فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



والضمير المرفوع في {جَاءَتْهُمْ} عائد إلى الساعة التي هي القيامة.
وهذا المعنى. الذي دلت عليه هذه الآية الكريمة. من أن الكفار يوم القيامة يؤمنون. ولا ينفعهم إيامنهم جاء موضحًا في آيات كثيرة كقوله تعالى: {وقالوا امَنَّا بِهِ وأنى لَهُمُ التناوش مِن مَّكَانِ بَعِيدٍ} [سبأ: 52]. وقوله تعالى: {وجياء يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنسان وأنى لَهُ الذكرى} [الفجر: 23].
وقد قدمنا الآيات الموضحة لهذا في سورة الأعراف في الكلام على قوله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُه} [الأعراف: 53] إلى قوله- {أَونُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الذي كُنَّا نَعْمَلُ} [الأعراف: 53].
فظهر أن قوله: {فأنى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} على حذف مضاف. أي أنى لهم نفع ذكراهم.
والذكرى اسم مصدر بمعنى الاتعاظ الحامل على الايمان. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنهَارُ}.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام} قال: لا يلتفت إلى اخرته.
قوله تعالى: {وكأين من قرية} الآيتين.
أخرج عبد بن حميد وأبويعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج من مكة إلى الغار التفت إلى مكة وقال: أنت أحب بلاد الله إلى الله وأنت أحب بلاد الله إلي. ولولا أن أهلك أخرجوني منك لم أخرج منك فأعتى الأعداء من عدا على الله في حرمه أوقتل غير قاتله أوقتل بذحول أهل الجاهلية فأنزل الله تعالى {وكأين من قرية هي أشد قوّة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم}.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وكأين من قرية هي أشد قوّة من قريتك} قال: قريته مكة وفي قوله: {أفمن كان على بينة من ربه} قال: هو محمد صلى الله عليه وسلم {كمن زين له سوء عمله} قال: هم المشركون.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال: كلُّ هوى ضلالة.
وأخرج ابن المنذر عن طاوس قال: ما ذكر الله هوى في القرآن إلا ذمه.
{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ}.
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وأنهار من ماء غير آسن} قال: غير متغير.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {من ماء غير آسن} قال: غير منتن.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه {وأنهار من لبن لم يتغير طعمه} قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما: لم يحلب.
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {وأنهار من لبن لم يتغير طعمه} قال: لم يخرج من بين فرث ودم {وأنهار من خمر لذة للشاربين} قال: لم تدنسه الرجال بأرجلهم {وأنهار من عسل مصفى} قال: لم يخرج من بطون النحل.
وأخرج أحمد والترمذي وصححه وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور عن معاوية بن حيدة رضي الله الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الجنة بحر اللبن وبحر الماء وبحر العسل وبحر الخمر ثم تشقق الأنهار منها بعد.
وأخرج الحرث بن أبي أسامة في مسنده والبيهقي عن كعب رضي الله عنه قال: نهر النيل نهر العسل في الجنة. ونهر دجلة نهر اللبن في الجنة. ونهر الفرات نهر الخمر في الجنة؟ ونهر سيحان نهر الماء في الجنة.
وأخرج ابن مردويه عن الكلبي رضي الله عنه في قوله: {مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن} الآية قال: حدثني أبوصالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما أسري بي فانطلق بي الملك فانتهى بي إلى نهر الخمر فإذا عليه إبراهيم عليه الصلاة والسلام. فقلت للملك: أيّ نهر هذا؟ فقال: هذا نهر دجلة. فقلت له: إنه ماء قال هو ماء في الدنيا يسقي الله به من يشاء. وهو في الآخرة خمر لأهل الجنة. قال: ثم انطلقت مع الملك إلى نهر الرب فقلت للملك: أي نهر هذا؟ قال: هو جيحون وهو الماء غير آسن. وهو في الدنيا ماء يسقي الله به من يشاء. وهو في الآخرة ماء غير آسن. ثم انطلق بي فأبلغني نهر اللبن الذي يلي القبلة. فقلت للملك: أيّ نهر هذا؟ قال: هذا نهر الفرات. فقلت: هو ماء قال: هو ماء يسقي الله به من يشاء في الدنيا. وهو لبن في الآخرة لذرية المؤمنين الذين رضي الله عنهم وعن آبائهم. ثم انطلق بي فأبلغني نهر العسل الذي يخرج من جانب المدينة. فقلت للملك الذي أرسل معي: أيّ نهر هذا؟ قال: هذا نهر مصر. قلت: هو ماء. قال: هو ماء يسقي الله به من يشاء في الدنيا وهو في الآخرة عسلٌ لأهل الجنة».
