فصل: قال أبو حيان في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وجملة {عسى أن يكونوا خيرًا منهم} مستأنفة معترضة بين الجملتين المتعاطفتين تفيد المبالغة في النهي عن السخرية بذكر حالة يكثر وجودها في المسخُورية، فتكون سخرية الساخر أفظع من الساخر، ولأنه يثير انفعال الحياء في نفس الساخرة بينه وبين نفسه.
وليست جملة {عسى أن يكونوا خيرًا منهم} صفةً لقوم من قومه: {من قوم} وإلا لصار النهي عن السخرية خاصًا بما إذا كان المسخور به مظنة أنه خير من الساخر، وكذلك القول في جملة {عسى أن يكُنَّ خيرًا منهنّ} وليست صفة ل {نسَاء} من قوله: {من نسَاء}.
وتشابه الضميرين في قوله: {أن يكونوا خيرًا منهم} وفي قوله: {أنْ يَكُنَّ خيرًا منهن} لا لبس فيه لظهور مرجع كل ضمير، فهو كالضمائر في قوله تعالى: {وعَمروها أكثَر مما عمَروها} في سورة الروم (9)، وقول عباس بن مرداس:
عُدنا ولولا نحن أحْدَق جمعهم ** بالمسلمين وأحرَزُوا ما جَمَّعوا

{مِّنْهُنَّ وَلاَ تلمزوا أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُواْ}.
اللمز: ذكر ما يَعُده الذاكر عيبًا لأحد مواجهةً فهو المباشرة بالمكروه.
فإن كان بحق فهو وقاحة واعتداء، وإن كان باطلًا فهو وقاحة وكذب، وكان شائعًا بين العرب في جاهليتهم قال تعالى: {ويل لكلِّ هُمَزة لُمزة} [الهمزة: 1] يعني نفرًا من المشركين كان دأبهم لَمز رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكون بحالة بين الإشارة والكلام بتحريك الشفتين بكلام خفيّ يعرِف منه المواجه به أنه يذمّ أو يتوعد، أو يتنقص باحتمالات كثيرة، وهو غير النبز وغير الغِيبة.
وللمفسرين وكتب اللغة اضطراب في شرح معنى اللمز وهذا الذي ذكرته هو المنخول من ذلك.
ومعنى {لا تلمزوا أنفسكم} لا يلمز بعضكم بعضًا فَنُزِّلَ البعضُ الملموز نَفْسًا للامزه لتقرر معنى الأخوة، وقد تقدم نظيره عند قوله: {ولا تخرجونَ أنفسكم من دياركم} في سورة البقرة (84).
والتنابز: نبز بعضهم بعضًا، والنبْز بسكون الباء: ذكر النَبَز بتحريك الباء وهو اللقب السوء، كقولهم: أنف الناقة، وقُرْقُور، وبطَة.
وكان غالب الألقاب في الجاهلية نبزا.
قال بعض الفزاريين:
أكنيه حين أناديه لأكرمه ** ولا ألقبه والسَّؤْأةُ اللقب

روي برفع السوأْةُ اللقب فيكون جريًا على الأغلب عندهم في اللقب وأنه سوأة.
ورواه ديوان الحماسة بنصب السوأةَ على أن الواو واو المعية.
وروي بالسوأة اللقبا أي لا ألقبه لقبًا ملابسًا للسوءة فيكون أراد تجنب بعض اللقب وهو ما يدل على سُوء ورواية الرفع أرجح وهي التي يقتضيها استشهاد سيبويه ببيت بعده في باب ظن.
ولعل ما وقع في (ديوان الحماسة) من تغييرات أبي تمام التي نسب إليه بعضها في بعض أبيات الحماسة لأنه رأى النصب أصح معنى.
فالمراد بـ {الألقاب} في الآية الألقاب المكروهة بقرينة {ولا تنابزوا}.
واللقب ما أشعر بخسّة أو شرف سواء كان ملقبًا به صاحبه أم اخترعه له النابز له.
وقد خصص النهي في الآية بـ {الألقاب} التي لم يتقادم عهدها حتى صارت كالأسماء لأصحابها وتنوسي منها قصد الذم والسب خُصّ بما وقع في كثير من الأحاديث كقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أصدق ذو اليدين»، وقوله لأبي هريرة «يا أبا هِرّ»، ولُقب شاول ملك إسرائيل في القرآن طالوت، وقول المحدثين الأعرج لعبد الرحمن بن هرمز، والأعمش لسليمان من مَهران.
وإنما قال: {ولا تلمزوا} بصيغة الفعل الواقع من جانب واحد وقال: {ولا تَنابزوا} بصيغة الفعل الواقع من جانبين، لأن اللمز قليل الحصول فهو كثير في الجاهلية في قبائل كثيرة منهم بنو سلمة بالمدينة قاله ابن عطية.
{بالالقاب بِئْسَ الاسم الفسوق بَعْدَ الايمان وَمَن لَّمْ يَتُبْ فأولئك هُمُ}.
تذييل للمنهيات المتقدمة وهو تعريض قوّي بأن ما نُهوا عنه فُسوق وظلم، إذ لا مناسبة بين مدلول هذه الجملة وبين الجمل التي قبلها لولا معنى التعريض بأن ذلك فسوق وذلك مذموم ومعاقب عليه فدلّ قوله: {بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان}، على أن ما نهوا عنه مذموم لأنه فسوق يعاقب عليه ولا تزيله إلا التوبة فوقع إيجاز بحذف جملتين في الكلام اكتفاء بما دل عليه التذييل، وهذا دال على اللمز والتنابز معصيتان لأنهما فسوق.
وفي الحديث «سباب المسلم فسوق»
ولفظ {الاسم} هنا مطلق على الذكر، أي التسمية، كما يقال: طار اسمه في الناس بالجود أو باللؤم.
والمعنى: بئس الذِكر أن يذكر أحد بالفسوق بعد أن وُصِف بالإيمان.
وإيثار لفظ الاسم هنا من الرشاقة بمكان لأن السياق تحذير من ذكر الناس بالأسماء الذميمة إذ الألقاب أسماء فكان اختيار لفظ الاسم للفسوق مشاكلة معنوية.
ومعنى البعديَّة في قوله: {بعد الإيمان}: بعدَ الاتصاف بالإيمان، أي أن الإيمان لا يناسبه الفسوق لأن المعاصي من شأن أهل الشرك الذين لا يزعهم عن الفسوق وازع، وهذا كقول جميلة بنت أُبيّ حين شكت للنبيء صلى الله عليه وسلم أنها تكره زوجها ثابت بن قيس وجاءت تطلب فراقه: «لا أعيب على ثابت في دين ولا في خُلق ولكنّي أكره الكفر بعد الإسلام تريد التعريض بخشية الزنا وإني لا أطيقه بغضًا».
وإذ كان كل من السخرية واللمز والتنابز معاصي فقد وجبت التوبة منها فمن لم يتب فهو ظالم: لأنه ظلم الناس بالاعتداء عليهم، وظلم نفسه بأن رضي لها عقاب الآخرة مع التمكن من الإقلاع عن ذلك فكان ظلمه شديدًا جدًا.
فلذلك جيء له بصيغة قصر الظالمين عليهم كأنه لا ظالم غيرهم لعدم الاعتداد بالظالمين الآخرين في مقابلة هؤلاء على سبيل المبالغة ليزدجروا.
والتوبة واجبة من كل ذنب وهذه الذنوب المذكورة مراتب وإدمان الصغائر كبيرة.
وتوسيط اسم الإشارة لزيادة تمييزهم تفظيعًا لحالهم وللتنبيه، بل إنهم استحقوا قصر الظلم عليهم لأجل ما ذكر من الأوصاف قبل اسم الإشارة. اهـ.

.قال أبو حيان في الآيات السابقة:

