فصل: قال بيان الحق الغزنوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقوله: {تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ}.
وفى إحدى القراءتين: أو يُسْلِموا. والمعنى: تقاتلونهم أبدًا حتى يسلموا، وإلاّ أن يسلموا تقاتلونهم، أو يكون منهم الإسلام.
{لَّيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا}.
وقوله: {لَّيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ} في ترك الغزو إلى آخر الآية.
{لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}.
وقوله: {تَحْتَ الشَّجَرَةِ} كانت سَمُرةً.
وقوله: {فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ}.
كان النبى صلى الله عليه أُرِىَ في منامه أنه يدخل مكة، فلما لم يتهيأ له ذلك، وصالح أهل مكة على أن يخلوها له ثلاثا من العام المقبل دخل المسلمين أمر عظيم، فقال لهم النبى صلى الله عليه: «إنما كانت رؤيا أُريتُها، ولم تكن وحيا من السماء»، {فعَلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم}. والسكينة: الطمأنينة والوقار إلى ما أخبرهم به النبى صلى الله عليه: أنها إلى العام المقبل، وذلك قوله: {فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَموا} من خير تأويل الرؤيا.
{وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَاذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا}.
وقوله: {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا} مما يكون بعد اليوم فعجل لكم هذه: خيبر.
وقوله: {وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ}.
كانت أسد وغطفان مع أهل خيبر على رسول الله صلى الله عليه، فقصدهم النبى صلى الله عليه، فصالحوه، فكفوا، وخلّوا بينه وبين أهل خيبر، فذلك قوله: {وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ}.
{وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا}.
وقوله: {وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا}.
فارس- {قد أحاط الله بها}، أحاط لكم بها أن يفتحها لكم.
وقوله: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم}.
هذا لأهل الحديبية، لا لأهل خيبر.
وقوله: {وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا} محبوسا.
وقوله: {أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ} مَنْحَره، أي: صدوا الهدى.
وقوله: {وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُّؤْمِنَاتٌ}.
كان مسلمون بمكة، فقال: لولا أن تقتلوهم، وأنتم لا تعرفونهم فتصيبكم منهم معرة، يريد: الدية، ثم قال الله جل وعز: {لَوْ تَزَيَّلُواْ} لو تميّز وخلَص الكفار من المؤمنين، لأنزل الله بهم القتل والعذاب.
{إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُواْ أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}.
وقوله: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ}.
حموا أنفا أن يَدخلها عليهم رسول الله صلى الله عليه، {فأنزل الله سكينته} يقول: أذهب الله عن المؤمنين أن يَدخلهم ما دخل أولئك من الحمية، فيعصوا الله ورسوله.
وقوله: {كَلِمَةَ التَّقْوَى} لا إله إلا الله.
وقوله: {وَكَانُواْ أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا}.
ورأيتها في مصحف الحارث بن سويد التيمى من أصحاب عبدالله {وكانوا أهلها وأحق بها} وهو تقديم وتأخير، وكان مصحفه دفن أيام الحجاج.
{لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّءْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُواْ فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا}.
وقوله: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}.
وفى قراءة عبدالله: {لا تخافون} مكان {آمنين}، {مُحلِّقين رءوسكم ومُقَصِّرِينَ}، ولو قيل: {محلقون ومقصرون} أي بعضكم محلقون وبعضكم مقصرون لكان صوابا كما قال الشاعر:
وغودر البقل ملوى ومحصود

{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}.
وقوله: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ}.
يقال: لا تذهب الدنيا حتى يَغلب الإسلام على أهل كل دين، أو يؤدوا إليهم الجزية، فذلك قوله: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّه}.
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}.
وقوله: {تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا}. في الصلاة.
وقوله: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ}. وهى الصفرة من السهر بالليل.
وقوله: {ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ}.
وفى {الإنجيل}: أيضًا كمثلهم في القرآن، ويقال: {ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كرزع أخرج شطأه}، وشطؤه: السنبل تُنبت الحبة عشرًا وثمانيًا وسبعًا، فيقوى بعضه ببعض، فذلك قوله: {فآزره} فأعانه وقواه؛ {فاستغلظ} ذلك {فاستوى}، ولو كانت واحدة لم تقم على ساق، وهو مَثَل ضربه الله عز وجل للنبى صلى الله عليه إذ خرج وحده ثم قوّاه بأصحابه، كما قوَّى الحبة بما نبت منها.
آزرت، أُؤازره، مؤازرة: قوّيته، وعاونته، وهى المؤازرة. اهـ.

