فصل: قال الخازن:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



فأمّا الظن المباح: فكالشّاكِّ في الصلاة إِذا كان إمامًا، أمره النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالتحرِّي والعملِ على ما يَغْلِب في ظنِّه، وإن فعله كان مباحًا، وإِن عَدَلَ عنه إِلى البناء على اليقين كان جائزًا.
وروى أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذا ظَنَنْتُم فلا تحقّقوا» وهذا من الظن الذي يَعْرِض في قلب الإِنسان في أخيه فيما يوجب الرِّيبة فلا ينبغي له أن يحقِّقه.
وأما الظن المندوب إِليه: فهو إِحسان الظن بالأخ المسلم يُنْدَب إِليه ويُثاب عليه.
فأمّا ما روي في الحديث: «احترِسوا من الناس بسوء الظن» فالمراد: الإحتراس بحفظ المال، مثل أن يقول: إن تركت بابي مفتوحًا خشيت السُّرّاق.
قوله تعالى: {إِنَّ بعض الظَّنِّ إِثم} قال المفسرون: هو ما تكلم به مما ظنَّه من السُّوءِ بأخيه المسلم، فإن لم يتكلَّم به فلا بأس، وذهب بعضهم إِلى أنه يأثم بنفس ذلك الظن وإِن لم يَنْطِق به.
قوله تعالى: {ولا تَجَسَّسوا} وقرأ أبو رزين، والحسن، والضحاك، وابن سيرين، وأبو رجاء، وابن يعمر: بالحاء.
قال أبو عبيدة: التجسس والتحسس واحد، وهو التَّبحُّث ومنه الجاسوس.
وروي عن يحيى بن أبي كثير أنه قال: التجسس، بالجيم: البحث عن عورات الناس، وبالحاء: الاستماع لحديث القوم.
قال المفسرون: التجسس: البحث عن عيب المسلمين وعوراتهم؛ فالمعنى: لا يبحث أحدكم عن عيب أخيه ليطَّلع عليه إِذ ستره الله.
وقيل لابن مسعود: هذا الوليد بن عقبة تقطر لحيته خمرًا، فقال: إِنا نُهينا عن التجسس، فإن يَظهرْ لنا شيء نأخذْه به.
قوله تعالى: {ولا يَغْتَبْ بعضُكم بعضًا} أي: لا يتناول بعضُكم بعضًا بظهَر الغَيْب بما يَسوؤُه.
وقد روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل ما الغيبة؟ قال: «ذِكْرُكَ أخاك بما يََكره»، قال: أرأيتََ إن كان في أخي ما أقول قال: «إِن كان في أخيك ما تقول فقد اغتبته، وإِن لم يكن فيه فقد بهتَّه».
ثم ضَرَبَ اللهُ للغِيبة مثلًا فقال: {أيُحِبُّ أحدُكم أن يأكل لحم أخيه مَيْتًا} وقرأ نافع {ميّتًا} بالتشديد.
قال الزجاج: وبيانه أن ذِكرك بسوءٍ مَنْ لم يَحْضُر، بمنزلة أكل لحمه وهو ميت لا يُحِسُّ بذلك.
قال القاضي أبو يعلى: وهذا تأكيد لتحريم الغيبة، لأن أكل لحم المسلم محظور، ولأن النُّفوس تَعافُه من طريق الطَّبع، فينبغي أن تكون الغِيبة بمنزلته في الكراهة.
قوله تعالى: {فكرِهتموه} وقرأ الضحاك، وعاصم الجحدري {فكُرّهتموه} برفع الكاف وتشديد الراء.
قال الفراء: أي: وقد كرهتموه فلا تفعلوه، ومن قرأ {فكُرّهتموه} أي: فقد بُغِّض إِليكم، والمعنى واحد.
قال الزجاج: والمعنى: كما تكرهون أكل لحمه ميتًا، فكذلك تجنَّبوا ذِكْره بالسُّوء غائبًا.
قوله تعالى: {واتَّقوا الله} أي: في الغِيبة {إِن الله توّابٌ} على من تاب {رحيمٌ} به.
قوله تعالى: {يا أيُّها النَّاس إِنّا خلقناكم من ذكر وأنثى} في سبب نزولها ثلاثة أقوال.
