فصل: فصل في ذكر آيات الأحكام في السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وَرَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره كَذَلِك.
قال ابْن كثير فِي تَفْسِيره وَهَذَا السِّيَاق فِيهِ نظر فَإِنَّهُ لَا يجوز أَن يكون عَام الْحُدَيْبِيَة لِأَن خَالِدا لم يكن أسلم بل كَانَ حِينَئِذٍ طَلِيعَة للْمُشْرِكين كَمَا ورد فِي الصَّحِيح وَلَا يجوز أَن يكون فِي عمْرَة الْقَضَاء لأَنهم قَاضَوْهُ عَلَى أَن يَأْتِي فِي الْعَام الْقَابِل فَيَعْتَمِر وَيُقِيم بِمَكَّة ثَلَاثَة أَيَّام وَلما قدم لم يُمَانِعُوهُ وَلَا حَارَبُوهُ وَلَا قَاتلُوهُ وَلَا عَام الْفَتْح لِأَنَّهُ لم يسق عَام الْفَتْح هَديا وَإِنَّمَا جَاءَ مُحَاربًا مُقَاتِلًا فِي جَيش عَرَمْرَم فَهَذَا السِّيَاق فِيهِ خلل فَلْيتَأَمَّل انتهى.
1212- الحديث السابع:
رُوِيَ أَنه عليه السلام وَأَصْحَابه نحرُوا بِالْحُدَيْبِية لما أحْصرُوا وَقال المُصَنّف وَبَعض الْحُدَيْبِيَة من الْحرم.
وَرُوِيَ أَن مضَارب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَت فِي الْحل وَمُصَلَّاهُ فِي الْحرم.
قلت رُوِيَ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي الشَّهَادَات من حديث ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم خرج مُعْتَمِرًا فحال كفار قُرَيْش بَينه وَبَين الْبَيْت فَنحر هَدْيه وَحلق رَأسه بِالْحُدَيْبِية وَقَاضَاهُمْ عَلَى أَن يعْتَمر الْعَام الْقَابِل وَلَا يحمل بهَا سِلَاحا وَلَا يُقيم بهَا إِلَّا مَا أَحبُّوا فَاعْتَمَرَ من الْعَام الْمقبل فَدَخلَهَا كَمَا كَانَ صَالحهمْ فَلَمَّا أَقَامَ بهَا ثَلَاثًا أَمرُوهُ أَن يخرج فَخرج انتهى.
وَعند البُخَارِيّ عَن الْمسور ومروان فِي الْحَج أَنه صلى الله عليه وسلم قال لأَصْحَابه «قومُوا فَانْحَرُوا ثمَّ احْلقُوا» قال البُخَارِيّ عَقِيبه وَالْحُدَيْبِيَة خَارج الْحرم انتهى.
وَقوله وَرُوِيَ أَن مضَارب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم... إِلَى آخِره.
رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده فِي حديث الْفَتْح ثَنَا يزِيد بن هَارُون أَنا مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن الْمسور بن مخرمَة ومروان بن الحكم قالا خرج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَام الْحُدَيْبِيَة يُرِيد زِيَارَة الْبَيْت... فَذكره بِطُولِهِ وَفِيه وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي الْحرم وَهُوَ مُضْطَرب فِي الْحل وَقد تقدم مِنْهُ قِطْعَة فِي الحديث الخامس:
1213- الحديث الثامن:
قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم «إِن آخر وَطْأَة وَطئهَا الله تعالى بوج».
قلت تقدم فِي آخر بَرَاءَة.
1214- الحديث التاسع:
رُوِيَ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل بِالْحُدَيْبِية بعثت قُرَيْش سُهَيْل ابْن عَمْرو الْقرشِي وَحُوَيْطِب بن عبد الْعُزَّى وَمِكْرَز بن حَفْص بن الْأَحْنَف عَلَى أَن يعرضُوا عَلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَن يرجع من عَامه ذَلِك عَلَى أَن تخلي لَهُ قُرَيْش مَكَّة من الْعَام الْقَابِل ثَلَاثَة أَيَّام فَفعل ذَلِك وَكَتَبُوا مِنْهُم كتابا فَقال عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ لعَلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه «اكْتُبْ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم» فَقال سُهَيْل وَأَصْحَابه مَا نَعْرِف هَذَا وَلَكِن اكْتُبْ بِاسْمِك اللَّهُمَّ ثمَّ قال اكْتُبْ هَذَا مَا صَالح عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أهل مَكَّة فَقالوا لَو كُنَّا نعلم أَنَّك رَسُول الله مَا صَدَدْنَاك عَن الْبَيْت وَلَا قَاتَلْنَاك وَلَكِن اكْتُبْ هَذَا مَا صَالح عَلَيْهِ مُحَمَّد بن عبد الله أهل مَكَّة فَقال صلى الله عليه وسلم «اكْتُبْ مَا يُرِيدُونَ فَإِنِّي أشهد أَنِّي رَسُول الله وَأَنا مُحَمَّد بن عبد الله».