.قال بيان الحق الغزنوي:

سورة الفتح:
{إنا فتحنا} صلح الحديبية، وعده الله فتح مكة عند انكفائه منها. وقال ابن بحر: هو فتح المشكلات عليه في الدين، كقوله: {وعنده مفاتح الغيب}.
{ليغفر لك الله} ليس الفتح كان ليغفر له، بل لينصره نصرًا عزيزًا، ولكنه لما عد عليه هذه النعمة وصله بما هو أعظم النعم.
{ما تقدم من ذنبك} ما كان قبل الفتح. وقيل: قبل البعثة. وقيل: ما تقدم قبل نزول هذه الآية، {وما تأخر} بعدها. وقيل: إن المراد بما تأخر: ذنوب أمته، كما تقول: وهبت لك هذه جرائم، وهي جرائم عشيرته.
{أنزل السكينة} قيل: هي الثقة بوعد الله، والصبر على أمر الله.
{ليزدادوا إيمانًا مع إيمانهم} يقينًا مع يقينهم. وقيل: عملًا مع تصديقهم.
{ولله جنود السموات والأرض} أي: لو شاء نصركم بها عاجلًا، ودمر على من منعكم الحرم، لكنه أنزل السكينة عليكم، ليكون ظهور كلمته بجهادكم، وثوابه لكم.
{وتسبحوه} تنزهوه من كل ذم وعيب. وقيل: تصلوا عليه. وقيل: توقروا الرسول وتسبحوا الله..
{إنما يبايعون الله} [10] هذه بيعة الرضوان بالحديبية، بايعوه على أن ينصروه ولا يفروا، وسميت بيعة، لقوله: {إن الله اشترى من المؤمنين}، ولأنها في التواجب كالبيع.
{يد الله} أي: في الثواب، {فوق أيديهم} في النصر.
{سيقول لك المخلفون من الأعراب} [11] لما أراد النبي عليه السلام المسير إلى مكة عام الحديبية، استنفر من حول المدينة من الأعراب احتراسًا من قريش.
{ستدعون إلى قوم} [16] يدعوكم المؤمنون بعد النبي.
{أولي بأس شديد} الروم وفارس عن الحسن، وبنو حنيفة مع مسيلمة عن الزهري.
{لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة} [18] كان المبايعون يومئذ ألفًا وأربعمائة رجل. وهم المهاجرون مطلقًا. وطبقة أخرى المهاجرون منهم إلى الحبشة. وطبقة أخرى منهم الذين بايعوا عند العقبة الأولى، يقال للواحد عقبي. وأخرى المهاجرون الذين وصلوا إلى النبي عليه السلام، وهو بقباء قبل أن يدخل المدينة، وهم المهاجرون الأولون. وأخرى المهاجرون منهم بين بدر والحديبية. وأخرى المهاجرون بين الحديبية والفتح. فذلكم خمس طبقات بعد الأولى، أي: المهاجرين مطلقًا.
والشجرة التي بايعوا تحتها سمرة، ولذلك قال العباس يوم حنين: يا أهل السمرة.
{وأثابهم فتحًا قريبًا} [18] هو فتح خيبر. ويقال: فتح مكة.
{وأخرى لم تقدروا عليها} [21] فارس والروم.
{قد أحاط الله بها} قدر عليها.
{ولن تجد لسنة الله تبديلا} [23] في نصرة كل نبي يأمره بالقتال.
{والهدي معكوفًا} [25] مجموعًا موقوفًا، عكف بعضه على بعض.
{فتصيبكم منهم معرة} إثم. وقيل: شدة.
{لو تزيلوا} تميزوا وتفرقوا حتى لا يختلط بمشركي مكة مسلم.
{ولولا رجال مؤمنون} [25] أي: ولولا وطؤكم رجالًا مؤمنين، ونساء مؤمنات {لعذبنا الذين كفروا} بالسيف.
{فأنزل الله سكينته} [26] لما طالبهم سهيل بن عمرو أن يكتبوا باسمك اللهم.
{كلمة التقوى} سمعنا وأطعنا.
{إن شاء الله ءامنين} [27] الاستثناء للتأديب على مقتضى الدين، أي: ليدخلنه بمشيئة الله. وقيل: إن الاستثناء في دخول جميعهم، إذ علم أن بعضهم يموت.
وقيل: إن {لتدخلن} من قول رسول الله لأصحابه، حكاية عن رؤياه، فيكون الاستثناء في الرؤيا لا في خبر الله. وقال أبو عبيدة: إن بمعنى إذ، أي: إذ شاء الله.
{والذين معه} [29] رفع بـالابتداء، والواو واو الاستئناف.
{سيماهم في وجوههم} صفرة السهر وغضاضة النظر.
وقال ابن عباس: نور الصلاة. وقال الحسن: السمت الحسن.
{مثلهم} صفتهم.
{شطئه} الشطأ والسفا والبهمى: شوك السنبل.
وقيل: فراخه الذي يخرج في جوانبه. وهو من شاطئ النهر جانبه، وأشطأ الزرع: أفرخ. وفي الشطأ لغات أخر: الشطأ: بفتح الطاء والهمز. والشطا: مقصورًا، والشط بلا همز ولا ألف.
{فئازره} قواه وشد أزره، أي: شد فراخ الزرع أصوله. قال الأسود بن يعفر:
ولقد غدوت لعازب متناذر ** أحوى المذانب مؤنق الرواد

جادت سواريه وآزر نبته ** نفأ من الصفراء والزباد

{فاستغلظ} غلظ، أي: باجتماع الفراخ مع الأصول.
{فاستوى على سوقه} جمع ساق، وهي قصبه الذي يقوم عليه، ويكون ساقًا له.
{ليغيظ بهم الكفار} أهل مكة. وهذا مثل ضربه الله للمؤمنين، إذ كانوا أقلاء فكثروا، وأذلاء فعزوا.
ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد الحديبية عشرين يومًا ثم خرج إلى خيبر فنصره الله، وفتح عليه خيبر. والحديبية بوزن تريقية تصغير ترقوة، ولا يجوز غيره.
تمت سورة الفتح. اهـ.

.قال الأخفش:

سورة الفتح:
{هُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِّنْهُمْ مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِّيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}.
قال: {وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا} على وصدوا {الهَدْيَ مَعْكُوفًا} كراهية {أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ}.
وقال: {أَن تَطَئُوهُمْ} على البدل لولا رجال أن تطؤوهم.
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}.
وقال: {أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ} يريد أَفْعَلَه من الإِزارَة. اهـ.

.قال ابن قتيبة:

سورة الفتح مدنية كلها.
1- {إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} أي قضينا لك قضاء عظيما. ويقال: للقاضي: الفتاح.
4- {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ} أي السكون والطمأنينة.
9- {وَتُعَزِّرُوهُ} أي تعظموه. وفي تفسير أبي صالح: تنصروه.
12- {وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا} أي هلكي.
ورجح الإمام الطبري أن المراد بالفتح (صلح الحديبية) وهو ما اختاره أيضا ابن كثير لما ترتب عليه من الآثار العظيمة من بيعة الرضوان ومن الهدنة بينه وبين المشركين ومن دخول كثير من الناس في الإسلام وذهب بعض المفسرين إلى أنه فتح مكة لأنه هو الفتح الأكبر أن المعنى: سنفتح لك يا محمد فتحا مبينا بانتصارك على الكفار بفتح مكة.
وأخرج البخاري عن عبد اللّه بن مغفل قال: قرأ النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة سورة الفتح فرجع فيها قال معاوية: لو شئت أن أحكي لكم قراءة النبي صلى الله عليه وسلم لفعلت.
قال ابن عباس: (البور- في لغة أزد عمان: الفاسد).
و(البور)- في كلام العرب: لا شيء، يقال: أصبحت أعمالهم بورا، أي مبطلة. وأصبحت ديارهم بورا، أي معطلة خرابا.
17- {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ} أي إثم في ترك الغزو.
18- و19- {وَأَثابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} أي جازاهم بفتح قريب، {وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها}.
20- {وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ} أي عن عيالكم، ليكون كف ايدي الناس- أهل مكة- عن عيالهم، {آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ}.
21- {وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها}: مكة.
25- {وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا} أي محبوسا. يقال: عكفته عن كذا، إذا حبسته، ومنه: (العاكف في المسجد) إنما هو: الذي حبس نفسه فيه. {أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ} أي منحره.