فصل: قال الخازن:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قال المفسرون: والمراد بصلاة البُكرة الفجر، وبصلاة الأصيل باقي الصلوات الخمس.
قوله تعالى: {إِن الذين يبايعونك} يعني بَيْعة الرّضوان بالحديبية.
وعلى ماذا بايعوه؟ فيه قولان:
أحدهما: أنهم بايعوه على الموت، قاله عبادة بن الصامت.
والثاني: على أن لا يفِرًّوا، قاله جابر بن عبد الله.
ومعناهما متقارب، لأنه أراد: على أن لا تَفرُّوا ولو متُّم، وسمِّيتْ بَيْعة، لأنهم باعوا أنفُسهم من الله بالجنة، وكان العَقْد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأنهم بايَعوا اللهَ عز وجل، لأنه ضَمِن لهم الجنة بوفائهم.
{يَدُ الله فَوْقَ أيديهم} فيه أربعة أقوال:
أحدها: يد الله في الوفاء فوق أيديهم.
والثاني: يد الله في الثواب فوق أيديهم.
والثالث: يد الله عليهم في المنّة بالهداية فوق أيديهم بالطاعة، ذكر هذه الأقوال الزجاج.
والرابع: قُوَّة الله ونُصرته فوق قُوَّتهم ونُصرتهم، ذكره ابن جرير وابن كيسان.
قوله تعالى: {فمَنْ نَكَثَ} أي: نقض ما عقده من هذه البَيْعة {فإنَّما يَنْكُثُ على نَفْسه} أي: يَرْجِع ذلك النَّقْضُ عليه {ومن أوفى بما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ} من البَيْعة {فسنُؤتيه} قرأ ابن كثير، ونافع، وابن عامر، وأبان عن عاصم: {فسنُؤتيه} بالنون.
وقرأ عاصم، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي: بالياء {أجْرًا عظيمًا} وهو الجنة.
قال ابن السائب: فلم ينكُث العهد منهم غير رجل واحد يقال له: الجدّ بن قيس، وكان منافقًا.
قوله تعالى: {سيقول لك المُخلَّفون من الأعراب} قال ابن إِسحاق: لما أراد العمرة استنفرَ مَنْ حَوْلَ المدينة من أهل البوادي والأعراب ليخرجوا معه، خوفًا من قومه أن يَعْرِضوا له بحرب أو بصَدٍّ، فتثاقل عنه كثير منهم، فهم الذين عنى الله بقوله: {سيقول لك المُخلَّفون من الأعراب} قال أبو صالح عن ابن عباس: وهم غفار ومزينة وجهينة وأشجع والدِّيل وأسلم.
قال يونس النحوي: الدِّيل في عبد القيس ساكن الياء، والدُّول من حنيفة ساكن الواو، والدُّئِل في كنانة رهط أبي الأسود الدُّؤَلي.
فأمّا المخلَّفون فإنهم تخلَّفوا مخافة القتل.
{شَغَلَتْنا أموالُنا وأهلونا} أي: خِفْنا عليهم الضَّيْعة {فاستَغْفِرْ لنا} أي: ادْعُ اللهَ أنْ يَغْفِر لنا تخلُّفنا عنك {يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم} أي: ما يبالون استغفرتَ لهم أم لم تستغفر لهم.
قوله تعالى: {فمَنْ يَمْلِكُ لكم من الله شيئًا إِن أراد بكم ضَرًّا} قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: {ضُرًا} بضم الضاد؛ والباقون: بالفتح.
قال أبو علي: {الضَّرُّ} بالفتح: خلاف النفع، وبالضم: سوء الحال، ويجوز أن يكونا لغتين كالفَقْر والفُقْر، وذلك أنهم ظنُّوا أن تخلَّفهم يدفع عنهم الضَّرَّ، ويعجِّل لهم النفع بسلامة أنفسهم وأموالهم فأخبرهم الله تعالى أنه إِن أراد بهم شيئًا، لم يَقْدِر أحد على دفعه عنهم، {بل كان الله بما تعملون خبيرا} من تخلُّفهم وقولهم عن المسلمين أنهم سيهلكون، وذلك قوله: {بَلْ ظَنَنْتُمْ} أي: توهَّمتم {أنْ لن يَنْقَلِبَ الرَّسولُ والمؤمنون إِلى أهليهم} أي: لا يَرْجِعون إِلى المدينة، لاستئصال العدوِّ إِيّاهم، {وزُيِّن ذلك في قُلوبكم} وذلك من تزيين الشيطان.
