فصل: قال القرطبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ثم قال تعالى: {الذين يُبَلّغُونَ رسالات الله وَيَخْشَوْنَهُ ولا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ الله} [الأحزاب: 39] وكذلك قوله تعالى: {يا أيها النبى اتق الله ولا تُطِعِ الكافرين والمنافقين} [الأحزاب: 1] وهذا الوجه مناسب لأن الآية لبيان تباين الفريقين. وهذا يحقق ذلك. من حيث إن المنافق كان يخشى الناس وهم الفريقان. المؤمنون والكافرون فكان يتردد بينهما ويرضي الفريقين ويسخط الله فقال الله تعالى المؤمن المهتدي بخلاف المنافق حيث علم ذاك ولم يعلم ذلك واتقى الله لا غير. واتقى ذلك غير الله.
{فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ (18)}.
يعني الكافرون والمنافقون لا ينظرون إلا الساعة. وذلك لأن البراهين قد صحت والأمور قد اتضحت وهم لم يؤمنوا فلا يتوقع منهم الإيمان إلا عند قيام الساعة وهو من قبيل بدل الاشتمال على تقدير لا ينظرون إلا الساعة إتيانها بغتة. وقرىء {فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ الساعة أَن تَأْتِيَهُمْ} على الشرط وجزاؤه لا ينفعهم ذكراهم. يدل عليه قوله تعالى: {فأنى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ}. وقد ذكرنا أن القيامة سميت بالساعة لساعة الأمور الواقعة فيها من البعث والحشر والحساب.
وقوله: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} يحتمل وجهين أحدهما: لبيان غاية عنادهم وتحقيقه هو أن الدلائل لما ظهرت ولم يؤمنوا لم يبق إلا إيمان اليأس وهو عند قيام الساعة لكن أشراطها بانت فكان ينبغي أن يؤمنوا ولم يؤمنوا فهم في لجة الفساد وغاية العناد ثانيهما: يكون لتسلية قلوب المؤمنين كأنه تعالى لما قال: {فَهَلْ يَنظُرُونَ} فهم منه تعذيبهم والساعة عند العوام مستبطأة فكأن قائلًا قال متى الساعة؟ فقد جاء أشراطها كقوله تعالى: {اقتربت الساعة وانشق القمر} [القمر: 1] والأشراط العلامات. قال المفسرون هي مثل انشقاق القمر ورسالة محمد عليه السلام. ويحتمل أن يقال معنى الأشراط البينات الموضحة لجواز الحشر. مثل خلق الإنسان ابتداء وخلق السموات والأرض. كما قال تعالى: {أَوليس الذي خَلَقَ السموات والأرض بقادر على أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم} [ياس: 81] والأول هو التفسير.
ثم قال تعالى: {فأنى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} يعني لا تنفعهم الذكرى إذ لا تقبل التوبة ولا يحسب الإيمان. والمراد فكيف لهم الحال إذا جاءتهم ذكراهم. ومعنى ذلك يحتمل أن يكون هو قوله تعالى: {هذا يَوْمُكُمُ الذي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} [الأنبياء: 103] {هذا يَوْمُ الفصل الذي كُنتُمْ بِهِ تُكَذّبُونَ} [الصافات: 21] فيذكرون به للتحسر. وكذلك قوله تعالى: {ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا} [الزمر: 71].
{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وللْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)}.
ولبيان المناسبة وجوه الأول: هو أنه تعالى لما قال: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} [محمد: 18] قال: {فاعلم أَنَّهُ لاَ إله إِلاَّ الله} يأتي بالساعة. كما قال تعالى: {أَزِفَتِ الازفة لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ الله كَاشِفَةٌ} [النجم: 57. 58]. وثانيها: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} وهي اتية فكأن قائلًا قال متى هذا؟ فقال: {فاعلم أَنَّهُ لاَ إله إِلاَّ الله} فلا تشتغل به واشتغل بما عليك من الاستغفار. وكن في أي وقت مستعدًا للقائها ويناسبه قوله تعالى: {واستغفر لِذَنبِكَ}. الثالث: {فاعلم أَنَّهُ لاَ إله إِلاَّ الله} ينفعك. فإن قيل النبي عليه الصلاة والسلام كان عالمًا بذلك فما معنى الأمر. نقول عنه من وجهين أحدهما: فاثبت على ما أنت عليه من العلم كقول القائل لجالس يريد القيام: اجلس أي لا تقم ثانيهما: الخطاب مع النبي عليه الصلاة والسلام. والمراد قومه والضمير في أنه للشأن. وتقدير هذا هو أنه عليه السلام لما دعا القوم إلى الإيمان ولم يؤمنوا ولم يبق شيء يحملهم على الإيمان إلا ظهور الأمر بالبعث والنشور. وكان ذلك مما يحزن النبي عليه الصلاة والسلام. فسلى قلبه وقال أنت كامل في نفسك مكمل لغيرك فإن لم يكمل بك قوم لم يرد الله تعالى بهم خيرًا فأنت في نفسك عامل بعلمك وعلمك حيث تعلم أن الله واحد وتستغفر وأنت بحمد الله مكمل وتكمل المؤمنين والمؤمنات وأنت تستغفر لهم. فقد حصل لك الوصفان. فاثبت على ما أنت عليه. ولا يحزنك كفرهم. وقوله تعالى: {واستغفر لِذَنبِكَ} يحتمل وجهين أحدهما: أن يكون الخطاب معه والمراد المؤمنون وهو بعيد لإفراد المؤمنين والمؤمنات بالذكر.
وقال بعض الناس {لِذَنبِكِ} أي لذنب أهل بيتك وللمؤمنين والمؤمنات أي الذين ليسوا منك بأهل بيت وثالثهما: المراد هو النبي والذنب هو ترك الأفضل الذي هو بالنسبة إليه ذنب وحاشاه من ذلك وثالثها: وجه حسن مستنبط وهو أن المراد توفيق العمل الحسن واجتناب العمل السيء. ووجهه أن الاستغفار طلب الغفران. والغفران هو الستر على القبيح ومن عصم فقد ستر عليه قبائح الهوى. ومعنى طلب الغفران أن لا تفضحنا وذلك قد يكون بالعصمة منه فلا يقع فيه كما كان للنبي صلى الله عليه وسلم وقد يكون بالستر عليه بعد الوجود كما هو في حق المؤمنين والمؤمنات. وفي هذه الآية لطيفة وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم له أحوال ثلاثة حال مع الله وحال مع نفسه وحال مع غيره. فأما مع الله وحده. وأما مع نفسك فاستغفر لذنبك واطلب العصمة من الله. وأما مع المؤمنين فاستغفر لهم واطلب الغفران لهم من الله {والله يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} يعني حالكم في الدنيا وفي الآخرة وحالكم في الليل والنهار. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ} أي من هؤلاء الذين يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام. وزُيّن لهم سوء عملهم قوم يستمعون إليك وهم المنافقون: عبد الله بن أُبَيّ بن سَلُو ل ورفاعة بن التابوت وزيد بن الصليت والحارث بن عمرو ومالك بن دُخْشم. كانوا يحضرون الخطبة يوم الجمعة فإذا سمعوا ذكر المنافقين فيها أعرضوا عنه. فإذا خرجوا سألوا عنه؛ قاله الكلبي ومقاتل.
وقيل: كانوا يحضرون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المؤمنين؛ فيستمعون منه ما يقول. فيَعِيَه المؤمن ولا يعيه الكافر.
{حتى إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ} أي إذا فارقوا مجلسك.
{قالواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ العلم} قال عكرمة: هو عبد الله بن العباس.
قال ابن عباس: كنت ممن يُسأل. أي كنت من الذين أوتوا العلم.
وفي رواية عن ابن عباس: أنه يريد عبد الله بن مسعود.
وكذا قال عبد الله بن بريدة: هو عبد الله بن مسعود.
وقال القاسم بن عبد الرحمن: هو أبو الدرداء.
وقال ابن زيد: إنهم الصحابة.
{مَاذَا قال آنفًا} أي الأن؛ على جهة الاْستهزاء.
أي أنا لم ألتفت إلى قوله.
و{آنفًا} يراد به الساعة التي هي أقرب الأوقات إليك؛ من قولك: استأنفت الشيء إذا ابتدأت به.
ومنه أَمْرٌ أُنُف. ورَوْضة أنُف؛ أي لم يرعها أحد.
وكأس أنف: إذا لم يُشرب منها شيء؛ كأنه استؤنف شربها مثل روضة أنف.
قال الشاعر:
ويَحْرُم سِرُّ جارتهم عليهم ** ويأكل جارهم أنفَ القصاع

وقال آخر:
إن الشِّواء والنَّشِيل والرُّغُفْ ** والْقَيْنَةَ الحسناءَ والكأسَ الأنفْ

للطاعنين الخيل والخيل قُطُف

وقال امرؤ القيس:
قد غَدَا يحملني في أنفه

أي في أوله.
وأَنْفُ كلّ شيء أوله.
وقال قتادة في هؤلاء المنافقين: الناس رجلان: رجل عَقَل عن الله فانتفع بما سمع. ورجل لم يعقل ولم ينتفع بما سمع.
وكان يقال: الناس ثلاثة: فسامع عامل. وسامع عاقل. وسامع غافل تارك.
قوله تعالى: {أولئك الذين طَبَعَ الله على قُلُوبِهِمْ} فلم يؤمنوا.
{واتبعوا أَهواءَهُمْ} في الكفر.
{والذين اهتدوا} أي للإيمان زادهم الله هدى.
وقيل: زادهم النبيّ صلى الله عليه وسلم هدى.
وقيل: ما يستمعونه من القرآن هدى؛ أي يتضاعف يقينهم.
وقال الفرّاء: زادهم إعراض المنافقين واستهزاؤهم هدى.
وقيل: زادهم نزول الناسخ هدى.
وفي الهدى الذي زادهم أربعة أقاويل: أحدها زادهم علمًا؛ قاله الربيع بن أنس.
الثاني أنهم علموا ما سمعوا وعملوا بما علموا؛ قاله الضحاك.
الثالث زادهم بصيرة في دينهم وتصديقًا لنبيّهم؛ قاله الكلبيّ.
الرابع شرح صدورهم بما هم عليه من الإيمان.
{وآتاهم تَقُوَاهُمْ} أي ألهمهم إياها.
وقيل: فيه خمسة أوجه: أحدها اتاهم الخشية؛ قاله الربيع.
الثاني ثواب تقواهم في الآخرة؛ قاله السدّي.
الثالث وفقهم للعمل الذي فرض عليهم؛ قاله مقاتل.
الرابع بيّن لهم ما يتقون؛ قاله ابن زياد والسدّيّ أيضًا.
الخامس أنه ترك المنسوخ والعمل بالناسخ؛ قاله عطية.
الماورديّ: ويحتمل.
سادسًا أنه ترك الرخص والأخذ بالعزائم.
وقرىء {وَأَعْطَاهُمْ} بدل {وآتاهم}.
وقال عكرمة: هذه نزلت فيمن امن من أهل الكتاب.
قوله تعالى: {فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ الساعة أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً} أي فجأة.
وهذا وعيد للكفار.
{فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} أي أماراتها وعلاماتها.
وكانوا قد قرءوا في كتبهم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء. فَبَعْثُه من أشراطها وأدلتها. قاله الضحاك والحسن.
وفي الصحيح عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بعثت أنا والساعة كهاتين» وضمّ السبابة والوسطى. لفظ مسلم: وخرّجه البخاريّ والترمذيّ وابن ماجه.
ويروى «بعثت والساعة كَفَرَسَيْ رِهان» وقيل: أشراط الساعة أسبابها التي هي دون معظمها.
ومنه يقال للدُّون من الناس: الشَّرَط.
وقيل: يعني علامات الساعة انشقاق القمر والدخان. قاله الحسن أيضًا.
وعن الكلبي: كثرة المال والتجارة وشهادة الزور وقطع الأرحام. وقلة الكرام وكثرة اللئام.
