فصل: قال الشوكاني في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقيل: السؤال والجواب من باب التصوير الذي يثبت المعنى، أي حالها حال من لو نطق بالجواب لسائله لقال كذا، وهذا القول يظهر أنها إذ ذاك لم تكن ملأى.
فقولها: {من مزيد}، سؤال ورغبة في الزيادة والاستكثار من الداخلين فيها.
وقال الحسن، وعمرو، وواصل: كانت ملأى وقت السؤال، فلا تزداد على امتلائها، كما جاء في الحديث وهل ترك لنا عقيل من دار أي ما تركه ومزيد يحتمل أن يكون مصدر أو اسم مفعول.
{غير بعيد}: مكانًا غير بعيد، وهو تأكيد لأزلفت، رفع مجاز القرب بالوعد والإخبار.
فانتصاب غير على الظرف صفة قامت مقام مكان، فأعربت بإعرابه.
وأجاز الزمخشري أن ينتصب غير بعيد على الحال من الجنة.
قال: وتذكيره يعني بعيد، لأنه على زنة المصدر، كالزئير والصليل، والمصادر يستوي في الوصف بها المذكر والمؤنث. انتهى.
وكونه على وزن المصدر، لا يسوغ أن يكون المذكر صفة للمؤنث.
وقال الزمخشري أيضًا: أو على حذف الموصوف، أي شيئًا غير بعيد. انتهى.
وكأنه يعني إزلافًا غير بعيد، هذا إشارة للثواب.
وقرأ الجمهور: {ما توعدون}؛ خطاب للمؤمنين؛ وابن كثير، وأبو عمرو: بياء الغيبة، أي هذا القول هو الذي وقع الوعد به، وهي جملة اعتراضية بين المبدل منه والبدل.
و{لكل أواب}: هو البدل من المتقين.
{من خشي}: بدل بعد بدل تابع {لكل}، قاله الزمخشري.
وإنما جعله تابعًا {لكل}، لا بدلًا من {للمتقين}، لأنه لا يتكرر الإبدال من مبدل منه واحد.
قال: ويجوز أن يكون بدلًا من موصوف أواب وحفيظ، ولا يجوز أن يكون في حكم أواب وحفيظ، لأن من لا يوصف به، ولا يوصف من بين سائر الموصولات إلا بالذي. انتهى.
يعني بقوله: في حكم أواب: أن يجعل من صفته، وهذا حكم صحيح.
وأما قوله: ولا يوصف من بين الموصولات إلا بالذي، فالحصر ليس بصحيح، قد وصفت العرب بما فيه أل، وهو موصول، نحو القائم والمضروب، ووصفت بذو الطائية، وذات في المؤنث.
ومن كلامهم: بالفضل ذو فضلكم الله به، والكرامة ذات أكرمك الله به، يريد بالفضل الذي فضلكم والكرامة التي أكرمكم، ولا يريد الزمخشري خصوصية الذي، بل فروعه من المؤنث والمثنى والمجموع على اختلاف لغات ذلك.
وجوز أن تكون من موصولة مبتدأ خبره القول المحذوف، تقديره: يقال لهم ادخلوها، لأن من في معنى الجمع، وأن تكون شرطية، والجواب الفعل المحذوف، أي فيقال: وأن يكون منادى، كقولهم: من لا يزال محسنًا أحسن إليّ، وحذف حرف النداء للتقريب.
وقال ابن عطية: يحتمل أن تكون من نعتًا.
انتهى، وهذا لا يجوز، لأن من لا ينعت بها، وبالغيب حال من المفعول، أي وهو غائب عنه، وإنما أدركه بالعلم الضروري، إذ كل مصنوع لابد له من صانع.
ويجوز أن تكون صفة لمصدر خشي، أي خشية خشيه ملتبسة بالغيب، حيث خشي عقابه وهو غائب، أو خشيه بسبب الغيب الذي أوعده به من عذابه.
وقيل: في الخلوة حيث لا يراه أحد، فيكون حالًا من الفاعل.
وقرن بالخشية الرحمن بناء على الخاشي، حيث علم أنه واسع الرحمة، وهو مع ذلك يخشاه.
{ادخلوها بسلام}: أي سالمين من العذاب، أو مسلمًا عليكم من الله وملائكته.
{ذلك يوم الخلود}: كقوله: {فادخلوها خالدين} أي مقدرين الخلود، وهو معادل لقوله في الكفار: {ذلك يوم الوعيد}.
{لهم ما يشاءون فيها}: أي ما تعلقت به مشيئاتهم من أنواع الملاذ والكرمات، كقوله تعالى: {ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم} {ولدينا مزيد}: زيادة، أو شيء مزيد على ما تشاءون، ونحوه: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين} وكما جاء في الحديث: «أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ما اطلعتهم عليه»، ومزيد مبهم، فقيل: مضاعفة الحسنة بعشر أمثالها.
وقيل: أزواج من حور الجنة.
وقيل: تجلى الله تعالى لهم حتى يرونه. اهـ.

.قال الشوكاني في الآيات السابقة:

قوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ}.
هذا كلام مبتدأ يتضمن ذكر بعض القدرة الربانية، والمراد بالإنسان: الجنس، وقيل: آدم، والوسوسة هي في الأصل الصوت الخفيّ، والمراد بها هنا: ما يختلج في سرّه وقلبه وضميره، أي: نعلم ما يخفي، ويكنّ في نفسه، ومن استعمال الوسوسة في الصوت الخفيّ قول الأعشى:
تسمع للحلى وسواسًا إذا انصرفت

فاستعمل لما خفي من حديث النفس {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوريد} هو حبل العاتق، وهو ممتد من ناحية حلقه إلى عاتقه، وهما وريدان من عن يمين وشمال.
وقال الحسن: الوريد: الوتين، وهو عرق معلق بالقلب، وهو تمثيل للقرب بقرب ذلك العرق من الإنسان، أي: نحن أقرب إليه من حبل وريده، والإضافة بيانية، أي: حبل هو الوريد.
وقيل: الحبل هو نفس الوريد، فهو من باب مسجد الجامع.
ثم ذكر سبحانه أنه مع علمه به وكل به ملكين يكتبان، ويحفظان عليه عمله إلزامًا للحجة فقال: {إِذْ يَتَلَقَّى المتلقيان} الظرف منتصب بما في {أَقْرَبُ} من معنى الفعل، ويجوز أن يكون منصوبًا بمقدّر هو اذكر، والمعنى: أنه أقرب إليه من حبل وريده حين يتلقى {المتلقيان}، وهما الملكان الموكلان به ما يلفظ به، وما يعمل به، أي: يأخذان ذلك ويثبتانه، والتلقي: الأخذ، أي: نحن أعلم بأحواله غير محتاجين إلى الحفظة الموكلين به، وإنما جعلنا ذلك إلزامًا للحجة، وتوكيدًا للأمر.
قال الحسن، وقتادة، ومجاهد: المتلقيان ملكان يتلقيان عملك أحدهما عن يمينك يكتب حسناتك، والآخر عن شمالك يكتب سيئاتك.
وقال مجاهد أيضًا: وكل الله بالإنسان ملكين بالليل، وملكين بالنهار يحفظان عمله، ويكتبان أثره {عَنِ اليمين وَعَنِ الشمال قَعِيدٌ} إنما قال: {قعيد}، ولم يقل قعيدان وهما اثنان؛ لأن المراد: عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد، فحذف الأوّل لدلالة الثاني عليه، كذا قال سيبويه كقول الشاعر:
نحن بما عندنا وأنت بما ** عندك راض والرأي مختلف

وقال الفرزدق:
وأتى وكان وكنت غير عذور

أي: وكان غير عذور، وكنت غير عذور، وقال الأخفش، والفراء: إن لفظ قعيد يصلح للواحد والاثنين والجمع ولا يحتاج إلى تقدير في الأوّل.
قال الجوهري، غيره من أئمة اللغة والنحو: فعيل وفعول مما يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع، والقعيد المقاعد كالجليس بمعنى المجالس {مَّا يَلْفِظُ مِن قول إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} أي: ما يتكلم من كلام، فيلفظه ويرميه من فيه إلاّ لديه أي: لدى ذلك اللافظ رقيب أي: ملك يرقب قوله ويكتبه، والرقيب: الحافظ المتتبع لأمور الإنسان الذي يكتب ما يقوله من خير وشر، فكاتب الخير هو ملك اليمين، وكاتب الشرّ ملك الشمال.
والعتيد: الحاضر المهيأ.
قال الجوهري: العتيد الحاضر المهيأ، يقال: عتده تعتيدًا وأعتده اعتدادًا أي: أعده، ومنه {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ متكأ} [يوسف: 31] والمراد هنا: أنه معدّ للكتابة مهيأ لها {وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقّ} لما بيّن سبحانه أن جميع أعمالهم محفوظة مكتوبة ذكر بعده ما ينزل بهم من الموت، والمراد بسكرة الموت: شدّته وغمرته التي تغشى الإنسان، وتغلب على عقله، ومعنى {بالحق}: أنه عند الموت يتضح له الحق، ويظهر له صدق ما جاءت به الرسل من الإخبار بالبعث والوعد والوعيد، وقيل: الحق هو الموت، وقيل: في الكلام تقديم وتأخير، أي: {وجاءت سكرة الحق بالموت}، وكذا قرأ أبو بكر الصديق، وابن مسعود.
والسكرة: هي الحق، فأضيفت إلى نفسها لاختلاف اللفظين، وقيل: الباء للملابسة كالتي في قوله: {تَنبُتُ بالدهن} [المؤمنون: 20] أي: ملتبسة بالحق، أي: بحقيقة الحال، والإشارة بقوله: {ذلك} إلى الموت، والحيد: الميل، أي: ذلك الموت الذي كنت تميل عنه، وتفرّ منه، يقال: حاد عن الشيء يحيد حيودًا، وحيدة وحيدودة: مال عنه وعدل، ومنه قول طرفة:
أبو منذر رمت الوفاء فهبته ** وحدت كما حاد البعير عن الدحض

وقال الحسن: تحيد: تهرب {وَنُفِخَ في الصور} عبّر عنه بالماضي؛ لتحقق وقوعه، وهذه هي النفخة الآخرة للبعث {ذَلِكَ يَوْم الوعيد} أي: ذلك الوقت الذي يكون فيه النفخ في الصور يوم الوعيد الذي أوعد الله به الكفار.
قال مقاتل: يعني بالوعيد: العذاب في الآخرة، وخصّص الوعيد مع كون اليوم هو يوم الوعد والوعيد جميعًا لتهويله.
{وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} أي: جاءت كل نفس من النفوس معها من يسوقها، ومن يشهد لها، أو عليها.
واختلف في السائق والشهيد، فقال الضحاك: السائق من الملائكة، والشهيد من أنفسهم، يعني: الأيدي والأرجل.
وقال الحسن، وقتادة: سائق يسوقها، وشاهد يشهد عليها بعملها، وقال ابن مسلم: السائق: قرينها من الشياطين، سمي سائقًا لأنه يتبعها وإن لم يحثها.
وقال مجاهد: السائق والشهيد ملكان.
وقيل: السائق: الملك، والشهيد: العمل، وقيل: السائق: كاتب السيئات، والشهيد: كاتب الحسنات، ومحل الجملة النصب على الحال {لَّقَدْ كُنتَ في غَفْلَةٍ مّنْ هذا} أي: يقال له: لقد كنت في غفلة من هذا، والجملة في محل نصب على الحال من {نفس}، أو مستأنفة كأنه قيل: ما يقال له، قال الضحاك: المراد بهذا: المشركون؛ لأنهم كانوا في غفلة من عواقب أمورهم.
وقال ابن زيد: الخطاب للنبيّ صلى الله عليه وسلم، أي: لقد كنت يا محمد في غفلة من الرسالة.
وقال أكثر المفسرين: المراد به جميع الخلق برّهم، وفاجرهم، واختار هذا ابن جرير.
قرأ الجمهور بفتح التاء من {كنت}، وفتح الكاف في {غطاءك}، و{بصرك} حملًا على ما في لفظ {كل} من التذكير.
وقرأ الجحدري، وطلحة بن مصرف بالكسر في الجميع على أن المراد النفس {فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ} الذي كان في الدنيا، يعني: رفعنا الحجاب الذي كان بينك وبين أمور الآخرة، ورفعنا ما كنت فيه من الغفلة عن ذلك {فَبَصَرُكَ اليوم حَدِيدٌ} أي: نافذ تبصر به ما كان يخفى عليك في الدنيا.
قال السديّ: المراد بالغطاء: أنه كان في بطن أمه فولد، وقيل: إنه كان في القبر فنشر، والأوّل أولى.
والبصر قيل: هو بصر القلب، وقيل: بصر العين، وقال مجاهد: بصرك إلى لسان ميزانك حين توزن حسناتك وسيئاتك، وبه قال الضحاك.
{وَقال قَرِينُهُ هذا مَا لَدَىَّ عَتِيدٌ} أي قال الملك الموكل به: هذا ما عندي من كتاب عملك عتيد حاضر قد هيأته، كذا قال الحسن، وقتادة، والضحاك.
وقال مجاهد: إن الملك يقول للربّ سبحانه: هذا الذي وكلتني به من بني آدم قد أحضرته، وأحضرت ديوان عمله.
وروي عنه أنه قال: إن قرينه من الشياطين يقول ذلك أي: هذا ما قد هيأته لك بإغوائي وإضلالي.
وقال ابن زيد: إن المراد هنا قرينه من الإنس، وعتيد مرفوع على أنه صفة لما إن كانت موصوفة، وإن كانت موصولة فهو خبر بعد خبر، أو خبر مبتدأ محذوف {أَلْقِيَا في جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ} هذا خطاب من الله عزّ وجلّ للسائق والشهيد.
قال الزجاج: هذا أمر للملكين الموكلين به وهما السائق، والشاهد: كل كفار للنعم عنيد مجانب للإيمان {مَّنَّاعٍ لّلْخَيْرِ} لا يبذل خيرًا {مُعْتَدٍ} ظالم لا يقرّ بتوحيد الله {مُرِيبٍ} شاكّ في الحق، من قولهم أراب الرجل: إذا صار ذا ريب.
وقيل: هو خطاب للملكين من خزنة النار، وقيل: هو خطاب لواحد على تنزيل تثنية الفاعل منزلة تثنية الفعل وتكريره.
قال الخليل، والأخفش: هذا كلام العرب الصحيح أن يخاطب الواحد بلفظ الاثنين يقولون: ارحلاها وازجراها، وخذاه وأطلقاه للواحد.
قال الفراء: العرب تقول للواحد: قوما عنا.
وأصل ذلك أن أدنى أعوان الرجل في إبله وغنمه ورفقته في سفره اثنان، فجرى كلام الرجل للواحد على ذلك، ومنه قولهم للواحد في الشعر: خليليّ كما قال امرؤ القيس:
خليلي مرّا بي على أم جندب ** نقض لبانات الفؤاد المعذب

وقوله:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ** بسقط اللوى بين الدخول فحومل

وقول الآخر:
فإن تزجراني يابن عفان أنزجر ** وإن تدعواني أحم عرضًا ممنعا

قال المازني: قوله: {أَلْقِيَا} يدل على ألق ألق.
قال المبرد: هي تثنية على التوكيد، فناب ألقيا مناب ألق ألق.
قال مجاهد، وعكرمة: العنيد: المعاند للحق، وقيل: المعرض عن الحق، يقال: عند يعند بالكسر عنودًا: إذا خالف الحق {الذى جَعَلَ مَعَ الله إلها ءاخَرَ} يجوز أن يكون بدلًا من {كل}، أو منصوبًا على الذم، أو بدلًا من {كفار}، أو مرفوعًا بالابتداء، أو الخبر {فألقياه في العذاب الشديد} تأكيد للأمر الأول، أو بدل منه {قال قرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ} هذه الجملة مستأنفة لبيان ما يقوله القرين، والمراد بالقرين هنا: الشيطان الذي قيض لهذا الكافر، أنكر أن يكون أطغاه، ثم قال: {ولكن كَانَ في ضلال بَعِيدٍ} أي: عن الحق فدعوته، فاستجاب لي، ولو كان من عبادك المخلصين لم أقدر عليه، وقيل: إن قرينه الملك الذي كان يكتب سيئاته، وإن الكافر يقول: ربّ إنه أعجلني فيجيبه بهذا، كذا قال مقاتل، وسعيد بن جبير، والأوّل أولى، وبه قال الجمهور.
{قال لاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَىَّ} هذه الجملة مستأنفة جواب سؤال مقدّر؛ كأنه قيل: فماذا قال الله؟ فقيل: {قال لاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَىَّ} يعني: الكافرين وقرناءهم، نهاهم سبحانه عن الاختصام في موقف الحساب، وجملة: {وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بالوعيد} في محل نصب على الحال، أي: والحال أن قد قدّمت إليكم بالوعيد بإرسال الرسل، وإنزال الكتب، والباء في {بالوعيد} مزيدة للتأكيد، أو على تضمين قدّم معنى تقدّم {مَا يُبَدَّلُ القول لَدَىَّ} أي: لا خلف لوعدي، بل هو كائن لا محالة، وقد قضيت عليكم بالعذاب، فلا تبديل له، وقيل: هذا القول هو قوله: {مَن جَاء بالحسنة فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بالسيئة فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا} [الأنعام: 160] وقيل: هو قوله: {لأمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجنة والناس أَجْمَعِينَ} [السجدة: 13] وقال الفراء، وابن قتيبة: معنى الآية: أنه ما يكذب عندي بزيادة في القول، ولا ينقص منه لعلمي بالغيب، وهو قول الكلبي.