قلت رَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر فَذكر حديث إرْسَال النَّبِي صلى الله عليه وسلم عُثْمَان بن عَفَّان إِلَى أهل مَكَّة كَمَا تقدم فِي الحديث الْخَامِس وَقال فِيهِ فَرجع عُرْوَة إِلَى قُرَيْش فَقال إِنَّمَا جَاءَ الرجل وَأَصْحَابه عمارا فَخلوا بَينه وَبَين الْبَيْت فليطوفوا فَشَتَمُوهُ ثمَّ بعثت قُرَيْش سُهَيْل بن عمروا وَحُوَيْطِب بن عبد الْعُزَّى وَمِكْرَز بن حَفْص لِيُصْلِحُوا عَلَيْهِم فَكَلَّمُوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَدعوهُ إِلَى الصُّلْح وَالْمُوَادَعَة... الحديث بِطُولِهِ.
ثمَّ أخرج عَن ابْن إِسْحَاق ثني الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن الْمسور ومروان قالا فدعَتْ قُرَيْش سُهَيْل بن عَمْرو وَقالوا اذْهَبْ إِلَى هَذَا الرجل وَصَالَحَهُ أَن يرجع عَنَّا عَامه هَذَا لَا تَتَحَدَّث الْعَرَب أَنه دخل علينا عنْوَة فَخرج سُهَيْل من عِنْدهم حَتَّى انْتَهَى إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَوَقع الصُّلْح عَلَى أَن يوضع الْحَرْب بَينهم عشر سِنِين وَأَن يَأْمَن النَّاس بَعضهم من بعض وَأَن يرجع عَنْهُم عَامهمْ ذَلِك حَتَّى إِذا الْعَام الْمقبل خلوا بَينه وَبَين مَكَّة فَأَقَامَ بهَا ثَلَاثًا... الحديث بِطُولِهِ.
وَرَوَى النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير من حديث عَلّي بن الْحُسَيْن ثني أبي عَن ثَابت ثني عبد الله بن الْمُغَفَّل قال كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِالْحُدَيْبِية فِي أصل الشَّجَرَة الَّتِي قال الله: {إِذْ يُبَايعُونَك تَحت الشَّجَرَة} وَكَأَنِّي بِغُصْن من أَغْصَان تِلْكَ الشَّجَرَة عَلَى ظهر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَرَفَعته عَن ظَهره وَعلي بن أبي طَالب وَسُهيْل ابْن عَمْرو بَين يَدَيْهِ فَقال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم «اكْتُبْ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم» فَأخذ سُهَيْل يَده فَقال مَا نَعْرِف الرَّحْمَن الرَّحِيم اكْتُبْ فِي قَضِيَّتنَا مَا نَعْرِف فَقال: «اكْتُبْ بِاسْمِك اللَّهُمَّ هَذَا مَا صَالح عَلَيْهِ مُحَمَّد رَسُول الله أهل مَكَّة» فَأمْسك يَده لقد ظَلَمْنَاك إِن كنت رَسُولا اكْتُبْ فِي قَضِيَّتنَا مَا نَعْرِف فَقال: «اكْتُبْ هَذَا مَا صَالح عَلَيْهِ مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمطلب وَأَنا رَسُول الله» قال فَكتب... الحديث بِطُولِهِ.
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ بعض هَذِه الْأَلْفَاظ وَلَكِن مَا ذَكرْنَاهُ أقرب إِلَى لفظ الْكتاب.
