فصل: من لطائف وفوائد المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وفيه إشارة إلى أن عرض الإنسان كلحمه، وأنه كما يحرم أكل لحمه يحرم الاستطالة في عرضه، وفي هذا من التنفير عن الغيبة، والتوبيخ لها، والتوبيخ لفاعلها، والتشنيع عليه ما لا يخفى، فإن لحم الإنسان مما تنفر عن أكله الطباع الإنسانية، وتستكرهه الجبلة البشرية، فضلًا عن كونه محرّمًا شرعًا {فَكَرِهْتُمُوهُ} قال الفراء: تقديره: فقد كرهتموه فلا تفعلوا، والمعنى: فكما كرهتم هذا، فاجتنبوا ذكره بالسوء غائبًا.
قال الرّازي: الفاء في تقدير جواب كلام؛ كأنه قال: لا يحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه، فكرهتموه إذن.
وقال أبو البقاء: هو معطوف على محذوف تقديره: عرض عليكم ذلك، فكرهتموه {واتقوا الله} بترك ما أمركم باجتنابه {إِنَّ الله تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} لمن اتقاه، وتاب عما فرط منه من الذنب ومخالفة الأمر.
وقد أخرج البخاري، ومسلم، وغيرهما عن أنس قال: قيل للنبيّ صلى الله عليه وسلم: لو أتيت عبد الله بن أبيّ، فانطلق إليه وركب حمارًا، وانطلق المسلمون يمشون، وهي أرض سبخة، فلما انطلق إليه قال: إليك عني، فوالله لقد آذاني ريح حمارك، فقال رجل من الأنصار: والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحًا منك، فغضب لعبد الله رجال من قومه، فغضب لكل منهما أصحابه، فكان بينهم ضرب بالجريد والأيدي والنعال، فنزلت فيهم: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المؤمنين اقتتلوا} الآية.
وقد روي نحو هذا من وجوه أخر.
وأخرج الحاكم وصححه، والبيهقي عن ابن عمر قال: ما وجدت في نفسي من شيء ما وجدت في نفسي من هذه الآية، إني لم أقاتل هذه الفئة الباغية، كما أمرني الله.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه عن ابن عباس في الآية قال: إن الله أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم، والمؤمنين إذا اقتتلت طائفة من المؤمنين أن يدعوهم إلى حكم الله، وينصف بعضهم من بعض، فإذا أجابوا حكم فيهم بحكم كتاب الله حتى ينصف المظلوم، فمن أبى منهم أن يجيب فهو باغ، وحقّ على إمام المؤمنين والمؤمنين أن يقاتلوهم حتى يفيئوا إلى أمر الله، ويقرّوا بحكم الله.
وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المؤمنين اقتتلوا} الآية قال: كان قتال بالنعال والعصيّ، فأمرهم أن يصلحوا بينهما.
وأخرج ابن مردويه، والبيهقي عن عائشة قالت: ما رأيت مثل ما رغبت عنه هذه الأمة في هذه الآية: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المؤمنين اقتتلوا فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله: {يا أيها الذين ءامَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مّن قَوْمٍ} قال: نزلت في قوم من بني تميم استهزءوا من بلال، وسلمان، وعمار، وخباب، وصهيب، وابن فهيرة، وسالم مولى أبي حذيفة.
وأخرج عبد بن حميد، والبخاريّ في الأدب، وابن أبي الدنيا في ذم الغيبة، وابن جرير، وابن المنذر، والحاكم وصححه، والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله: {وَلاَ تَلْمِزُواْ أَنفُسَكُمْ} قال: لا يطعن بعضكم على بعض.
وأخرج أحمد، وعبد بن حميد، والبخاريّ في الأدب وأهل السنن الأربع، وأبو يعلى، وابن جرير، وابن المنذر، وابن حبان، والشيرازي في الألقاب، والطبراني، وابن السني في عمل يوم وليلة، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في الشعب عن أبي جبيرة بن الضحاك قال: فينا نزلت في بني سلمة: {وَلاَ تَنَابَزُواْ بالألقاب} قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وليس فينا رجل إلاّ وله اسمان، أو ثلاثة، فكان إذا دعا واحدًا منهم باسم من تلك الأسماء قالوا: يا رسول الله إنه يكرهه، فنزلت: {وَلاَ تَنَابَزُواْ بالألقاب}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس نحوه.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: التنابز بالألقاب: أن يكون الرجل عمل السيئات، ثم تاب منها وراجع الحقّ، فنهى الله أن يعير بما سلف من عمله.
وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في الآية قال: إذا كان الرجل يهوديًا، فأسلم، فيقول: يا يهوديّ، يا نصرانيّ، يا مجوسيّ، ويقول للرجل المسلم: يا فاسق.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله: {يا أيها الذين ءامَنُواْ اجتنبوا كَثِيرًا مّنَ الظن} قال: نهى الله المؤمن أن يظنّ بالمؤمن سوءًا.
وأخرج البخاري، ومسلم، وغيرهما عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم والظنّ، فإن الظنّ أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تحسسوا، ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح، أو يترك» وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في الشعب عن ابن عباس في قوله: {وَلاَ تَجَسَّسُواْ} قال: نهى الله المؤمن أن يتتبع عورات المؤمن.
وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وأبو داود، وابن المنذر، وابن مردويه، والبيهقي في الشعب عن زيد بن وهب قال: أتى ابن مسعود، فقيل: هذا فلان تقطر لحيته خمرًا، فقال ابن مسعود: إنا قد نهينا عن التجسس، ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذه.
وقد وردت أحاديث في النهي عن تتبع عورات المسلمين، والتجسس عن عيوبهم.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في الشعب عن ابن عباس في قوله: {وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا} الآية.
قال: حرم الله أن يغتاب المؤمن بشيء، كما حرّم الميتة.
والأحاديث في تحريم الغيبة كثيرة جدًا معروفة في كتب الحديث. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.قال التستري:

قوله: {اجتنبوا كَثِيرًا مِّنَ الظن} [12].
قال: أي لا تطعنوا على أحد بسوء الظن من غير حقيقة.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أكذب الحديث الظن» ثم قال سهل: الظن السيئ من الجهل من نفس الطبع، وأجهل الناس من قطع على قلبه من غير علم، فقد قال الله تعالى: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الذي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ الخاسرين} [فصلت: 23] وإن العبد ليحرم الرزق الهني وصلاته بالليل بسوء الظن.
وقد كان رجل من العباد نام ليلة عن ورده، فجزع عليه، فقيل: أتجزع على ما تدركه؟ قال: لست أجزع عليه، وإنما أجزع على الذنب الذي به صرت محرومًا عن ذلك الخير.
فقيل لسهل: ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: «احترسوا من الناس بسوء الظن»، فقال: معنى هذا بسوء الظن بنفسك لا بالناس، أي اتهم نفسك بأنك لا تنصفهم من نفسك في معاملاتهم.
قوله تعالى: {وَلاَ تَجَسَّسُواْ} [12] قال: أي لا تبحث عن المعائب التي سترها الله على عباده، فإنك ربما تبتلى بذلك.
وقد حكي عن عيسى عليه السلام أنه كان يقول: لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله عزَّ وجلَّ، فتقسوا قلوبكم، فإن القلب القاسي بعيد من الله ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب، وانظروا إلى أعمالكم كالعبيد، واعلموا أن الناس مبتلى ومعافى، فارحموا أهل البلاء وسلوا الله العافية.
قوله: {وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا} [12] قال: من أراد أن يسلم من الغيبة فليسد على نفسه باب الظنون، فإن من سلم من الظن سلم من الغيبة، ومن سلم من الغيبة سلم من الزور، ومن سلم من الزور سلم من البهتان.
قال: وقال ابن عباس رضي الله عنهما: للمنافق غيبة، وليس للفاسق غيبة، لأن المنافق كتم نفاقه، والفاسق افتخر بفسقه.
قال: وهذا إنَّما أراد به فيما أظهره من المعاصي، فأما ما كتمه من المعاصي ففيه غيبة. اهـ.

.قال ابن القيم:

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم}.
وهذا من أحسن القياس التمثيلي فإنه شبه تمزيق عرض الأخ بتمزيق لحمه ولما كان المرتاب يمزق عرض أخيه في غيبته كان بمنزلة من يقطع لحمه في حال غيبة روحه عنه بالموت ولما كان المغتاب عاجزا عن دفعه عن نفسه بكونه غائبا عن ذمه كان بمنزلة الميت الذي يقطع لحمه ولا يستطيع أن يدفع عن نفسه ولما كان مقتضى الأخوة التراحم والتواصل والتناصر فعلق عليها المغتاب ضد مقتضاها من الذم والعيب والطعن كان ذلك نظير تقطيع لحم أخيه والأخوة تقتضي حفظه وصيانته والذب عنه ولما كان المغتاب متمتعا بعرض أخيه متفكها بغيبته وذمه متحليا بذلك شبه بآكل لحم أخيه بعد تقطيعه ولما كان المغتاب محبا لذلك معجبا به شبه بمن يحب أن يأكل لحم أخيه ميتا ومحبته لذلك قدر زائد على مجرد أكله كما أن أكله قدر زائد على تمزيقه فتأمل هذا التشبيه والتمثيل وحسن موقعه ومطابقة المعقول فيه المحسوس وتأمل إخباره عنهم بكراهة أكل لحم الأخ ميتا ووصفهم بذلك في آخر الآية والإنكار عليهم في أولها أن يحب أحدهم ذلك فكما أن هذا مكروه في طباعهم فكيف يحبون ما هو مثله ونظيره فاحتج عليهم بما كرهوه على ما أحبوه وشبه لهم ما يحبونه بما هو أكره شيء إليهم وهم أشد شيء نفرة عنه فلهذا يوجب العقل والفطرة والحكمة أن يكونوا أشد شيء نفرة عما هو نظيره ومشبهه وبالله التوفيق. اهـ.

.وقال ابن القيم:

قوله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى}.
فإن قيل: الجنين قبل نفخ الروح فيه هل كان فيه حركة وإحساس أم لا؟ قيل كان فيه حركة النمو والاغتذاء كالنبات ولم تكن حركة نموه واغتذائه بالإرادة فلما نفخت فيه الروح انضمت حركة حسيته وإرادته إلى حركة نموه واغتذائه.
فإن قيل: قد ثبت أو الولد يتخلق من ماء الأبوين فهل يتمازجان ويختلطان حتى يصيرا ماء واحدا أو يكون أحدهما هو المادة والآخر بمنزلة الإنفحة التي تعقده؟ قيل هو موضع اختلف فيه أرباب الطبيعة فقالت طائفة منهم: منى الأب لا يكون جزءا من الجنين وإنما هو مادة الروح الساري في الأعضاء وأجزاء البدن كلها من منى الأم ومنهم من قال بل هو ينعقد من منى الأنثى ثم يتحلل ويفسد.
قالوا: ولهذا كان الولد جزءا من أمه ولهذا جاءت الشريعة بتبعيته لها في الحرية والرق.
قالوا: ولهذا لو نرى فحل رجل على جارية آخر فأولدها فالولد لمالك الأم دون مالك الفحل لأنه تكون من أجزائها ولحمها ودمها وماء الأب بمنزلة الماء الذي يسقي الأرض.
قالوا: والحس يشهد أن الأجزاء التي في المولود من أمه أضعاف أضعاف الأجزاء التي فيه من أبيه فثبت أن تكوينه من منى الأم ودم الطمث ومنى الأب عاقد له كالإنفحة.
ونازعهم الجمهور وقالوا: إنه يتكون من مني الرجل والأنثى ثم لهم قولان: أحدهما أن يكون من منى الذكر أعضاؤه وأجزاؤه ومن منى الأنثى صورته والثاني أن الأعضاء والأجزاء والصورة تكونت من مجموع الماءين وأنهما امتزجا واختلطا وصارا ماء واحدا وهذا هو الصواب لأننا نجد الصورة والتشكيل تارة إلى الأب وتارة إلى الأم والله أعلم.
وقد دل على هذا قوله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى}.
والأصل هو الذكر فمنه البذر ومنه السقي والأنثى وعاء ومستودع لولده تربيه في بطنها كما تربيه في حجرها ولهذا كان الولد للأب حكما ونسبا.
وأما تبعيته للأم في الحرية والرق فلأنه إنما تكون وصار ولدا في بطنها وغذته بلبانها مع الجزء الذي فيه منها وكان الأب أحق بنسبه وتعصيبه لأنه أصله ومادته ونسخته وكان أشرفهما دينا أولى به تغليبا لدين الله وشرعه.
فإن قيل: فهلا طردتم هذا وقلتم: لو سقط بذر رجل في أرض آخر يكون الزرع لصاحب الأرض دون مالك البذر؟
قيل: الفرق بينهما أن البذر مال متقوم في أرض آخر فهو لمالكه وعليه أجرة الأرض أو هو بينهما بخلاف المنى فإنه ليس بمال ولهذا نهى الشارع فيه عن المعارضة واتفق الفقهاء على أن الفحل لو نزا على رمكة كان الولد لصاحب الرمكة.
فإن قيل: فهل يتكون الجنين من ماءين وواطئين؟ قيل: هذه مسألة شرعية كونية والشرع فيها تابع للتكوين وقد اختلف فيها شرعا وقدرا فمنعت ذلك طائفة وأبته كل الاباء وقالت: الماء إذا استقر في الرحم اشتمل عليه وانضم غاية الانضمام بحيث لا يبقى فيه مقدار رسم رأس إبرة إلا انسد فلا يمكن انفتاحه بعد ذلك لماء ثان لا من الواطئ ولا من غيره.
قالوا: وبهذا أجرى الله العادة: أن الولد لا يكون إلا لأب واحد كما لا تكون الأم إلا واحدة وهذا هو مذهب الشافعي.
وقالت طائفة: بل يتخلق من ماءين فأكثر قالوا: وانضمام الرحم واشتماله على الماء لايمنع قبوله الماء الثاني فإن الرحم أشوق شيء وأقبله للمنى.
قالوا: ومثال ذلك كمثال المعدة فإن الطعام إذا استقر فيها انضمت عليه غاية الانضمام فإذا ورد عليها طعام فوقه انفتحت له لشوقها إليه.
قالوا: وقد شهد بهذا القائف بين يدي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ولد ادعاه اثنان فنظر إليهما وإليه وقال: ما أراهما إلا اشتركا فيه فوافقه عمر وألحقه بهما ووافقه على ذلك الإمام أحمد ومالك رضي الله عنهما.
قالوا: والحسن يشهد بذلك كما ترى في جراء الكلبة والستور تأتي بها مختلفة الألوان لتعدد آبائها وقد قال النبي: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسقى ماءه زرع غيره» يريد وطء الحامل من غير الواطئ قال الإمام أحمد: الوطء يزيد في سمع الولد وبصره هذا بعد انعقاده. اهـ.

.قال الشنقيطي:

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى}.
هذه الآية الكريمة تدل على أن خلق الناس ابتداؤه من ذكر وأنثى.
وقد دلت آيات أُخر على خلقهم من غير ذلك كقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ} وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ}.
والجواب واضح وهو أن التراب هو الطور الأول وقد قال تعالى: {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا} وقد بين الله أطوار خلق الإنسان من مبدئه إلى منتهاه بقوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قرارٍ مَكِينٍ} إلى آخره. اهـ.

.تفسير الآيات (15- 18):

قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (16) يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)}.