{ولهم فيها من كل الثمرات} يقول: في الجنة {ومغفرة من ربهم} يقول: لذنوبهم.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أبي وائل رضي الله عنه قال: جاء رجل يقال له نهيك بن سنان إلى ابن مسعود رضي الله عنه فقال: يا أبا عبد الرحمن كيف تقرأ هذا الحرف؟ أياء تجده أما الفا؟ من ماء غير ياسن أو من ماء غير آسن؟ فقال له عبد الله رضي الله عنه: وكل القرآن أحصيت غير هذا؟ فقال أني لأقرأ المفصل في ركعة. قال: هذا كهذا الشعر إن قومًا يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم. ولكن القرآن إذا وقع في القلب فرسخ نفع. إني لأعرف النظائر التي كان يقرأ بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن جرير عن سعد بن طريف رضي الله عنه قال: سألت أبا إسحق رضي الله عنه عن {ماء غير آسن} قال: سألت عنها الحارث فحدثني أن الماء الذي غير آسن تسنيم. قال: بلغني أنه لا تمسه يد وأنه يجيء الماء هكذا حتى يدخل فمه والله تعالى أعلم.
{وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قال آنفًا}.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال: كان المؤمنون والمنافقون يجتمعون إلى النبي صلى الله عليه سولم فيستمع المؤمنون منه ما يقول ويعونه. ويسمعه المنافقون فلا يعونه. فإذا اخرجوا سألوا المؤمنين ماذا قال آنفًا؟ فنزلت {ومنهم من يستمع إليك}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال: كانوا يدخلون على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا خرجوا من عنده قالوا لابن عباس رضي الله عنهما: ماذا قال آنفًا؟ فيقول: كذا وكذا. وكان ابن عباس رضي الله عنهما من الذين أوتوا العلم.
وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفًا} قال: أنا منهم. ولقد سئلت.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ومنهم من يستمع إليك} قال: هؤلاء المنافقون دخل رجلان. فرجل عقل عن الله وانتفع بما يسمع ورجل لم يعقل عن الله ولم يعه ولم ينتفع به.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن عساكر عن ابن بريدة رضي الله عنه {قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفًا} قال: هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
وأخرج ابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
قوله تعالى: {والذين اهتدوا} الآية.
أخرج ابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن عكرمة رضي الله عنه أن ناسًا من أهل الكتاب آمنوا برسلهم وصدقوهم. وآمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث. فلما بعث كفروا به فذلك قوله: {فأما الذين اسودّت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم} وكان قوم من أهل الكتاب آمنوا برسلهم وبمحمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث. فلما بعث آمنوا به فذلك قوله: {والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم}.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم} قال: لما أنزل القرآن آمنوا به فكان هدى فلما تبين الناسخ من المنسوخ زادهم هدى.
أما قوله تعالى: {فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها}.
أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فقد جاء أشراطها} قال: دنت الساعة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فقد جاء أشراطها} قال: أول الساعات.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {فقد جاء أشراطها} قال: محمد صلى الله عليه وسلم من أشراطها.
وأخرج البخاري عن سهل بن مسعود رضي الله عنه قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بأصبعيه هكذا الوسطى والتي تليها بعثت أنا والساعة كهاتين».