أحدها: نزلت في ثابت بن قيس وقوله في الرجل الذي لم يفسح له: أنت ابن فلانة، وقد ذكرناه عن ابن عباس في قوله: {لا يسخرْ قومٌ من قوم} [الحجرات: 11].
والثاني: أنه لمّا كان يوم الفتح أمر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بلالًا فصَعِد على ظهر الكعبة فأذَّن، وأراد أن يُذِلَّ المشركين بذلك، فلما أذَّن قال عتاب بن أَسِيد: الحمدُ لله الذي قبض أسيدًا قبل اليوم، وقال الحارث بن هشام: أما وجد محمد غير هذا الغراب الأسودِ مؤذِّنًا؟! وقال سهيل بن عمرو: إن يَكْرَهِ اللهُ شيئًا يغيِّره.
وقال أبو سفيان: أمّا أنا فلا أقول شيئًا، فإنِّي إن قُلتُ شيئًا لَتْشْهَدَنَّ عليَّ السماءُ، ولَتُخْبِرَنَّ عنِّي الأرض، فنزلت هذه الآية، قاله مقاتل.
والثالث: أن عبدًا أسود مرض فعاده رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثم قُبض فتولَّى غسله وتكفينه ودفنه، فأثَّر ذلك عند الصحابة، فنزلت هذه الآية، قاله يزيد بن شجرة.
فأمّا المراد بالذَّكَر والأُنثى، فآدم وحوَّاء.
والمعنى: إِنكم تتساوَوْن في النسب؛ وهذا زجر عن التفاخر بالأنساب.
فأمّا الشُّعوب، فهي جمع شَعب.
وهو الحيُّ العظيم، مثل مضر وربيعة، والقبائل دونها، كبَكر من ربيعة، وتميم من مضر، هذا قول الجمهور من المفسرين وأهل اللغة.
وروى عطاء عن ابن عباس قال: يريد بالشعوب: الموالي، وبالقبائل: العرب.
وقال أبو رزين: الشعوب أهل الجبال الذين لا يَعْتَزُون لأحد، والقبائل: قبائل العرب.
وقال أبو سليمان الدمشقي: وقد قيل: إِن القبائل هي الأصول، والشُّعوب هي البُطون التي تتشعَّب منها، وهذا ضد القول الأول.
قوله تعالى: {لِتَعارفوا} أي: ليَعْرِفَ بعضُكم بعضًا في قُرب النسب وبُعده.
قال الزجاج: المعنى جعلْناكم كذلك لتَعارفوا، لا لتَفاخروا.
ثم أعلمهم أن أرفعهم عنده منزلةً أتقاهم.
وقرأ ًابيُّ بن كعب وابن عباس، والضحاك، وابن يعمر، وأبان عن عاصم: {لِتَعْرِفوا} بإسكان العين وكسر الراء من غير ألف.
وقرأ مجاهد، وأبو المتوكل، وابن محيصن: {لِتَّعارَفوا} بتاء واحدة مشددة وبألف مفتوحة الراء مخففة.
وقرأ أبو نهيك، والأعمش: {لِتتعرَّفوا} بتاءين مفتوحة الراء وبتشديدها من غيرَ ألف.
قوله تعالى: {إِنَّ أكرمكم} وقرأ أبو عبد الرحمن السُّلَمي، ومجاهد، وأبو الجوزاء: {أنَّ} بفتح الهمزة قال الفراء: من فتح {أنَّ} فكأنه قال: لتعارفوا أنَّ الكريمَ التَّقيُّ ولو كان كذلك لكانت {لِتَعْرِفوا}، غير أنه يجوز {لِتَعارفوا} على معنى: ليعرِّف بعضُكم بعضًا أن أكرمكم عند الله أتقاكم.
قوله تعالى: {قالت الأعراب آمَنّا} قال مجاهد: نزلت في أعراب بني أسد ابن خزيمة.
ووصف غيره حالهم، فقال: قَدِموا المدينةَ في سنة مُجْدِبة، فأظهروا الإِسلام ولم يكونوا مؤمنين، وأفسدوا طرق المدينة بالعذرات، وأغلَوا أسعارهم، وكانوا يُمنُّون على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: أتيناك بالأثقال والعيال، ولَمْ نُقاتِلْك، فنزلت فيهم هذه الآية.
