيره: وموسى قال قومه: {إنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين} وداود بكى على خطيئته أربعين سنة. وعيسى لم يضع لبنة على لبنة وقال: إنها معبر. فاعبروها ولا تعمروها.
{ولا تستعجل لهم}: أي لكفار قريش بالعذاب. أي لا تدع لهم بتعجيله. فإنه نازل بهم لا محالة وإن تأخر. وإنهم مستقصرن حينئذ مدة لبثهم في الدنيا. كأنهم {لم يلبثوا إلا ساعة}.