فصل: فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{نفسه} حسن.
{من حبل} الوريد جائز لأنَّ إذ معها فعل مضمر قد عمل فيها وليس بوقف إن جعل العامل في إذا أقرب أي ونحن أقرب إليه بعلمنا مما يوسوس به نفسه من حبل الوريد والوريد عرق كبير في العنق يقال إنهما وريدان يلتقيان بصفحتي العنق.
{قعيد} كاف قال الكسائي المعنى عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد ثم حذف الأول لدلالة الثاني عليه وقال قعيد يؤدي عن الإثنين والجمع قال أبو أمامة قال النبي صلى الله عليه وسلم «كاتب الحسنات على يمين الرجل وكاتب السيئات على يسار الرجل وكاتب الحسنات أمين على كاتب السيئات فإذا عمل حسنة كتبها صاحب اليمين عشرًا وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال دعه سبع ساعات لعله يسبح أو يستغفر» قال مجاهد يكتبان عليه كل شيء حتى أنينه في مرضه وقال عكرمة لا يكتبان عليه إلا ما يوزر أو يؤجر.
{عتيد} تام.
{بالحق} حسن.
{تحيد} كاف.
{في الصور} جائز.
{الوعيد} كاف ومثله {شهيد} وكذا {حديد}.
العامة على فتح التاء في {كنت} والكاف فيه وفي {غطاءك} و{بصرك} حملًا على لفظ كل من التذكير والجحدري {كنت} بكسر مخاطبة للنفس وهو وطلحة {عنك غطاءك فبصرك} بالكسر مراعاة للنفس أيضًا وقال صالح بن كيسان مخاطبة للكفار وقيل مخاطبة للبر والفاجر وعليه فالوقف على {حديد} تام.
{ما لديّ عتيد} حسن.
{عنيد} جائز لكونه رأس آية.
{مناع للخير} ليس بوقف لأنَّ ما بعده صفته فلا يقطع عنها. مريب في محل الذي الحركات الثلاث الرفع والنصب والجر فتام إن جعل مبتدأ وقوله: {فألقياه} الخبر وكذلك إن جعل خبر مبتدأ محذوف أي هو الذي وكاف إن نصب بفعل مقدر وليس بوقف إن جرَّ بدلًا من {كفار}.
{في العذاب الشديد} كاف.
{ما أطغيته} الأولى وصله.
{في ضلال بعيد} تام.
{بالوعيد} حسن.
{لديّ} حسن للابتداء بالنفي.
{للعبيد} تام إن جعل العامل في {يوم} مضمرًا وليس بوقف إن جعل العامل فيه {ظلام} كأنَّه قال وما أنَّا بظلام للعبيد يوم نقول لجهنم أو نفخ كأنه قال ونفخ في الصور يوم نقول واستبعد للفصل بين العامل والمعمول بجمل كثيرة وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي وابن عامر {نقول} بالنون وقرأ نافع وأبو بكر عن عاصم {يوم يقول} بالياء التحتية والوقف فيهما واحد.
{هل امتلأت} حسن.
{من مزيد كاف} ومثله {غير بعيد}.
{حفيظ} تام إن جعلت من مبتدأ خبرها قول مضمر ناصب لقوله: {ادخلوها} أي من خشي الرحمن يقال لهم ادخلوها وحذف القول جائز وكذا إن جعل من خشي منادى حذف منه حرف النداء أي يا من خشي الرحمن ادخلوها أو جعلت من شرطية وجوابها محذوف أي فيقال لهم وحمل أولًا على اللفظ فافرد وفي الثاني على المعنى فجمع وإن دخلت من في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف أو نصب بفعل مقدر كان كافيًا وليس بوقف إن جعلت من خشي نعتًا أو بدلًا.
{بالغيب} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله.
{منيب} حسن.
{ادخلوها بسلام} كاف.
{الخلود} تام.
{فيها} كاف.
{مزيد} تام.
{من قرن} جائز.
{بطشًا} حسن لمن قرأ {فنقبوا} بتخفيف القاف أي دخلوا البلاد من أنقابها وبحثوا ومثله في الحسن قراءة ابن عباس وغيره {فنقبوا} بكسر القاف المشددة على الأمر خطابًا لأهل مكة فسيحوا في البلاد وابحثوا وليس بوقف لمن قرأ بتشديد القاف المفتوحة وهي قراءة الأمصار.
{في البلاد} حسن للابتداء بالاستفهام.
{من محيص} كاف.
{شهيد} تام.
{في ستة أيام} حسن.
{من لغوب} كاف أي إعياء.
{على ما يقولون} حسن.
{الغروب} كاف.
{وأدبار السجود} تام على القراءتين قرأ الحرميان وحمزة بكسر الهمزة مصدرًا والباقون بفتحها جمع دبر أي وقت إدبارها أو المراد بإدبار السجود الركعتان بعد المغرب وإدبار النجوم ركعتا الفجر وقف ابن كثير على المنادى بالياء التحتية والباقون بحذفها اتباعًا للرسم العثماني ونافع وأبو عمرو يصلان بالياء والباقون يقفون ويصلون بغير ياء وباقي السبعة بحذفها وصلًا ووقفًا والمنادي هو إسرافيل عليه السلام على صخرة بيت المقدس وهو المكان القريب وهي وسط الأرض وأقرب إلى السماء بثمانية عشر ميلًا وقيل باثني عشر ميلًا وفي الحديث «إنَّ ملكًا ينادي في السماء أيتها الأجساد الهامدة والعظام البالية والرمم الذاهبة هلمي إلى الحشر للوقوف بين يدي الله تعالى» وقرأ نافع وابن كثير وحمزة {وإدبار} بكسر الهمزة والباقون بفتحها جمع دبر ودبر وأدبر تولى ومضى ومنه صاروا كأمس الدابر وهو آخر النهار ووقف بعضهم على {واستمع}.
قيل يسمعون من تحت أقدامهم وقيل من تحت شعورهم.
{من مكان قريب} حسن إن نصب {يوم} بفعل مضمر وليس بوقف إن تعلق {يوم} الثاني بالظرف قبله.
{بالحق} حسن.
{الخروج} كاف ومثله {ونميت} وكذا {المصير} ان علق الظرف بمضمر وليس بوقف إن جعل العامل فيه ما قبله بل الوقف على {سراعًا}.
{يسير} تام.
{نحن أعلم بما يقولون} كاف.
{بجبار} تام ومثله آخر السورة تام. اهـ.

.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال ابن جني:

سورة ق:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
قرأ الثقفي: {قَافَ}، بفتح الفاء.
وقرأ: {قافِ}- بالكسر- الحسن وابن أبي إسحاق.
قال أبو الفتح: يحتمل {قاف}، بالفتح أمرين:
أحدهما أن تكون حركته لالتقاء الساكنين، كما أن من يقرأ: {قاف} بالكسر كذلك، غير أن من فتح أتبع الفتحة صوت الألف؛ لأنها منها، ومن كسر فعلى أصل التقاء الساكنين.
والآخر أن يكون {قاف} منصوبة الموضع بفعل مضمر، غير أنه لم يصرفها لاجتماع التعريف والتأنيث في معنى السورة.
وأما قراءة الحسن (صاد) بالكسر فقد تقدم أنه يريد بها مثال الأمر من صاديت، أي: عارض عملك بالقرآن، فلا وجه لإعادته.
وقيل: {قاف} جبل محيط بالأرض، فكان قياسه الرفع، أي: هو (قاف) وقد تمحل الفراء في هذا، فقال: جاء ببعض الاسم كقوله:
قلنا لها قفي لنا قالت قاف

وفي هذا ضعفت، ألا ترى إلى الفتح والكسر فيه؟
ومن ذلك قراءة يحيى والأعرج وشيبة وأبي جعفر وصفوان بن عمرو: {إِذَا مِتْنَا}، بغير استفهام.
قال أبو الفتح: يحتمل هذا أمرين:
أحدهما حذف همزة الاستفهام على القراءة العامة، فحذفها تخفيفا، وقد مضى نحو هذا، وذكرنا ضعفه.
والآخر أن يكون غير مريد للهمزة، فكأنه قال: إذا متنا وكنا ترابا بعد رجعنا ونشورنا ودل قوله: {ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيد} على هذا الفعل الذي هو {بعد}، كما أن قولك: إذا زرتني فلك درهم ناب قوله: فلك درهم عن الفعل الذي استحققت {عليه} ردهما، وإن كان قوله: فلك درهم جوابا، وقوله: {ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيد} أي بعيد في التقدير والظن، لا في الزمان؛ لأنهم لم يكونوا يعترفون البعث، لا قريبا ولا بعيدا.
ومن ذلك قراءة الجحدري: {لَمَّا جَاءَهُم}، بكسر اللام.
وقراءة الجماعة: {لَمَّا جَاءَهُمْ}.
قال أبو الفتح: معنى {لَمَّا جَاءَهُم}، أي: عند مجيئه إياهم، كقولك أعطيته ما سأل لطلبه، أي: عند طلبه ومع طلبه، وفعلت هذا لأول وقت، أي: عند ومعه، وكقولك في التاريخ: لخمس خلوان، أي: عند خمس خلوان، أو مع خمس خلوان. فرجع ذلك المعنى إلى معنى القراءة العامة: {لَمَّا جَاءَهُم}، أي: وقت مجيئة إياهم قال:
شنئت العقر عقر بني شليل ** إذا هبت لقاربها الرياح

أي: عند وقتها وقال تعالى: {لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ} أي: عند وقتها.
ومن ذلك ما يروى عن النبي- صلى الله عليه وسلم: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ} و{بَاصقَاتٍ}.
قال أبو الفتح: الأصل السين، وإنما الصاد بدل منها؛ لاستعلاء القاف؛ فأبدلت السين صادا لتقرب من القاف؛ لما في الصاد من الاستعلاء، ونحوه قولهم في سقر: صقر، وفي السقر الصقر؟
وروينا عن الأصمعي قال: اختلف رجلان من العرب في السقر، فقال أحدهما: بالصاد وقال الآخر: بالسين؛ فتراضيا بأول من يقدم عليهما، فإذا راكب فأخبراه ورجعا إليه، فقال: ليس كما قلت، ولا كما قلت: إنما هو الزفر. وهذا أيضا تقريب الحرف من الحرف، وذلك أن السين مهموسة، والقاف مجهورة، فأبدل السين زايا، وهي مجهورة، والزاي أخت السين، كما أن الصاد أختها. وهذا التقريب للحرف من الحرف باب طويل منقاد، وهو في فصل الإدغام، وما أصنعه وألطفه وأظرفه!
ومن ذلك ما روى عن أبي بكر رضي الله عنه عند خروج نفسه: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْحَقِّ بالْمَوْتِ}، وقرأ بها سعيد بن جبير وطلحة.
قال أبو الفتح: لك في هذه الباء ضربان من التقدير:
إن شئت عاقتها بنفس {جاءت}، كقولك: جئت بزيد، أي: أحضرته وأجأته وإن شئت علقتها بمحذوف، وجعلتها حالا، أي: وجاءت سكرة الحق ومعها الموت، كقولنا: خرج بثيابه: أي: وثيابه عليه. ومثله قول الله تعالى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ}، أي: وزيتنته عليه، ومثله قول الهذلي:
يعثرن في حد الظبات كأنها ** كسيت برود بني يزيد الأذرع

أي: يعثرن وهن في حد الظبات، وكقوله- أنشده الأصمعي:
ومتنة كاستنان الخرو ** ف قد قطع الحبل بالمرود

أي قطعه: وفيه مردوده، وكذلك القراءة العامة: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ}: إن شئت علقت الياء بنفس {جاءت} على ما مضى.
وإن شئت علقتها بمحذوف وجعلتها حالان فكأنه قال: وجاءت سكرة الموت ومعها الحق.
فإن قلت: فكيف يجوز أن تقول: جاءت سكرة الحق بالموت، وأنت تريد به: وجاءت سكرة الموت بالحق، فياليت شعري أيتهما الجاثية بصاحبتها؟
قيل: لاشتراكهما في الحال، وقرب إحداهما من صاحبته صار كأن كل واحدة منهما جاثية بالأخرى؛ لأنهما ازدحمنا في الحال، واشتبكتا حتى صارت كل واحدة منهما جاثية بصاحبتها؛ كما يقول، الرجلان المتوافيان في الوقت الواحد إلى المكان- كل واحد منهما لصاحبه: لا أرى أأنا سبقتك، أم أنت سبقتني؟.
ومن ذلك قراءة الحسن: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّم}، بالنون الخفيفة.
قال أبو الفتح: هذا يؤكد قول أصحابنا في {ألقيا}: إنه أراد {ألقيا}، وأجرى الوصل فيه مجرى الوقف، كقوله: يا حرسي اضربا عنقه.
ومن ذلك قراءة ابن مسعود والحسن والأعمش: {يَوْمَ يقال لِجَهَنَّمَ}.
قال أبو الفتح: هذا يدل على أن قولنا: ضرب زيد ونحوه لم يترك ذكر الفاعل للجهل به، بل لأن الغناية انصرفت إلى ذكر وقوع الفعل بزيد، عرف الفاعل بهن أو جهل؛ لقراءة الجماعة: {يَوْمَ نَقول}، وهذا يؤكد عندك قوة العناية بالمفعول به.
وفيه شاهد وتفسير لقول سيبويه في الفاعل والمفعول: وإن كانا جميعا يهمانهم ويعنيانهم ومن شدة قوة العناية بالمفعول أن جاءوا بأفعال مسندة إلى المفعولن ولم يذكروا الفاعل معها أصلا، وهي نحو قولهم: امتقع لون الرجل، وانقطع به، وجن زيد، ولم يقولوا: امتقعه ولا انقطعه، ولا جنه. ولهذا نظائر، فهذا كإسنادهم الفعل إلى الفاعل البتة فيما لا يتعدى، نحو قام زيد، وقعد جعفر.
ومن ذلك قراءة ابن عباس وأبي العالية ويحيى بن يعمر ونصر بن سيار: {فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ}، بكسر القاف مشددا.
قال أبو الفتح: هذا أمر للحاضرين، ثم لمن بعدهم. فهو كقولك: قد أجلتك فانظر هل لك من منجي أو من وزر؟ وهو فعلوا من النقب، أي: ادخلوا وغوروا في الأرض، فإنكم لا تجدون لكم محيصا.
ومن ذلك قراءة السدي: {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ}.
قال أبو الفتح: أي: ألقي منه، وهذا كأنه أندى معنى إلى النفس من القراءة العامة، وذلك أن قوله تعالى: {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} معناه: ألقي سمعه نحو كتاب الله تعالى وهو شهيد، أي: قلبه حاضر معه، ليس غرضه أن يصغى كما أمر بالإصغاء نحو القرآن ولا يجعل قلبه إليه، إلا ظاهر الأمر وأكثره أن إذا ألقي سمعه أيض فقلبه أيضا نحوه ومعه.