فصل: قال أبو عمرو الداني:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ثم تحدثت عن دلائل القدرة والوحدانية، في هذا الكون الفسيح، في سمائه وأرضه، وجباله ووهاده، وفي خلق الإنسان في أبدع صورة وأجمل تكوين، وكلها دلائل على قدرة رب العالمين {وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون وفي السماء رزقكم وما توعدون} الآيات.
ثم انتقلت للحديث عن قصص الرسل الكرام، وعن موقف الأمم الطاغية من أنبيائهم، وما حل بهم من العذاب والدمار، فذكرت قصة (إبراهيم) و(لوط) وقصة (موسى) وقصة الطغاة المتجبرين من قوم عاد وثمود وقوم نوح، وفي ذكر القصص وتكراره في القرآن تسلية للرسل الكرام، وعبرة لأولى الأبصار، يعتبر بها من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون} الآيات.
وختمت السورة الكريمة ببيان الغاية من خلق الإنس والجن، وهي معرفة الله جل وعلا، وعبادته وتوحيده، وإفراده بالإخلاص والتوجه لوجهه الكريم، بأنواع القربات والعبادات {وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} الآيات إلى نهاية السورة الكريمة. اهـ.

.قال أبو عمرو الداني:

سورة والذاريات مكية وقد ذكر نظيرتها في غير المدني الأخير والمكي ولا نظير لها فيهما.
وكلمها ثلاث مئة وستون كلمة ككلم والنجم.
وحروفها ألف ومائتان وسبعة وثمانون حرفا.
وهي ستون آية في جميع العدد ليس فيها اختلاف ولا مما يشبه الفواصل شيء.

.ورءوس الآي:

{ذروا}.
1- {وقرأ}.
2- {يسرا}.
3- {أمرا}.
4- {لصادق}.
5- {لواقع}.
6- {الحبك}.
7- {مختلف}.
8- {أفك}.
9- {الخراصون}.
10- {ساهون}.
11- {الدين}.
12- {يفتنون}.
13- {تستعجلون}.
14- {وعيون}.
15- {محسنين}.
16- {يهجعون}.
17- {يستغفرون}.
18- {والمحروم}.
19- {للموقنين}.
20- {تبصرون}.
21- {توعدون}.
22- {تنطقون}.
23- {المكرمين}.
24- {منكرون}.
25- {سمين}.
26- {تأكلون}.
27- {عليم}.
28- {عقيم}.
29- {العليم}.
30- {المرسلون}.
31- {مجرمين}.
32- {طين}.
33- {للمسرفين}.
34- {المؤمنين}.
35- {المسلمين}.
36- {الأليم}.
37- {مبين}.
38- {أو مجنون}.
39- {مليم}.
40- {العقيم}.
41- {كالرميم}.
42- {حين}.
43- {ينظرون}.
44- {منتصرين}.
45- {فاسقين}.
46- {لموسعون}.
47- {الماهدون}.
48- {تذكرون}.
49- {مبين}.
50- {مبين}.
51- {أو مجنون}.
52- {طاغون}.
53- {بملوم}.
54- {المؤمنين}.
55- {ليعبدون}.
56- {يطعمون}.
57- {المتين}.
58- {يستعجلون}.
59- {يوعدون}. اهـ.

.فصل في معاني السورة كاملة:

.قال المراغي:

سورة الذاريات:
{الذاريات}: الرياح تذرو التراب وغيره: أي تفرقه، والوقر: حمل البعير وجمعه أوقار: أي أثقال، والحاملات وقرا: هي الرياح الحاملات للسحاب المشبع ببخار الماء، واليسر: السهولة، والجاريات يسرا: هي الرياح الجارية في مهابّها بسهولة، والمقسمات أمرا: هي الرياح التي تقسم الأمطار بتصريف السحاب، و{ما توعدون}: هو البعث والحشر للحساب والجزاء، و{الدين}: الجزاء، و{واقع}: أي حاصل، و{الحبك}: الطرق واحدها حبيكة، {مختلف}: أي متناقض مضطرب في شأن اللّه، فبينا تقولون إنه خالق السموات تقولون بصحة عبادة الأوثان معه، وفى شأن الرسول فتارة تقولون إنه مجنون وتارة تقولون إنه ساحر، وفى شأن الحشر فتارة تقولون لا حشر ولا بعث، وأخرى تقولون: الأصنام شفعاؤنا عند اللّه يوم القيامة، {يؤفك عنه من أفك}: أي يصرف عن {القول المختلف}: أي بسببه من صرف عن الإيمان، و{الخرّاصون}: أي الكذابون من أصحاب القول المختلف، {في غمرة}: أي في جهل يشملهم ويغمرهم شمول الماء الغامر، {ساهون}: أي غافلون عما أمروا به، {أيان يوم الدين}: أي متى يوم الجزاء: أي متى حصوله، {يفتنون}: أي يحرقون، وأصل الفتن: إذابة الجوهر ليعرف غشه، فاستعمل في الإحراق والتعذيب، {فتنتكم}: أي عذابكم المعدّ لكم.
{فى جنات وعيون}: أي في بساتين تجرى من تحتها الأنهار، {محسنين}: أي مجوّدين لأعمالهم، والهجوع: النوم ليلا والهجعة النومة الخفيفة، و{الأسحار}: واحدها سحر وهو السدس الأخير من الليل، {حق}: أي نصيب وافر يوجبونه على أنفسهم تقربا إلى ربهم وإشفاقا على عباده، والسائل: هو المستجدى الطالب العطاء، و{المحروم}: هو المتعفف الذي يحسبه الجاهل غنيا فيحرم الصدقة من أكثر الناس، {آيات}: أي دلائل على قدرته تعالى من وجود المعادن والنبات والحيوان، والدحو في بعض المواضع والارتفاع في بعضها الآخر عن الماء، واختلاف أجزائها في الكيفيات والخواص. {للموقنين}: أي للموحدين الذين سلكوا الطريق الموصل إلى معرفة اللّه، فهم نظارون بعيون باصرة، وأفهام نافذة، {وما توعدون}: أي والذي توعدونه من خير أو شر.
الضيف: لفظ يستعمل للواحد والكثير، {المكرمين}: أي عند إبراهيم إذ خدمهم هو وزوجه وعجل لهم القرى وأجلسهم في أكرم موضع، {قوم منكرون}: أي قوم لا عهد لنا بكم من قبل، وقد قال ذلك إبراهيم عليه السلام للتعرف بهم كما تقول لمن لقيته وسلم عليك: أنا لا أعرفك، تريد عرّف لى نفسك وصفها، {فراغ إلى أهله}: أي ذهب إليهم خفية من ضيفه، {سمين}: أي ممتلىء بالشحم واللحم، {فقربه إليهم}: أي وضعه لديهم، {فأوجس منهم خيفة}: أي أضمر في نفسه الخوف منهم، امرأته هي سارّة لما سمعت بشارتهم له، {صرّة}: أي صيحة، {فصكت وجهها}: أي ضربت بيدها على جبهتها وقالت: يا ويلتا، {عجوز عقيم}: أي أنا كبيرة السن لا ألد.
الخطب: الشأن الخطير، أي فما شأنكم الذي أرسلتم لأجله سوى البشارة، {إلى قوم مجرمين}: هم قوم لوط، {من طين}: أي من طين متحجر وهو السجيل، {مسومة}: أي معلّمة من السّومة وهى العلامة، {للمسرفين}: أي المجاوزين الحد في الفجور، {من المؤمنين}: أي ممن آمن بلوط، {غير بيت}: أي غير أهل بيت، والمراد بهم لوط وابنتاه {آية}: أي علامة دالة على ما أصابهم من العذاب.
{بسلطان مبين}: أي بحجة واضحة هي معجزاته الظاهرة كاليد والعصا، والركن: ما يركن إليه الشيء ويتقوّى به، والمراد هنا جنوده وأعوانه ووزراؤه كما جاء في سورة هود {أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ}، {فأخذناه}: أي أخذ غضب وانتقام، نبذناهم: أي طرحناهم، {في اليمّ}: أي في البحر، {مليم}: أي آت بما يلام عليه، و{العقيم}: أي التي لا خير فيها ولا بركة، فلا تلقح شجرا ولا تحمل مطرا، سميت عقيما لأنها أهلكتهم وقطعت دابرهم، الرميم: البالي من عظم ونبات وغير ذلك، {فعتوا}: أي فاستكبروا عن الامتثال، و{الصاعقة}: نار تنزل بالاحتكاكات الكهربية، {منتصرين}: أي ممتنعين من عذاب اللّه بغيرهم ممن أهلكهم، {فاسقين}: أي خارجين من طاعة اللّه، متجاوزين حدوده. الأيد والآد: القوة، {لموسعون}: أي لذو سعة يخلقها وخلق غيرها من الوسع بمعنى الطاقة، {فرشناها}: أي بسطناها ومهدناها من مهدت الفراش إذا بسطته ووطّأته، وتمهيد الأمور: تسويتها وإصلاحها، {ومن كل شىء}: أي ومن كل جنس من الحيوان، {زوجين}: أي ذكر وأنثى، ففروا إلى اللّه: أي اعتصموا بحبل اللّه وأقروا بوحدانيته، إنى لكم منه نذير مبين: أي إنى لكم من عقابه منذر ومخوّف.
{فتول عنهم}: أي أعرض عن جدلهم، {وذكّر}: أي دم على التذكير والموعظة، {إلا ليعبدون}: أي إلا لآمرهم بعبادتي لا لاحتياجى إليهم، {المتين}: أي الشديد القوة، {ذنوبا}: أي نصيبا من العذاب، وأصل الذنوب: الدلو العظيمة الممتلئة ماء، {أصحابهم}: أي نظرائهم، {فويل للذين كفروا}: أي هلاك لهم. اهـ. باختصار.

