فصل: قال النسفي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



أي: لا يستهزئ غني بفقير ولا مستور عليه ذنبه بمن لم يستر ولا ذو حسب بلئيم وأشباه ذلك مما ينتقصه به ولعله عند الله خير منه وهو قوله تعالى: {عسى أن يكونوا خيرًا منهم} السبب الثاني قوله: {ولا نساء من نساء} أي لا يستهزئ نساء من نساء {عسى أن يكنَّ خيرًا منهن} روي عن أنس أنها نزلت في نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم عيرن أم سلمة بالقصر.
وعن ابن عباس: أنها نزلت في صفية بنت حيي قال لها بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم: يهودية بنت يهوديين.
عن أنس: بلغ صفية أن حفصة قالت بنت يهودي فبكت فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال: ما يبكيك؟ قالت: قالت لي حفصة إني بنت يهودي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنك لابنة نبي وعمك لنبي وإنك لتحت نبي ففيم تفتخر عليك ثم قال: اتقي الله يا حفصة» أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح غريب.
والسبب الثالث قوله تعالى: {ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب} عن أبي جبيرة بن الضحاك وهو أخو ثابت بن الضحاك الأنصاري قال: فينا نزلت هذه الآية في بني سلمة.
قوله: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن} قيل: نزلت في رجلين اغتابا رفيقهما وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا غزا أو سافر ضم الرجل المحتاج إلى رجلين موسرين يخدمهما ويتقدمهما إلى المنزل فيهئ لهما ما يصلحهما من الطعام والشراب فضم سلمان الفارسي إلى رجلين في بعض أسفاره، فتقدم سلمان إلى المنزل فغلبته عيناه فنام ولم يهيئ شيئًا لهما فلما قدما قالا له: ما صنعت شيئًا.
قال: لا غلبتني عيناي فنمت قالا له: انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطلب لنا منه طعامًا فجاء سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله طعامًا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق إلى أسامة بن زيد وقل له: إن كان عنده فضل طعام وأدم فليعطك وكان أسامة خازن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رحله فأتاه فقال ما عندي شيء فرجع سلمان إليهما فأخبرهما فقالا كان عند أسامة طعام ولكن بخل فبعثا سلمان إلى طائفة من الصحابة فلم يجد عندهم شيئًا فلما رجع قالا: لو بعثناه إلى بئر سميحة لغار ماؤها ثم انطلقا يتجسسان هل عند أسامة ما أمر لهما به رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهما: ما لي أرى خضرة اللحم في أفواهكما؟ قالا: والله يا رسول الله ما تناولنا يومنا هذا لحمًا.
قال: ظللتما تأكلان لحم سلمان وأسامة فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن} يعني أن يظن بأهل الخير سوءًا فنهى الله المؤمن أن يظن بأخيه المؤمن شرًا وقيل هو أن يسمع من أخيه المسلم كلامًا لا يريد به سوءًا أو يدخل مدخلًا لا يريد به سوءًا فيراه أخوه المسلم فيظن شرًا لأن بعض الفعل قد يكون في الصورة قبيحًا وفي نفس الأمر لا يكون كذلك لجواز أن يكون فاعله ساهيًا أو يكون الرائي مخطئًا فأما أهل السوء والفسق المجاهرون بذلك فلنا أن نظن فيهم مثل الذي يظهر منهم {إن بعض الظن إثم}.
قال سفيان الثوري: الظن ظنان: أحدهما: إثم، وهو أن يظن ويتكلم به والآخر ليس بإثم وهو أن يظن ولا يتكلم به.
وقيل: الظن أنواع فمنه واجب ومأمور به وهو الظن الحسن بالله ومنه مندوب إليه وهو الظن الحسن بالأخ المسلم الظاهر العدالة ومنه حرام محظور وهو سوء الظن بالله وسوء الظن بالأخ المسلم {ولا تجسسوا} أي لا تبحثوا عن عيوب الناس نهى الله عن البحث عن المستور من أمور الناس وتتبع عوراتهم حتى يظهر على ما ستره الله منها (ق).
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا كما أمركم المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى هاهنا التقوى هاهنا ويشير إلى صدره التقوى هاهنا، التقوى هاهنا بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم وأعمالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم» التجسس بالجيم التفتيش عن بواطن الأمور وأكثر ما يقال في الشر ومنه الجاسوس وبالحاء هو الاستماع إلى حديث الغير.
وقيل: معناهما واحد وهو طلب الأخبار.
وقوله: ولا تنافسوا أي لا ترغبوا فيما يرغب فيه الغير من أسباب الدنيا وحظوظها والحسد تمني زوال النعمة عن صاحبها.
قوله: ولا تدابروا أي لا يعطي كل واحد منكم أخاه دبره وقفاه فيعرض عنه ويهجره.
عن ابن عمر قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عن عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله قال نافع: ونظر ابن عمر يومًا إلى الكعبة فقال: ما أعظمك وأعظم حرمتك.
والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك أخرجه الترمذي.
وقال: حديث حسن غريب عن زيد بن وهب.
قال: أتى ابن مسعود فقيل له: هذا فلان تقطر لحيته خمرًا.
فقال عبد الله: إنا قد نهينا عن التجسس ولكن إن يظهر إلينا شيء نأخذ به أخرجه أبو داود وله عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من رأى عورة فسترها كان كمن أحيا موءودة» (م) عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يستر عبد عبدًا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة».
قوله تعالى: {ولا يغتب بعضكم بعضًا} أي لا يتناول بعضكم بظهر الغيب بما يسوءه مما هو فيه.
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أتدرون ما الغيبة؟ قلت الله ورسوله أعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قلت وإن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه قد بهته» أخرجه مسلم عن عائشة قالت: «قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا قال بعض الرواة تعني قصيرة فقال لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته قالت وحكيت له إنسانًا فقال ما أحب أني حكيت إنسانًا وإن لي كذا وكذا».
{يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى} قال ابن عباس: «نزلت في ثابت بن قيس بن شماس وقوله في الرجل الذي لم يفسح له ابن فلانة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من الذاكر فلانة؟ قال ثابت: أنا، رسول الله قال انظر في وجوه القوم فنظر فقال ما رأيت يا ثابت؟ قال رأيت أبيض وأحمر وأسود قال فإنك لا تفضلهم إلا بالدين والتقوى فنزلت في ثابت هذه الآية ونزل في الذي لم يفسح له {يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا} الآية».
وقيل: لما كان يوم فتح مكة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالًا حتى علا على ظهر الكعبة وأذن فقال عتاب بن أسيد الحمد لله الذي قبض أبي ولم ير هذا اليوم وقال الحارث بن هشام أما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود مؤذنًا وقال سهيل بن عمرو إن يكره الله شيئًا يغيره.
وقال أبو سفيان: إني لا أقول شيئًا أخاف أن يخبره رب السماء فنزل جبريل فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قالوا وسألهم عما قالوا فأقروا فأنزل الله هذه الآية وزجرهم عن التفاخر بالأنساب والتكاثر بالأموال والإزراء بالفقراء فقال: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى} يعني آدم وحواء.
والمعنى: إنكم متساوون في النسب فلا تفاخر لبعض على بعض لكونكم أبناء رجل واحد وامرأة واحدة.
وقيل: يحتمل أن يكون المعنى إنا خلقنا كل واحد منكم أيها الموجودون من أب وأم فإن كل واحد منكم خلق كما خلق الآخر سواء فلا وجه للتفاخر والتفاضل في النسب {وجعلناكم شعوبًا} جمع شعب بفتح الشين وهي رؤوس القبائل مثل ربيعة ومضر والأوس والخزرج سموا شعوبًا لتشعب القبائل منهم وقيل لتجمعهم {وقبائل} جمع قبيلة وهي دون الشعوب كبكر من ربيعة وتميم من مضر ودون القبائل العمائر واحدتها عمارة بفتح العين وهم كشيبان من بكر ودارم من تميم ودون العمائر البطون واحدتها بطن وهم كبني غالب ولؤي من قريش ودون البطون الأفخاذ واحدتها فخذ وهم كبني هاشم وبني أمية من لؤي ودون الأفخاذ الفصائل واحدتها فصيلة بالصاد المهملة كبني العباس من بني هاشم ثم بعد ذلك العشائر واحدتها عشيرة وليس بعد العشيرة شيء يوصف.
وقيل: الشعوب للعجم، والقبائل: للعرب، والأسباط: من بني إسرائيل.
وقيل: الشعوب الذين لا ينسبون إلى أحد بل ينسبون إلى المدائن والقرى والقبائل الذين ينتسبون إلى آبائهم.
{لتعارفوا} أي ليعرف بعضكم بعضًا في قرب النسب وبعده لا للتفاخر بالأنساب ثم بين الخصلة التي بها يفضل الإنسان على غيره ويكتسب بها الشرف عند الله تعالى فقال: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} قيل: أكرم الكرم التقوى، وألأم اللؤم الفجور.
قوله تعالى: {قالت الأعراب آمنا} الآية نزلت في نفر من بني أسد بن خزيمة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة مجدبة فأظهروا الإسلام، ولم يكونوا مؤمنين في السر، فأفسدوا طرق المدينة بالقذرات وأغلوا أسعارها وكانوا يغدون ويروحون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويقولون: أتتك العرب أنفسهم على ظهور رواحلها وجئناك بالأثقال والعيال والذراري ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان وبنو فلان، يمنون على رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ويريدون الصدقة، ويقولون: أعطنا فأنزل الله فيهم هذه الآية.
وقيل: نزلت في الأعراب الذين ذكرهم الله في سورة الفتح وهم جهينة ومزينة وأسلم وأشجع وغفار كانوا يقولون آمنا ليأمنوا على أنفسهم وأموالهم فلما استنفروا للحديبية تخلفوا عنها فأنزل الله قالت الأعراب آمنا أي صدقنا {قل لم تؤمنوا} أي لم تصدقوا بقلوبكم {ولكن قولوا أسلمنا} أي استسلمنا وانقدنا مخافة القتل والسبي {ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} أخبر أن حقيقة الإيمان هو التصديق بالقلب وأن الإقرار باللسان وإظهار شرائعه بالأبدان لا يكون إيمانًا دون التصديق بالقلب والإخلاص.
(ق) عن سعد بن أبي وقاص قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطًا وأنا جالس فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا منهم هو أعجبهم إليّ فقلت ما لك عن فلان والله إني لأراه مؤمنًا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مسلمًا ذكر ذلك سعد ثلاثًا وأجابه بمثل ذلك ثم قال: «إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكب في النار على وجهه» زاد في رواية قال الزهري: «فترى أن الإسلام الكلمة والإيمان العمل الصالح» لفظ الحميدي اعلم أن الإسلام هو الدخول في السلم وهو الانقياد والطاعة فمن الإسلام ما هو طاعة على الحقيقة باللسان والأبدان والجنان لقوله لإبراهيم عليه السلام: {أسلم قال أسلمت لرب العالمين} ومنه ما هو انقياد باللسان والقلب وذلك قوله: ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم.
وقيل: الإيمان هو التصديق بالقلب مع الثقة وطمأنينة النفس عليه والإسلام هو الدخول في السلم والخروج من أن يكون حربًا للمسلمين مع إظهار الشهادتين.
فإن قلت: المؤمن والمسلم واحد عند أهل السنة فكيف يفهم ذلك مع هذا القول.
قلت بين العام والخاص فرق فالإيمان لا يحصل إلا بالقلب والانقياد قد يحصل بالقلب وقد يحصل باللسان فالإسلام أعم والإيمان أخص لكن العام في صورة الخاص متحد مع الخاص ولا يكون أمرًا غيره فالعام والخاص مختلفان في العموم والخصوص متحدان في الوجود فذلك المؤمن والمسلم.
وقوله تعالى: {وإن تطيعوا الله ورسوله} أي ظاهرًا وباطنًا سرًا وعلانية وقال ابن عباس تخلصوا له الإيمان {لا يلتكم} أي لا ينقصكم {من أعمالكم شيئًا} أي من ثواب أعمالكم {إن الله غفور رحيم} ثم بين حقيقة الإيمان.
{إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا} أي لم يشكوا في دينهم {وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون} أي في إيمانهم ولما نزلت هاتان الآيتان أتت الأعراب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلفون بالله إنهم مؤمنون صادقون وعرف الله منهم غير ذلك فأنزل الله: {قل أتعلمون الله بدينكم} أي تخبرون الله بدينكم الذي أنتم عليه {والله يعلم ما في السموات وما في الأرض} أي لا تخفى عليه خافية {والله بكل شيء عليم} أي لا يحتاج إلى إخباركم {يمنون عليك أن أسلموا} هو قولهم أسلمنا ولم نحاربك يمنون بذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبين بذلك أن إسلامهم لم يكن خالصًا {قل لا تمنوا على إسلامكم} أي لا تعتدوا عليّ بإسلامكم {بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان} أي لله المنة عليكم أن أرشدكم وأمدكم بتوفيقه حيث هداكم للإيمان على ما زعمتم وادعيتم وهو قوله تعالى: {إن كنتم صادقين} أي إنكم مؤمنون {إن الله يعلم غيب السموات والأرض} أي إنه سبحانه وتعالى لا يخفى عليه شيء في السموات والأرض فكيف يخفى عليه حالكم بل يعلم سركم وعلانيتكم {والله بصير بما تعملون} أي بجوارحكم الظاهرة والباطنة والله سبحانه وتعالى أعلم. اهـ.

.قال النسفي:

{يا أيّها الذين ءَامَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ} قدّمه وأقدمه منقولان بتثقيل الحشو، والهمزة من قدمه إذا تقدمه في قوله تعالى: {يَقْدُمُ قَوْمَهُ} [هود: 98] وحذف المفعول ليتناول كل ما وقع في النفس مما يقدم من القول أو الفعل، وجاز أن لا يقصد مفعول والنهي متوجه إلى نفس التقدمة كقوله: {هُوَ الذي يُحْيىِ وَيُمِيتُ} [غافر: 68] أو هو من قدّم بمعنى تقدم كوجه بمعنى توجه ومنه مقدمة الجيش وهي الجماعة المتقدمة منه ويؤيده قراءة يعقوب {لاَ تُقَدّمُواْ} بحذف إحدى تاءي تتقدموا {بَيْنَ يَدَىِ الله وَرَسُولِهِ} حقيقة قولهم جلست بين يدي فلان أن تجلس بين الجهتين المسامتتين ليمينه وشماله قريبًا منه، فسميت الجهتان يدين لكونهما على سمت اليدين مع القرب منهما توسعًا كما يسمى الشيء باسم غيره إذا جاوره.
وفي هذه العبارة ضرب من المجاز الذي يسمى تمثيلًا، وفيه فائدة جليلة وهي تصوير الهجنة والشناعة فيما نهوا عنه من الإقدام على أمر من الأمور دون الاحتذاء على أمثلة الكتاب والسنة.
ويجوز أن يجري مجرى قولك سرني زيد وحسن حاله أي سرني حسن حال زيد.
فكذلك هنا المعنى بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفائدة هذا الأسلوب الدلالة على قوة الاختصاص.
ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من الله بالمكان الذي لا يخفى سلك به هذا المسلك، وفي هذا تمهيد لما نقم منهم من رفع أصواتهم فوق صوته عليه السلام، لأن من فضله الله بهذه الأثرة واختصه هذا الاختصاص كان أدنى ما يجب له من التهيب والإجلال أن يخفض بين يديه الصوت.
وعن الحسن أن إناسًا ذبحوا يوم الأضحى قبل الصلاة فنزلت، وأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعيدوا ذبحًا آخر.
وعن عائشة رضي الله عنها أنها نزلت في النهي عن صوم يوم الشك.