{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}.
سبب نزولها ما جرى بين الأوس والخزرج حين أساء الأدب عبد الله بن أبيّ بن سلول على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متوجه إلى زيارة سعد بن عبادة في موضعه، وتعصب بعضهم لعبد الله، ورد عبد الله بن رواحة على ابن أبي، فتجالد الحيان، قيل: بالحديد، وقيل: بالجريد والنعال والأيدي، فنزلت، فقرأها عليهم، فاصطلحوا.
وقال السدّي: وكانت بالمدينة امرأة من الأنصار يقال لها أم بدر، وكان لها زوج من غيرهم، فوقع بينهم شيء أوجب أن يأنف لها قومها وله قومه، فوقع قتال، فنزلت الآية بسببه.
وقرأ الجمهور: {اقتتلوا} جمعًا، حملًا على المعنى، لأن الطائفتين في معنى القوم والناس.
وقرأ ابن أبي عبلة: {اقتتلتا}، على لفظ التثنية؛ وزيد بن عليّ، وعبيد بن عمير: {اقتتلتا} على التثنية، مراعى بالطائفتين. الفريقان اقتتلوا، وكل واحد من الطائفتين باغ؛ فالواجب السعي بينهما بالصلح، فإن لم تصطلحا وأقامتا على البغي قوتلتا، أو لشبهة دخلت عليهما، وكل منهما يعتقد أنه على الحق؛ فالواجب إزالة الشبه بالحجج النيرة والبراهين القاطعة، فإن لجا، فكالباغيتين؛ {فإن بغت إحداهما}، فالواجب أن تقاتل حتى تكف عن البغي.
ولم تتعرض الآية من أحكام التي تبغي لشيء إلا لقتالها، وإلى الإصلاح إن فاءت.
والبغي هنا: طلب العلو بغير الحق، والأمر في فأصلحوا وقاتلوا هو لمن له الأمر من الملوك وولاتهم.
وقرأ الجمهور: {حتى تفيء}، مضارع فاء بفتح الهمزة؛ والزهري: حتى تفي، بغير همزة وفتح الياء، وهذا شاذ، كما قالوا في مضارع جاء يجي بغير همز، فإذا أدخلوا الناصب فتحوا الياء أجروه مجرى يفي مضارع وفي شذوذًا.
{إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم}: أي إخوة في الدين.
وفي الحديث: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله» وقرأ الجمهور: {بين أخويكم} مثنى، لأن أقل من يقع بينهم الشقاق إثنان، فإذا كان الإصلاح لازمًا بين اثنين، فهو ألزم بين أكثر من اثنين.
وقيل: المراد بالأخوين: الأوس والخزرج.
وقرأ زيد بن ثابت، وابن مسعود، والحسن: بخلاف عنه؛ والجحدري، وثابت البناني، وحماد بن سلمة، وابن سيرين: {بين إخوانكم} جمعًا، بالألف والنون، والحسن أيضًا، وابن عامر في رواية، وزيد بن عليّ، ويعقوب: {بين إخوتكم} جمعًا، على وزن غلمة.
وروى عبد الوهاب عن أبي عمرو القراءات الثلاث، ويغلب الأخوان في الصداقة، والإخوة في النسب، وقد يستعمل كل منهما مكان الآخر، ومنه {إنما المؤمنون إخوة}، وقوله: {أو بيوت إخوانكم} {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم}: هذه الآية والتي بعدها تأديب للأمّة، لما كان فيه أهل الجاهلية من هذه الأوصاف الذميمة التي وقع النهي عنها.
وقيل: نزلت بسبب عكرمة بن أبي جهل، كان يمشي بالنميمة، وقد أسلم، فقال له قوم: هذا ابن فرعون هذه الأمة، فعز ذلك عليه وشكاهم، فنزلت.
وقوم مرادف رجال، كما قال تعالى: {الرجال قوّامون على النساء} ولذلك قابله هنا بقوله: {ولا نساء من نساء}، وفي قول زهير:
وما أدري وسوف إخال أدري ** أقوم آل حصن أم نساء

