فصل: فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقرأ الباقون {يلتكم} من لات يليت إذا نقص قال مجاهد لا يلتك أي لا ينقصكم وحجتهم إتباع مرسوم المصاحف وذلك أنها مكتوبة بغير الألف ولو كانت بألف لكتبت الألف كما تكتب في تأمر وتأكل.
وأخرى أن في حرف ابن مسعود {ما ألتناهم} حكاه الكسائي وأخرى وهي أنهم جمعوا بين اللغتين فقرؤوا هاهنا {لا يلتكم} وفي والطور: {وما ألتناهم} كا قال كيف يبدئ الله الخلق فهذه من أبدأت ثم قال كيف بدأ الخلق فهذه من بدأت ولم يحمل أحد بعض هذه اللغات على بعض فكذلك قوله: {لا يلتكم} من لات {وما ألتناهم} من ألت ولا يألتكم جزم لأنها جواب الشرط وعلامة الجزم سكون التاء ومن قرأ {لا يلتكم} كان الأصل لا يليتكم مثل يضربكم.
واستثقلوا الكسرة على الياء فنقلوها إلى اللام ودخل الجزم على التاء فاجتمع ساكنان الياء والتاء فحذفت الياء لاجتماع الساكنين.
{أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا} 12
قرأ نافع {لحم أخيه} ميتا بالتشديد وقرأ الباقون بالتخفيف وهما لغتان الأصل التشديد ومن خفف استثقل التشديد فحذف الياء كما قالوا هين لين وهين لين قال الشاعر:
ليس من مات فاستراح بميت ** إنما الميت ميت الأحياء

فجمع بين اللغتين.
{والله بصير بما تعملون}.
قرأ ابن كثير {والله بصير بما يعملون} بالياء وحجته قوله قبلها: {إنما المؤمنون الذين آمنوا} 15 أي والله بصير بما يعمل المؤمنون.
وقرأ الباقون بالتاء وحجتهم قوله قبلها: {لا تمنوا علي إسلامكم} 17 فخاطبهم ثم قال: {والله بصير بما تعملون}. اهـ.

.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة الحجرات:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

.[سورة الحجرات: آية 1].

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1)}.

.الإعراب:

(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) موصول بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه- في محلّ نصب (لا) ناهية جازمة (بين) ظرف منصوب متعلّق بـ (تقدّموا)..
جملة: {يأيّها الذين آمنوا} لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {لا تقدّموا} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {اتّقوا} لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: {إنّ اللّه سميع} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

.البلاغة:

1- استعارة تمثيلية: في قوله تعالى: {لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}.
استعارة تمثيلية، للقطع بالحكم بلا اقتداء ومتابعة لمن يلزم متابعته، تصويرا لهجنته وشناعته بصورة المحسوس فيما نهوا عنه، كتقدم الخادم بين يدي سيده في سيره، حيث لا مصلحة فالمراد: لا تقطعوا أمرا وتجزموا به وتجترئوا على ارتكابه قبل أن يحكم اللّه تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم به ويأذنا فيه.
2- الحذف: في قوله تعالى: {لا تُقَدِّمُوا}.
حيث حذف مفعول تقدّموا، وذلك لأمرين: أحدهما: أن يحذف ليتناول كلّ ما يقع في النفس مما يقدم. والثاني: أن لا يقصد قصد مفعول ولا حذفه، ويتوجه بالنهي إلى نفس التقدمة، كأنه قيل: لا تقدموا على التلبس بهذا الفعل، ولا تجعلوه منكم بسبيل، كقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ}.

.[سورة الحجرات: الآيات 2- 3].

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقول كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3)}.

.الإعراب:

(لا) ناهية جازمة (فوق) ظرف منصوب متعلّق بـ (ترفعوا)، (الواو) عاطفة (لا) مثل الأولى (له) متعلّق بحال من فاعل تجهروا (بالقول) متعلّق بـ (تجهروا)، (كجهر) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق، (لبعض) متعلّق بـ (جهر) (أن) حرف مصدريّ ونصب (الواو) حاليّة (لا) نافية.
جملة: {يأيّها الذين} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {لا ترفعوا} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {لا تجهروا} لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: {تحبط أعمالكم} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
والمصدر المؤوّل (أن تحبط) في محلّ نصب مفعول لأجله بحذف مضاف أي خشية أن تحبط أعمالكم.
وجملة: {أنتم لا تشعرون} في محلّ نصب حال.
وجملة: {لا تشعرون} في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم).
3- (عند) ظرف منصوب متعلّق بـ (يغضّون)، (أولئك) مبتدأ خبره (الذين) (للتقوى) متعلّق بـ (امتحن) بحذف مضاف أي لظهور التقوى (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مغفرة)..
وجملة: {إنّ الذين يغضّون} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {يغضّون} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {أولئك الذين} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {امتحن اللّه} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: {لهم مغفرة} لا محلّ لها استئناف بياني.

.البلاغة:

التكرير: في قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}.
إعادة النداء عليهم: استدعاء منهم لتجديد الاستبصار عند كلّ خطاب وارد، وتطرية الإنصات لكلّ حكم نازل، وتحريك لئلا يفتروا ويغفلوا عن تأملهم وما أخذوا به عند حضور مجلس رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من الأدب الذي تعود المحافظة عليه بعظيم الجدوى في دينهم.

.الفوائد:

- الأدب مع الكبير:
أمر اللّه المؤمنين في هذه الآية ألا يرفعوا صوتهم فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يغضوا من أصواتهم عنده، لأن رفع الصوت مناف للحشمة والوقار والاحترام.
وعند ما نزلت هذه الآية جلس ثابت بن قيس في بيته وقال: أنا من أهل النار. واحتبس عن النبي صلى الله عليه وسلم فسأل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ فقال: يا أبا عمرو ما شأن ثابت فقال: إنه لجاري، وما علمت له شكوى. قال: فأتاه سعد، فذكر له قول رسول اللّه صلى الله عليه وسلم. فقال ثابت: أنزلت هذه الآية، ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتا على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فأنا من أهل النار، فذكر ذلك سعد للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «هو من أهل الجنّة». وزاد في رواية: «أما ترضى أن تعيش حميدا، وتقتل شهيدا، وتدخل الجنّة؟» فقال: رضيت ببشرى اللّه ورسوله، لا أرفع صوتي على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أبدا، فأنزل اللّه {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ} فكنا ننظر إلى رجل من أهل الجنّة يمشي بين أيدينا، فلما كان يوم اليمامة، في حرب مسيلمة، مات شهيدا رضي اللّه عنه.

.[سورة الحجرات: الآيات 4- 5].

{إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (4) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)}.

.الإعراب:

(من وراء) متعلّق بـ (ينادونك)، (لا) نافية (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (حتّى) حرف غاية وجر (تخرج) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (إليهم) متعلّق بـ (تخرج)، (اللام) واقعة في جواب لو، واسم (كان) ضمير مستتر يعود على الصبر المفهوم من السياق (الواو) استئنافيّة..
والمصدر المؤوّل (أنّهم صبروا..) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت..
والمصدر المؤوّل (أن تخرج..) في محلّ جرّ بـ (حتّى) متعلّق بـ (صبروا).
جملة: {إنّ الذين ينادونك} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ينادونك} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {أكثرهم لا يعقلون} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {لا يعقلون} في محلّ رفع خبر المبتدأ (أكثرهم).
وجملة: {لو} (ثبت) صبرهم لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {صبروا} في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: {تخرج} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: {كان خيرا} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {اللّه غفور} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

(الحجرات)، جمع حجرة، اسم للبيت الذي يحجر عليه بحائط أو غيره، وزنه فعلة بضمّ فسكون بمعنى مفعولة.. ووزن حجرات فعلات بضمّتين.

.البلاغة:

الكناية: في قوله تعالى: {مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ}.
ففي ذكر الحجرات كناية عن خلوته عليه الصلاة والسلام بنسائه، لأنها معدة لها.
ولم يقل: حجرات نسائك، ولا حجراتك، توقيرا له صلى الله عليه وسلم وتحاشيا عما يوحشه عليه الصلاة والسلام.

.[سورة الحجرات: الآيات 6- 8].

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ (6) وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (8)}.

.الإعراب:

(جاءكم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (بنبإ) متعلّق بحال من فاعل جاءكم (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أن) حرف مصدريّ ونصب (بجهالة) متعلّق بحال من فاعل تصيبوا، و(الباء) للملابسة (تصبحوا) مضارع ناقص منصوب معطوف على (تصيبوا) بالفاء، (على ما) متعلّق بالخبر (نادمين).
والمصدر المؤوّل (أن تصيبوا...) في محلّ نصب مفعول لأجله بحذف مضاف أي خشية أن تصيبوا.
وجملة: {النداء} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {جاءكم} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {تبيّنوا} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {تصيبوا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: {تصبحوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة تصيبوا.
وجملة: {فعلتم} لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.
7- (الواو) عاطفة (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (فيكم) متعلّق بخبر أنّ (لو) حرف شرط غير جازم (في كثير) متعلّق بـ (يطيع)، (اللام) رابطة لجواب لو (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (لكنّ) حرف استدراك ونصب (إليكم) متعلّق بـ (حبّب) (في قلوبكم) متعلّق بـ (زيّنه)، (إليكم) الثاني متعلّق بـ (كرّه)، (هم) ضمير فصل..
والمصدر المؤوّل (أنّ فيكم رسول..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا..
وجملة: {اعلموا} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: {يطيعكم} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {عنتّم} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {لكنّ اللّه حبّب} لا محلّ لها معطوفة على جملة يطيعكم.
وجملة: {حبّب إليكم} في محلّ رفع خبر لكنّ.
وجملة: {زيّنه} في محلّ رفع معطوفة على جملة حبّب.
وجملة: {كرّه إليكم} في محلّ رفع معطوفة على جملة حبّب.
وجملة: {أولئك هم الراشدون} لا محلّ لها اعتراضيّة- أو استئناف بيانيّ 8- (فضلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو اسم مصدر أي تفضّل فضلا، (من اللّه) متعلّق بـ (فضلا)..
وجملة: (تفضّل) {فضلا} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {اللّه عليم} لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة- أو استئنافيّة.

.الصرف:

(7) العصيان: الاسم من (عصى، يعصي) باب ضرب، وزنه فعلان بكسر الفاء وسكون العين وهو ترك الطاعة.. أو هو مصدر الفعل.

.البلاغة:

1- التنكير: في قوله تعالى: {إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ}.
ففي تنكير الفاسق والنبأ: شياع في الفساق والأنباء، كأنه قال: أيّ فاسق جاءكم بأيّ نبأ، فتوقفوا فيه، وتطلبوا بيان الأمر وانكشاف الحقيقة، ولا تعتمدوا قول الناس لأنّ من لا يتحامى جنس الفسوق لا يتحامى الكذب الذي هو نوع فيه. وطبعا هذا الشياع والشمول لأن النكرة إذا وقعت في سياق الشرط تعم، كما إذا وقعت في سياق النفي.
2- التقديم: في قوله تعالى: {أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ}.