فصل: قال أبو السعود:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أبو السعود:

وإنما قُدم المن لكثرة وقوعِه، وتوسيطُ كلمة {لا} للدَلالة على شمول النفي لإتباع كل واحدٍ منهما و{ثُمَّ} لإظهار علوِّ رتبة المعطوف. اهـ.

.قال في روح البيان:

واعلم أن الله تعالى نهى عباده أن يمنوا على أحد بالمعروف مع أنه تعالى قد من على عباده كما قال: {بل الله يمن عليكم} وذلك لأن الله تعالى تام الملك والقدرة وملكه وقدرته ليس بغيره والعبد وإن كان فيه خصال الخير فتلك خصاله من الله ولم يكن ذلك بقوة العبد فالعبد ناقص، والناقص لا يجوز له أن يمن على أحد أو يمدح نفسه، والمن ينقص قدر النعمة ويكدرها لأن الفقير الآخذ منكسر القلب لأجل حاجته إلى صدقة غيره معترف باليد العليا للمعطى فإذا أضاف المعطى إلى ذلك إظهار ذلك الإنعام زاد ذلك في انكسار قلبه فيكون في حكم المضرب به بعد أن نفعه وفى حكم المسيئ إليه بعد أن أحسن إليه. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

ولقد حدثنا عن حسان بن أبي سنان أنه كان يشتري أهل بيت الرجل وعياله، ثم يعتقهم جميعًا، ولا يتعرف إليهم ولا يخبرهم من هو. اهـ.

.من فوائد الشعراوي في الآية:

قال رحمه الله:
{الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (262)}.
إنها لقطة أخرى يوضح فيها الحق: إياك حين تنفق مالك في سبيل الله وأنت طامع في عطاء الله أن تمن على من تعطيه أو تؤذيه. والمن هو أن يعتد على من أحسن إليه بإحسانه ويريه أنه أوجب عليه حقا له وأنه أصبح صاحب فضل عليه، وكما يقولون في الريف تعاير بها، والشاعر يقول:
وإن إمرؤ أسدى إلي صنيعة ** وذكرنيها مرة للئيم

ولذلك فمن الأدب الإيماني في الإنسان أن ينسى أنه أهدى وينسى أنه أنفق، ولا يطلع أحدًا من ذويه على إحسانه على الفقير أو تصدقه عليه وخاصة الصغار الذين لا يفهمون منطق الله في الأشياء، فعندما يعرف ابني أنني أعطي لجاري كذا، ربما دل ابني ومن على ابن جاري، ربما أخذه غروره فعيره هو، ولا يمكن أن يقدر هذا الأمر إلا مكلف يعرف الحكم بحيثيته من الله. إن الحق يوضح لنا: إياك أن تتبع النفقة منًا أو أذى؛ لأنك إن اتبعتها بالمن ماذا يكون الموقف؟ يكرهها المعطي الذي تصدقت بها عليه ويتولد عنده حقد، ويتولد عنده بغض، ولذلك حينما قالوا: اتق شر من أحسنت إليه شرحوا ذلك بأن اتقاء شر ذلك الإنسان بألا تذكره بالإحسان، وإياك أن تذكره بالإحسان؛ لأن ذلك يولد عنده حقدًا.
ولذلك تجد كثيرا من الناس يقولون: كم صنعت بفلان وفلان الجميل، هذا كذا وهذا كذا، ثم خرجوا على فانكروه. وأقول لكل من يقول ذلك: مادمت تتذكر ما أسديته إليهم فمن العدالة من الله أن ينكروه، ولو أنك عاملت الله لما أنكروه، فما دمت لم تعامل الله، فإنك تقابل بنكران ما أنفقت. فكأن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يسخي بالآية الأولى قلب المنفق ليبسط يده بالنفقة، لذلك قال: {ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.
فالحق سبحانه وتعالى طمأننا في الآية الأولى على أن الصدقة والنفقة لا تنقص المال بل تزيده، وضرب لنا الحق سبحانه المثل بالأرض التي تؤتينا بدل الحبة الواحدة سبعمائة حبة، ثم يوضح الحق لنا أن آفة الإنفاق أن يكون مصحوبًا بالمن أو الأذى؛ لأن ذلك يفسد قضية الاستطراق الصفائي في الضعفاء والعاجزين، ولذلك يقول الحق سبحانه: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ} من الآية [262 سورة البقرة].
انظر إلى الدقة الأدائية في قوله الكريم: {ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى}. قد يستقيم الكلام لو جاء كالآتي: {الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ولا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى}، لكن الحق سبحانه قد جاء بثم هنا؛ لأن لها موقعًا. إن المنفق بالمال قد لا يمن ساعة العطاء، ولكن قد يتأخر المنفق بالمن، فكأن الحق سبحانه وتعالى ينبه كل مؤمن: يجب أن يظل الإنفاق غير مصحوب بالمن وأن يبتعد المنفق عن المن دائمًا، فلا يمتنع عن المن فقط وقت العطاء، ولكن لابد أن يستمر عدم المن حتى بعد العطاء وإن طال الزمن.
إن ثم تأتي في هذا المعنى لوجود مسافة زمنية تراخى فيها الإنسان عن فعل المن. فالحق يمنع المن منعًا متصلًا متراخيًا، لا ساعة العطاء فحسب، ولكن بعد العطاء أيضًا. وشوقي أمير الشعراء رحمه الله عندما كتب الشعر في حمل الأثقال وضع أبياتًا من الشعر في مجال حمل الأثقال النفسية، فقال:
أحملت دينًا في حياتك مرة؟ ** أحملت يوما في الضلوع غليلا؟