وقال الزمخشري: وهو في الأصل جمع قائم، كصوم وزور في جميع صائم وزائر.
انتهى وليس فعل من أبنية الجموع إلا على مذهب أبي الحسن في قوله: إن ركبا جمع راكب.
وقال أيضًا الزمخشري: وأما قولهم في قوم فرعون وقوم عاد: هم الذكور والإناث، فليس لفظ القوم بمتعاط للفريقين، ولكن قصد ذكر الذكور وترك ذكر الإناث، لأنهن توابع لرجالهن. انتهى.
وغيره يجعله من باب التغليب والنهي، ليس مختصًا بانصبابه على قوم ونساء بقيد الجمعية من حيث المعنى، وإن كان ظاهر اللفظ ذلك، بل المعنى: لا يسخر أحد من أحد، وإنما ذكر الجمع، والمراد به كل فرد فرد ممن يتناوله عموم البدل.
فكأنه إذا سخر الواحد، كان بمجلسه ناس يضحكون على قوله، أو بلغت سخريته ناسًا فضحكوا، فينقلب الحال إلى جماعة.
{عسى أن يكونوا}: أي المسخور منهم، {خيرًا منهم}: أي من الساخرين بهم.
وهذه الجملة مستأنفة، وردت مورد جواب المستخبر عن العلة الموجبة لما جاء النهي عنه، أي ربما يكون المسخور منه عند الله خيرًا من الساخر، لأن العلم بخفيات الأمور إنما هو لله تعالى.
وعن ابن مسعود: لو سخرت من كلب، خشيت أن أحول كلبًا.
{ولا نساء من نساء}: روي أن عائشة وحفصة، رضي الله تعالى عنهما، رأتا أم سلمة ربطت حقويها بثوب أبيض وسدلت طرفه خلفها، فقالت عائشة لحفصة: انظري إلى ما يجر خلفها، كأنه لسان كلب.
وعن عائشة، أنها كانت تسخر من زينب بنت خزيمة الهلالية، وكانت قصيرة.
وعن أنس: كان نساء النبي صلى الله عليه وسلم يعيرن أم سلمة بالقصر.
وقالت صفية لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يعيرنني ويقلن يا يهودية بنت يهوديين، فقال لها: «هلا قلت إن أبي هارون، وإن عمي موسى، وإن زوجي محمد؟» وقرأ عبد الله وأبي: {عسوا أن يكونوا}، و{عسين أن يكن}، فعسى ناقصة، والجمهور: عسى فيهما تامّة، وهي لغتان: الإضمار لغة تميم، وتركه لغة الحجاز.
{ولا تلمزوا أنفسكم}: ضم الميم في {تلمزوا}، الحسن والأعرج وعبيد عن أبي عمرو.
وقال أبو عمرو: هي عربية؛ والجمهور؛ بالكسر، واللمز بالقول والإشارة ونحوه مما يفهمه آخر، والهمز لا يكون إلا باللسان، والمعنى: لا يعب بعضكم بعضًا، كما قال: {فاقتلوا أنفسكم}، كأن المؤمنين نفس واحدة، إذ هم إخوة كالبنيان يشد بعضه بعضًا، وكالجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائره بالسهر والحمى.
ومفهوم أنفسكم أن له أن يعيب غيره، مما لا يدين بدينه.
ففي الحديث: «اذكروا الفاجر بما فيه كي يحذره الناس» وقيل: المعنى لا تفعلوا ما تلمزون به، لأن من فعل ما استحق اللمز، فقد لمز نفسه.
{ولا تنابزوا بالألقاب}: اللقب إن دل على ما يكرهه المدعو به، كان منهيًا، وأما إذا كان حسنًا، فلا ينهى عنه.
وما زالت الألقاب الحسنة في الأمم كلها من العرب والعجم تجري في مخاطباتهم ومكاتباتهم من غير نكير.
وروي أن بني سلمة كانوا قد كثرت فيهم الألقاب، فنزلت الآية بسبب ذلك.
وفي الحديث: «كنوا أولادكم» قال عطاء: مخافة الألقاب.
وعن عمر: «أشيعوا الكنى فإنها سنة».
انتهى، ولا سيما إذا كانت الكنية غريبة، لا يكاد يشترك فيها أحد مع من تكنى بها في عصره، فإنه يطير بها ذكره في الآفاق، وتتهادى أخباره الرفاق، كما جرى في كنيتي بأبي حيان، واسمي محمد.
فلو كانت كنيتي أبا عبد الله أو أبا بكر، مما يقع فيه الاشتراك، لم أشتهر تلك الشهرة، وأهل بلادنا جزيرة الأندلس كثيرًا ما يلقبون الألقاب، حتى قال فيهم أبو مروان الطنبي:
يا أهل أندلس ما عندكم أدب ** بالمشرق الأدب النفاخ بالطيب

يدعى الشباب شيوخًا في مجالسهم ** والشيخ عندكم يدعى بتلقيب

فمن علماء بلادنا وصالحيهم من يدعى الواعي وباللص وبوجه نافخ، وكل هذا يحرم تعاطيه.
قيل: وليس من هذا قول المحدثين سليمان الأعمش وواصل الأحدب ونحوه مما تدعو الضرورة إليه، وليس فيه قصد استخفاف ولا أذى.
قالوا: وقد قال ابن مسعود لعلقمة: وتقول أنت ذلك يا أعور.
وقال ابن زيد: أي لا يقول أحد لأحد يا يهودي بعد إسلامه، ولا يا فاسق بعد توبته، ونحو ذلك.
وتلاحى ابن أبي حدرد وكعب بن مالك، فقال له مالك: يا أعرابي، يريد أن يبعده من الهجرة، فقال له الآخر: يا يهودي، يريد المخاطبة لليهود في يثرب.
{بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان}: أي بئس اسم تنسبونه بعصيانكم نبزكم بالألقاب، فتكونون فساقًا بالمعصية بعد إيمانكم، أو بئس ما يقوله الرجل لأخيه يا فاسق بعد إيمانه.
وقال الرماني: هذه الآية تدل على أنه لا يجتمع الفسوق والإيمان. انتهى.
وقال الزمخشري: نحو قول الرماني، قال: استقباح الجمع بعد الإيمان، والفسق الذي يأباه الإيمان، وهذه نزغة اعتزالية.
وقال الزمخشري: الاسم هاهنا بمعنى الذكر من قولهم: طار اسمه في الناس بالكرم أو باللوم، كما يقال: طار ثناؤه وصيته وحقيقة ما سمي من ذكره وارتفع بين الناس، كأنه قيل: بئس الذكر المرتفع للمؤمنين بسبب ارتكاب هذه الجرائم أن تذكروا بالفسق.