قوله تعالى: {وكنتم قَوْمًا بورًا} قد ذكرناه في [الفرقان: 18].
وما بعد هذا ظاهر إلى قوله: {سيقول المُخلَّفون} الذين تخلَّفُوا عن الحديبية {إِذا انطلقتم إِلى مَغانِمَ} وذلك أنهم لمّا انصرفوا عن الحديبية بالصُّلح وعَدَهم اللهُ فَتْحَ خيبر، وخصَّ بها من شَهد الحديبية فانطلقوا إِليها، فقال هؤلاء المخلَّفون: {ذَرونا نتَّبعْكم}، قال الله تعالى: {يريدون أن يبدِّلوا كلام الله} وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف: {أن يبدِّلوا كَلِمَ الله} بكسر اللام.
وفي المعنى قولان:
أحدهما: أنه مواعيد الله بغنيمة خيبر لأهل الحديبية خاصة، قاله ابن عباس.
والثاني: أمْرُ الله نبيَّه أن لا يسير معه منهم أحد، وذلك أن الله وعده وهو بالحديبية أن يفتح عليه خيبر، ونهاه أن يسير معه أحد من المتخلِّفين، قاله مقاتل.
وعلى القولين: قصدوا أن يجيز لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يخالِف أمْرَ الله، فيكون تبديلًا لأمره.
قوله تعالى: {كذلكم قال الله مِنْ قَبْلُ} فيه قولان.
أحدهما: قال إِن غنائم خيبر لِمَن شَهِد الحديبية، وهذا على القول الأول.
والثاني: قال لن تتَّبعونا، وهذا قول مقاتل.
{فسيقولون بل تحسُدوننا} أي: يمنعُكم الحسد من أن نُصيب معكم الغنائم.
قوله تعالى: {ستُدْعَون إِلى قَوْم} المعنى: إن كنتم تريدون الغزو والغنيمة فستُدْعََون إِلى جهاد قوم {أُولي بأسٍِ شديدٍ}.
وفي هؤلاء القوم ستة أقوال:
أحدها: أنهم فارس، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال عطاء بن أبي رباح، وعطاء الخراساني، وابن أبي ليلى، وابن جريج في آخرين.
والثاني: فارس والروم، قاله الحسن، ورواه ابن أبي نجيح عن مجاهد.
والثالث: أنهم أهل الأوثان، رواه ليث عن مجاهد.
والرابع: أنهم الروم، قاله كعب.
والخامس: أنهم هوازن وغطفان، وذلك يوم حنين، قاله سعيد بن جبير، وقتادة.
والسادس: بنو حنيفة يوم اليمامة، وهم أصحاب مسيلمة الكذَّاب، قاله الزهري، وابن السائب، ومقاتل.
قال مقاتل: خِلافةُ أبي بكر في هذه بيِّنةٌ مؤكدة.
وقال رافع بن خديج: كنّا نقرأ هذه الآية ولا نَعْلَم مَنْ هُمْ حتى دُعِيَ أبو بكر إِلى قتال بني حنيفة، فعَلِمنا أنهم هُمْ.
وقال بعض أهل العِلْم: لا يجوز أن تكون هذه الآية إِلاّ في العرب، لقوله: {تُقاتِلونهم أو يُسْلِمُونَ}، وفارس والروم إِنما يقاتَلون حتى يُسْلِموا أو يؤدُّوا الجزية، وقد استدلَّ جماعةٌ من العلماء على صِحَّة إِمامة أبي بكر وعمر بهذه الآية، لأنه إِن أُريدَ بها بنو حنيفة، فأبو بكر دعا إِلى قتالهم، وإِن أُريدَ بها فارس والروم، فعمر دعا إِلى قتالهم، والآية تُلْزِمهم اتباع طاعة من يدعوهم وتتوعَّدهم على التخلُّف بالعقاب.
قال القاضي أبو يعلى: وهذا يدُلُّ على صِحَّة إِمامتها إِذا كان المتولِّي عن طاعتهما مستحقًا للعقاب.
قوله تعالى: {فإن تُطيعوا} قال ابن جريج: فإن تُطيعوا أبا بكر وعمر، {وإِن تتولَّوا} عن طاعتهما {كما تولَّيتم} عن طاعة محمد صلى الله عليه وسلم في المسير إِلى الحديبية.
وقال الزجاج: المعنى: إِن تُبتم وتركتم نفاقكم وجاهدتم، يؤتكم اللهُ أجْرًا حسنًا، وإن تولَّيتم فأقمتم على نفاقكم، وأعرضتم عن الإِيمان والجهاد كما تولَّيتم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعذِّبكم عذابًا أليمًا.
