فصل: من لطائف وفوائد المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج ابن أبي شيبة وأبوداود والترمذي والحاكم وصححاه والبيهقي عن عبد الله بن عمرويرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الراحمون يرحمهم الرحمن. ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء. الرحم شجنة من الرحمن فمن وصلها وصله ومن قطعها قطعه».
وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبة من أدم حمراء في نحومن أربعين رجلًا فقال: «إنه مفتوح لكم وإنكم منصورون ومصيبون فمن أدرك منكم ذلك فليتق الله وليأمر بالمعروف ولينه عن المنكر وليصل رحمه. ومثل الذي يعين قومه على غير الحق كمثل البعير يتردى فهو يتردى بذنبه».
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله: أوصني قال: «أقم الصلاة وأدِ الزكاة وصم رمضان وحج البيت واعتمر وبر والديك وصل رحمك واقرِ الضيف وأمُرْ بالمعروف وانْهَ عن المنكر وَزُلْ مع الحق حيث زال».
وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن عبد الله بن سلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «افشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام»
وأخرج أحمد والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات وابن نصر في الصلاة وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «قلت يا رسول الله: إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني فأنبئني عن كل شيء. قال: كل شيء خلق من ماء. قلت: انبئني عن أمر إذا عملت به دخلت الجنة: قال: إفْشِ السلام وأطعم الطعام وصل الأرحام وقم بالليل والناس نيام ثم أدخل الجنة بسلام».
وأخرج الطبراني والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليعمر بالقوم ويكثر لهم الأموال وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضًا لهم. قالوا: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: بصلتهم أرحامهم».
وأخرج الطيالسي والحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إعرفوا أنسابكم تصلوا أرحامكم فإنه لأقرب لرحم إذا قطعت وإن كانت قريبة. ولا بعد لها إذا وصلت وإن كانت بعيدة».
وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمروعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تجيء الرحم يوم القيامة كحجنة المغزل فتتكلم بلسان ذلق طلق فتصل من وصلها وتقطع من قطعها».
وأخرج البزار والبيهقي في الأسماء والصفات عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث معلقات بالعرش: الرحم تقول: اللهم إني بك فلا أقطع. والأمانة تقول: اللهم إني بك فلا أخان. والنعمة تقول: اللهم إني بك فلا أكفر».
وأخرج الحكيم الترمذي عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث تحت العرش: القرآن له ظهر وبطن يحاج العباد. والرحم تنادي صل من وصلني واقطع من قطعني. والأمانة».
وأخرج الحكيم الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الرحم معلقة بالعرش بالعرش فإذا أتاها الواصل بشرت به وكلمته. وإذا أتاها القاطع احتجبت منه.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن حبان والطبراني والبيهقي والحكيم الترمذي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرحم شجنة معلقة بالعرش».
وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرحم شجنة اخذة بحجزة الرحمن تناشده حقها فيقول: ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ من وصلك فقد وصلني. ومن قطعك فقد قطعني».
وأخرج الطبراني والخرائطي في مساوىء الأخلاق عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدخل الجنة مدمن الخمر لا العاقّ ولا المنّان» قال ابن عباس: شق ذلك على المؤمنين يصيبون ذنوبًا حتى وجدت ذلك في كتاب الله في العاقّ {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم} و{لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى} [البقرة: 264] وقال: {إنما الخمر والميسر} [المائدة: 90].
قوله تعالى: {أولئك الذين لعنهم الله} الآية.
أخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سليمان موقوفًا والحسن بن سفيان والطبراني وابن عساكر عن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا ظهر القول وخزن العمل وائتلفت الألسن واختلفت القلوب وقطع ذي رحم رحمه فعند ذلك {لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم}».
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب العلم عن الحسن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا الناس أظهروا العلم وضيعوا العمل وتحابوا بالألسن وتباغضوا بالقلوب وتقاطعوا في الأرحام لعنهم الله عند ذلك {فأصمهم وأعمى أبصارهم}».
أما قوله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}.
أخرج إسحق بن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عروة رضي الله عنه قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} فقال شاب من أهل اليمن بل عليها أقفالها حتى يكون الله يفتحها أو يفرجها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدقت فما زال الشاب في نفس عمر رضي الله عنه حتى ولي فاستعان به.
وأخرج الدارقطني في الافراد وابن مردويه عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «{أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} فقال شاب عند النبي صلى الله عليه وسلم: بل والله عليها أقفالها حتى يكون الله هو الذي يفكها. فلما ولي عمر وسأل عن ذلك الشاب ليستعمله. فقيل: قد مات».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {أفلا يتدبرون القرآن} قال: إذًا والله في القرآن زاجر عن معصية الله قال: لم يتدبره القوم ويعقلوه ولكنهم أخذوا بمتشابهه فهلكوا عند ذلك.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن خالد بن معدان رضي الله عنه قال: ما من عبد إلا له أربع أعين عينان في وجهه يبصر بهما دنياه وما يصلحه من معيشته. وعينان في قلبه يبصر بهما دينه وما وعد الله بالغيب فإذا أراد الله بعبد خيرًا فتح عينيه اللذين في قلبه فأبصر بهما ما وعد بالغيب. وإذا أراد الله بعبد سوءًا ترك القلب على ما فيه وقرأ {أم على قلوب أقفالها} وما من عبد إلا وله شيطان متبطن فقار ظهره لأو عنقه على عنقه فاغر فاه على قلبه.
وأخرج الديلمي في مسند الفردوس عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعًا إلى قوله: وقرأ {أم على قلوب أقفالها}.
