فصل: فصل في فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقيل: هو اسم واد بأسفل مكة.
وقيل: سموا بذلك لتجمعهم.
والتحبيش: التجمع.
قوله: فإن قعدوا قعدوا موتورين، أي منقوصين.
قوله: فنفذوا: أي مضوا وتخلصوا.
قوله: إن خالد بن الوليد بالغميم، اسم موضع ومنه كراع الغميم.
وقوله: طليعة الطليعة، الجماعة يبعثون بين يدي الجيش ليطلعوا على أخبار العدو.
قوله: وقترة الجيش: هو الغبار الساطع معه سواد.
قوله: يركض نذير، النذير: الذي يعلم القوم بالأمر الحادث.
قوله: حلَ حل: هو زجر للناقة.
قوله خلأت القصوا: يعني أنها لما توقفت عن المشي وتقهقرت ظنوا ذلك خللًا في خلقها وهو كالحران للفرس فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما خلأت أي ليس ذلك من خلقها ولكن حبسها حابس الفيل، أي منعها عن المسير.
والذي منع الفيل عن مكة هو الله تعالى والقصوا اسم ناقة النبي صلى الله عليه وسلم ولم تكن قصوا وهو شق الأذن.
قوله: خطة، أي حالة وقضية يعظمون فيها حرمات الله جمع حرمة وهي فروضه وما يجب القيام به يريد بذلك حرمة الحرم ونحوه.
قوله: حتى نزل بأقصى الحديبية بتخفيف الياء وتشديدها، وهي قرية ليست بالكبيرة سميت ببئر هناك عند مسجد الشجرة وبين الحديبية ومكة مرحلة وبينها وبين المدينة تسع مراحل.
وقال ما لك: هي من الحرم.
وقال ابن القصار: بعضها من الحل حكاه في المطالع.
والثمد: الماء القليل الذي لا مادة له.
والتربض: أخذ الشيء قليلًا قليلًا.
وقوله: فما زال يجيش بالري، يقال: جاشت البئر بالماء إذا ارتفعت وفاضت.
والري ضد العطش، والصد الرجوع بعد الورود.
وقوله: وكانت خزاعة عيبة، نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال فلان عيبة نصح فلان إذا كان موضع سره وثقته في ذلك.
قوله: نزلوا على أعداد مياه الحديبية، الماء العد: الكثير الذي لا انقطاع له كالعيون وجمعه أعداد.
قوله: ومعهم العوذ المطافيل، العوذ: جمع عائذ وهي الناقة إذا وضعت إلى أن يقوى ولدها، وقيل: هي كل أنثى لها سبع ليال منذ وضعت.
والمطافيل: جمع مطفل وهي الناقة معها فصيلها وهذه استعارة استعار ذلك للناس وأراد بهم أن معهم النساء والصبيان.
قوله: وإن قريشًا قد نهكتهم الحرب أي، أضرت بهم وأثَّرت فيهم.
وقوله: ماددتهم أي جعلت بيني وبينهم مدة.
قوله: وإلا فقد جموا، أي: استراحوا.
والجمام: بالجيم الراحة بعد التعب.
قوله: تنفرد سالفتي السالفة الصفحة والسالفتان صفحتا العنق.
وقيل: السالفة حبل العنق وهو ما بينه وبين الكتف وهو كناية عن الموت لأنها لا تنفرد عنه إلا بالموت.
قوله: إني استنفرت، يقال: استنفر القوم إذا دعاهم إلى قتال العدو، وعكاظ: اسم سوق كانت في الجاهلية معروفة.
وقوله: بلحوا على فيه لغتان التخفيف والتشديد وأصل التبليح: الإعياء والفتور.
والمراد: امتناعهم من إجابته وتقاعدهم عنه.
قوله: استأصلت قومك.
واجتاح: أصله من الاجتياح إيقاع المكروه بالإنسان ومنه الجائحة والاستئصال والاجتياح متقاربان في مبالغة الأذى.
قوله: إني لأرى وجوهًا وأشوابًا: الأشواب، مثل الأوباش وهم الأخلاط من الناس والرعاع.
يقال: فلان خليق بذلك أي جدير لا يبعد ذلك من خلقه قوله امصص بظر اللات وهي اسم صنم لهم كانوا يعبدونه والبظر ما تقطعه الخافضة وهي الخاتنة من الهنة التي تكون في فرج المرأة وكان هذا اللفظ شتمًا لهم يدور في ألسنتهم.
{هم الذين كفروا}، يعني كفار مكة، {وصدوكم} أي منعوكم {عن المسجد الحرام} أن تطوفوا به {والهدي} أي وصدوا الهدي وهو البدن التي ساقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت سبعين بدنة {معكوفًا} أي محبوسًا {أن يبلغ محله} أي منحره وحيث يحل نحره وهو الحرم {ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات} يعني المستضعفين بمكة {لم تعلموهم} أي لم تعرفوهم {أن تطؤوهم} أي بالقتل وتوقعوا بهم {فتصيبكم منهم معرة بغير علم} أي إثم وقيل: غرم الدية، وقيل: كفارة قتل الخطأ، لأن الله أوجب على قاتل المؤمن في دار الحرب إذا لم يعلم إيمانه الكفارة دون الدية.
