فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



والله يجزي الناس بأعمالهم ولكن مشيئته مطلقة لا ظل عليها من قيد، وهو يقرر هذه الحقيقة هنا لتستقر في القلوب. غير متعارضة مع ترتيب الجزاء على العمل، فهذا الترتيب اختيار مطلق لهذه المشيئة.
ومغفرة الله ورحمته أقرب. فليغتنمها من يريد، قبل أن تحق كلمة الله بعذاب من لم يؤمن بالله ورسوله، بالسعير الحاضرة المعدة للكافرين.
ثم يلوح ببعض ما قدر الله للمؤمنين، مخالفًا لظن المخلفين. بأسلوب يوحي بأنه قريب:
{سيقول المخلَّفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتَّبِعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تَّتبِعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا}..
أغلب المفسرين يرون أنها إشارة إلى فتح خيبر. وقد يكون هذا. ولكن النص يظل له إيحاؤه ولو لم يكن نصًا في خيبر. فهو يوحي بأن المسلمين سيفتح عليهم فتح قريب يسير. وأن هؤلاء المخلفين سيدركون هذا، فيقولون: {ذرونا نتبعكم}..
ولعل الذي جعل المفسرين يخصصون خيبر، أنها كانت بعد قليل من صلح الحديبية. إذ كانت في المحرم من سنة سبع. بعد أقل من شهرين من صلح الحديبية. وأنها كانت وافرة الغنائم. وكانت حصون خيبر آخر ما بقي لليهود في الجزيرة من مراكز قوية غنية. وكان قد لجأ إليها بعض بني النضير وبني قريظة ممن أجلوا عن الجزيرة من قبل.
وتتواتر أقوال المفسرين أن الله وعد أصحاب البيعة في الحديبية أن تكون مغانم خيبر لهم لا يشركهم فيها أحد. ولم أجد في هذا نصًا. ولعلهم يأخذون هذا مما وقع فعلًا. فقد جعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحاب الحديبية. ولم يأخذ معه أحدًا غيرهم.
وعلى أية حال فقد أمر الله نبيه أن يرد المخلفين من الأعراب إذا عرضوا الخروج للغنائم الميسرة القريبة. وقرر أن خروجهم مخالف لأمر الله. وأخبر نبيه صلى الله عليه وسلم أنهم سيقولون إذا منعوا من الخروج: {بل تحسدوننا}.. فتمنعوننا من الخروج لتحرمونا من الغنيمة. ثم قرر أن قولهم هذا ناشئ عن قلة فقههم لحكمة الله وتقديره. فجزاء المتخلفين الطامعين أن يحرموا، وجزاء الطائعين المتجردين أن يعطوا من فضل الله، وأن يختصوا بالمغنم حين يقدره الله، جزاء اختصاصهم بالطاعة والإقدام، يوم كانوا لا يتوقعون إلا الشدة في الجهاد.
ثم أمر الله نبيه أن يخبرهم أنهم سيبتلون بالدعوة إلى جهاد قوم أشداء. يقاتلونهم على الإسلام، فإذا نجحوا في هذا الابتلاء كان لهم الأجر، وإن هم ظلوا على معصيتهم وتخلفهم فذلك هو الامتحان الأخير:
{قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرًا حسنًا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابًا أليمًا}.
وتختلف الأقوال كذلك في من هم القوم أولو البأس الشديد.
وتختلف الأقوال كذلك في من هم القوم أولو البأس الشديد. وهل كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أم على عهود خلفائه. والأقرب أن يكون ذلك في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليمحص الله إيمان هؤلاء الأعراب من حول المدينة.
والمهم أن نلحظ طريقة التربية القرآنية، وطريقة علاج النفوس والقلوب. بالتوجيهات القرآنية، والابتلاءات الواقعية. وهذا كله ظاهر في كشف نفوسهم لهم وللمؤمنين، وفي توجيههم إلى الحقائق والقيم وقواعد السلوك الإيماني القويم.
ولما كان المفهوم من ذلك الابتلاء فرض الخروج على الجميع، فقد بين الله أصحاب الأعذار الحقيقية الذين يحق لهم التخلف عن الجهاد، بلا حرج ولا عقاب:
ليس على الأعمى حرج، ولا على الأعرج حرج، ولا على المريض حرج. ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار، ومن يتول يعذبه عذابا أليما..
فالأعمى والأعرج معهما عذر دائم هو العجز المستمر عن تكاليف الخروج والجهاد. والمريض معه عذر موقوت بمرضه حتى يبرأ.
والأمر في حقيقته هو أمر الطاعة والعصيان. هو حالة نفسية لا أوضاع شكلية. فمن يطع الله ورسوله فالجنة جزاؤه. ومن يتول فالعذاب الأليم ينتظره. ولمن شاء أن يوازن بين مشقات الجهاد وجزائه، وبين راحة القعود وما وراءه.. ثم يختار!. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8)}.
أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {إنا أرسلناك شاهدًا} قال: شاهدًا على أمته وشاهدًا على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أنهم قد بلّغوا {ومبشرًا} يبشر بالجنة من أطاع الله {ونذيرًا} ينذر الناس من عصاه {ليؤمنوا بالله ورسوله} قال: بوعده وبالحساب وبالبعث بعد الموت {وتعزروه} قال: تنصروه {وتوقروه} قال: أمر الله بتسويده وتفخيمه وتشريفه وتعظيمه، قال: وكان في بعض القراءة {ويسبحوا الله بكرة وأصيلا}.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه: {ويعزروه} قال: لينصروه {ويوقروه} أي ليعظموه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وتعزروه} يعني الإِجلال {وتوقروه} يعني التعظيم يعني محمدًا صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وتعزروه} قال: تضربوا بين يديه بالسيف.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله: {وتعزروه} قال: تقاتلوا معه بالسيف.
وأخرج ابن عدي وابن مردويه والخطيب وابن عساكر في تاريخه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {وتعزروه} قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «ما ذاك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: {لتنصروه}».
وأخرج ابن مردويه عن عكرمة رضي الله عنه قال: كان ابن عباس يقرأ هذه الآية {تؤمنون بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلًا} قال: فكان يقول: إذا أشكل ياء أو تاء فاجعلوها على ياء فإن القرآن كله على ياء.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {ويسبحوه} قال: يسبحوا الله، رجع إلى نفسه.
وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هرون رضي الله عنه قال: في قراءة ابن مسعود {ويسبحوا الله بكرة وأصيلًا}.
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه كان يقرأ {ويسبحوا الله بكرة وأصيلًا}.
{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}.
أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إن الذين يبايعونك} قال: يوم الحديبية.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {إن الذين يبايعونك} قال: هم الذين بايعوه زمن الحديبية.
وأخرج ابن مردويه عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: كانت بيعة النبي صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله} الآية فكانت بيعة النبي صلى الله عليه وسلم التي بايع عليها الناس البيعة لله والطاعة للحق. وكانت بيعة أبي بكر رضي الله عنه بايعوني ما أطعت الله، فإذا عصيته فلا طاعة لي عليكم. وكانت بيعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه البيعة لله والطاعة للحق. وكانت بيعة عثمان بن عفان رضي الله عنه البيعة لله والطاعة للحق.
وأخرج عبد بن حميد عن الحكم بن الأعرج رضي الله عنه {يد الله فوق أيديهم} قال: أن لا يفروا.
وأخرج أحمد وابن مردويه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن نقول في الله لا تأخذنا في الله لومة لائم، وعلى أن ننصره إذا قدم علينا يثرب، فنمنعه مما نمنع منه أنفسنا وأزواجنا وأبناءنا، ولنا الجنة، فمن وفى وفى الله له، ومن نكث فإنما ينكث على نفسه.
{سَيَقول لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا}.