أحملت منا في النهار مكررا؟ ** والليل من مشدٍ إليك جميلا؟

وبعد أن عدد شوقي أوجه الأحمال الثقيلة في الحياة قال:
تلك الحياة وهذه أثقالها ** وزن الحديد بها فعاد ضئيلا

كأن المن إذن عبء نفسي كبير. ويطمئن الحق سبحانه من ينفقون أموالهم دون من ولا أذى في سبيل الله بأن لهم أجرًا عند ربهم. وكلمة الأجر- والإيضاح من عند الرب- هي طمأنة إلى أن الأمر قد أحيل إلى موثوق بأدائه، وإلى قادر على هذا الأداء. أما الذي يمن أو يؤذي فقد أخذ أجره بالمن أو الأذى، وليس له أجر عند الله؛ لأن الذي يمن أو يؤذي لم يتصور رب الضعيف، وإنما تصور الضعيف. والمنفق في سبيل الله حين يتصور رب الضعيف، وأن رب الضعيف هو الذي استدعاه إلى الوجود، وهو الذي أجرى عليه الضعف، فهو يؤمن أن الله هو الكفيل برزق الضعيف، وحين ينفق القوي على الضعيف فإنما يؤدي عن الله، ولذلك نجد في أقوال المقربين: إننا نضع الصدقة في يد الله قبل أن نضعها في يد الضعيف ولننظر إلى ما فعلته سيدتنا فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. لقد راحت تجلو الدرهم وتطيبه، فلما قيل لها: ماذا تصنعين؟ قالت: أجلوا درهمًا وأطيبه لأني نويت أن أتصدق به. فقيل لها: أتتصدقين به مجلوًا معطرًا؟ قالت الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأني أعلم أنه يقع في يد الله قبل أن يقع في يد الفقير. إن الأجر يكون عند من يغليه وعليه ويرتفع بقيمته وهو الخالق الوهاب. ولنتأمل قول الحق: {ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} لماذا لم يقل الله: ولا خوف منهم؟. لأن الحق يريد أن يوضح لنا بقوله: {ولا خوف عليهم} أن هناك عنصرًا ثالثًا سيتدخل. إنه تدخل من شخص قد يظهر للإنسان المنفق أنه محب له، فيقول: ادخر للأيام القادمة، ادخر لأولادك.
لمثل هذا العنصر يقول الحق: {ولا خوف عليهم} أي إياك يا صاحب مثل هذا الرأي أن تتدخل باسم الحب، ولتوفر كلامك؛ لأن المنفق في سبيل الله إنما يجد العطاء والحماية من الله. فلا خوف على المنفق في سبيل الله، وليس ذلك فقط، إنما يقول الحق عن المنفقين في سبيل الله دون من ولا أذى: {ولا هم يحزنون} ومعناها أنه سوف يأتي في تصرفات الحق معهم ما يفرحهم بأنهم تصدقوا إما بسرعة الخلف عليهم، أو برضى النفس، أو برزق السلب، فآفة الناس أنهم ينظرون إلى رزق الإيجاب دائما، أي أن يقيس البشر الرزق بما يدخل له من مال، ولا يقيسون الأمر برزق السلب، ورزق السلب هو محط البركة.
هب أن إنسانا راتبه خمسون جنيها، وبعد ذلك يسلب الله منه مصارف تطلب منه مائة جنيه، كأن يدخل فيجد ولده متعبا وحرارته مرتفعة، فيرزق الله قلب الرجل الاطمئنان، ويطلب من الأم أن تعد كوبا من الشاي للابن ويعطيه قرصا من الأسبرين، وتذهب الوعكة وتنتهي المسألة. ورجل آخر يدخل ويجد ولده متعبا وحرارته مرتفعة، وتستمر الحرارة لأكثر من يوم، فيقذف الله في قلبه الرعب، وتأتي الخيالات والأوهام عن المرض في ذهن الرجل، فيذهب بابنه إلى الطبيب فينفق خمسين أو مائة من الجنيهات.
الرجل الأول، أبرأ الله ابنه بقرش. والثاني، أبرأ الله ابنه بجنيهات كثيرة. إن رزق الرجل الأول هو رزق السلب، فكما يرزق الله بالإيجاب، فالله يرزق بالسلب أي يسلب المصرف ويدفع البلاء. وهناك رجل دخله مائة جنيه، ويأتي له الله بمصارف تأخذ مائتين، وهناك رجل دخله خمسون جنيها فيسلب الله عنه مصارف تزيد على مائة جنيه، فأيهما الأفضل.
إنه الرجل الذي سلب الله عنه مصارف تزيد على طاقته. إذن فعلى الناس أن تنظر إلى رزق السلب كما تنظر إلى رزق الإيجاب، وقوله الحق عن المنفقين في سبيله دون من أو أذى: {ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} هذا القول دليل على أن الله سيأتي بنتيجة النفقة بدون من أو أذى بما يفرح له قلب المؤمن، إما بالبركة في الرزق وإما بسلب المصارف عنه، فيقول القلب المؤمن: إنها بركة الصدقة التي أعطيتها. إنه قد تصدق بشيء فرفع وصرف عنه الله شيئا ضارا، فيفرح بذلك القلب المؤمن. وبعد ذلك ينبهنا الحق سبحانه وتعالى إلى قضية مهمة هي: إن لم تجد أيها المؤمن بمالك فأحسن بمقالك، فإن لم تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بحسن الرد، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة». أخرجه البخارى في كتاب الزكاة. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (262)}.
أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال: علم الله أن ناسًا يمنون بعطيتهم، فكره ذلك وقدم فيه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال: إن أقوامًا يبعثون الرجل منهم في سبيل الله، أو ينفق على الرجل ويعطيه النفقة ثم يمنه ويؤذيه، ومنه يقول: أنفقت في سبيل الله كذا وكذا غير محتسبه عند الله، وأذى يؤذي به الرجل الذي أعطاه ويقول: ألم أعطك كذا وكذا؟
وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه عن أنس «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل البراء بن عازب فقال: يا براء كيف نفقتك على أمك؟- وكان موسعًا على أهله- فقال: يا رسول الله ما أحسنها. قال: فإن نفقتك على أهلك وولدك وخادمك صدقة، فلا تتبع ذلك منًا ولا أذى».
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أنفقتم على أهليكم في غير إسراف ولا إقتار فهو في سبيل الله».
وأخرج الطبراني عن كعب بن عجرة قال: مر على النبي صلى الله عليه وسلم رجل، فرأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلده ونشاطه، فقالوا: يا رسول الله لو كان هذا في سبيل الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن كان خرج يسعى على ولده صغارًا فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان».
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن أيوب قال: أشرف على النبي صلى الله عليه وسلم رجل من رأس تل فقالوا: ما أجلد هذا الرجل! لو كان جلده في سبيل الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أوليس في سبيل الله إلا من قتل؟ ثم قال: من خرج في الأرض يطلب حلالًا يكف به والديه فهو في سبيل الله، ومن خرج يطلب حلالًا يكف به أهله فهو في سبيل الله، ومن خرج يطلب حلالًا يكف به نفسه فهو في سبيل الله، ومن خرج يطلب التكاثر فهو في سبيل الشيطان».
وأخرج البيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سعى على والديه ففي سبيل الله، ومن سعى على عياله ففي سبيل الله، ومن سعى على نفسه ليعفها ففي سبيل الله، ومن سعى على التكاثر فهو في سبيل الشيطان».
وأخرج أحمد والبيهقي في سننه عن أبي عبيدة بن الجراح «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله فبسبعمائة، ومن أنفق على نفسه وأهله أو عاد مريضًا أو أماط أذى عن طريق فالحسنة بعشر أمثالها، والصوم جنة ما لم يخرقها، ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده فله حظه».
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أبي مسعود البدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «إذا أنفق الرجل على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة».
وأخرج البخاري ومسلم عن سعد بن أبي وقاص «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تجعل في في امرأتك».
وأخرج أحمد عن المقدام بن معد يكرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أطعمت نفسك فهو لك صدقة، وما أطعمت زوجتك فهو لك صدقة، وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة».
وأخرج الطبراني عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أنفق على نفسه نفقة ليستعف بها فهي صدقة، ومن أنفق على امرأته وولده وأهل بيته فهي صدقة».
وأخرج الطبراني في الأوسط عن جابر قال: قال رسول الله «ما أنفق المرء على نفسه وأهله وولده وذي رحمه وقرابته فهو له صدقة».
وأخرج أحمد وأبو يعلى عن عمرو بن أمية «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما أعطى الرجل أهله فهو له صدقة».
وأخرج أحمد والطبراني عن العرباض بن سارية «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الرجل إذا سقى امرأته من الماء أجر».
وأخرج أحمد والطبراني عن أم سلمة «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أنفق على ابنتين، أو أختين، أو ذواتي قرابة، يحتسب النفقة عليهما حتى يغنيهما من فضل الله أو يكفهما كانتا له سترًا من النار».
وأخرج الطبراني والبيهقي في الشعب عن عوف بن مالك. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «ما من مسلم يكون له ثلاث بنات فينفق عليهن حتى يبن أو يمتن إلا كن له حجابًا من النار. فقالت امرأة: أو بنتان؟ فقال: أو بنتان».
وأخرج البخاري ومسلم والترمذي عن عائشة قالت: دخلت علي امرأة ومعها بنتان لها تسأل، فلم تجد عندي شيئًا سوى تمرة واحدة فأعطيتها إياها، فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها ثم قامت وخرجت، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: «من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترًا من النار».
وأخرج مسلم عن عائشة قالت: جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمرة التي تريد أن تأكلها بينهما فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال «إن الله قد أوجب لها بها الجنة، أو أعتقها بها من النار».
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب ومسلم والترمذي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «من عال جاريتين حتى تبلغا دخلت أنا وهو في الجنة كهاتين».
وأخرج ابن أبي شيبة وابن حبان عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عال ابنتين أو ثلاثًا، أو أختين أو ثلاثًا، حتى يمتن أو يموت عنهن كنت أنا وهو في الجنة كهاتين، وأشار بأصبعيه السبابة والتي تليها».
وأخرج ابن أبي شيبة وابن ماجة وابن حبان والحاكم وصححه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه أو صحبهما إلا أدخلتاه الجنة».
وأخرج البزار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه أو صحبهما إلا أدخلتاه الجنة».
وأخرج البزار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كفل يتيمًا له ذو قرابة أو لا قرابة له فأنا وهو في الجنة كهاتين، وضم أصبعيه. ومن سعى على ثلاث بنات فهو في الجنة وكان له كأجر مجاهد في سبيل الله صائمًا قائمًا».
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي وابن حبان عن ابن الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان له ثلاث بنات، أو ثلاث أخوات، أو بنتان، أو أختان، فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن. وفي لفظ: فأدبهن، وأحسن إليهن، وزوّجهن، فله الجنة».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في الأدب والبزار والطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كن له ثلاث بنات يؤويهن، ويرحمهن، ويكفلهن، وينفق عليهن، وجبت له الجنة البتة. قيل: يا رسول الله فإن كانتا اثنتين؟ قال: وإن كانتا اثنتين. قال: فرأى بعض القوم أن لو قال واحدة لقال واحدة».
وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كن له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن، وضرائهن، وسرائهن، أدخله الله الجنة برحمته إياهن. فقال رجل: واثنتان يا رسول الله؟ قال: واثنتان. قال رجل: يا رسول الله وواحدة؟ قال: وواحدة».
وأخرج البخاري في الأدب والبيهقي في الشعب عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن، فاطعمهن، وسقاهن، وكساهن من جدته، كن له حجابًا من النار». اهـ.