فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقوله تعالى: {وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بالله وَرَسُولِهِ} الخ كلام مبتدأ من جهته عز وجل غير داخل في الكلام الملقن مقرر لبوارهم ومبين لكيفيته أي ومن لم يصدق بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم كدأب هؤلاء المخلفين {فَإِنَّا أَعْتَدْنَا} هيأنا {للكافرين سَعِيرًا} نارًا مسعورة موقدة ملتهبة وكان الظاهر لهم فعدل عنه إلى ما ذكر إيذانًا بأن من لم يجمع بين الإيمان بالله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام فهو كافر وأنه مستوجب للسعير بكفره لمكان التعليق بالمشتق.
وتنكير سعير للتهويل لما فيه من الإشارة إلى أنها لا يمكن معرفتها واكتناه كنهها، وقيل: لأنها نار مخصوصة فالتنكير للتنويع و{مِنْ} يحتمل أن تكون موصولة وأن تكون شرطية والعائد من الخبر أو من جواب الشرط هو الظاهر القائم مقام المضمر. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{سَيَقول لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا}.
لمَّا حَذر من النكث ورغَّب في الوفاء أتبع ذلك بذكر التخلف عن الانضمام إلى جيش النبي صلى الله عليه وسلم حين الخروج إلى عمرة الحديبية وهو ما فعله الأعراب الذين كانوا نازلين حول المدينة وهم ست قبائل: غفار ومُزْينة وجُهينة وأشْجَع وأسْلَمَ والدِّيل بعد أن بايعوه على الخروج معه فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد المسير إلى العمرة استنفر مَن حول المدينة منهم ليخرجوا معه فيرهبه أهل مكة فلا يصدّوه عن عمرته فتثاقل أكثرهم عن الخروج معه.
وكان من أهل البيعة زيدُ بن خالد الجهني من جهينة وخرج معَ النبي صلى الله عليه وسلم من أسْلم مائةُ رجل منهم مِرْدَاس بن مالك الأسلمي والدُ عبَّاس الشاعر وعبدُ الله بن أبي أوفى وزاهرُ بن الأسود، وأهبانُ بضم الهمزة بنُ أوس، وسلَمةُ بن الأكْوَع الأسلمي، ومن غفار خُفَافُ بضم الخاء المعجمة بن أيْمَاء بفتح الهمزة بعدها تحتية ساكنة، ومن مزينة عَائذ بن عَمرو.
وتخلف عن الخروج معه معظمهم وكانوا يومئذٍ لم يتمكن الإيمان من قلوبهم ولكنهم لم يكونوا منافقين، وأعَدّوا للمعذرة بعد رجوع النبي صلى الله عليه وسلم أنهم شغلتهم أموالهم وأهلوهم، فأخبر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بما بيتوه في قلوبهم وفضح أمرهم من قَبْللِ أن يعتذروا.
وهذه من معجزات القرآن بالأخبار التي قبل وقوعه.
فالجملة مستأنفة استئنافًا ابتدائيًا لمناسبة ذكر الإيفاء والنكث، فكُمل بذكر من تخلفوا عن الداعي للعهد.
والمعنى: أنهم يقولون ذلك عند مرجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة معتذرين كاذبين في اعتذارهم.
والمخلّفون بفتح اللام هم الذين تخلّفوا.
وأطلق عليهم المخلفون أي غيرهم خلفهم وراءه، أي تركهم خلفه، وليس ذلك بمقتض أنهم مأذون لهم بل المخلف هو المتروك مطلقًا.
يقال: خلفنا فلانًا، إذا مَرّوا به وتركوه لأنهم اعتذروا من قبل خُروج النبي صلى الله عليه وسلم فعذرهم بخلاف الأعراب فإنهم تخلف أكثرهم بعد أن استُنفروا ولم يعتذروا حينئذٍ.
والأموال: الإبل.
وأهلون: جمع أهل على غير قياس لأنه غير مستوفي لشروط الجمع بالواو والنون أو الياء والنون، فعُدّ مما ألحق بجمع المذكر السالم.
ومعنى فاستغفر لنا: اسألْ لنا المغفرة من الله إذ كانوا مؤمنين فهو طلب حقيقي لأنهم كانوا مؤمنين ولكنهم ظنوا أن استغفار النبي صلى الله عليه وسلم لهم يمحو ما أضمروه من النكث وذهلوا عن علم الله بما أضمروه كدأب أهل الجهالة فقد قتل اليهود زكرياء مخافة أن تصدر منه دعوة عليهم حين قتلوا ابنه يحيى ولذلك عقب قولهم هنا بقوله تعالى: {بل كان الله بما تعملون خبيرًا} الآية.
وجملة {يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم} في موضع الحال.
ويجوز أن تكون بدل اشتمال من جملة {سيقول لك المخلفون}.
والمعنى: أنهم كاذبون فيما زعموه من الاعتذار، وإنما كان تخلفهم لظنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم يقصد قتال أهل مكة أو أن أهل مكة مقاتلوه لا محالة وأن الجيش الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم لا يستطيعون أن يغلبوا أهل مكة، فقد روي أنهم قالوا: يذهب إلى قوم غزَوْهُ في عُقر داره بالمدينة يعنون غزوة الأحزاب وقتلوا أصحابه فيقاتلهم وظنوا أنه لا ينقلب إلى المدينة وذلك من ضعف يقينهم.
{قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُمْ مِّنَ الله شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ الله بِمَا تَعْمَلُونَ}.
أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يقول لهم ما فيه ردّ أمرهم إلى الله ليُعلمهم أن استغفاره الله لهم لا يُكره الله على المغفرة بل الله يفعل ما يشاء إذا أراده فإن كان أراد بهم نفعًا نفعهم وإن كان أراد بهم ضَرا ضرهم فما كان من النصح لأنفسهم أن يتورطوا فيما لا يرضي الله ثم يستغفرونه.
فلعله لا يغفر لهم، فالغرض من هذا تخويفهم من عقاب ذنبهم إذ تخلفوا عن نفير النبي صلى الله عليه وسلم وكذبوا في الاعتذار ليُكثروا من التوبة وتدارك الممكن كما دل عليه قوله تعالى بعده {قل للمخلفين من الأعراب ستُدعون إلى قوم} [الفتح: 16] الآية.
فمعنى {إن أراد بكم ضرًا أو أراد بكم نفعًا} هنا الإرادة التي جرت على وفق علمه تعالى من إعطائه النفع إياهم أو إصابته بضرّ وفي هذا الكلام توجيه بأن تخلّفهم سبب في حرمانهم من فضيلة شهود بيعة الرضوان وفي حرمانهم من شهود غزوة خيبر بنهيه عن حضورهم فيها.
ومعنى الملك هنا: القدرة والاستطاعة، أي لا يقدر أحد أن يغير ما أراده الله وتقدم نظير هذا التركيب في قوله تعالى: {قل فمن يملك من الله شيئًا إن أراد أنْ يُهلك المسيحَ ابن مريم} في سورة العقود (17).
والغالب في مثل هذا أن يكون لنفي القدرة على تحويل الشر خيرًا كقوله: {ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئًا} [المائدة: 41].
فكان الجري على ظاهر الاستعمال مقتضيًا الاقتصار على نفي أن يملك أحد لهم شيئًا إذا أراد الله ضرهم دون زيادة أو أرادَ بكم نفعًا، فتوجه هذه الزيادة أنها لقصد التتميم والاستيعاب، ونظيرُه {قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رَحمة} في سورة الأحزاب (17).
وقد مضى قريب من هذا في قوله تعالى: {قل لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضرًا إلا ما شاء الله} في سورة الأعراف (188) فراجعه.
وقرأ الجمهور {ضَرا} بفتح الضاد، وقرأه حمزة والكسائي بضمها وهما بمعنى، وهو مصدر فيجوز أن يكون هنا مرادا به معنى المصدر، أي إن أراد أن يضركم أو ينفعكم.
ويجوز أن يكون بمعنى المفعول كالخَلق بمعنى المخلوق، أي إن أراد بكم ما يُضركم وما ينفعكم.
ومعنى تعلق {أراد} به أنه بمعنى أراد إيصال ما يضركم أو ما ينفعكم.
وهذا الجواب لا عِدة فيه من الله بأن يغفر لهم إذ المقصود تركهم في حالة وَجَل ليستكثروا من فِعل الحسنات.
وقُصدت مفاتحتهم بهذا الإبهام لإلقاء الوجل في قلوبهم أن يُغفر لهم ثم سيتبعه بقوله: {ولله ملك السماوات والأرض} [آل عمران: 189] الآية الذي هو أقرب إلى الإطماع.
و{بل} في قوله: {بل كان الله بما تعملون خبيرا} إضراب لإبطال قولهم {شغلتنا أموالُنا وأهلونا}.
وبه يزداد مضمون قوله: {يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم} تقريرًا لأنه يتضمن إبطالًا لعذرهم، ومن معنى الإبطال يحصل بيان الإجمال الذي في قوله: {كان الله بما تعملون خبيرًا} إذ يفيد أنه خبير بكذبهم في الاعتذار فلذلك أبطل اعتذارهم بحرف الإبطال.
وتقديم {بما تعملون} على متعلَّقه لقصد الاهتمام بذكر عملهم هذا.
وما صْدَق {ما تعملون} ما اعتقدوه وما ماهوا به من أسباب تخلفهم عن نفير الرسول وكثيرًا ما سمّى القرآن الاعتقاد عملًا.
وفي قوله: {وكان بما تعملون خبيرًا} تهديد ووعيد.
{بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا (12)}.
هذه الجملة بدل اشتمال من جملة {بل كان الله بما تعملون خبيرا} [الفتح: 11]، أي خبيرًا بما علمتم، ومنه ظنكم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون.
وأعيد حرف الإبطال زيادة لتحقيق معنى البدلية كما يكرر العامل في المبدل منه والانقلاب: الرجوع إلى المأوى.
و{أنْ} مخففة من (أنَّ) المشددة واسمها ضمير الشأن وسدّ المصدر مسدّ مفعولي {ظننتم}، وجيء بحرف {لن} المفيد استمرار النفي.
وأكد بقوله: {أبدًا} لأن ظنهم كان قويًا.
والتزيين: التحسين، وهو كناية عن قبول ذلك وإنما جعل ذلك الظن مزينًا في اعتقادهم لأنهم لم يفرضوا غيره من الاحتمال، وهو أن يرجع الرسول صلى الله عليه وسلم سالمًا.
وهكذا شأن العقول الواهية والنفوسُ الهاوية أن لا تأخذ من الصور التي تتصور بها الحوادث إلا الصورةَ التي تلوح لها في بادىء الرأي.
وإنما تلوح لها أول شيء لأنها الصورة المحبوبة ثم يعتريها التزيين في العقل فتلهو عن فرض غيرها فلا تستعد لحَدثانه، ولذلك قيل: حبك الشيء يُعمي ويُصم.
كانوا يقولون بين أقوالهم: إن محمدًا صلى الله عليه وسلم وأصحابه أكَلَة بفتحات ثلاث رأس كناية عن القلة، أي يشبعهم رأس بعير لا يرجعون، أي هم قليل بالنسبة لقريش والأحابيش وكنانة، ومن في حلفهم.
و{ظن السَّوء} أعم من ظنهم أن لا يرجع الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون، أي ظننتم ظن السوء بالدين وبمن بقي من الموقنين لأنهم جزموا باستئصال أهل الحديبيّة وأنّ المشركين ينتصرون ثم يغزون المدينة بمن ينضمّ إليهم من القبائل فيُسقط في أيدي المؤمنين ويرتدون عن الدين فذلك ظن السوء.
والسَّوء بفتح السين تقدم آنفًا في قوله: {الظانين بالله ظن السوء} [الفتح: 6].
والبُور: مصدر كالهُلْك بناءً ومعنى، ومثله البوار بالفتح كالهلاك ولذلك وقع وصفًا بالإفراد وموصوفه في معنى الجمع.
والمراد الهلاك المعنوي، وهو عدم الخير والنفع في الدين والآخرة نظير قوله تعالى: {يُهلكون أنفسهم} في سورة براءة (42).