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى».
وأخرج ابن مردويه عن سعيد بن أبي عروبة رضي الله عنه في قوله: {فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها} قال: كان قتادة رضي الله عنه يقول: قد دنت الساعة ودنا منكم فداء ودنا من الله فراغ للعباد. قال قتادة رضي الله عنه وذكر لنا أن النبي الله صلى الله عليه وسلم خطب أصحابه بعد العصر حتى كادت الشمس تغرب ولم يبق منها إلا أسف أي شيء قال: «والذي نفس محمد بيده ما مثل ما مضى من الدنيا فيما بقي منها إلا مثل ما مضى من يومكم هذا فيما بقي منه وما بقي منه إلا اليسير».
وأخرج أحمد عن بريدة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بعثت أنا والساعة جميعًا إن كادت تسبقني».
وأخرج البخاري وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بعثت أنا والساعة كهاتين».
وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي جبيرة بن الضحاك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بعثت في سم الساعة».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا ويقل الرجال ويكثر النساء حتى يكون على خمسين امرأة قيم واحد».
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن ماجة وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا بارزًا للناس. فأتاه رجل فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ فقال: ما المسؤو ل عنها بأعلم من السائل. ولكن سأحدثك عن أشراطها. إذا ولدت الأمة ربتها فذاك من أشراطها وإذا كانت الحفاة العراة رعاء الشاء رؤوس الناس فذاك من أشراطها. وإذا تطأول رعاء الغنم في البنيان فذاك من أشراطها».
وأخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه «أن أعرابيًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: متى الساعة؟ فقال: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة. قال يا رسول الله: وكيف إضاعتها؟ قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة».
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أتى رجل فقال يا رسول الله متى الساعة؟ قال: ما السائل بأعلم من المسؤو ل. قال: فلوعلمتنا أشراطها. قال: تقارب الأسواق. قلت: وما تقارب الأسواق؟ قال: أن يشكوالناس بعضهم إلى بعض قلة إصابتهم. ويكثر ولد البغي وتفشوا الغيبة. ويعظم رب المال. وترتفع أصوات الفساق في المساجد. ويظهر أهل المنكر. ويظهر البغاء».
وأخرج ابن مردويه والديلمي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسوالله صلى الله عليه وسلم: «من أشراط الساعة سوء الجوار وقطيعة الأرحام وأن يعطل السيف من الجهاد وأن ينتحل الدنيا بالدين».
وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن من أشراط الساعة أن يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع». وأخرج أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن تذهب الدنيا حتى تصير للكع بن لكع».
وأخرج أحمد والبخاري وابن ماجة عن عمرو بن تغلب رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قومًا نعالهم الشعر. وإن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قومًا عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة».
وأخرج النسائي عن عمرو بن تغلب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أشراط الساعة أن يقبض العلم ويفشوالمال وتفشوالتجارة ويظهر القلم» قال عمرو: فإن كان هذا الرجل ليبيع البيع فيقول حتى استأمر تاجر بن فلان ويلتمس في الحواء العظيم الكاتب فلا يوجد.
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن ماجة عن ابن مسعود رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يكون بين يدي الساعة أيام فيرفع فيها العلم وينزل فيها الجهل ويكثر في الهرج».
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عبد الله بن ربيب الجندي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا الوليد يا عبادة بن الصامت إذا رأيت الصدقة كتمت وغلت واستؤجر في الغزو. وعمر الخراب. وخرب العامر. والرجل يتمرس بأمانته كما يتمرس البعير بالشجرة. فإنك والساعة كهاتين» وأشار بأصبعه السبابة والتي تليها.
وأخرج أحمد وأبوداود والنسائي وابن ماجة عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد».
وأخرج أحمد والترمذي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فيكون السنة كالشهر كالجمعة والجمعة كاليوم واليوم كالساعة والساعة كالضرم بالنار».