قوله تعالى: {ليس على الأعمى حَرَجٌ} قال المفسرون: عَذَرَ اللهُ أهل الزَّمانة الذين تخلَّفوا عن المسير إِلى الحديبية بهذه الآية.
قوله تعالى: {يُدْخِلْه جناّتٍ} قرأ نافع، وابن عامر: {نُدْخِلْه} و{نُعْذِّبْه} بالنون فيهما؛ والباقون: بالياء. اهـ.

.قال الخازن:

قوله: {إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا}.
الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وحده والمعنى إنا قضينا وحكمنا لك فتحًا مبينًا ظاهرًا بغير قتال ولا تعب.
واختلفوا في هذا الفتح فروى قتادة عن أنس أنه فتح مكة وقال مجاهد: إنه فتح خيبر.
وقيل: هو فتح فارس والروم وسائر بلاد الإسلام التي يفتحها الله له.
فإن قلت على هذه الأقوال هذه البلاد مكة وغيرها لم تكن قد فتحت بعد فكيف قال تعالى: {إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا} بلفظ الماضي.
قلت: وعد الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالفتح وجيء به بلفظ الماضي جريًا على عادة الله تعالى في أخباره، لأنها في تحققها وتيقنها بمنزلة الكائنة الموجودة كأنه تعالى قال: إنا فتحنا لك في حكمنا وتقديرنا وما قدره وحكم به فهو كائن لا محالة.
وقال أكثر المفسرين: إن المراد بهذا الفتح صلح الحديبية وهو الأصح، وهو رواية عن أنس.
ومعنى الفتح: فتح المغلق المستصعب وكان الصلح مع المشركين يوم الحديبية مستصعبًا متعذرًا حتى فتحه الله ويسره وسهله بقدرته ولطفه.
عن البراء قال: تغدون أنتم الفتح فتح مكة ولقد كان فتح مكة فتحًا ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عشرة مائة والحديبية بئر فنزحناها ولم نترك فيها قطرة فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتاها فجلس على شفيرها ثم دعا بإناء من ماء فتوضأ ثم تمضمض ودعا ثم صبه فيها فتركناها غير بعيد ثم إنها أصدرتنا وماشيتنا وركابنا.
وقال الشعبي في قوله: {إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا} قال: فتح الحديبية وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأطعموا نخل خيبر وبلغ الهدي محله وظهرت الروم على فارس ففرح المؤمنون بظهور أهل الكتاب على المجوس وقال الزهري: لم يكن فتح أعظم من صلح الحديبية وذلك أن المشركين اختلطوا بالمسلمين فسمعوا كلامهم فتمكن الإسلام في قلوبهم فأسلم في ثلاث سنين خلق كثير، فعز الإسلام بذلك وأكرم الله رسوله صلى الله عليه وسلم.
وقوله: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} قيل اللام في قوله ليغفر لك الله لام كي والمعنى فتحنا لك فتحًا مبينًا لكي يجتمع لك مع المغفرة تمام النعمة بالفتح، وقال الحسن بن الفضل: هو مردود إلى قوله تعالى: {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات} ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر وليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات وقال ابن جريج: هو راجع إلى قوله في سورة النصر {واستغفره إنه كان توابًا} ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك.
قوله تعالى: {هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين} يعني الطمأنينة والوقار في قلوبهم لئلا تنزعج نفوسهم.
قال ابن عباس: كل سكينة في القرآن طمأنينة إلا التي في سورة البقرة وقد تقدم تفسيرها في موضعها.
ولما قال الله تعالى: {وينصرك الله نصرًا عزيزًا}، بيّن وجه هذا النصر كيف هو، وذلك أنه تعالى جعل السكينة التي هي الطمأنينة والثبات في قلوب المؤمنين ويلزم من ذلك ثبات الأقدام عند اللقاء في الحروب وغيرها فكان ذلك من أسباب النصر الذي وعد الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ثم قال تعالى: {ليزدادوا إيمانًا مع إيمانهم} وذلك أنه تعالى جعل السكينة والطمأنينة في قلوب المؤمنين سببًا لزيادة الإيمان في قلوبهم، وذلك أنه كلما ورد عليهم أمر أو نهي، آمنوا به وعملوا بمقتضاه، فكان ذلك زيادة في إيمانهم.
وقال ابن عباس: بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم بشهادة أن لا إله إلا الله فلما آمنوا به وصدقوه زادهم الصلاة ثم الزكاة ثم الصوم ثم الحج ثم الجهاد حتى أكمل دينهم، فكلما أمروا بشيء وصدقوه، ازدادوا تصديقًا إلى تصديقهم، وقال الضحاك: يقينًا مع يقينهم.
وقال الكلبي: هذا في أمر الحديبية حين صدق الله رسوله الرؤيا بالحق.
وقيل: لما آمنوا بالأصول وهو التوحيد وتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به عن الله وآمنوا بالبعث بعد الموت والجنة والنار وآمنوا بالفروع وهي جميع التكاليف البدنية والمالية كان ذلك زيادة في إيمانهم {ولله جنود السموات والأرض} لما قال الله: وينصرك الله نصرًا عزيزًا، وكان المؤمنون في قلة من العدد والعدد، فكأن قائلًا قال: كيف ينصره؟ فأخبره الله أن له جنود السموات والأرض وهو قادر على نصر رسوله صلى الله عليه وسلم ببعض جنوده بل هو قادر على أن يهلك عدوه بصيحة ورجفة وصاعقة ونحو ذلك فلم يفعل بل أنزل سكينة في قلوبكم أيها المؤمنون ليكون نصر رسول الله صلى الله عليه وسلم وإهلاك أعدائه على أيديكم فيكون لكم الثواب ولهم العقاب وفي جنود السموات والأرض وجوه: الأول: إنهم ملائكة السموات والأرض.
الثاني: أن جنود السموات الملائكة وجنود الأرض جميع الحيوانات الثالث أن جنود السموات مثل الصاعقة والصيحة والحجارة وجنود الأرض مثل الزلال والخسف والغرق ونحو ذلك {وكان الله عليمًا} يعني بجميع جنوده الذين في السموات والأرض {حكيمًا} يعني في تدبيره وقيل: عليمًا بما في قلوبكم أيها المؤمنون حكيمًا حيث جعل النصر لكم على أعدائكم.
قوله: {ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار} يستدعي سابقًا تقديره هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليدخلهم جنات.
{ولله جنود السموات والأرض} تقدم تفسيره بقي ما فائدة التكرير ولم قدم ذكر جنود السموات والأرض على إدخال المؤمنين الجنة ولم أخر ذكر جنود السموات والأرض هنا بعد تعذيب المنافقين والكافرين، فنقول: فائدة التكرار للتأكيد وجنود السموات والأرض منهم من هو للرحمة ومنهم من هو للعذاب فقدم ذكر جنود السموات والأرض قبل إدخال المؤمنين الجنة ليكون مع المؤمنين جنود الرحمة فيثبتوهم على الصراط وعند الميزان فإذا دخلوا الجنة أفضوا إلى جوار الله تعالى ورحمته والقرب منه، فلا حاجة لهم بعد ذلك إلى شيء، وأخر ذكر جنود السموات والأرض بعد تعذيب الكافرين والمنافقين ليكون معهم جنود السخط فلا يفارقوهم أبدًا.
فإن قلت: قال في الآية الأولى: {وكان الله عليمًا حكيمًا}، وقال في هذه الآية {وكان الله عزيزًا حكيمًا} فما معناه؟ قلت: لما كان في جنود السموات والأرض من هو للرحمة ومن هو للعذاب وعلم الله ضعف المؤمنين، ناسب أن تكون خاتمة الآية الأولى {وكان الله عليمًا حكيمًا}، ولما بالغ في وصف تعذيب الكافر والمنافق وشدته، ناسب أن تكون خاتمة الآية الثانية {وكان الله عزيزًا حكيمًا} فهو كقوله: {أليس الله بعزيز ذي انتقام} وقوله: {أخذناهم أخذ عزيز مقتدر} قوله تعالى: {إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا} الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ذكره في معرض الامتنان عليه حيث شرفه بالرسالة وبعثه إلى الكافة شاهدًا على أعمال أمته ومبشرًا يعني لمن آمن به وأطاعه بالثواب ونذيرًا يعني لمن خالفه وعصى أمره بالعقاب ثم بين فائدة الإرسال فقال تعالى: {لتؤمنوا بالله ورسوله} فالضمير فيه للناس المرسل إليهم {وتعزروه} يعني ويقووه وينصروه.
والتعزير: نصر مع تعظيم {وتوقروه} يعني وتعظموه والتوقير: التعظيم والتبجيل {وتسبحوه} من التسبيح الذي هو التنزيه من جميع النقائص أو من السبحة وهي الصلاة.
قال الزمخشري: والضمائر لله تعالى والمراد بتعزير الله تعالى.
تعزير دينه ورسوله صلى الله عليه وسلم.