فصل: قال أبو حيان في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



لفتك الأمين على نابل

يريد ارم ارم.
وقال بعض المتأولين: (ألقين) فعوض من النون ألف كما تعوض من التنوين. وقال جماعة من أهل العلم بكلام العرب: هذا جرى على عادة العرب، وذلك أنها كان الغالب عندها أن تترافق في الأسفار ونحوها ثلاثة، فكل واحد منهم يخاطب اثنين، فكثر ذلك في أشعارها وكلامها حتى صار عرفًا في المخاطبة، فاستعمل في الواحد، ومن هذا قولهم في الأشعار: خليلي، وصاحبي، وقفا نبك ونحوه، وقد جرى المحدثون على هذا الرسم، فيقول الواحد: حدثنا، وإن كان سمع وحده، ونظير هذه الآية في هذا القول قول الزجاج: يا حارسي اضربا عنقه، وهو دليل على عادة العرب، ومنه قول الشاعر سويد بن كراع العكلي: الطويل:
فإن تزجراني بابن عفان أنزجر ** وإن تدعاني أحم عرضًا ممنعا

وقرأ الحسن بن أبي الحسن: (ألقين) بتنوين الياء و: {كفار} مبالغة. و: {عنيد} معناه: عاند عن الحق أي منحرف عنه.
وقوله تعالى: {مناع للخير} لفظ عام للمال والكلام الحسن والمعاون على الأشياء. وقال قتادة ومجاهد وعكرمة، معناه: الزكاة المفروضة، وهذا التخصيص ضعيف، و: {معتد} معناه: بلسانه ويده. و: {مريب} معناه: متلبس بما يرتاب به، أراب الرجل: إذا أتى بريبة ودخل فيها. قال الثعلبي قيل نزلت في الوليد بن المغيرة.
وقال الحسن: {مريب} شاك في الله تعالى ودينه.
وقوله تعالى: {الذي جعل} الآية يحتمل أن يكون {الذي} بدلًا من {كفار} ويحتمل أن يكون صفة له من حيث تخصص {كفار} بالأوصاف المذكورة فجاز وصفه بهذه المعرفة، ويحتمل أن يكون {الذي} ابتداء وخبره قوله: {فألقياه} ودخلت الفاء في قوله: {فألقياه} للإبهام الذي في {الذي}، فحصل الشبه بالشرط وفي هذا نظر.
قال القاضي أبو محمد: ويقوى عندي أن يكون {الذي} ابتداء، ويتضمن القول حينئذ بني آدم والشياطين المغوين لهم في الدنيا، ولذلك تحرك القرين الشيطان المغوي في الدنيا، فرام أن يبرئ نفسه ويخلصها بقوله: {ربنا ما أطغيته} لأنه كذب من نفي الإطغاء عن نفس جملة، والحقيقة أنه أطغاه بالوسوسة والتزين، وأطغاه الله بالخلق، والاختراع حسب سابق قضائه الذي هو عدل منه، لا رب غيره، وبوصف الضلال بالبعيد مبالغة، أي لتعذر رجوعه إلى الهدى.
وقوله تعالى: {لا تختصموا لدي} معناه: قال الله {لا تختصموا لدي} بهذا النوع من المقاولة التي لا تفيد شيئًا إذ قد استوجب جميعكم النار، وقد أخبر بأنه تقع الخصومة لديه في الظلامات ونحوها مما فيه اختصاص. واقتضاء فائدة بقوله تعالى: {ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون} [الزمر: 31]، وجمع الضمير في قوله: {لا تختصموا} يريد بذلك مخاطبة جميع القرناء، إذ هو أمر شائع لا يقف على اثنين فقط، وهذا كما يقول الحاكم لخصمين: لا تغلطوا علي، يريد الخصمين ومن هو في حكمهما. وتقدمته إلى الناس بالوعيد هو ما جاءت به الرسل والكتب من تعظيم الكفرة.
{مَا يُبَدَّلُ الْقول لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29)}.
المعنى: قدمت بالوعيد أني أعذب الكفار في ناري، فلا يبدل قولي ولا ينقص ما أبرمه كلامي، ثم أزال عز وجل موضع الاعتراض بقوله: {وما أنا بظلام للعبيد} أي هذا عدل فيهم، لأني أعذرت وأمهلت وأنعمت بالإدراكات وهديت السبيل والنجدين وبعثت الرسل وقال الفراء معنى قوله: {ما يبدل القول لدي} ما يكذب لدي، لعلمي بجميع الأمور.
قال القاضي أبو محمد: فتكون الإشارة على هذا إلى كذب الذي قال: {ما أطغيته} [ق: 27] وقوله تعالى: {يوم يقول} يجوز أن يعمل في الظرف قوله: {بظلام} ويجوز أن يعمل فيه فعل مضمر.
وقرأ جمهور من القراء وحفص عن عاصم: (نقول) بالنون، وهي قراءة الحسن وأبي رجاء وأبي جعفر والأعمش ورجحها أبو علي بما تقدم من قوله: (قدمت وما أنا) وقرأ نافع وعاصم في رواية أبي بكر: {يقول} على معنى يقول الله، وهي قراءة الأعرج وشيبة وأهل المدينة، وقرأ ابن مسعود والحسن والأعمش أيضًا: {يقال} على بناء الفعل للمفعول.
وقوله: {هل امتلأت} تقرير وتوقيف، واختلف الناس هل وقع هذا التقرير؟ وهي قد امتلأت أو هي لم تمتلئ فقال بكل وجه جماعة من المتأولين وبحسب ذلك تأولوا قولها: {هل من مزيد}. فمن قال إنها كانت ملأى جعل قولها: {هل من مزيد} على معنى التقرير ونفي المزيد، أي هل عندي موضع يزاد فيه شيء ونحو هذا التأويل قول النبي صلى الله عليه وسلم: «وهل ترك لنا عقيل منزلًا» وهو تأويل الحسن وعمرو وواصل، ومن قال: إنها كانت غير ملأى جعل قولها {هل من مزيد} على معنى السؤال والرغبة في الزيادة. قال الرماني وقيل المعنى: وتقول خزنتها، والقول إنها القائلة أظهر.
واختلف الناس أيضًا في قول جهنم هل هو حقيقة أو مجاز؟ أي حالها حال من لو نطق لقال كذا وكذا فيجري هذا مجرى: شكا إلي جملي طول السرى، ومجرى قول ذي الرمة: تكلمني أحجاره وملاعبه.
والذي يترجح في قول جهنم: {هل من مزيد} أنها حقيقة وأنها قالت ذلك وهي غير ملأى وهو قول أنس بن مالك، وبين ذلك الحديث الصحيح المتواتر قول النبي صلى الله عليه وسلم: «يقول الله لجهنم هل امتلأت؟ وتقول: {هل من مزيد} حتى يضع الجبار فيها قدمه، فتقول قط قط، وينزوي بعضها إلى بعض» واضطرب الناس في معنى هذا الحديث، وذهبت جماعة من المتكلمين، إلى أن الجبار اسم جنس، وأنه يريد المتجبرين من بني آدم، وروي أن الله تعالى يعد من الجبابرة طائفة يملأ بهم جهنم آخرًا. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن جلدة الكافر يصير في غلظها أربعون ذراعًا» ويعظم بدنه على هذه النسبة، وهذا كله من ملء جهنم وذهب الجمهور إلى أن الجبار اسم الله تعالى، وهذا هو الصحيح، فإن في الحديث الصحيح: «فيضع رب العالمين فيها قدمه» وتأويل هذا: ان القدم لها من خلقه وجعلهم في علمه ساكنيها، ومنه قول الله تعالى: {وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم} [يونس: 2] فالقدم هنا ما قدم من شيء ومنه قول الشاعر الوضاح الخصي: المنسرح:
صل لربك واتخذ قدمًا ** ينجيك يوم العثار والزلل

ومنه قول العجاج: الرمل:
وسنى الملك لملك ذي قدم

أي ذي شرف متقدم، وهذا التأويل مروي عن ابن المبارك وعن النضر بن شميل، وهو قول الأصوليين. وفي كتاب مسلم بن الحجاج: فيضع الجبار فيها رجله، ومعناه: الجمع الذي أعد لها يقال للجمع الكثير من الناس: رجل تشبيهًا برجل الجراد، قال الشاعر:
فمر بها رجل من الناس وانزوى ** إليها من الحي اليمانين أرجل

وملاك النظر في هذا الحديث: أن الجارحة والتشبيه وما جرى مجراه منتف كل ذلك فلم يبق إلا إخراج ألفاظ على هذه الوجوه السابقة في كلام العرب. و: {أزلفت} معناه: قربت، و: {غير بعيد} تأكيد وبيان أن هذا التقدير هو في المسافة، لأن قربت كان يحتمل أن معناه: بالوعد والإخبار، فرفع الاحتمال بقوله: {غير بعيد}.
وقوله تعالى: {هذا ما توعدون} الآية، يحتمل أن يكون معناه: يقال لهم في الآخرة عند إزلاف الجنة هذا هو الذي كنتم توعدون في الدنيا، ويحتمل أن يكون المعنى خطاب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، أي هذا الذي توعدون به أيها الناس {لكل أواب حفيظ}. والأواب: الرجاع إلى الطاعة وإلى مراشد نفسه. وقال ابن عباس وعطاء: الأواب: المسبح لقوله: {يا جبال أوبي معه} [سبأ: 10]. وقال الشعبي ومجاهد: هو الذي يذكر ذنوبه فيستغفر. وقال المحاسبي: هو الراجح بقلبه إلى ربه. وقال عبيد بن عمير: كنا نحدث أنه الذي إذا قام من مجلسه استغفر الله مما جرى في ذلك المجلس وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل. والحفيظ معناه: بأوامر الله فيمتثلها، أو لنواهيه فيتركها. وقال ابن عباس: {حفيظ} لذنوبه حتى يرجع عنها.
وقوله تعالى: {من خشي} يحتمل أن يكون {من} نعت الأواب أو بدلًا. ويحتمل أن يكون رفعًا بالابتداء والخبر يقال لهم {ادخلوها}، ويحتمل أن تكون شرطية فيكون الجواب يقال لهم ادخلوها. وقوله: {بالغيب} أي غير مشاهد له إنما يصدق رسوله ويسمع كلامه وجاء معناه يوم القيامة. والمنيب الراجع إلى الخير المائل إليه. وقوله تعالى: {ادخلوها} تقديره يقال لهم على ما تقدم. و{بسلام} معناه بأمن وسلامة من جميع الآفات. وقوله تعالى: {ذلك يوم الخلود} معادل لقوله قبل في الكفار.
{ذلك يوم الوعيد} [ق: 20].
وقوله تعالى: {لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد} خبر بأنهم يعطون آمالهم أجمع. ثم أبهم تعالى الزيادة التي عنده للمؤمنين المنعمين، وكذلك هي مبهمة في قوله تعالى: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين} [السجدة: 17] وقد فسر ذلك الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر بل ما أطلعتهم عليه».
وقد ذكر الطبري وغيره في تعيين هذا المزيد أحاديث مطولة وأشياء ضعيفة، لأن الله تعالى يقول: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم} [السجدة: 17] وهم يعينونها تكلفًا وتعسفًا. وروي عن جابر بن عبد الله وأنس بن مالك أن المزيد: النظر إلى وجه الله تعالى بلا كيف.
{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (36)}.
{كم} للتكثير وهي خبرية، المعنى كثيرًا {أهلكنا قبلهم}. والقرن: الأمة من الناس الذين يمر عليهم قدر من الزمن. واختلف الناس في ذلك القدر، فقال الجمهور: مائة سنة، وقيل غير هذا، وقد تقدم القول فيه غير مرة. وشدة البطش: هي كثرة القوة والأموال والملك والصحة والأدهان إلى غير ذلك.
وقرأ جمهور من الناس: {فنقَّبوا} بشد القاف المفتوحة على إسناد الفعل إلى القرون الماضية، والمعنى: ولجوا البلاد من أنقابها وفي الحديث: «أن على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال». والمراد تطوفوا ومشوا طماعين في النجاة من الهلكة ومنه قول الشاعر امرؤ القيس: الوافر:
وقد نقبت في الآفاق حتى ** رضيت من الغنيمة بالإياب

ومنه قول الحارث بن حلزة: الخفيف:
نقبوا في البلاد من حذر الموت ** وجالوا في الأرض كل مجال

وقرأ ابن يعمر وابن عباس ونصر بن سيار وأبو العالية: {فنقِّبوا} بشد القاف المكسورة على الأمر لهؤلاء الحاضرين.
و: {هل من محيص} توقيف وتقرير، أي لا محيص، والمحيص: المعدل موضع الحيص وهو الروغان والحياد، قال قتادة: حاص الكفرة فوجدوا أمر الله منيعًا مدركًا، وفي صدر البخاري فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب. وقال ابن عبد شمس في وصف ناقته: الوافر:
إذا حاص الدليل رأيت منها ** جنوحًا للطريق على اتساق

وقرأ أبو عمرو في رواية عبيد عنه: {فنقَبوا} بفتح القاف وتخفيفها هي بمعنى التشديد، واللفظة أيضًا قد تقال بمعنى البحث والطلب، تقول: نقب عن كذا اي استقصى عنه، ومنه نقيب القوم لأنه الذي يبحث عن أمورهم ويباحث عنها، وهذا عندي تشبيه بالدخول من الأنقاب.
وقوله تعالى: {إن في ذلك} يعني إهلاك من مضى، والذكرى: التذكرة، والقلب: عبارة عن العقل إذ هو محله. والمعنى: {لمن كان له قلب} واع ينتفع به. وقال الشبلي معناه: قلب حاضر مع الله لا يغفل عنه طرفة عين.
وقوله تعالى: {أو ألقى السمع وهو شهيد} معناه: صرف سمعه إلى هذه الأنباء الواعظة وأثبته في سماعها، فذلك إلقاء له عليها، ومنه قوله تعالى: {وألقيت عليك محبة مني} [طه: 39] أي أثبتها عليك، وقال بعض الناس قوله تعالى: {ألقى السمع}، وقوله: {ضربنا على آذانهم} [الكهف: 11] وقوله: {سقط في أيديهم} [الأعراف: 149] هي كلها مما قل استعمالها الآن وبعدت معانيها.
قال القاضي أبو محمد: وقول هذا القائل ضعيف، بل هي بينة المعاني، وقد تقدمت في موضعها.
وقوله تعالى: {وهو شهيد} قال بعض المتأولين: معناه: وهو مشاهد مقبل على الأمر غير معرض ولا منكر في غير ما يسمع. وقال قتادة: هي إشارة إلى أهل الكتاب، فكأنه قال: إن هذه العبرة التذكرة لمن له فهم فيتدبر الأمر أو لمن سمعها من أهل الكتاب فيشهد بصحتها لعلمه بها من كتابه التوراة وسائر كتب بني إسرائيل: ف {شهيد} على التأويل الأول من المشاهدة، وعلى التأويل الثاني من الشهادة.
وقرأ السدي: {ألقى السمع} قال ابن جني ألقى السمع منه حكى أبو عمرو الداني أن قراءة السدي ذكرت لعاصم فمقت السدي وقال: أليس الله يقول: {يلقون السمع} [الشعراء: 223]. اهـ.

.قال أبو حيان في الآيات السابقة:

{أفعيينا بالخلق الأول}:
وهو إنشاء الإنسان من نطفة على التدريج، وتقدم تفسير عيي في قوله تعالى: {ولم يعي بخلقهن} وقرأ الجمهور: {أفعيينا}، بياء مكسورة بعدها ياء ساكنة، ماضي عيي، كرضي.
وقرأ ابن أبي عبلة، والوليد بن مسلم، والقورصبي عن أبي جعفر، والسمسار عن شيبة، وأبو بحر عن نافع: بتشديد الياء من غير إشباع في الثانية، هكذا قال أبو القاسم الهذلي في كتاب الكامل.
وقال ابن خالويه في كتاب شواذ القراءات له: {أفعينا} بتشديد الياء.
ابن أبي عبلة، وفكرت في توجيه هذه القراءة، إذ لم يذكر أحد توجيهها، فخرجتها على لغة من أدغم الياء في الياء في الماضي، فقال: عي في عيي، وحي في حيي.
فلما أدغم، ألحقه ضمير المتكلم المعظم نفسه، ولم يفك الإدغام فقال: عينًا، وهي لغة لبعض بكر بن وائل، يقولون في رددت ورددنا: ردت وردنا، فلا يفكون، وعلى هذه اللغة تكون الياء المشدّدة مفتوحة.
فلو كان ن ضمير نصب، لاجتمعت العرب على الإدغام، نحو: ردّنا زيد.
وقال الحسن: الخلق الأول آدم عليه السلام، والمعنى: أعجزنا عن الخلق الأول، فنعجز عن الخلق الثاني، وهذا توقيف للكفار، وتوبيخ وإقامة الحجة الواضحة عليهم.
{بل هم في لبس}: أي خلط وشبهة وحيرة، ومنه قول علي: يا جار إنه لملبوس عليك، اعرف الحق تعرف أهله.
{من خلق جديد}: أي من البعث من القبور.
{ولقد خلقنا الإنسان}: هذه آيات فيها إقامة حجج على الكفار في إنكارهم البعث، والإنسان إسم جنس.
وقيل: آدم.
{ونحن أقرب}: قرب علم به وبأحواله، لا يخفى عليه شيء من خفياته، فكأن ذاته قريبة منه، كما يقال: الله في كل مكان، أي بعلمه، وهو منزه عن الأمكنة.
و{حبل الوريد}: مثل في فرط القرب، كقول العرب: هو مني مقعد القابلة، ومقعد الإزار.
قال ذو الرمة: