فصل: قال الشوكاني في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



فقال يا رسول الله. أنا هام بن هيم بن لاقيس بن إبليس فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم: «لا أرى بينك وبين إبليس إلا أبوين. قال: أجل يا رسول الله. قال: كم أتى عليك من العمر؟ قال: أكلت عمر الدنيا إلا القليل. كنت حين قُتل هابيل غلامًا ابن أعوام. فكنت أتشرف على الاكام. وأصطاد الهام. وأو رش بين الأنام. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم بئس العمل. فقال: يا رسول الله. دعني من العتب فإني ممن امن مع نوح عليه السلام وعاتبته في دعوته فبكى وأبكاني. وقال: والله إني لمن النادمين. وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين و لقيت هودا فعاتبته في دعوته فبكى وأبكاني. وقال والله إني لمن النادمين. وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين و لقيت إبراهيم. وآمنت به. وكنت بينه وبين الأرض إذ رمي به في المنجنيق. وكنت معه في النار إذ ألقي فيها وكنت مع يوسف إذ ألقي في الجب. فسبقته إلى قعره. و لقيت موسى بن عمران بالمكان الأثير. وكنت مع عيسى ابن مريم عليهما السلام. فقال لي: إن لقيت محمدًا فاقرأ عليه السلام. قال أنس: فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم وعليه السلام وعليك يا هام ما حاجتك؟ قال: إنّ موسى علمني التوراة. وإنّ عيسى علمني الأنجيل. فعلّمني القرآن قال أنس: فعلمه النبيّ صلى الله عليه وسلم سورة الواقعة. {عم يتساءلون} و{إذا الشمس كوّرت} و{قل يا أيها الكافرون} وسورة الإخلاص والمعّوذتين».
{فلما قضي} أي: فرغ من قراءته {ولوا} أي: رجعوا {إلى قومهم} الذين فيهم قوة القيام بما يحاولونه {منذرين} أي مخوفين لهم ومحذرين عواقب الضلال بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن عباس جعلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم رسلًا إلى قومهم.
ولما كان كأنه قيل ما قالوا لهم في إنذارهم؟ قيل:
{قالوا يا قومنا} مترققين لهم. ومترفقين بهم بذكر ما يدل على أنهم منهم. يهمهم ما يهمهم {إنا سمعنا} أي: ما بيننا وبين القارىء واسطة. وأشاروا إلى أنه لم ينزل بعد التوراة شيء جامع لجميع ما يراد منه. مغن عن جميع الكتب غير هذا. وبذلك عرفوا أنه ناسخ لجميع الشرائع بقولهم: {كتابًا} أي: ذكرًا جامعًا. لا كما نزل بعد التوراة على بني إسرائيل {أنزل} أي: ممن لا منزل غيره. وهو ملك الملوك لأن عليه من رونق الكتب الإلهية ما يوجب القطع لسامعه بأنه منها. فكيف إذا انضم إلى ذلك الإعجاز؟ وعلموا قطعًا بعربيته أنه عربي. وبأنهم كانوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها ويسمعون قراءة الناس لما يحدثونه من الحكم والخطب والكهانة والرسائل والأشعار. وأنه مباين لجميع ذلك {من بعد موسى} فلم يقتدوا بما أنزل بين هذا الكتاب وبين التوراة. من الأنجيل وما قبله. لأنه لا يساوي التوراة في الجمع. وروي عن عطاء والحسن: إنما قالوا ذلك لأنهم كانوا يهودًا. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنّ الجنّ ما سمعوا أمر عيسى. فلذلك قالوا من بعد موسى. ولما أخبروا بأنه منزل. أتبعوه ما يشهد له بالصحة بقولهم:
{مصدقًا لما بين يديه} أي: من جميع كتب بني إسرائيل الأنجيل وما قبله. ثم بينوا تصديقه بقولهم: {يهدي إلى الحق} الأمر الثابت الذي يطابق الواقع. فلا يقدر أحد على إزالة شيء مما يخبر به الكامل في جميع ذلك {وإلى طريق} موصل إلى المقصود {مستقيم} لا عوج فيه {يا قومنا} الذين لهم قوة العلم والعمل {أجيبوا داعي الله} أي: الملك الأعظم المحيط بصفات الكمال. فإن دعوة هذا الداعي عامة لجميع الخلق. فالإجابة واجبة على كل من بلغه أمره وفي هذه الآية دلالة على أنه صلى الله عليه وسلم كان مبعوثًا إلى الجن. كما كان مبعوثًا إلى الإنس {وآمنوا به} أي: أوقعوا التصديق بسبب الداعي. وهو النبي صلى الله عليه وسلم لا بسبب آخر فإن المفعول معه مفعول مع الله تعالى.
فإن قيل قوله تعالى: {أجيبوا داعي الله} أمر بإجابته في كل ما أمر به فيدخل فيه الأمر بالإيمان فكيف قال وآمنوا به؟
أجيب بأنه إنما ذكر الآيمان على التعيين. لأنه أهمّ الأقسام وأشرفها وقد جرت العادة في القرآن العظيم بأن يذكر اللفظ العام. ثم يعطف عليه أشرف أنواعه. كقوله تعالى: {وملائكته ورسله وجبريل وميكال} (البقرة).
وقوله تعالى: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح} (الأحزاب).
ولما أمر تعالى بالإيمان ذكر فائدته بقوله تعالى: {يغفر لكم} أي: الله تعالى: {من ذنوبكم} أي: بعضها من الشرك وما شابهه مما هو حق لله تعالى وكذا ما يجازى به صاحبه في الدنيا بالعقوبات والنكبات والهموم ونحوها. مما أشار إليه قوله تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوعن كثير} (الشورى).
وأما المظالم فلا تغفر إلا برضا أربابها. وقيل: {من} زائدة والتقدير: يغفر لكم ذنوبكم. وقيل: بل فائدته أن كلمة {من} هنا لابتداء الغاية. والمعنى: أنه يقع ابتداء الغفران بالذنوب. ثم ينتهي إلى غفران ما صدر عنكم من ترك الأولى والأكمل {ويجركم} أي: يمنعكم منع الجار لجاره لكونكم بالتحيز إلى داعيه صرتم من حزبه.
{من عذاب أليم} قال ابن عباس: فاستجاب لله تعالى لهم من قومهم نحوسبعين رجلًا من الجنّ فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافوه في البطحاء. فقرأ عليهم القرآن وأمرهم ونهاهم.
تنبيه:
اختلفوا في أن الجنّ هل لهم ثواب أولا فقيل: لا ثواب لهم إلا النجاة من النار. ويقال لهم: كونوا ترابًا. مثل البهائم واحتجوا على ذلك بقوله تعالى: {ويجركم من عذاب أليم} وهو قول أبي حنيفة.
والصحيح أنّ حكمهم حكم بني آدم يستحقون الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية. وهو قول ابن أبي ليلى ومالك وتقدّم عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضًا نحوذلك قال الضحّاك: يدخلون الجنة ويأكلون ويشربون. لأن كل دليل دلّ على أنّ البشر يستحقون الثواب فهو بعينه قائم في حق الجن. والفرق بينهما بعيد جدًّا وذكر النقاش في تفسيره حديثًا أنهم يدخلون الجنة. فقيل: هل يصيبون من نعيمها قال يلهمهم الله تعالى تسبيحه وذكره فيصيبهم من لذته ما يصيب بني آدم من نعيم الجنة وقال أرطأة بن المنذر سألت ضمرة بن حبيب هل للجنّ ثواب؟ قال: نعم وقرأ {لم يطمثهنّ إنس قبلهم ولا جانّ} (الرحمن).
وقال عمر بن عبد العزيز إن مؤمني الجنّ حول الجنة في ربض ورحاب وليسوا فيها. ولما أفهم كلامهم أنهم إن لم يجيبوا ينتقم منهم بالعذاب الأليم. أتبعوه ما هو أغلظ إنذارًا منه.
فقالوا {ومن لا يجب} أي: لا يتجدد منه أن يجيب {داعي الله} أي: الملك الذي لا كفء له {فليس بمعجز} أي: لا يعجز الله عز وجلّ بالهرب منه {في الأرض} فيفوته فإنه أيّ مكان سلك فيها فهو في ملكه وملكه وقدرته محيطة به {وليس له من دونه} أي: الله تعالى الذي لا مجير عليه {أولياء} يفعلون لأجله ما يفعل القريب مع قريبه من الذب عنه والاستشفاع له والافتداء {أولئك} البعيدون من كل خير {في ضلال مبين} ظاهر في نفسه أنه ضلال مظهر لكل أحد قبح إحاطته بهم.
تنبيه:
هاهنا همزتان مضمومتان من كلمتين ولا نظير لهما في القرآن العظيم قرأ قالون والبزي بتسهيل الأولى كالواو مع المدّ والقصر وسهل الثانية ورش وقنبل بعد تحقيق الأولى و لهما أيضًا إبدال الثانية ألفًا وأسقط الأولى أبو عمرو مع المدّ والقصر والباقون بتحقيقهما وهم على مراتبهم في المدّ.
{أولم يروا} أي: يعلموا علمًا هو في الوضوح كالرؤية {أن الله} ودل على ما دلّ عليه هذا الاسم الأعظم بقوله تعالى: {الذي خلق السموات} على ما احتوت عليه بما يعجز الوصف من العبر {والأرض} على ما اشتملت عليه من الآيات المدركة بالعيان والخبر {ولم يعي} أي: ولم يتعب ولم يعجز {بخلقهنّ} أي: بسبب من الأسباب. فإنه لوحصل له شيء من ذلك أدّى إلى نقصان فيهما. أو في إحداهما. وأكد الأنكار المتضمن للنفي بزيادة الجارّ في خبر إن فقال: {بقادر} أي: قدرة عظيمة {على أن يحيي} أي: على سبيل التجديد مستمرًّا {الموتى} والأمر فيهم لكونه إعادة وكونه جزءًا يسيرًا مما ذكر. اختراعه أصغر شأنًا وأسهل صنعًا وأجاب بقوله تعالى: {بلى} لأن هذا الاستفهام الإنكاري في معنى النفي.
أي: قد علموا أنه قادر على ذلك علمًا هو في إيقانه كالبصر لأنهم يعلمون أنه المخترع لذلك. وأن الإعادة أهون من الابتداء في مجاري عاداتهم. ولكنهم عن ذلك غافلون لأنهم عنه معرضون.
وقوله تعالى: {إنه على كل شيء قدير} تقرير للقدرة على وجه عام يكون كالبرهان على المقصود. كأنه لما صدر السورة بتحقيق المبدأ أراد ختمها بإثبات المعاد. ولما أثبت البعث بما أقام من الدلائل. ذكر بعض ما يحصل في يومه من الأهوال. بقوله تعالى: {ويوم} أي: واذكر يوم {يعرض} أي: بأيسر أمر من أوامرنا {الذين كفروا} أي: ستروا بغفلتهم وتماديهم الأدلة الظاهرة {على النار} عرض الجند على الملك. فيسمعون من تغيظها وزفيرها ما لوقدّر أن أحدًا يموت في ذلك اليوم لماتوا من معاينته. وهائل رؤيته ثم يقال لهم {أليس هذا} أي: الأمر الذي كنتم به توعدون. و لرسلنا في إخبارهم به تكذبون {بالحق} أي: الأمر الثابت الذي يطابقه الواقع. أم هو خيال وسحر {قالوا} أي: مصدّقين حيث لا ينفعهم التصديق {بلى} وما كفاهم البدار إلى تكذيب أنفسهم حتى أقسموا عليه بقولهم: {وربنا} أي إنه لحق هو أثبت الأشيئاء. وليس فيه شيء مما يقارب السحر.
تنبيه:
المقصود من هذا الاستفهام التحكم والتوبيخ على استهزائهم بوعد الله تعالى ووعيده.
{قال فذوقوا العذاب} أي: باشروه مباشرة الذائق باللسان. ومعنى الأمر؛ الإهانة بهم والتوبيخ لهم ثم صرّح بالسبب فقال تعالى: {بما كنتم} أي: خلقًا مستمرًّا {تكفرون} في دار العمل.
ولما قرّر تعالى المطالب الثلاثة؛ وهي التوحيد. والنبوّة. والمعاد. وأجاب عن الشبهات أردفه بما يجري مجرى الوعظ والنصيحة لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وذلك لأن الكفار كانوا يؤذونه ويوحشون صدره. فقال تعالى: {فاصبر} أي: على مشاق ما ترى في تبليغ الرسالة. وعلى أذى قومك قال القشيري: الصبر. هو الوثوق بحكم الله تعالى والثبات من غير بث ولا استكراه {كما صبر أولو العزم} أي: الثبات والجدّ في الأمور. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: أولوالحزم وقوله تعالى: {من الرسل} يجوز فيه أن تكون {من} تبعيضية وعلى هذا فالرسل: أولوعزم وغير أولي عزم ويجوز أن تكون للبيان. وعليه جرى الجلال المحلي فكلهم على هذا أولوعزم.
قال ابن زيد كل الرسل كانوا أولي عزم وحزم ورأي وكمال عقل. وإنما أدخلت من للتجنيس لا للتبعيض كما يقال: اشتريت أكسية من الخز وأردية من البز. وقال بعضهم: الأنبياء كلهم أولو العزم إلا يونس لعلة كانت فيه. ألا ترى أنه قيل لنبينا صلى الله عليه وسلم: {ولا تكن كصحاب الحوت}.
وقال قوم: هم نجباء الرسل. وهم المذكورون في سورة الأنعام وهم ثمانية عشر لقوله تعالى بعد ذكرهم {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده} (الأنعام).
وقال الكلبيّ هم الذين أمروا بالجهاد. وأظهروا المكاشفة مع أعداء الله تعالى وقيل: هم ستة؛ نوح وهود وصالح ولوط. وشعيب وموسى. وهم المذكورون على النسق في سورة الأعراف والشعراء وقال مقاتل: هم ستة. نوح صبر على أذى قومه. وإبراهيم صبر على النار. وإسحاق صبر على الذبح. ويعقوب صبر على فقد و لده. وذهاب بصره ويوسف صبر في الجب والسجن. وأيوب صبر على الضرّ. وقال ابن عباس وقتادة هم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى. أصحاب الشرائع فهم مع محمد صلى الله عليه وسلم خمسة ونظمهم بعضهم في بيت فقال:
محمد إبراهيم موسى كليمه ** فعيسى فنوح هم أولو العزم فاعلم

قال البغوي: ذكرهم الله تعالى على التخصيص في قوله تعالى: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم} (الأحزاب).
وفي قوله تعالى: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحًا} (الشورى).
الآية.
وعن مسروق قال قالت عائشة رضي الله عنها: «قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة إن الدنيا لا تنبغي لمحمد ولا لال محمد يا عائشة إن الله لم يرض من أولي العزم إلا الصبر على مكروهها. والصبر عن محبوبها. ولم يرض إلا أن كلفني ما كلفهم قال تعالى: {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل} وإني والله لابد لي من طاعته والله لأصبرنّ كما صبروا ولاجهدنّ. ولا قوّة إلا بالله». ولما أمره الله تعالى بالصبر الذي هو من أعلى الفضائل. نهاه عن العجلة التي هي من أمهات الرذائل. فقال عز من قائل: {ولا تستعجل لهم} أي: لا تطلب العجلة وتوجدها بأن تفعل شيئًا مما يسوءهم في غير حينه الأليق به. فإنه نازل بهم في وقته لا محالة.
قيل: إنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم ضجر من قومه. وأحب أن ينزل الله تعالى العذاب بمن أبى من قومه. فأمر بالصبر وترك الاستعجال ثم أخبر أنّ ذلك العذاب إذا نزل بهم يستقصرون مدّة لبثهم في الدنيا. حتى يحسبونها ساعة من نهار فقال تعالى: {كأنهم يوم يرون ما يوعدون} أي: من العذاب بهم في الآخرة {لم يلبثوا} أي: في الدنيا {إلا ساعة من نهار} استقصروا مدّة لبثهم في الدنيا والبرزخ كأنه ساعة من نهار. أوكأنه لم يكن لهو ل ما عاينوا. ولأن ما مضى وإن كان طويلًا صار كأنه لم يكن قال الشاعر:
كأنّ شيئًا لم يكن إذا مضى ** كأنّ شيئًا لم يكن إذا أتى

تنبيه:
تم الكلام هاهنا وقوله تعالى: {بلاغ} خبر مبتدأ محذوف قدره بعضهم: تلك الساعة بلاغ لدلالة قوله تعالى: {إلا ساعة من نهار} وبعضهم: هذا أي القرآن بلاغ أي تبليغ من الله تعالى إليكم وجرى عليه الجلال المحلي.
{فهل} أي: لا {يهلك} أي: بالعذاب إذا نزل {إلا القوم} أي: الذين هم أهل القيام بما يحاولونه من اللدد. {الفاسقون} أي: العريقون في إدامة الخروج عن الأنقياد والطاعة. وهم الكافرون. قال الزجاج: تأويله لا يهلك مع فضل الله ورحمته إلا القوم الفاسقون و لهذا قال قوم: ما في الرجاء لرحمة الله أقوى من هذه الآية. وما قاله البيضاويّ تبعًا للزمخشري: من أنه صلى الله عليه وسلم قال «من قرأ سورة الأحقاف كتب الله له عشر حسنات بعدد كل رملة في الدنيا». حديث موضوع. اهـ.

.قال الشوكاني في الآيات السابقة:

{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ القرآن}.
لما بيّن سبحانه أن في الإنس من امن. وفيهم من كفر. بيّن أيضًا أن في الجنّ كذلك. فقال: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مّنَ الجن} العامل في الظرف مقدّر. أي: واذكر إذ صرفنا.
أي: وجهنا إليك نفرًا من الجنّ. وبعثناهم إليك. وقوله: {يَسْتَمِعُونَ القرءان} في محل نصب صفة ثانية لـ: {نفرًا} أو حال؛ لأن النكرة قد تخصصت بالصفة الأولى {فَلَمَّا حَضَرُوهُ} أي: حضروا القرآن عند تلاوته. وقيل: حضروا النبيّ صلى الله عليه وسلم. ويكون في الكلام التفات من الخطاب إلى الغيبة. والأول أولى {قالواْ أَنصِتُواْ} أي: قال بعضهم لبعض: اسكتوا. أمروا بعضهم بعضًا بذلك؛ لأجل أن يسمعوا {فَلَمَّا قُضِىَ} قرأ الجمهور {قضي} مبنيًا للمفعول. أي: فرغ من تلاوته.