.قال الفراء:

سورة الذاريات:
{وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا}.
قوله عز وجل: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} يعنى: الرياح.
{فَالْحَامِلاَتِ وِقرًا}.
{فَالْحَامِلاَتِ وِقرًا} يعنى: السحاب لحملها الماء.
{فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا}.
{فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا}، وهى السفن تجرى ميسّرَة {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا}: الملائكة تأتى بأمر مختلف: جبريل صاحب الغلطة، وميكائيل صاحب الرحمة، وملك الموت يأتى بالموت، فتلك قسمة الأمور.
{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ}.
وقوله: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ}.
الحُبك: تكسُّر كل شىء، كالرملة إذا مرت بها الريح الساكنة، والماء القائم إذا مرت به الريح، والدرع درع الحديد لها حُبُك أيضا، والشَّعرة الجَعدة تكسُّرُها حبك، وواحد الحبك: حِباك، وحَبِيكة.
{إِنَّكُمْ لَفِي قول مُّخْتَلِفٍ}.
وقوله: {إِنَّكُمْ لَفِي قول مُّخْتَلِفٍ}.
جواب للقسم، والقول المختلف: تكذيب بعضهم بالقرآن وبمحمد، وإيمان بعضهم.
{يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ}.
وقوله: {يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ}.
يريد: يُصرف عن القرآن والإيمان من صُرف كما قال: {أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا} يقول: لتصرفنا عن آلهتنا، وتصُدَّنا.
{قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ}.
وقوله: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ}.
يقول: لُعن الكذابون الذين قالوا: محمد صلى الله عليه: مجنون، شاعر، كذاب، ساحر. خرّصوا مالا علم لهم به.
{يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ}.
وقوله: {يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ}.