1215- الحديث العاشر:
رُوِيَ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رَأَى فِي مَنَامه قبل خُرُوجه إِلَى الْحُدَيْبِيَة كَأَنَّهُ وَأَصْحَابه قد دخلُوا مَكَّة آمِنين وَقد حَلقُوا وَقصرُوا فَقص الرُّؤْيَا عَلَى أَصْحَابه فَفَرِحُوا وَاسْتَبْشَرُوا وَحَسبُوا أَنهم دَاخِلُوهَا فِي عَامهمْ وَقالوا إِن رُؤْيا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حق فَلَمَّا تَأَخّر ذَلِك قال عبد الله ابْن أبي وَعبد الله بن نفَيْل وَرِفَاعَة بن الْحَارِث وَالله مَا حلقنا وَلَا قَصرنَا وَلَا رَأينَا الْمَسْجِد فَنزلت لقد صدق الله رَسُوله الرُّؤْيَا الْحق الْآيَة.
قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب قصَّة الْحُدَيْبِيَة أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا عبد الرَّحْمَن بن الْحسن القَاضِي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن أبي إِيَاس ثَنَا وَرْقَاء عَن أبي نجيح عَن مُجَاهِد قال أرَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِالْحُدَيْبِية أَنه يدْخل مَكَّة هُوَ وَأَصْحَابه آمِنين مُحَلِّقِينَ رُءُوسهم وَمُقَصِّرِينَ فَقال لَهُ أَصْحَابه حِين نحر بِالْحُدَيْبِية أَيْن رُؤْيَاك يَا رَسُول الله فَأنْزل الله عَزَّ وَجَلَّ: {لقد صدق الله رَسُوله الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ} إِلَى قوله: {فَجعل من دون ذَلِك فتحا قَرِيبا} فَكَانَ تَصْدِيق رُؤْيَاهُ فِي السّنة الْمُقبلَة فتح خَيْبَر ثمَّ اعْتَمر بعد ذَلِك وَهَذَا مُرْسل.
وَرَوَى الطَّبَرِيّ ثني يُونُس أَنا ابْن وهب قال قال عبد الرَّحْمَن بن زيد ابْن أسلم فِي قوله لقد صدق الله رَسُوله الرُّؤْيَا الْآيَة قال قال لَهُم النَّبِي صلى الله عليه وسلم «إِنِّي قد رَأَيْت أَنكُمْ سَتَدْخُلُونَ الْمَسْجِد الْحَرَام مُحَلِّقِينَ رءوسكم وَمُقَصِّرِينَ» فَلَمَّا نزل بِالْحُدَيْبِية وَلم يدْخل ذَلِك الْعَام طعن المُنَافِقُونَ فِي ذَلِك فَقالوا أَيْن رُؤْيَاهُ.
فَأنْزل الله {لقد صدق الله رَسُوله الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ} الْآيَة انتهى.
1216- الحديث الْحَادِي عشر:
رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قال: «لَا تعلبوا صوركُمْ».
1217- الحديث الثَّانِي عشر:
عَن ابْن عمر أَنه رَأَى رجلا قد أثر فِي وَجهه السُّجُود فَقال إِن صُورَة وَجهك أَنْفك فَلَا تعلب وَجهك وَلَا تَشِنْ صُورَتك.
قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الصَّلَاة أَنا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن الْأَعْمَش عَن حبيب عَن أبي الشعْثَاء عَن ابْن عمر أَنه رَأَى رجلا يتَنَحَّى إِذا سجد قال لَا تعلب صُورَتك يَقول لَا توثرها قلت مَا تعلب صُورَتك قال لَا تغير لَا تَشِنْ انْتَهَى وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كِتَابه غَرِيب الحديث ثَنَا أَحْمد بن جَعْفَر ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن حبيب عَن عَطاء عَن ابْن عمر أَنه رَأَى رجلا قد أثر السُّجُود فِي وَجهه فَقال لَا تعلب صُورَتك انْتَهَى ثمَّ قال علبت الشَّيْء أعلبه عُلَبًا وعلوبا إِذا أثرت فِيهِ انتهى.
1218- الحديث الثَّالِث عشر:
قال النَّبِي صلى الله عليه وسلم «من كثرت صلَاته بِاللَّيْلِ حسن وَجهه بِالنَّهَارِ».
قلت رُوِيَ من حديث جَابر وَمن حديث أنس.
فَحديث جَابر رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي الصَّلَاة من حديث أبي زيد ثَابت ابْن مُوسَى عَن شريك عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قال قال: رَسُول الله صلى الله عليه وسلم «من كثرت صلَاته بِاللَّيْلِ حسن وَجهه بِالنَّهَارِ» انتهى.
وَقد طعن ابْن عدي والعقيلي وَابْن حبَان فِي ثَابت بِسَبَب رِوَايَته لهَذَا الحديث وَذَلِكَ عَلَى مَا نقل ابْن طَاهِر عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِم قال دخل ثَابت بن مُوسَى الزَّاهِد عَلَى شريك القَاضِي وَكَانَ شريك رجلا مزاحا وثابت رجلا صَالحا وَالْمُسْتَمْلِي بَين يَدي شريك وَشريك يَقول لَهُ ثَنَا الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَلم يذكر الْمَتْن فَلَمَّا نظر إِلَى ثَابت قال يباسطه «من كثرت صلَاته بِاللَّيْلِ حسن وَجهه بِالنَّهَارِ» فَظن ثَابت لِغَفْلَتِه أَنه رَوَى هَذَا الحديث بِهَذَا الْإِسْنَاد وَكَانَ ثَابت يحدث بِهِ عَن شريك بِهَذَا الْإِسْنَاد وَلَيْسَ لهَذَا الحديث أصل إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَعَن قوم من الْمَجْرُوحين سَرقُوهُ من ثَابت وَرَوَوْهُ عَن شريك انْتَهَى كَلَامه.
وَكَذَلِكَ قاله ابْن عدي فِي الْكَامِل كَمَا قاله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِم سَوَاء.
وَذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات بِهَذَا الْإِسْنَاد وَنقل كَلَام ابْن عدي.
قال ابْن طَاهِر كل من رَوَاهُ عَن شريك غير ثِقَة.
وَقال القَاضِي أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سَلامَة الْقُضَاعِي فِي كِتَابه مُسْند الشهَاب وَقد وَقع لنا هَذَا الحديث من طَرِيق عَن ثِقَات غير ثَابت وَغير شريك وَذَلِكَ كَمَا أخبرنَا فساق بِسَنَدِهِ إِلَى عبد الله بن شبْرمَة الشريكي ثَنَا شريك وَعَن سعيد ابْن حَفْص ثَنَا شريك وَعَن مُوسَى بن عَلّي ثَنَا شريك وَعَن كثير بن عبد الله ابْن كثير ثَنَا شريك بِهِ ثمَّ رَوَاهُ من حديث إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَأحمد بن عَلّي الْبحار وَمُحَمّد بن عَلّي بن الرّبيع قالوا ثَنَا عبد الرَّزَّاق عَن سُفْيَان الثَّوْريّ وَابْن جريج عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر مَرْفُوعا نَحوه ثمَّ رَوَاهُ من حديث الْحُسَيْن بن حَفْص عَن الثَّوْريّ عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر وَمن حديث عَلّي بن الْحُسَيْن الحلمي ثَنَا جرير بن عبد الحميد عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر وَمن حديث أبي الْعَتَاهِيَة الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل الشَّاعِر ثَنَا الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان بِهِ فَهَذِهِ ثَمَانِيَة طرق وَلم يصحح ابْن طَاهِر فِي كَلَامه عَلَى أَحَادِيث الشهَاب شَيْئا من هَذِه الطّرق وَإِنَّمَا قال وَقد رَوَاهُ قوم من الضُّعَفَاء عَن ثِقَات عَن الْأَعْمَش ثمَّ ذكرهَا قال وَظن صَاحب الشهَاب أَن الحديث صَحِيح لِكَثْرَة رُوَاته وَهُوَ مَعْذُور لِأَنَّهُ لم يكن من أهل الشَّام انتهى.
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء من حديث عبد الحميد بن بَحر الْكُوفِي عَن شريك بِهِ ثمَّ قال وَعبد الحميد هَذَا كَانَ يسرق الْأَخْبَار لَا يحل الِاحْتِجَاج بحديثه وَهُوَ سَرقه من ثَابت وثابت أَخطَأ فِيهِ.
وَحديث أنس رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من حديث حَكَّامَة بنت عُثْمَان بن دِينَار قالت حَدثنِي أبي عَن أَخِيه مَالك بن دِينَار عَن أنس مَرْفُوعا بِلَفْظِهِ سَوَاء ثمَّ قال هَذَا حديث لَا يَصح عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَهَذَا السَّنَد فِيهِ عُثْمَان بن دِينَار رَوَت عَنهُ ابْنَته حَكَّامَة أَحَادِيث بَوَاطِيلُ لَا أصل لَهَا انتهى.
وَقال ابْن أبي حَاتِم فِي علله قال أبي هَذَا حديث مَوْضُوع.
1219- الحديث الرَّابِع عشر:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قال: «من قرأ سُورَة الْفَتْح فَكَأَنَّمَا كَانَ مِمَّن شهد مَعَ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم فتح مَكَّة» هُوَ هَكَذَا فِي الْفَائِق لِابْنِ غَنَائِم.
قلت رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان.
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس. اهـ.

.فصل في ذكر آيات الأحكام في السورة الكريمة:

.قال إلكيا هراسي:

سورة الفتح:
قوله تعالى: {قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} الآية: 16.
المراد به: فارس والروم.
وقيل: المراد به بني حنيفة.
وفيه دلالة على صحة إمامة أبي بكر وعمر رضي اللّه عنهما، لأن أبا بكر دعاهم إلى قتال فارس والروم، ولزمهم بذلك إتباع طاعة من يدعوهم إليه.
قوله تعالى: {تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذابًا أَلِيمًا} الآية: 16.
أوعدهم على التخلف عن دعاء من دعاهم إلى قتال هؤلاء، فدل ذلك على صحة إمامتهما، إذ كان المتولى عن طاعتهما مستحقا للعذاب، ولا يجوز أن يكون الداعي لهم هوازن وثقيف يوم حنين، لأنه يمتنع أن يكون الداعي لهم الرسول عليه الصلاة والسلام، لأنه قال: {فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا}.
فدل أن المراد بالدعاء غير الرسول عليه الصلاة والسلام.
ومعلوم أنه لم يدع هؤلاء القوم بعد النبي عليه الصلاة والسلام إلا أبو بكر وعمر رضي اللّه عنهما.
قوله تعالى: {وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ} الآية: 25.
ولو كان بلغ الحرم وذبح فيه لم يكن ممنوعا عن بلوغ الحرم، ثم لما وقع الصلح زال المنع، فبلغ محله في الحرم، وذلك أنه إذا حصل المنع في أدنى وقت، فجائز أن يقال قد منع كما قال تعالى: {يا أَبانا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ}.
وإنما منع في وقت وأطلق في وقت آخر.. فالأول احتجاج أصحاب الشافعي، والثاني تأويل أصحاب أبي حنيفة، والأول أظهر، فإنه لو ذبح في الحرم لم يطلق على الشيء الواحد أنه منع عن بلوغه محله، وقد وصل محله، وليس كما احتجوا به في الآية، فإن الكيل منع في وقت وقيل:
{فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ} مطلقا، وإن أحضرتموه فلكم الكيل، وهاهنا بخلافه، فإن الهدي بعد الصلح إن بلغ محله لم يجز أن يقال إنه بعينه منع عن محله، وهذا ظاهر بين.
وأصحاب أبي حنيفة يحتجون بقوله: {يَبْلُغَ مَحِلَّهُ}، وذلك يدل على أن المحل هو الحرم.. وقال: {وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} وهو الحرم.
قوله تعالى: {لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابًا أَلِيمًا} الآية: 25.
فيه دلالة على ما قاله الشافعي ومالك، إنه لا يحرق سفينة الكفار إذا كان فيها أسارى المسلمين، ولو تزيل المؤمنون لعذب الكفار.. وكذلك في إحراق الحصون إذا كان فيها أسارى المسلمين.
وأبو حنيفة وأبو يوسف وزفر ومحمد والثوري جوزوا رمي حصون الكافرين، وإن اشتملت على الأسارى والأطفال من المسلمين، وزادوا فقالوا:
لو تترس الكفار بأطفال المسلمين رمى المشركون، وإن أصابوا أحدا من المسلمين في ذلك فلا دية ولا كفارة.. وقال الثوري: فيه الكفارة ولا دية فيه.
نعم، لا يمنع نصب المجانق على الحصون مع اشتمالها على أطفال المشركين مع أنه لا عصمة للأطفال تحقيقا للحكم بكفرهم، ولأطفال المسلمين عصمة وحرمة.
ويحتج الشافعي أيضا بقوله تعالى: {وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ} الآية: 25، وفيه دلالة على منع رمي الكفار لأجل من فيهم من المسلمين، وتمام الاحتجاج بقوله تعالى: {لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ} الآية: 25. فلولا الحظر ما أصابتهم معرة من قتلهم بإصابتهم إياهم. اهـ.