أخرج عبد بن حميد عن جويبر رضي الله عنه في قوله: {سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا} قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم حين انصرف من الحديبية وسار إلى خيبر تخلف عنه أناس من الأعراب فلحقوا بأهاليهم، فلما بلغهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد افتتح خيبر ساروا إليه، وقد كان الله أمره أن لا يعطي أحدًا تخلف عنه من مغنم خيبر، ويقسم مغنمها من شهد الفتح، وذلك قوله: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} يعني ما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن لا يعطي أحدًا تخلف عنه من مغنم خيبر شيئًا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {سيقول لك المخلفون من الأعراب} قال: أعراب المدينة جهينة ومزينة استنفرهم لخروجه إلى مكة، فقالوا: نذهب معه إلى قوم جاؤوه فقتلوا أصحابه فنقاتلهم في ديارهم، فاعتلوا له بالشغل، فأقبل معتمرًا فأخذ أصحابه أناسًا من أهل الحرم غافلين فأرسلهم النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك الأظفار ببطن مكة، ورجع محمد صلى الله عليه وسلم فوعد مغانم كثيرة فجعلت له خيبر، فقال المخلفون: {ذرونا نتبعكم} وهي المغانم التي قال الله: {إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها} وعرض عليهم قتال قوم أولي بأس شديد فهم فارس والمغانم الكثيرة التي وعدوا ما يأخذون حتى اليوم.
{بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا (12)}.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدًا وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء} قال: ظنوا بنبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أنهم لن يرجعوا من وجههم ذلك، وأنهم سيهلكون، فذلك الذي خلفهم عن نبي الله صلى الله عليه وسلم وهم كاذبون بما يقولون {سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها} قال: هم الذين تخلفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية {كذلكم قال الله من قبل} قال: إنما جعلت الغنيمة لأجل الجهاد إنما كانت غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية ليس لغيرهم فيها نصيب {قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد} قال: فدعوا يوم حنين إلى هوازن وثقيف فمنهم من أحسن الإِجابة، ورغب في الجهاد، ثم عذر الله أهل العذر من الناس، فقال: {ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج} [النور: 61].
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه {بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول} قال: نافق القوم {وظننتم ظن السوء} أن لن ينقلب الرسول.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه {يريدون أن يبدلوا كلام الله} قال: كتاب الله كانوا يبطئون المسلمين عن الجهاد ويأمرونهم أن يفروا.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {أولي بأس شديد} يقول: فارس.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه قال: هم فارس والروم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله: {أولي بأس شديد} قال: هم البآرز يعني الأكراد.
وأخرج ابن المنذر والطبراني في الكبير عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال: أعراب فارس وأكراد العجم.
وأخرج ابن المنذر والطبراني عن الزهري رضي الله عنه قال: هم بنو حنيفة.
وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه {ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد} قال: لم يأتِ أولئك بعد.
{قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (16)}.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم} قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: دعا أعراب المدينة جهينة ومزينة الذين كان النبي صلى الله عليه وسلم دعاهم إلى خروجه إلى مكة دعاهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى قتال فارس قال: فإن تطيعوا إذا دعاكم عمر تكن توبة لتخلفكم عن النبي صلى الله عليه وسلم يؤتكم الله أجرًا حسنًا وإن تتولوا إذا دعاكم عمر كما توليتم من قبل إذ دعاكم النبي صلى الله عليه وسلم يعذبكم عذابًا أليمًا.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد} قال: فارس والروم.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه {ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد} قال: أهل الأوثان.
وأخرج الفريابي وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد} قال: هوازن وبني حنيفة.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن عكرمة وسعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد} قال: هوازن يوم حنين. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

قال الإمام السبكي:
قوله تعالى: {إنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَك إنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ}.
قَدْ يُؤْخَذُ مِنْهُ أَنَّ {إنَّمَا} لِلْحَصْرِ، لِأَنَّهَا لَوْ لَمْ تَكُنْ لِلْحَصْرِ لَمْ تَفْدِ هُنَا إلَّا مُجَرَّدَ التَّأْكِيدِ وَقَدْ اُسْتُفِيدَ مِنْ {إنْ} الْأُولَى وَيَحْتَاجُ إلَى أَنْ تَسْتَقرئ هَلْ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ إنْ زَيْدًا إنَّهُ قَائِمٌ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مَسْمُوعًا صَحَّ مَا قُلْنَاهُ مِنْ إفَادَتِهَا الْحَصْرَ؛ وَإِنْ كَانَ مَسْمُوعًا فَتَتَوَقَّفُ الدَّلَالَةُ لِأَنَّهُ يُقال إنَّهَا لِلتَّأْكِيدِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ انْتَهَى. اهـ.

.تفسير الآيات (18- 23):

قوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (19) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (20) وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (21) وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (22) سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (23)}.