وأخرج الديلمي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي على الناس زمان يخلق القرآن في قلوبهم يتهافتون تهافتًا. قيل يا رسول الله: وما تهافتهم؟ قال: يقرأ أحدهم فلا يجد حلاوة ولا لذة يبدأ أحدهم بالسورة وإنما معه آخِرها فإن عملوا قالوا ربنا اغفر لنا. وإن تركوا الفرائض قالوا: لا يعذبنا الله ونحن لا نشرك به شيئًا أمرهم رجاء ولا خوف فيهم {أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}».
{إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سول لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25)}.
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى} قال: هم أعداء الله أهل الكتاب يعرفون نعت محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه عندهم ويجدونه مكتوبًا في التوراة والأنجيل. ثم يكفرون به {الشيطان سول لهم} قال: زين لهم {ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله} قال: هم المنافقون.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جرير رضي الله عنه في قوله: {إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى} قال: اليهود ارتدوا عن الهدى بعد أن عرفوا أن محمدًا صلى الله عليه وسلم نبي. {الشيطان سول لهم وأملى لهم} قال: أملى الله لهم ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله قال: يهود تقول للمنافقين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا يسرون إليهم إنا {سنطيعكم في بعض الأمر} وكان بعض الأمر أنهم يعلمون أن محمدًا نبي وقالوا اليهودية الدين فكان المنافقون يطيعون اليهود بما أمرتهم {والله يعلم إسرارهم} قال: ذلك سر القول {فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم} قال: عند الموت.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {إن الذين ارتدوا على أدبارهم} إلى: {إسرارهم} هم أهل النفاق.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {يضربون وجوههم وأدبارهم} قال: يضربون وجوههم وأستاهم. ولكن الله كريم يكني.
{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29)}.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم} قال: أعمالهم. خبثهم والحسد الذي في قلوبهم. ثم دل الله النبي صلى الله عليه وسلم بعد على المنافقين. فكان يدعوباسم الرجل من أهل النفاق.
وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في قوله: {ولتعرفنهم في لحن القول} قال: ببغضهم علي بن أبي طالب.
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ببغضهم علي بن أبي طالب.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه أنه تلا هذه الآية {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين} الآية فقال: اللهم عافنا واسترنا ولا تبل أخبارنا.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {أوليبلونكم} بالياء {حتى يعلم} بالياء {ويبلو} بالياء ونصب الواو والله أعلم.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرسول ولا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (33)}.
أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال: من استطاع منكم أن لا يبطل عملًا صالحًا بعمل سوء فليفعل ولا قوّة إلا بالله فإن الخير ينسخ الشر. فإنما ملاك الأعمال خواتيمها.
وأخرج عبد بن حميد ومحمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أنه لا يضر مع لا إله إلا الله ذنب. كما لا ينفع من الشرك عمل حتى نزلت {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم} فخافوا أن يبطل الذنب العمل. ولفظ عبد بن حميد: فخافوا الكبائر أن تحبط أعمالكم.
وأخرج ابن نصر وابن جرير وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا معشر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نرى أنه ليس شيء من الحسنات إلا مقبو لا حتى نزلت {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم} فلما نزلت هذه الآية قلنا: ما هذا الذي يبطل أعمالنا؟ فقال: الكبائر الموجبات والفواحش. فكنا إذا رأينا من أصاب شيئًا منها قلنا: هلك. حتى نزلت هذه الآية {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} [النساء: 48] فلما نزلت كففنا عن القول في ذلك. وكنا إذا رأينا أحدًا أصاب منها شيئًا خفنا عليه وإن لم يصب منها شيئًا رجونا له.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون} يقول: ولا تكونوا أول الطائفتين صرعت صاحبتها ودعتها إلى الموادعة. وأنتم أولى بالله منهم {ولن يتركم أعمالكم} يقول: لن يظلمكم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {فلا تهنوا} قال: لا تضعفوا {وأنتم الأعلون} قال: الغالبون {ولن يتركم} قال: لن ينقصكم.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {يتركم} قال: يظلمكم.
وأخرج الخطيب عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ {فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم} قال: محمد بن المنتشر منتصبة السين.
وأخرج أبونصر السجزي في الأنابة عن عبد الرحمن بن أبزى قال: كان النبي صل الله عليه وسلم يقرأ هؤلاء الأحرف {ادخلوا في السلم} [البقرة: 208] {وإن جنحوا للسلم} [الأنفال: 61] {وتدعوا إلى السلم} بنصب السين.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {إن يسألكموها} قال: علم الله في مسألة الأموال خروج الأضغان.
قوله تعالى: {وإن تتولوا} الآية.
أخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
لما نزلت {وإن تتولوا يستبدل قومًا غيركم} قيل: من هؤلاء وسلمان رضي الله عنه إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: «هم الفرس وهذا وقومه».
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {وإن تتولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم} فقالوا يا رسول الله: من هؤلاء الذين إن تو لينا استبدلوا بنا ثم لا يكونوا أمثالنا فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على منكب سلمان ثم قال: «هذا وقومه والذي نفسي بيده لوكان الإِيمان منوطًا بالثريا لتناوله رجال من فارس».
وأخرج ابن مردويه عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية {وإن تتولوا يستبدل قومًا غيركم} الآية فسئل من هم. قال: «فارس لوكان الدين بالثريا لتناوله رجال من فارس».
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {يستبدل قومًا غيركم} قال: من شاء. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.من لطائف القشيري في السورة الكريمة:

قال عليه الرحمة:
سورة محمد صلى الله عليه وسلم: