فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



إن الإيمان هو كبرى المنن التي ينعم بها الله على عبد من عباده في الأرض. إنه أكبر من منة الوجود الذي يمنحه الله ابتداء لهذا العبد؛ وسائر ما يتعلق بالوجود من آلاء الرزق والصحة والحياة والمتاع.
إنما المنة التي تجعل للوجود الإنساني حقيقة مميزة؛ وتجعل له في نظام الكون دورًا أصيلًا عظيمًا.
وأول ما يصنعه الإيمان في الكائن البشري، حين تستقر حقيقته في قلبه، هو سعة تصوره لهذا الوجود، ولارتباطاته هو به، ولدوره هو فيه؛ وصحة تصوره للقيم والأشياء والأشخاص والأحداث من حوله؛ وطمأنينته في رحلته على هذا الكوكب الأرضي حتى يلقى الله، وأنسه بكل ما في الوجود حوله، وأنسه بالله خالقه وخالق هذا الوجود؛ وشعوره بقيمته وكرامته؛ وإحساسه بأنه يملك أن يقوم بدور مرموق يرضى الله عنه، ويحقق الخير لهذا الوجود كله بكل ما فيه وكل من فيه.
فمن سعة تصوره أن يخرج من نطاق ذاته المحدودة في الزمان والمكان، الصغيرة الكيان، الضئيلة القوة. إلى محيط هذا الوجود كله، بما فيه من قوى مذخورة، وأسرار مكنونة؛ وانطلاق لا تقف دونه حدود ولا قيود في نهاية المطاف.
فهو، بالقياس إلى جنسه، فرد من إنسانية، ترجع إلى أصل واحد. هذا الأصل اكتسب إنسانيته ابتداء من روح الله. من النفخة العلوية التي تصل هذا الكائن الطيني بالنور الإلهي. النور الطليق الذي لا تحصره سماء ولا أرض ولا بدء ولا انتهاء. فلا حد له في المكان، ولا حد له في الزمان. وهذا العنصر الطليق هو الذي جعل من المخلوق البشري هذا الإنسان.. ويكفي أن يستقر هذا التصور في قلب إنسان ليرفعه في نظر نفسه، وليكرمه في حسه، وليشعره بالوضاءة والانطلاق؛ وقدماه تدبان على الأرض، وقلبه يرف بأجنحة النور إلى مصدر النور الأول الذي منحه هذا اللون من الحياة.
وهو، بالقياس إلى الفئة التي ينتسب إليها، فرد من الأمة المؤمنة. الأمة الواحدة، الممتدة في شعاب الزمن، السائرة في موكب كريم، يقوده نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وإخوانهم من النبيين، صلوات الله عليهم أجمعين.. ويكفي أن يستقر هذا التصور في قلب إنسان، فيشعر أنه فرع من تلك الشجرة الطيبة الباسقة المتطاولة، العميقة الجذور، الممتدة الفروع، المتصلة بالسماء في عمرها المديد.. يكفي أن يشعر الإنسان هذا الشعور ليجد للحياة طعمًا آخر، وليحس بالحياة إحساسًا جديدًا، وليضيف إلى حياته هذه حياة كريمة، مستمدة من هذا النسب العريق.
ثم يتسع تصوره ويتسع حتى يتجاوز ذاته وأمته وجنسه الإنساني؛ ويرى هذا الوجود كله. الوجود الصادر عن الله، الذي عنه صدر، ومن نفخة روحه صار إنسانًا. ويعرفه إيمانه أن هذا الوجود كله كائن حي، مؤلف من كائنات حية. وإن لكل شيء فيه روحًا، وأن لهذا الكون كله روحًا.. وأن أرواح الأشياء، وروح هذا الكون الكبير، تتوجه إلى بارئها الأعلى- كما تتوجه روحه هو- بالدعاء والتسبيح؛ وتستجيب له بالحمد والطاعة، وتنتهي إليه بالإذعان والاستسلام. فإذا هو كيان هذا الكون، جزء من كل، لا ينفصل ولا ينعزل. صادر عن بارئه، متجه إليه بروحه، راجع في النهاية إليه. وإذا هو أكبر من ذاته المحدودة. أكبر بقدر تصوره لضخامة هذا الوجود الهائل. وإذا هو مأنوس بكل ما حوله من أرواح. ومأنوس بعد ذلك كله بروح الله التي ترعاه. وعندئذ يشعر أنه يملك أن يتصل بهذا الوجود كله، وأن يمتد طولًا وعرضًا فيه؛ وأنه يملك أن يصنع أشياء كثيرة، وأن يُنشئ أحداثًا ضخمة، وأن يؤثر بكل شيء ويتأثر.
ثم يملك أن يستمد مباشرة من تلك القوة الكبرى التي برأته وبرأت كل ما في الوجود من قوى وطاقات. القوة الكبرى التي لا تنحسر ولا تضعف ولا تغيب.
ومن هذا التصور الواسع الرحيب يستمد موازين جديدة حقيقية للأشياء والأحداث والأشخاص والقيم والاهتمامات والغايات. ويرى دوره الحقيقي في هذا الوجود، ومهمته الحقيقية في هذه الحياة. بوصفه قدرًا من أقدار الله في الكون، يوجهه ليحقق به ويحقق فيه ما يشاء. ويمضي في رحلته على هذا الكوكب، ثابت الخطو، مكشوف البصيرة، مأنوس الضمير.
ومن هذه المعرفة لحقيقة الوجود حوله، ولحقيقة الدور المقسوم له، ولحقيقة الطاقة المهيأة له للقيام بهذا الدور. من هذه المعرفة يستمد الطمأنينة والسكينة والارتياح لما يجري حوله، ولما يقع له. فهو يعرف من أين جاء؟ ولماذا جاء؟ وإلى أين يذهب؟ وماذا هو واجد هناك؟ وقد علم أنه هنا لأمر، وأن كل ما يقع له مقدر لتمام هذا الأمر. وعلم أن الدنيا مزرعة الآخرة، وأنه مجزي على الصغيرة والكبيرة، وأنه لم يخلق عبثًا، ولن يترك سدى، ولن يمضي مفردًا..
ومن هذه المعرفة تختفي مشاعر القلق والشك والحيرة الناشئة عن عدم معرفة المنشأ والمصير؛ وعدم رؤية المطوي من الطريق، وعدم الثقة بالحكمة التي تكمن وراء مجيئه وذهابه، ووراء رحلته في ذلك الطريق.
يختفي شعور كشعور الخيام الذي يعبر عنه بما ترجمته:
لبست ثوب العمر لم أستشر ** وحرت فيه بين شتى الفكر

وسوف أنضو الثوب عني ولم ** أدر لماذا جئت أين المقر؟

فالمؤمن يعرف- بقلب مطمئن، وضمير مستريح، وروح مستبشرة- أنه يلبس ثوب العمر بقدر الله الذي يصرف الوجود كله تصريف الحكيم الخبير. وأن اليد التي ألبسته إياه أحكم منه وأرحم به، فلا ضرورة لاستشارته لأنه لم يكن ليشير كما يشير صاحب هذه اليد العليم البصير. وأنه يلبسه لأداء دور معين في هذا الكون، يتأثر بكل ما فيه. ويؤثر في كل ما فيه. وأن هذا الدور يتناسق مع جميع الأدوار التي يقوم بها كل كائن من الأشياء والأحياء منذ البدء حتى المصير.
وهو يعلم إذن لماذا جاء، كما أنه يعرف أين المقر، ولا يحار بين شتى الفكر، بل يقطع الرحلة ويؤدي الدور في طمأنينة وثقة وفي يقين. وقد يرتقي في المعرفة الإيمانية، فيقطع الرحلة ويؤدي الدور في فرح وانطلاق واستبشار، شاعرًا بجمال الهبة وجلال العطية. هبة العمر- أو الثوب- الممنوح له من يد الكريم المنان، الجميل اللطيف، الودود الرحيم. وهبة الدور الذي يؤديه- كائنًا ما كان من المشقة- لينتهي به إلى ربه في اشتياق حبيب!
ويختفي شعور كالشعور الذي عشته في فترة من فترات الضياع والقلق، قبل أن أحيا في ظلال القرآن، وقبل أن يأخذ الله بيدي إلى ظله الكريم.
ذلك الشعور الذي خلعته روحي المتعبة على الكون كله فعبرت عنه أقول:
وقف الكون حائرًا أين يمضي؟... ولماذا وكيف- لو شاء- يمضي؟
عبث ضائع وجهد غبين ** ومصير مقنَّع ليس يُرضي

فأنا أعرف اليوم- ولله الحمد والمنة- أنه ليس هنالك جهد غبين فكل جهد مجزي. وليس هناك تعب ضائع فكل تعب مثمر. وأن المصير مرض وأنه بين يدي عادل رحيم. وأنا أشعر اليوم- ولله الحمد والمنة- أن الكون لا يقف تلك الوقفة البائسة أبدًا، فروح الكون تؤمن بربها، وتتجه إليه، وتسبح بحمده. والكون يمضي وفق ناموسه الذي اختاره الله له، في طاعة وفي رضى وفي تسليم!
وهذا كسب ضخم في عالم الشعور وعالم التفكير، كما أنه كسب ضخم في عالم الجسد والأعصاب، فوق ما هو كسب ضخم في جمال العمل والنشاط والتأثر والتأثير.
والإيمان- بعد قوة دافعة وطاقة مجمعة. فما تكاد حقيقته تستقر في القلب حتى تتحرك لتعمل، ولتحقق ذاتها في الواقع، ولتوائم بين صورتها المضمرة وصورتها الظاهرة. كما أنها تستولي على مصادر الحركة في الكائن البشري كلها، وتدفعها في الطريق..
ذلك سر قوة العقيدة في النفس، وسر قوة النفس بالعقيدة. سر تلك الخوارق التي صنعتها العقيدة في الأرض. وما تزال في كل يوم تصنعها. الخوارق التي تغير وجه الحياة من يوم إلى يوم، وتدفع بالفرد وتدفع بالجماعة إلى التضحية في العمر الفاني المحدود في سبيل الحياة الكبرى التي لا تفنى؛ وتقف بالفرد القليل الضئيل أمام قوى السلطان وقوى المال وقوى الحديد والنار، فإذا هي كلها تنهزم أمام العقيدة الدافعة في روح فرد مؤمن. وما هو الفرد الفاني المحدود الذي هزم تلك القوى جميعًا، ولكنها القوة الكبرى الهائلة التي استمدت منها تلك الروح، والينبوع المتفجر الذي لا ينضب ولا ينحسر ولا يضعف.
تلك الخوارق التي تأتي بها العقيدة الدينية في حياة الأفراد وفي حياة الجماعات لا تقوم على خرافة غامضة، ولا تعتمد على التهاويل والرؤى. إنها تقوم على أسباب مدركة وعلى قواعد ثابتة. إن العقيدة الدينية فكرة كلية تربط الإنسان بقوى الكون الظاهرة والخفية، وتثبت روحه بالثقة والطمأنينة، وتمنحه القدرة على مواجهة القوى الزائلة والأوضاع الباطلة، بقوة اليقين في النصر، وقوة الثقة في الله. وهي تفسر للفرد علاقاته بما حوله من الناس والأحداث والأشياء، وتوضح له غايته واتجاهه وطريقه، وتجمع طاقاته وقواه كلها، وتدفعها في اتجاه. ومن هنا كذلك قوتها. قوة تجميع القوى والطاقات حول محور واحد، وتوجيهها في اتجاه واحد، تمضي إليه مستنيرة الهدف، في قوة، وفي ثقة، وفي يقين، ويضاعف قوتها أنها تمضي مع الخط الثابت الذي يمضي فيه الكون كله ظاهره وخافيه.
وأن كل ما في الكون من قوى مكنونة تتجه اتجاها إيمانيا، فيلتقي بها المؤمن في طريقه، وينضم إلى زحفها الهائل لتغليب الحق على الباطل. مهما يكن للباطل من قوة ظاهرة لها في العيون بريق!
وصدق الله العظيم: {يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين}. فهي المنة الكبرى التي لا يملكها ولا يهبها إلا الله الكريم، لمن يعلم منه أنه يستحق هذا الفضل العظيم.
وصدق الله العظيم. فماذا فقد من وجد الأنس بتلك الحقائق والمدركات وتلك المعاني والمشاعر؟ وعاش بها ومعها، وقطع رحلته على هذا الكوكب في ظلالها وعلى هداها؟ وماذا وجد من فقدها ولو تقلب في أعطاف.
{إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)}.
النعيم. وهو يتمتع ويأكل كما تأكل الأنعام. والأنعام أهدى لأنها تعرف بفطرتها الإيمان؛ وتهتدي به إلى بارئها الكريم؟
(إن الله يعلم غيب السماوات والأرض، والله بصير بما تعملون)..
والذي يعلم غيب السماوات والأرض يعلم غيب النفوس، ومكنون الضمائر، وحقائق الشعور ويبصر ما يعمله الناس، فلا يستمد علمه بهم من كلمات تقولها ألسنتهم؛ ولكن من مشاعر تجيش في قلوبهم، وأعمال تصدق ما يجيش في القلوب..
وبعد فهذه هي السورة الجليلة، التي تكاد بآياتها الثمانية عشرة تستقل برسم معالم عالم كريم نظيف رفيع سليم. بينما هي تكشف كبريات الحقائق، وتقرر أصولها في أعماق الضمير. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ}.
أخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم} قال: نزلت في قوم من بني تميم استهزأوا من بلال وسلمان وعمار وخباب وصهيب وابن فهيرة وسالم مولى أبي حذيفة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {لا يسخر قوم من قوم} قال: لا يستهزئ قوم بقوم إن يكن رجلًا غنيًا أو فقيرًا أو يعقل رجل عليه فلا يستهزئ به.
أما قوله تعالى: {ولا تلمزوا أنفسكم}.
أخرج عبد بن حميد والبخاري في الأدب وابن أبي الدنيا في ذم الغيبة وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولا تلمزوا أنفسكم} قال: لا يطعن بعضكم على بعض.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد {ولا تلمزوا أنفسكم} قال: لا يطعن بعضكم على بعض.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {ولا تلمزوا أنفسكم} قال: لا تطعنوا.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {ولا تلمزوا أنفسكم} بنصب التاء وكسر الميم.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {ولا تلمزوا أنفسكم} قال: اللمز الغيبة.
أما قوله تعالى: {ولا تنابزوا بالألقاب}.
أخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري في الأدب وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر والبغوي في معجمه وابن حبان والشيرازي في الألقاب والطبراني وابن السني في عمل اليوم والليلة والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبي جبيرة بن الضحاك رضي الله عنه قال: فينا نزلت في بني سلمة {ولا تنابزوا بالألقاب} قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وليس فينا رجل إلا وله إسمان أو ثلاثة فكان إذا دعا أحدهم باسم من تلك الأسماء قالوا يا رسول الله إنه يكره هذا الإِسم، فأنزل الله {ولا تنابزوا بالألقاب}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولا تنابزوا بالألقاب} قال: كان هذا الحي من الأنصار قل رجل منهم إلا وله إسمان أو ثلاثة فربما دعا النبي صلى الله عليه وسلم الرجل منهم ببعض تلك الأسماء، فيقال يا رسول الله إنه يكره هذا الاسم، فأنزل الله {ولا تنابزوا بالألقاب}.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عطاء {ولا تنابزوا بالألقاب} قال: إن يسميه بغير اسم الإِسلام يا خنزير يا كلب يا حمار.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {ولا تنابزوا بالألقاب} قال: التنابز بالألقاب أن يكون الرجل عمل السيئات ثم تاب منها وراجع الحق فنهى الله أن يعير بما سلف من عمله.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن مسعود {ولا تنابزوا بالألقاب} قال: أن يقول إذا كان الرجل يهوديًا فأسلم يا يهودي يا نصراني يا مجوسي، ويقول للرجل المسلم يا فاسق.
وأخرج عبد الرزاق عن الحسن في الآية قال: كان اليهودي يسلم فيقال له يا يهودي، فنهوا عن ذلك.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة {ولا تنابزوا بالألقاب} قال: لا تقل لأخيك المسلم يا فاسق يا منافق.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة {ولا تنابزوا بالألقاب} قال: هو قول الرجل للرجل يا فاسق يا منافق.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي العالية في الآية، قال: هو قول الرجل لصاحبه يا فاسق يا منافق.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد {ولا تنابزوا بالألقاب} قال: يدعى الرجل بالكفر وهو مسلم.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن {بئس الإِسم الفسوق بعد الإِيمان} قال: أن يقول الرجل لأخيه يا فاسق.
وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي {بئس الإِسم الفسوق بعد الإِيمان} قال: الرجل يكون على دين من هذه الأديان فيسلم فيدعوه بدينه الأول يا يهودي يا نصراني.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قال لأخيه كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه».