فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقرأ زيد بن علي {يَنكُثُ} بكسر الكاف {وَمَنْ أوفى بِمَا عاهد عَلَيْهِ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} هو الجنة وما يكون فيها مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ويقال: وفى بالعهد وأوفى به إذا تممه وأوفى لغة تهامة، ومنه قوله تعالى: {أَوْفُواْ بالعقود} [المائدة: 1] {والموفون بِعَهْدِهِمْ} [البقرة: 177] وقرئ {بِمَا عاهد} ثلاثيًا.
وقرأ الجمهور {عَلَيْهِ} بكسر الهاء كما هو الشائع وضمها حفص هنا، قيل: وجه الضم أنها هاء هو وهي مضمومة فاستصحب ذلك كما في له وضربه، ووجه الكسر رعاية الياء وكذا في إليه وفيه وكذا فيما إذا كان قبلها كسرة نحو به ومررت بغلامه لثقل الانتقال من الكسر إلى الضم، وحسن الضم في الآية التوصل به إلى تفخيم لفظ الجلالة الملائم لتخفيم أمر العهد المشعر به الكلام، وأيضًا إبقاء ما كان على ما كان ملائم للوفاء بالعهد وإبقائه وعدم نقضه، وقد سألت كثيرًا من الأجلة وأنا قريب عهد بفتح فمي للتكلم عن وجه هذا الضم هنا فلم أجب بما يسكن إليه قلبي ثم ظفرت بما سمعت والله تعالى الهادي إلى ما هو خير منه.
وقرأ ابن كثير. ونافع. وابن عامر. وروح. وزيد بن علي {فسنؤتيه} بالنون. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8)}.
لما أريد الانتقال من الوعد بالفتح والنصر وما اقتضاه ذلك مما اتصل به ذِكره إلى تبيين ما جرى في حادثة الحديبية وإبلاغ كل ذي حظ من تلك القضية نصيبهُ المستحق ثناء أو غيره صدر ذلك بذكر مراد الله من إرسال رسوله صلى الله عليه وسلم ليكون ذلك كالمقدمة للقصة وذكرت حكمة الله تعالى في إرساله ما له مزيد اختصاص بالواقعة المتحدث عنها، فذكرت أوصاف ثلاثة هي: شاهد، ومبشر، ونذير.
وقدم منها وصف الشاهد لأنه يتفرع عنه الوصفان بعده.
فالشاهد: المخبر بتصديق أحدٍ أو تكذيبه فيما ادعاه أو ادُعي به عليه وتقدم في قوله: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} في سورة النساء (41) وقوله: {ويكون الرسول عليكم شهيدا} في سورة البقرة (143).
فالمعنى: أرسلناك في حال أنك تشهد على الأمة بالتبليغ بحيث لا يعذر المخالفون عن شريعتك فيما خالفوا فيه، وتشهد على الأمم وهذه الشهادة حاصلة في الدنيا وفي يوم القيامة، فانتصب {شاهدًا} على أنه حال، وهو حال مقارنة ويترتّب على التبليغ الذي سيشهد به أنه مبشر للمطيعين ونذير للعَاصين على مراتب العصيان.
والكلام استئناف ابتدائي وتأكيده بحرف التأكيد للاهتمام.
وقوله: {لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا}.
قرأ الجمهور الأفعال الأربعة {لتؤمنوا وتعزروه وتوقروه وتسبحوه} بالمثناة الفوقية في الأفعال الأربعة فيجوز أن تكون اللام في {لتؤمنوا} لام كي مفيدة للتعليل ومتعلقة بفعل {أرسلناك}.
والخطاب يجوز أن يكون للنبيء صلى الله عليه وسلم مع أمة الدعوة، أي لتؤمن أنت والذين أرسلت إليهم شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، والمقصود الإيمان بالله.
وأقحم {ورسوله} لأن الخطاب شامل للأمّة وهم مأمورون بالإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم مأمور بأن يؤمن بأنه رسول الله ولذلك كان يقول في تشهده: وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وقال يوم حنين: «أشهدُ أني عبد الله ورسوله» وصحّ أنه كان يتابع قول المؤذن «أشهد أن محمدًا رسول الله» ويجوز أن يكون الخطاب للناس خاصة ولا إشكال في عطف {ورسوله}.
ويجوز أن يكون الكلام قد انتهى عند قوله: {ونذيرا} وتكون جملة {لتؤمنوا بالله} الخ جملة معترضة، ويكون اللام في قوله: {لتؤمنوا} لام الأمر وتكون الجملة استئنافًا للأمر كما في قوله تعالى: {آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه} في سورة الحديد.
وقرأه ابن كثير وأبو عمرو بياء الغيبة فيها، والضمائر عائدة إلى معلوم من السياق لأن الشهادة والتبشير والنذارة متعينة للتعلق بمقدّر، أي شاهدًا على الناس ومبشرًا ونذيرًا لهم ليُؤمنوا بالله الخ.
والتعزيز: النصر والتأييد، وتعزيزهم الله كقوله: {إن تنصروا الله} [محمد: 7].
والتوقير: التعظيم.
والتسبيح: الكلام الذي يدل على تنزيه الله تعالى عن كل النقائص.
وضمائر الغيبة المنصوبة الثلاثة عائدة إلى اسم الجلالة لأن إفراد الضمائر مع كون المذكور قبلها اسمين دليل على أن المراد أحدهما.
والقرينة على تعيين المراد ذكر {وتسبحوه}، ولأن عطف {ورسوله} على لفظ الجلالة اعتداد بأن الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم إيمان بالله فالمقصود هو الإيمان بالله.
ومن أجل ذلك قال ابن عباس في بعض الروايات عنه: إن ضمير {تعزروه وتوقروه} عائد إلى {رسوله}.
والبُكرة: أول النهار.
والأصيل: آخره، وهما كناية عن استيعاب الأوقات بالتسبيح والإكثار منه، كما يقال: شرقًا وغربًا لاستيعاب الجهات.
وقيل التسبيح هنا: كناية عن الصلوات الواجبة والقول في {بكرة وأصيلا} هو هو.
وقد وقع في سورة الأحزاب نظير هذه الآية وهو قوله: {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا} [الأحزاب: 45، 46]، فزيد في صفات النبي صلى الله عليه وسلم هنالك {وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا} ولم يذكر مثله في الآية هذه التي في سورة الفتح.
ووجه ذلك أن هذه الآية التي في سورة الفتح وردت في سياق إبطال شك الذين شكوا في أمر الصلح والذين كذبوا بوعد الفتح والنصر، والثناءِ على الذين اطمأنوا لذلك فاقتصر من أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم على الوصف الأصلي وهو أنه شاهد على الفريقين وكونه مبشرًا لأحد الفريقين ونذيرًا للآخر، بخلاف آية الأحزاب فإنها وردت في سياق تنزيه النبي صلى الله عليه وسلم عن مطاعن المنافقين والكافرين في تزوجه زينب بنت جحش بعد أن طلقها زيد بن حارثة بزعمهم أنها زوجة ابنه، فناسب أن يزاد في صفاته ما فيه إشارة إلى التمحيص بين ما هو من صفات الكمال وما هو من الأوهام الناشئة عن مزاعم كاذبة مثل التبنِّي، فزيد كونه {داعيًا إلى الله بإذنه}، أي لا يتبع مزاعم الناس ورغباتهم وأنه سراج منير يهتدي به من همتُّه في الاهتداء دون التقعير.
وقد تقدم في تفسير سورة الأحزاب حديث عبد الله بن عَمرو بن العاصي في صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في (التوراة) فارجع إليه.
{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}.
شروع في الغرض الأصلي من هذه السورة، وهذه الجملة مستأنفة، وأكد بحرف التأكيد للاهتمام، وصيغة المضارع في قوله: {يبايعونك} لاستحضار حالة المبايعة الجليلة لتكون كأنها حاصلة في زمن نزول هذه الآية مع أنها قد انقضت وذلك كقوله تعالى: {ويَصنع الفلك} [هود: 38].
وَالحصر المفاد من {إنما} حَصر الفعل في مفعوله، أي لا يبايعون إلا الله وهو قصر ادعائيّ بادعاء أن غاية البيعة وغرضها هو النصر لدين الله ورسوله فنزل الغرض منزلة الوسيلة فادعى أنهم بايعوا الله لا الرسول.
وحيث كان الحصر تأكيدًا على تأكيد، كما قال صاحب (المفتاح): لم أجعل (إنّ) التي في مفتتح الجملة للتأكيد لِحصول التأكيد بغيرها فجعلتها للاهتمام بهذا الخبر ليحصل بذلك غرضان.
وانتقل من هذا الادعاء إلى تخيل أن الله تعالى يبايعه المبايعون فأثبتت له اليد التي هي من روادف المبايَع بالفتح على وجه التخييلية مثل إثبات الأظفار للمنية.
وقد هيأت صيغة المبايعة لأن تذكر بعدها الأيدي لأن المبايعة يقارنها وضع المبايع يده في يد المبايَع بالفتح كما قال كعب بن زهير:
حتى وضعتُ يميني لا أُنازعه ** في كَفِّ ذي يَسرات قِيلُه القِيل

ومما زاد هذا التخييل حسنًا ما فيه من المشاكلة بين يد الله وأيديهم كما قال في (المفتاح): والمشاكلة من المحسنات البديعية والله منزّه عن اليد وسمات المحدثات.
فجملة {يد الله فوق أيديهم} مقررة لمضمون جملة {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله} المفيدة أن بيعتهم النبي صلى الله عليه وسلم في الظاهر، هي بيعة منهم لله في الواقع فقررته جملة {يد الله فوق أيديهم} وأكدته ولذلك جردت عن حرف العطف.
وجعلت اليد المتخيلة فوق أيديهم: إمّا لأن إضافتها إلى الله تقتضي تشريفها بالرفعة على أيدي الناس كما وصفت في المعطي بالعليا في قول النبي صلى الله عليه وسلم «اليدُ العليا خيرٌ من اليد السفلى واليد العليا هي المعطية واليد السفلى هي الآخذة»، وإما لأن المبايعة كانت بأن يمد المبايع كفه أمام المبايَع بالفتح ويضع هذا المبايَع يده على يد المبايع، فالوصف بالفوقية من تمام التخييلية.
ويشهد لهذا ما في (صحيح مسلم) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بايعه الناس كان عُمر آخذًا بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم أي كان عمر يضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في أيدي الناس كيلًا يتعب بتحريكها لكثرة المبايعين فدلّ على أن يد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت توضع على يد المبايعين.
وأيًّا مَّا كان فذكر الفوقية هنا ترشيح للاستعارة وإغراق في التخيل.
والمبايعة أصلها مشتقة من البيع فهي مفاعلة لأن كلا المتعاقدين بائع، ونقلت إلى معنى العهد على الطاعة والنصرة قال تعالى: {يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعْنَك على أن لا يشركن بالله شيئًا} [الممتحنة: 12] الآية وهي هنا بمعنى العهد على النصرة والطاعة.
وهي البيعة التي بايعها المسلمون النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية تحت شجرة من السّمُر وكانوا ألفًا وأربعمائة على أكثر الروايات.
وقال جابر بن عبد الله: أو أكثر، وعنه: أنهم خمس عَشرة مائة.
وعن عبد الله بن أبي أوفى كانوا ثلاث عشرة مائة.
وأول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة أبو سنان الأسدي.
وتسمّى بيعة الرضوان لقول الله تعالى: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة} [الفتح: 18].
وكان سبب هذه البيعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل عثمان بن عفان من الحديبية إلى أهل مكة ليفاوضهم في شأن التخلية بين المسلمين وبين الاعتمار بالبيت فأرجف بأن عثمان قتل فعزم النبي صلى الله عليه وسلم على قتالهم لذلك ودعا من معه إلى البيعة على أن لا يرجعوا حتى يناجزوا القوم، فكان جابر بن عبد الله يقول: بايعوه على أن لا يَفرَّوا، وقال سلمة بن الأكوع وعبد الله بن زيد: بايعناه على المَوت، ولا خلاف بين هذين لأن عدم الفرار يقتضي الثبات إلى الموت.
ولم يتخلف أحد ممن خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحديبيّة عن البيعة إلا عثمان إذ كان غائبًا بمكة للتفاوض في شأن العمرة، ووضع النبي صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على يده اليسرى وقال: «هذه يد عثمان» ثم جاء عثمان فبايع، وإلا الجد بن قيس السلمى اختفى وراء جَمَلِهِ حتّى بايع الناسُ ولم يكن منافقًا ولكنّه كان ضعيف العزم.
وقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم أنتم خير أهل الأرض.
وفرع قوله: {فمن نكث فإنما ينكث على نفسه} على جملة {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله}، فإنه لما كَشف كنه هذه البيعة بأنها مبايعة لله ضرورة أنها مبايعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم باعتبار رسالته عن الله صار أمر هذه البيعة عظيمًا خطيرًا في الوفاء بما وقع عليه التبايع وفي نكث ذلك.
والنكث: كالنقض للحبل.
قال تعالى: {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا} [النحل: 92].
وغلب النكث في معنى النقض المعنوي كإبطال العهد.
والكلام تحذير من نكث هذه البيعة وتفظيع له لأن الشرط يتعلق بالمستقبل.
ومضارع {ينكث} بضم الكاف في المشهور واتفق عليه القراء.
ومعنى {فإنما ينكث على نفسه}: أن نكثه عائد عليه بالضرّ كما دلّ عليه حرف على.
و{إنما} للقصر وهو لقصر النكث على مدلول {على نفسه} ليراد لا يضر بنكثه إلا نفسه ولا يضر الله شيئًا فإن نكث العهد لا يخلو من قصد إضرار بالمنكوث، فجيء بقصر القلب لقلب قصد الناكث على نفسه دون على النبي صلى الله عليه وسلم ويقال: أوفى بالعهد وهي لغة تهامة، ويقال: وفي بدون همز وهي لغة عامة العرب، ولم تجيء في القرآن إلا الأولى.
قالوا: ولم ينكث أحد ممن بايع.
والظاهر عندي: أن سبب المبايعة قد انعدم بالصلح الواقع بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أهل مكة وأن هذه الآية نزلت فيما بين ساعة البيعة وبين انعقاد الهدنة وحصل أجر الإيفاء بالنية عدمه لو نزل ما عاهدوا الله عليه.
وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر ورويس عن يعقوب {فسنؤتيه} بنون العظمة على الالتفات من الغيبة إلى التكلم.
وقرأه الباقون بياء الغيبة عائدًا ضميره على اسم الجلالة. اهـ.

.قال أبو حيان في الآيات السابقة:

{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)}.
هذه السورة مدنية، وعن ابن عباس أنها نزلت بالمدينة، ولعل بعضًا منها نزل، والصحيح أنها نزلت بطريق منصرفه صلى الله عليه وسلم من الحديبية، سنة ست من الهجرة، فهي تعد في المدني.
ومناسبتها لما قبلها أنه تقدم: {وإن تتولوا} الآية، وهي خطاب لكفار قريش، أخبر رسوله بالفتح العظيم، وأنه بهذا الفتح حصل الاستبدال، وآمن كل من كان بها، وصارت مكة دار إيمان.
ولما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلح الحديبية، تكلم المنافقون وقالوا: لو كان محمد نبيًا ودينه حق، ما صد عن البيت، ولكان فتح مكة.
فأكذبهم الله تعالى، وأضاف عز وجل الفتح إلى نفسه، إشعارًا بأنه من عند الله، لا بكثرة عدد ولا عدد، وأكده بالمصدر، ووصفه بأنه مبين، مظهر لما تضمنه من النصر والتأييد.
والظاهر أن هذا الفتح هو فتح مكة.
وقال الكلبي، وجماعة: وهو المناسب لآخر السورة التي قبل هذه لما قال: {ها أنتم هؤلاء تدعون} الآية، بين أنه فتح لهم مكة، وغنموا وحصل لهم أضعاف ما أنفقوا؛ ولو بخلوا، لضاع عليهم ذلك، فلا يكون بخلهم إلا على أنفسهم.
وأيضًا لما قال: {وأنتم الأعلون والله معكم} بين برهانه بفتح مكة، فإنهم كانوا هم الأعليين.