وإقحام كلمة {قومًا} بين {كنتم} و{بُورًا} لإفادة أن البوار صار من مقوّمات قوميتهم لشدة تلبسه بجميع أفرادهم كما تقدم عند قوله تعالى: {لآيات لقوم يعقلون} في سورة البقرة (164).
وقوله: {وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون} في سورة يونس (101).
{وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا (13)}.
جملة معترضة بين أجزاء القول المأمور به في قوله: {قل فمن يملك لكم من الله شيئًا} [الفتح: 11] الآيات وقوله: {ولله ملك السماوات والأرض} [آل عمران: 189] وهذا الاعتراض للتحذير من استدراجهم أنفسهم في مدارج الشك في إصابة أعمال الرسول صلى الله عليه وسلم أن يفضي بهم إلى دركات الكفر بعد الإيمان إذ كان تخلفهم عن الخروج معه وما عللوا به تثاقلهم في نفوسهم وإظهار عذر مكذوب أضمروا خلافه، كل ذلك حومًا حول حمى الشك يوشكون أن يقعوا فيه.
و{مَن} شرطية.
وإظهار لفظ الكافرين في مقام أن يقال: اعتدنا لهم سعيرًا، لزيادة تقرير معنى {من لم يؤمن بالله ورسوله}.
والسعير: النار المسعرة وهو من أسماء جهنم. اهـ.

.قال الشنقيطي في الآيات السابقة:

قوله تعالى: {لِّيُدْخِلَ المؤمنين والمؤمنات جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ الله فَوْزًا عَظِيمًا وَيُعَذِّبَ المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظآنين بالله ظَنَّ السوء}.
أظهر الأقوال وأصحها في الآية أن اللام في قوله: {لِّيُدْخِلَ} متعقه بقوله: {هُوَ الذي أَنزَلَ السكينة فِي قُلُوبِ المؤمنين ليزدادوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح: 4].
وإيضاح المعنى {هُوَ الذي أَنزَلَ السكينة} أي السكون والطمأنينة إلى الحق، في قلوب المؤمنين، ليزدادوا بذلك إيمانًا لأجل أن يدخلهم بالطمأنينة إلى الحق، وازدياد الإيمان جنات تجري من تحتها الأنهار.
ومفهوم المخالفة في قوله: {فِي قُلُوبِ المؤمنين} أن قلوب غير المؤمنين ليست كذلك وهو كذلك ولذا كان جزاؤهم مخالفًا لجزاء المؤمنين كما صرح تعالى بذلك في قوله: {وَيُعَذِّبَ المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظآنين بالله ظَنَّ السوء}.
وإيضاح المعنى أنه تعالى وفق المؤمنين بإنزال السكينة، وازدياد الإيمان وأشقى غيرهم من المشركين والمنافقين فلم يوفقهم بذلك ليجازي كلا بمقتضى عمله.
وهذه الآية شبيهة في المعنى بقوله تعالى في آخر الأحزاب: {وَحَمَلَهَا الإنسان إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا لِّيُعَذِّبَ الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات وَيَتُوبَ الله عَلَى المؤمنين والمؤمنات} [الأحزاب: 72- 73].
قوله تعالى: {وَغَضِبَ الله عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرا}.
بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة، أنه يجازي المشركين والمشركات والمنافقين والمنافقات بثلاث عقوبات وهي غضبه، ولعنته، ونار جهنم.
وقد بين في بعض الآيات بعض نتائج هذه الأشياء الثلاثة، كقوله في الغضب: {وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هوى} [طه: 81]. وقوله في اللعنة، {وَمَن يَلْعَنِ الله فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا} [النساء: 52] وقوله في نار جهنم: {رَبَّنَآ إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النار فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} [آل عمران: 192] الآية.
{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8)}.
بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة، أنه أرسل نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا.
وقد بين تعالى أنه يبعثه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة شاهدًا على أمته، وأنه مبشر للمؤمنين ومنذر للكافرين. قال تعالى في شهادته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة على أمته {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ على هؤلاء شَهِيدًا} [النساء: 41] وقوله تعالى: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِّنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا على هؤلاءاء} [النحل: 89].
فآية النساء وآية النحل المذكورتان الدالتان على شهادته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة على أمته تبينان آية الفتح هذه.