وقد أتينا على هذا الباب في كتاب (التذكرة) مستوفًى والحمد لله.
وواحد الأشراط شَرَط. وأصله الأعلام.
ومنه قيل الشُّرَط. لأنهم جعلوا لأنفسهم علامة يعرفون بها.
ومنه الشَّرْط في البيع وغيره.
قال أبو الأسود:
فإن كنتِ قد أزْمَعْتِ بالصُّرْمِ بيننا ** فقد جعلت أشراط أوله تبدو

ويقال: أشرط فلان نفسه في عمل كذا أي أعلمها وجعلها له.
قال أوس بن حَجر يصف رجلًا تدلّى بحبل من رأس جبل إلى نَبْعة يقطعها ليتّخذ منها قَوْسًا:
فأشْرَط نفسه فيها وهو مُعْصِمٌ ** وألقى بأسبابٍ له وَتَوَكَّلا

{أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً} {أَنْ} بدل اشتمال من {الساعة}؛ نحو قوله: {أَن تَطَئُوهُمْ} من قوله: {رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُّؤْمِنَاتٌ} [الفتح: 25].
وقرىء {بَغَتَّةً} بوزن جَرَبَّة. وهي غريبة لم ترد في المصادر أختها؛ وهي مَرْوِية عن أبي عمرو.
الزمخشريّ: وما أخوفني أن تكون غلطة من الراوي عن أبي عمرو. وأن يكون الصواب {بَغَتة} بفتح الغين من غير تشديد؛ كقراءة الحسن.
وروى أبو جعفر الرؤاسي وغيره من أهل مكة {إِنْ تَأْتِهِمْ بَغْتَةً}.
قال المهدويّ: ومن قرأ {إِنْ تَأْتِهِمْ بَغْتَةً} كان الوقف على {السَّاعَةَ} ثم استأنف الشرط.
وما يحتمله الكلام من الشك مردود إلى الخلق؛ كأنه قال: إن شكُّوا في مجيئها {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا}.
قوله تعالى: {فأنى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} {ذِكْرَاهُمْ} ابتداء و{أَنَّى لَهُمْ} الخبر.
والضمير المرفوع في {جَاءَتْهُمْ} للساعة؛ التقدير: فمن أين لهم التذكر إذا جاءتهم الساعة؛ قال معناه قتادة وغيره.
وقيل: فكيف لهم بالنجاة إذا جاءتهم الذكرى عند مجيء الساعة؛ قاله ابن زيد.
وفي الذكرى وجهان: أحدهما تذكيرهم بما عملوه من خير أوشر.
الثاني هودعاؤهم بأسمائهم تبشيرًا وتخويفًا؛ روى أبان عن أنس عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «أحسنوا أسماءكم فإنكم تدعون بها يوم القيامة يا فلان قم إلى نورك يا فلان قم لا نور لك» ذكره الماورديّ.
قوله تعالى: {فاعلم أَنَّهُ لاَ إله إِلأ الله}.
قال الماورديّ: وفيه وإن كان الرسول عالمًا بالله ثلاثة أوجه: يعني اعلم أن الله أعلمك أن لا إله إلا الله.
الثاني ما علمته استدلالا فاعلمه خبرًا يقينًا.
الثالث يعني فاذكر أن لا إله إلا الله؛ فعبّر عن الذكر بالعلم لحدوثه عنه.
وعن سفيان بن عيينة أنه سئل عن فضل العلم فقال: ألم تسمع قوله حين بدأ به {فاعلم أَنَّهُ لاَ إله إِلا الله واستغفر لِذَنبِكَ} [محمد: 19] فأمر بالعمل بعد العلم وقال: {اعلموا أَنَّمَا الحياة الدنيا لَعِبٌ ولهوإلى قوله سابقوا إلى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ} [الحديد: 0 2 21] وقال: {واعلموا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأولاَدُكُمْ فِتْنَةٌ} [الأنفال: 82].
ثم قال بعد: {فاحذروهم}.
وقال تعالى: {واعلموا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ للَّهِ خُمُسَهُ} [الأنفال: 41].