وقيل: هو أن المشركين يعتبونكم ويقولون: قتلوا أهل دينهم.
والمعرة: المشقة يقول: لولا أن تطؤوا رجالًا مؤمنين ونساء مؤمنات لم تعلموهم فيلزمكم به كفارة أو سيئة وجواب لولا محذوف تقديره لأذن لكم في دخول مكة ولكنه حال بينكم وبين ذلك لهذا السبب {ليدخل الله في رحمته من يشاء} أي في دين الإسلام من يشاء من أهل مكة بعد الصلح وقيل دخولها {لو تزيلوا} أي لو تميزوا المؤمنين من الكفار {لعذبنا الذين كفروا منهم عذابًا أليمًا} أي بالسبي والقتل بأيديكم وقيل: لعذبنا جواب لكلامين أحدهما لولا رجال.
والثاني: لو تزيلوا.
ثم قال: ليدخل الله في رحمته من يشاء يعني المؤمنين والمؤمنات في رحمته أي في جنته.
قال قتادة: في الآية إن الله تعالى يدفع بالمؤمنين عن الكفار كما دفع بالمستضعفين من المؤمنين عن مشركي مكة.
قوله تعالى: {إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية} أي الأنفة والغضب وذلك حين صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن البيت ومنعوا الهدي محله ولم يقروا بسم الله الرحمن الرحيم وأنكروا أن يكون محمد رسول الله.
وقيل: قال أهل مكة قد قتلوا أبناءنا وإخواننا ثم يدخلون علينا، فتحدث العرب أنهم دخلوا علينا رغمًا منا واللات والعزى لا يدخلونها علينا فكانت هذه {حمية الجاهلية} التي دخلت قلوبهم {فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين} أي: حتى لا يدخلهم ما دخلهم في الحمية فيعصون الله في قتالهم {وألزمهم كلمة التقوى}.
قال ابن عباس: (كلمة التقوى لا إله إلا الله) وأخرجه الترمذي.
وقال: حديث غريب.
وقال علي وابن عمر: كلمة التقوى لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
وقال عطاء الخراساني: هي لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال الزهري: هي بسم الله الرحمن الرحيم {وكانوا أحق بها} أي من كفار مكة {وأهلها} أي كانوا أهلها في علم الله، لأن الله تعالى اختار لدينه وصحبة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أهل الخير والصلاح {وكان الله بكل شيء عليمًا} يعني من أمر الكفار وما كانوا يستحقونه من العقوبة وأمر المؤمنين وما كانوا يستحقونه من الخير.
قوله تعالى: {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق} سبب نزول هذه الآية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في المنام وهو بالمدينة قبل أن يخرج إلى الحديبية أنه يدخل المسجد الحرام هو وأصحابه آمنين ويحلقوا رؤوسهم فأخبر بذلك أصحابه ففرحوا وحسبوا أنهم داخلو مكة عامهم ذلك، فلما انصرفوا ولم يدخلوا، شق عليهم ذلك وقال المنافقون: أين رؤياه التي رآها؟ فأنزل الله هذه الآية ودخلوا في العام المقبل.
وروي عن مجمع بن حارثة الأنصاري قال: شهدنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انصرفنا عنها إذا الناس يهزون الأباعر فقال بعضهم: ما بال الناس؟ قال: أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: فخرجنا نرجف فوجدنا النبي صلى الله عليه وسلم واقفًا على راحلته عند كراع الغميم فلما اجتمع الناس قرأ {إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا} فقال عمر: أهو فتح يا رسول الله؟ قال: نعم والذي نفسي بيده ففيه دليل على أن المراد من الفتح هو صلح الحديبية، وتحقيق الرؤيا كان في العام المقبل.
وقوله: لقد صدق الله ورسوله الرؤيا بالحق، أخبر أن الرؤيا التي أراه إياها في مخرجه إلى الحديبية أنه يدخل هو وأصحابه المسجد حق وصدق بالحق أي الذي رآه حق وصدق وقيل: يجوز أن يكون بالحق قسمًا لأن الحق من أسماء الله تعالى أو قسمًا بالحق الذي هو ضد الباطل وجوابه {لتدخلن المسجد الحرام} وقيل: لتدخلن من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه حكاية عن رؤياه فأخبر الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ذلك {إن شاء الله آمنين} قيل: إنما استثني مع علمه بدخوله تعليمًا لعباده الأدب وتأكيدًا لقوله: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق} هذا البيان صدق الرؤيا وذلك أن الله تعالى لا يرى رسوله صلى الله عليه وسلم ما لا يكون فيحدث الناس فيقع خلافه فيكون سببًا للضلال فحقق الله أمر الرؤيا بقوله: {لقد صدق الله ورسوله الرؤيا بالحق} وبقوله: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق} وفيه بيان وقوع الفتح ودخول مكة وهو قوله تعالى: {ليظهره على الدين كله} أي يعليه ويقويه على الأديان كلها فتصير الأديان كلها دونه {وكفى بالله شهيدًا} أي في أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه تسلية لقلوب المؤمنين وذلك أنهم تأذوا من قول الكفار لو نعلم أنه رسول الله ما صددناه عن البيت فقال الله تعالى: {وكفى بالله شهيدًا}.
أي: في أنه رسول الله، ثم قال تعالى: {محمد رسول الله} أي هو محمد رسول الله الذي سبق ذكره في قوله أرسل رسوله.
قال ابن عباس: شهد له بالرسالة ثم ابتدأ فقال: {والذين معه} يعني أصحابه المؤمنين {أشداء على الكفار} أي غلاظ أقوياء كالأَسَد على فريسته لا تأخذهم فيهم رأفة {رحماء بينهم} أي: متعاطفون متوادّون بعضهم لبعض كالولد مع الوالد.
كما قال في حقهم: {أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين} {تراهم ركّعًا سجدًا} أخبر عن كثرة صلاتهم ومداومتهم عليها {يبتغون} أي يطلبون {فضلًا من الله} يعني الجنة {ورضوانًا} أي أن يرضى عنهم.
وفيه لطيفة وهو أن المخلص بعمله لله يطلب أجره من الله تعالى والمرائي بعمله لا يبتغي له أجرًا وذكر بعضهم في قوله: والذين معه يعني أبا بكر الصديق أشداء على الكفار عمر بن الخطاب رحماء بينهم عثمان بن عفان تراهما ركعًا سجدًا علي بن أبي طالب يبتغون فضلًا من الله ورضوانًا بقية الصحابة {سيماهم} أي علامتهم {في وجوههم من أثر السجود} واختلفوا في هذه السيما على قولين: أحدهما: أن المراد في يوم القيامة قيل: هي نور وبياض في وجوههم يعرفون به يوم القيامة أنهم سجدوا لله في الدنيا وهي رواية عن ابن عباس.
وقيل: تكون مواضع السجود في وجوههم كالقمر ليلة البدر.
وقيل: يبعثون غرًا محجلين يوم القيامة يعرفون بذلك.
والقول الثاني: إن ذلك في الدنيا وذلك أنهم استنارت وجوههم بالنهار من كثرة صلاتهم بالليل.
وقيل: هو السمت الحسن والخشوع والتواضع.
قال ابن عباس: ليس بالذي ترون ولكنه سيما الإسلام وسجيته وسمته وخشوعه.
والمعنى: أن السجود أورثهم الخشوع والسمت الحسن يعرفون به وقيل هو صفوة الوجه من سهر الليل ويعرف ذلك في رجلين أحدهما سهر الليل في الصلاة والعبادة والآخر في اللهو واللعب فإذا أصبحا ظهر الفرق بينهما فيظهر في وجه المصلي نور وضياء وعلى وجه اللاعب ظلمة.
وقيل: هو أثر التراب على الجباه لأنهم كانوا يصلّون على التراب لا على الأثواب.
قال عطاء الخراساني: دخل في هذه الآية كل من حافظ على الصلوات الخمس {ذلك مثلهم في التوراة} يعني ذلك الذي ذكر صفتهم في التوراة وتم الكلام هاهنا ثم ابتدأ بذكر نعتهم وصفتهم في الإنجيل فقال تعالى: {ومثلهم} أي صفتهم {في الإنجيل كزرع أخرج شطأه} أي إفراطه قبل فراخه.
قيل: هو نبت فما خرج بعده شطؤه {فآزره} أي: قوّاه وأعانه وشد أزره {فاستغلظ} أي غلظ ذلك الزرع وقوي {فاستوى} أي تم وتلاحق نباته وقام {على سوقه} جمع ساق أي على أصوله {يعجب الزراع} أي يعجب ذلك الزرع زراعه وهو مثل ضربه الله لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم مكتوب في الإنجيل أنهم يكونون قليلًا ثم يزدادون ويكثرون قال قتادة: مثل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم مكتوب في الإنجيل أنه سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر قيل الزرع محمد صلى الله عليه وسلم والشطء أصحابه والمؤمنون وقيل: الزرع هو محمد صلى الله عليه وسلم شطأه أبو بكر فآزره عمر فاستغلظ عثمان فاستوى على سوقه علي بن أبي طالب يعجب الزراع يعني جميع المؤمنين {ليغيظ بهم الكفار} قيل: هو قول عمر بن الخطاب لأهل مكة بعد ما أسلم لا يبعد الله سرًا بعد اليوم.
وقيل: قوتهم وكثرتهم ليغيظ بهم الكفار.
قال مالك بن أنس: من أصبح وفي قلبه غيظ على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية.

.فصل في فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(ق) عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال خير الناس قرني ثم الذين يلونهم».
(م) عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس خير؟ قال: القرن الذي أنا فيه ثم الثاني ثم الثالث قوله: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم يعني الصحابة ثم التابعين وتابعيهم والقرن كل أهل زمان قيل هو أربعون سنة وقيل ثمانون وقيل مائة سنة عن عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أبو بكر في الجنة وعمر بن الخطاب في الجنة وعثمان بن عفان في الجنة وعلي بن أبي طالب في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة» أخرجه الترمذي.