فصل: ذكر صلح الحديبية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قال: فنادى عمر بن الخطاب وهو على جمل له: يا نبي الله لولا متعتنا بعامر.
قال: فلما قدمنا خيبر خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه يقول:
قد علمت خيبر أني مرحب ** شاكي السلاح بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تلتهب

قال: وبرز له عمي عامر فقال:
قد علمت خيبر أني عامر ** شاكي السلاح بطل مغامر

قال: فاختلفا بضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر، وذهب عامر يسفل له، فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله، فكانت فيها نفسه.
قال سلمة: فخرجت فإذا نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: بطل عمل عامر قتل نفسه فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقلت: يا رسول الله بطل عمل عمي عامر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال ذلك؟ فقت: ناس من أصحابك.
قال: كذب من قال ذلك بل له أجره مرتين.
ثم أرسلني إلى علي وهو أرمد فقال: لأعطين الراية رجلًا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.
قال: فأتيت عليًا فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فبصق في عينيه فبرأ، وأعطاه الراية فخرج مرحب فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب ** شاكي السلاح بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تلتهب

فقال علي:
أنا الذي سمتني أمي حيدره ** كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره

قال فضرب مرحبًا فقتله ثم كان الفتح على يده.
أخرجه مسلم بهذا اللفظ وقد أخرج البخاري طرفًا منه قال البغوي وقد روى حديث فتح خيبر جماعة منهم سهل بن سعد وأنس بن مالك وأبو هريرة يزيدون وينقصون فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد أخذته الشقيقة فلم يخرج إلى الناس، فأخذ أبو بكر راية رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نهض فقاتل قتالًا شديدًا، ثم رجع فأخذها عمر فقاتل قتالًا شديدًا هو أشد من القتال الأول، ثم رجع فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: لأعطين الراية غدًا رجلًا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ويفتح الله على يديه، فدعا عليًا فأعطاه الراية وقال له: امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك فأتى خيبر فخرج مرحب صاحب الحصن وعلى رأسه مغفر من حجر قد نقبه مثل البيضة وهو يرتجز، فخرج إليه علي بن أبي طالب، فضربه فقد الحجر والمغفر وفلق رأسه حتى أخذ السيف في الأضراس، ثم خرج بعد مرحب أخوه ياسر وهو يرتجز، فخرج إليه الزبير بن العوام فقالت أمه صفية بنت عبد المطلب: يقتل ابني يا رسول الله؟ قال: ابنك يقتله إن شاء الله.
ثم التقيا، فقتله الزبير.
ثم كان الفتح ثم لم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتح الحصون ويقتل المقاتلة ويسبي الذرية ويحوز الأموال.
قال محمد بن إسحاق: فكان أول حصونهم افتتح حصن ناعم وعنده قتل محمود بن مسلمة ألقت اليهود عليه حجرًا فقتله ثم فتح حصن ابن أبي الحقيق فأصاب سبايا منهم صفية بنت حيي بن أخطب جاء بها بلال وبأخرى معها فمر بها على قتلى من قتلى يهود، فلما رأتهم التي مع صفية، صاحت وصكت وجهها وحشت التراب على رأسها، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اعزبوا عني هذه الشيطانة» وأمر بصفية فجهزت خلفه وألقى عليها رداءه، فعرف المسلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اصطفاها لنفسه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال لما رأى من تلك اليهودية ما رأى أنزعت منك الرحمة يا بلال حيث تمر بامرأتين على قتلى رجالهما وكانت صفية قد رأت في المنام وهي عروس بكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق أن قمرًا وقع في حجرها، فعرضت رؤياها على زوجها فقال: ما هذا إلا أنك تتمنين ملك الحجاز محمدًا ثم لطم وجهها لطمة اخضرت منها عينها، فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبها أثر منها فسألها عن ذلك ما هو، فأخبرته الخبر، وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بزوجها كنانة بن الربيع وكان عنده كنز بني النضير فسأله، فجحد أن يكون يعلم مكانه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل من اليهود فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إني رأيت كنانة يطوف بهذه الخربة كل غداة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنانة: أرأيت إن وجدناه عندك أنقتلك قال: نعم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخربة فحفرت فأخرج منها بعض كنزهم ثم سأله ما بقي، فأبى أن يؤديه إليه فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الزبير بن العوام أن يعذبه حتى يستأصل ما عنده فكان الزبير يقدح بزنده على صدره حتى أشرف على نفسه ثم دفعه إلى محمد بن مسلمة فضرب عنقه بأخيه محمود بن مسلمة.
(ق) عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس فركب نبي الله صلى الله عليه وسلم وركب أبو طلحة وأنا رديف أبي طلحة فأجرى نبي الله صلى الله عليه وسلم في زقاق خيبر وإن ركبتي لتمس فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم ثم حسر الإزار عن فخذه حتى إني أنظر بياض فخذ النبي صلى الله عليه وسلم، فلما دخل القرية قال: الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين قالها ثلاثًا.
قال: وخرج القوم إلى أعمالهم فقالوا محمد والخميس يعني الجيش.
قال: فأصبناها عنوة فجمع السبي فجاء دحية فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطني جارية من السبي.
قال: اذهب فخذ جارية، فأخذ صفية بنت حيي فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله أعطيت دحية صفية بنت حيي سيدة قريظة والنضير لا تصلح إلا لك قال: ادعوها فجاء بها، فلما نظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم قال: خذ جارية من السبي غيرها، فأعتقها النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها.
فقال له ثابت: يا أبا حمزة ما أصدقها قال نفسها أعتقها وتزوجها، حتى إذا كان بالطريق، جهزتها له أم سليم، فأهدتها له من الليل وأصبح النبي صلى الله عليه وسلم عروسًا فقال: من كان عنده شيء فليجئ به.
وبسط نطعًا فجعل الرجل يجيء بالتمر وجعل الآخر يجيء بالسمن قال: وأحسبه ذكر السويق.
قال: فحاسوا حيسًا فكانت وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(ق) عن عبد الله بن أبي أوفى قال: «أصابتنا مجاعة ليالي خيبر، فلما كان يوم خيبر وقعنا في الحمر الأهلية فانتحرناها فلما غلت بها القدور نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أكفئوا القدور ولا تأكلوا من لحوم الحمر شيئًا».
فقال أناس: نهى عنها لأنها لم تخمس وقال آخرون: إنما نهى عنها البتة.
(ق) عن أنس: أن امرأة يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها عن ذلك فقالت: أردت لأقتلك فقال: ما كان الله ليسلطك على ذلك.
أو قال علي قالوا أنقلتها قال لا فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال محمد بن إسماعيل قال يونس عن الزهري قال عروة قالت عائشة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه: يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم.
(خ) عن عائشة قالت: لما فتحت خيبر قلنا الآن نشبع من التمر.
(ق) عن ابن عمر أن عمر أجلى اليهود والنصارى من أرض الحجاز وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ظهر على خيبر أراد إخراج اليهود منها وكانت الأرض لما ظهر عليها لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين فأراد إخراج اليهود منها فسألت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرهم بها على أن يكفوا العمل ولهم نصف التمر، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نقركم بها على ذلك ما شئنا» فقروا بها.
قوله تعالى: {وأخرى لم تقدروا عليها} يعني وعدكم الله فتح بلدة أخرى لم تقدروا عليها {قد أحاط الله بها} يعني حفظها لكم حتى تفتحوها ومنعها من غيركم حتى تأخذوها، وقال ابن عباس: علم الله أن يفتحها لكم واختلفوا فيها فقال ابن عباس: هي فارس والروم وما كانت العرب تقدر على قتال فارس والروم بل كانوا خولًا لهم حتى أقدرهم الله عليها بشرف الإسلام وعزه.
وقيل: هي خيبر وعدها الله نبيه صلى الله عليه وسلم قبل أن يصيبها ولم يكونوا يرجونها ففتحها الله لهم.
وقيل: هي مكة.
وقيل: هو كل فتح فتحه المسلمون أو يفتحونه إلى آخر الزمان {وكان الله على كل شيء قديرًا} أي: من فتح القرى والبلدان لكم وغير ذلك {ولو قاتلكم الذين كفروا} أي أسد وغطفان وأهل خيبر {لَولّوا الأدبار} أي لانهزموا عنكم {ثم لا يجدون وليًا ولا نصيرًا} يعني من تولى الله خلذلانه فلا ناصر له ولا مساعد {سنة الله التي قد خلت من قبل} يعني هذه سنة الله في نصر أوليائه وقهر أعدائه {ولن تجد لسنة الله تبديلًا} قوله: {وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم} سبب نزول هذه الآية ما روي عن أنس بن مالك: أن ثمانين رجلًا من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من جبل التنعيم متسلحين يريدون غدر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ فأخذهم سبايا فاستحياهم فأنزل الله تعالى وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أطفركم عليهم انفرد بإخراجه مسلم وقال عبد الله بن مغفل المزني: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله في القرآن وعلى ظهره غصن من أغصان تلك الشجرة فرفعته عن ظهره وعلي بن أبي طالب بين يديه يكتب كتاب الصلح فخرج علينا ثلاثون شابًا عليهم السلاح فثاروا في وجوهنا فدعا عليهم نبي الله صلى الله عليه وسلم فأخذ الله بأبصارهم فقمنا إليهم فأخذناهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جئتم في عهد أو هل جعل لكم أحد أمانًا» قالوا اللهم لا فخلى سبيلهم.
ومعنى الآية، أن الله تعالى ذكر منته بحجزه بين الفريقين حتى لم يقتلوا وحتى اتفق بينهم الصلح الذي كان أعظم من الفتح وهو قوله تعالى: {وهو الذي كف أيديهم عنكم} يعني أيدي أهل مكة {وأيديكم عنهم} أي قضى بينهم وبينكم بالمكافة والمحاجرة {ببطن مكة} قيل: أراد به الحديبية.
وقيل: التنعيم وقيل: وادي مكة {من بعد أن أظفركم عليهم} أي مكنكم منهم حتى ظفرتم بهم {وكان الله بما تعملون بصيرًا} قوله: {هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام}.

.ذكر صلح الحديبية:

روى الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه قالا: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة عام الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه يريد زيارة البيت لا يريد قتالًا وساق معه سبعين بدنة والناس سبعمائة رجل وكانت كل بدنة عن عشرة نفر فلما أتى ذا الحليفة قلد الهدي وأشعره وأحرم منها بعمرة وبعث عينًا له من خزاعة يخبره عن قريش.
وسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بغدير الأشطاط قريبًا من عسفان أتى عتبة الخزاعي.
وقال: إن قريشًا قد جمعوا لك جموعًا وقد جمعوا لك الأحابيش وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أشيروا عليّ أيها الناس أترون أن أميل على ذراري هؤلاء الذين عاونوهم فنصيبهم فإن قعدوا قعدوا موتورين وإن نجوا تكن عنقًا قطعها الله أو ترون أن نؤم البيت لا نريد قتال أحد ولا حربًا فمن صدنا عنه قاتلناه».
فقال أبو بكر: يا رسول الله إنما جئت عامدًا لهذا البيت لا تريد قتال أحد ولا حربًا فتوجه له فمن صدنا عنه قاتلناه قال: امضوا على اسم الله فنفذوا.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين» فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هو بقترة الجيش فانطلق يركض نذيرًا لقريش.
وسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت راحلته فقال الناس: حل حل.
فألحت فقالوا خلأت القصواء فقال النبي صلى الله عليه وسلم «ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل» ثم قال: «والذي نفسي بيده لا تدعوني قريش اليوم إلى خطة يعظمون فيها حرمات الله وفيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إياها» ثم زجرها فوثبت.
قال: فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتربضه الناس تربضًا فلم يلبث الناس أن نزحوه.
وشكا الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم العطش، فنزع سهمًا من كنانته وأعطاه رجلًا من أصحابه يقال له ناجية بن عمير وهو سائق بدن النبي صلى الله عليه وسلم فنزل في البئر فغرزه في جوفه.
فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه، فبينما هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه وكانت خزاعة عيبة نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل تهامة فقال: إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا على أعداد مياه الحديبية معهم العوذ المطافيل وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنا لم نجىء لقتال أحد ولكنا جئنا معتمرين وإن قريشًا قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم فإن شاؤوا ماددتهم ويخلوا بيني وبين الناس فإن أظهر فإن شاؤوا أن يدخلوا فيما دخل الناس فيه فعلوا وإلا فقد جموا وإن هم أبوا فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي ولينفذن الله أمره».
فقال بديل: سأبلغهم ما تقول.
فانطلق حتى أتى قريشًا، فقال إنا قد جئناكم من عند هذا الرجل وسمعناه يقول قولا فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا فقال سفهاؤهم: لا حاجة لنا أن تخبرنا عنه بشيء.
وقال ذوو الرأي منهم: هات ما سمعته.
قال: سمعته يقول كذا وكذا فحدثهم بما قال النبي صلى الله عليه وسلم فقام عروة بن مسعود الثقفي، فقال: أي قوم، ألستم بالولد؟ قالوا: بلى.
قال: أولست بالوالد؟ قالوا: بلى.
قال: فهل تتهموني؟ قالوا: لا قال: ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ؟ فلما ألحّوا عليّ جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني؟ قالوا: بلى.
قال: فإن هذا الرجل قد عرض عليكم خطة رشد فأقبلوها ودعوني آتية قالوا ائته فأتاه فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم نحوًا من قوله لبديل، فقال عروة عند ذلك: يا محمد أرأيت إن استأصلت قومك فهل سمعت بأحد من العرب اجتاح أصله قبلك وإن تكن الأخرى فإني والله لأرى وجوهًا وإني لأرى أشوابًا من الناس خليقًا أن يفروا ويدعوك فقال له أبو بكر: امصص بظر اللات أنحن نفرُّ عنه وندعه؟ فقال: من ذا؟ قالوا: أبو بكر.