وقال السدي: نزلت في أعراب مزينة وجهينة وأسلم وأشجع وغفار وهم الذين ذكرهم الله تعالى في سورة (الفتح) وكانوا يقولون: آمنا بالله ليأمنوا على أنفُسهم، فلما استُنفروا إِلى الحديبية تخلَّفوا، فنزلت فيهم هذه الآية.
وقال مقاتل: كانت منازلهم بين مكة والمدينة، فكانوا إِذا مرَّت بهم سريَّة من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: آمنا، ليأمنوا على دمائهم وأموالهم، فلمّا سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلى الحديبية استنفرهم فلم يَنْفِروا معه.
قوله تعالى: {قُلْ لَمْ تؤْمِنوا} أي: لَمْ تصدّقوا {ولكن قولوا أسلمنا} قال ابن قتيبة: أي اسْتَسلمنا من خوف السيف، وانْقَدْنا.
قال الزجاج: الإِسلام: إِظهار الخُضوع والقَبول لِما أتى به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وبذلك يُحْقَن الدَّم.
فإن كان معه اعتقاد وتصديق بالقلب، فذلك الإِيمان، فأخْرَجَ اللهُ هؤلاء من الإِيمان بقوله: {ولمّا يَدْخُل الإِيمانُ في قُلوبكم} أي: لَمْ تُصَدِّقوا، إِنما أسلمتم تعوُّذًا من القتل.
وقال مقاتل: {ولمّا} بمعنى (ولم) يدخُل التصديقُ في قلوبكم.
قوله تعالى: {وإِن تُطيعوا اللهَ ورسولَه} قال ابن عباس: إِن تُخْلِصوا الإِيمان {لا يألِتْكُم} قرأ أبو عمرو: {يَألِتْكُم} بألف وهمز؛ وروي عنه بألف ساكنة مع ترك الهمزة: وقرأ الباقون: {يَلِتْكُم} بغير ألف ولا همز.
فقراءة أبي عمرو من ألَتَ يألِتُ.
وقراءة الباقين من لاتَ يَلِيتُ، قال الفراء: وهما لغتان، قال الزجاج: معناهما واحد.
والمعنى: لا يَنْقُصكم وقال أبو عبيدة: فيها ثلاث لغات: ألَتَ يألِتُ، تقديرها: أفَكَ يأفِكُ، وألاتَ يُلِيتُ تقديرها: أقال يُقِيلُ، ولاتَ يَلِيتُ، قال رؤبة:
وليلةٍ ذاتِ نَدىً سَرَيْتُ ** ولم يَلِتْنِي عن سُراها لَيْتُ

قوله تعالى: {مِنْ أعمالكم} أي: من ثوابها.
ثم نعت الصادقين في إِيمانهم بالآية التي تلي هذه.
ومعنى: {يَرتابوا} يَشُكُّوا.
وإِنما ذكر الجهاد، لأن الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فرضًا في ذلك الوقت، {أولئك هم الصادقون} في إِيمانهم، فلمّا نزلت هاتان الآيتان أتوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يحلفون أنهم مؤمنون صادقون فنزلت هذه الآية.
قوله تعالى: {قُلْ أتُعَلِّمون اللهَ بدينكم} و(علَّم)، بمعنى (أعلم)، ولذلك دخلت الباء في قوله: {بدينكم} والمعنى: أتُخبرون اللهَ بالدِّين الذي أنتم عليه؟!، أي: هو عالِمٌ بذلك لا يحتاج إِلى أخباركم؛ وفيهم نزل قوله تعالى: {يَمُنُّون عليك أن أَسْلموا} قالوا: أَسْلَمْنا ولم نُقاتِلْكَ، والله أعلم. اهـ.

.قال الخازن:

قوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله}.
من التقديم أي لا ينبغي لكم أن يصدر منكم تقديم أصلًا.
وقيل: لا تقدموا فعلًا بين يدي الله ورسوله.
والمعنى: لا تقدموا بين يدي أمر الله ورسوله ولا نهيهما.
وقيل: لا تجعلوا لأنفسكم تقدمًا عند النبي صلى الله عليه وسلم وفيه إشارة إلى احترام رسول الله صلى الله عليه وسلم والانقياد لأوامره ونواهيه والمعنى: لا تعجلوا بقول أو فعل قبل أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قبل أن يفعله.
وقيل: لا تقولوا بخلاف الكتاب والسنة واختلفوا في معنى الآية فروي عن جابر أنه في الذبح يوم الأضحى أي: لا تذبحوا قبل أن يذبح النبي صلى الله عليه وسلم وذلك أن أناسًا ذبحوا قبل النبي صلى الله عليه وسلم فأمروا أن يعيدوا الذبح.
(ق) عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ومن ذبح قبل أن يصلي فإنما هو لحم عجله لأهله ليس من النسك في شيء» زاد الترمذي في أوله: قال خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر وذكر الحديث.
وروي عن عائشة أنه في النهي عن صوم يوم الشك أي لا تصوموا قبل نبيكم عن عمار بن ياسر قال: «من صام في اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم» أخرجه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وقيل في سبب نزول هذه الآية: ما روي عن عبد الله بن الزبير أنه قدم وفد من بني تميم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر: أمر القعقاع بن معبد بن زرارة.
وقال عمر: بل أمر الأقرع بن حابس.
قال أبو بكر: ما أردت إلا خلافي.
وقال عمر: ما أردت خلافك، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما فنزل في ذلك {يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله} حتى انقضت زاد في رواية فما كان عمر يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه حتى يستفهمه أخرجه البخاري.
وقيل: نزلت الآية في ناس كانوا يقولون: لو نزل في كذا أو صنع كذا وكذا، فكره الله ذلك وقيل في معنى الآية لا تفتئتوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء حتى يقضيه الله على لسانه.
وقيل في القتال وشرائع الدين: لا تقضوا أمرًا من دون الله ورسوله {واتقوا الله} أي في تضييع حقه بمخالفة أمره {إن الله سميع} أي لأقوالكم {عليم} أي بأفعالكم.
قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} أي لا تجعلوا كلامكم مرتفعًا على كلام النبي صلى الله عليه وسلم في الخطاب وذلك، لأن رفع الصوت دليل على قلة الاحتشام وترك الاحترام.
وقوله: لا تقدموا نهي عن فعل وقوله لا ترفعوا أصواتكم نهي عن قول: {ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض} أمرهم أن يبجلوه ويفخموه ويعظموه ولا يرفعوا أصواتهم عنده ولا ينادوه كما ينادي بعضهم بعضًا فيقول يا محمد بل يقولون يا رسول الله يا نبي الله {أن تحبط أعمالكم} أي لئلا تحبط.
وقيل: مخافة أن تحبط حسناتكم {وأنتم لا تشعرون} أي بذلك.
(ق) عن أنس بن مالك قال: لما نزلت هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} الآية جلس ثابت بن قيس في بيته وقال: أنا من أهل النار.
واحتبس عن النبي صلى الله عليه وسلم فسأل النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ فقال: «يا أبا عمرو ما شأن ثابت أيشتكي»؟ فقال سعد: إنه لجاري وما علمت له شكوى.
قال: فأتاه سعد فذكر له قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ثابت: أنزلت هذه الآية ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنا من أهل النار فذكر ذلك سعد للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بل هو من أهل الجنة».
زاد في رواية: فكنا نراه يمشي بين أظهرنا رجل من أهل الجنة مسلم وللبخاري نحوه.
وروي لما نزلت هذه الآية قعد ثابت في الطريق يبكي فمر به عاصم بن عدي فقال: ما يبكيك يا ثابت؟ قال: هذه الآية أتخوف أن تكون أنزلت فيّ وأنا رفيع الصوت على النبي صلى الله عليه وسلم أخاف أن يحبط عملي وأن أكون من أهل النار.
فمضى عاصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وغلب ثابتًا البكاء فأتى امرأته جميلة بنت عبد الله بن أبي ابن سلول فقال لها: إذا دخلت بيت فرسي فشدي على الضبة بمسمار فضربتها بمسمار.
وقال: لا أخرج حتى يتوفاني الله أو يرضى عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره قال اذهب فادعه فجاء عاصم إلى المكان الذي رآه فيه فلم يجده فجاء إلى أهله فوجده في بيت الفرس.
فقال له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك فقال اكسر الضبة فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يبكيك يا ثابت»؟ فقال: أنا صيت وأتخوف أن تكون هذه الآية نزلت فيّ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما ترضى أن تعيش حميدًا وتقتل شهيدًا وتدخل الجنة»؟ فقال: رضيت ببشرى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لا أرفع صوتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدًا.
{إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله} الآية.